رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بكائية مالك بن الريب التميميّ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
روان صبري




عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 14/03/2012

بكائية مالك بن الريب التميميّ Empty
مُساهمةموضوع: بكائية مالك بن الريب التميميّ   بكائية مالك بن الريب التميميّ Emptyالأربعاء مارس 28, 2012 2:52 pm

{{ مالك بن الريب يرثي نفسه عند حضور وفاته }}


{{ نبذة عن الشاعر }}
---------------


مالك بن الريب حوط بن قرط بن حسيل بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن التميمي , وعندما نقف أمام بكائية مالك بن الريب التميمي

نجد أنفسنا أمام سيل من الحزن اللامتناهي.. نستشف عاطفة شاعر متشبث

بالحياة حتى آخر رمق ..تتلون

اللحظات الأخيرة في عين مالك بن الريب يصورها شعرا خلجات نفس تودع الدنيا بنزيف الشعر

مالك بن الريب رُوِيَ أنه كان صعلوكا قاطع طريق فمرّ عليه سعيد بن عثمان بن عفان

في جيش لفتح ( مرو ) إقليم من أقاليم خراسان.

اقتنع مالك بانضمامه إلى الجيش وترك الصعلكة وقطع الطريق وأصبح

غازيا في سبيل الله

واختلفت الروايات في موته فبعض الروايات تشير إلى أنه مات مسموما

لدغته أفعى كانت في رحله.

والبعض يقول أنه أصيب بسهم فجرحه واندمل الجرح على ( غل ) وانفجر

عند عودته

وهوشاعر إسلامي مجيد مقل، لم يشتهر من شعره إلا القصيدة السابقة

ومقاطع شعرية في الوصف والحماسة وردت في كتاب الأغاني.

وكان مالك شابا شجاعا فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه ولكنه استغل قوته

في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه, لازم شظاظ الضبي الذي قالت عنه

العرب ألص من شظاظ

وقد أحس بالموت فقال قصيدة يرثي فيها نفسه. وصارت

قصيدته تعرف ببكائية مالك بن الريب التميمي.
-------------------------------------------------------------
(( القصيدة ))


------
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركبُ عرضه وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا مزار ولكن الغضا ليس دانيا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
وأصبحت في أرض الأعادي بعدما أراني عن أرض الأعادي قاصيا
دعاني الهوى من أهل ودّي وصحبنتي بذي الطبسين، فالتفت ورائيا
أجبت الهوى لما دعاني بزفرة تقنعت، منها أن ألام، ردائيا
أقول وقد حالت قرى الكرد بيننا جزى الله عمرا خير ما كان جازيا
إنْ الله يرجعني من الغزو لا أرى وإن قلّ مـالي طالبا ما ورائيا
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي سفارك هذا تاركي لا أبا ليا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
فإن أنج من بابي خراسان لا أعد إليها وإن منيتموني الأمانيا
فلله دري يوم أترك طائعا بنيَّ بأعلى الرقمتين، وماليا
ودرٌ الظباء السانحات عشية يخبّرن أني هالك من ورائيا
ودر كبيريَّ الذين كلاهما عليَّ شفيق ناصح لو نهانيا
ودر الرجال الشاهدين تفتكي بأمري ألا يقصروا من وثاقيا
ودر الهوى من حيث يدعو صحابه ودر لجاجاتي ودر اتنهائيا
تذكرت من يبكي علي فلم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشـقرَ خنديداً يجـرُّ عِنانه إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
ولكنْ بأطرف (السُّمَيْنَةِ) نسوةٌ عزيزٌ عليهنَّ العشيةَ ما بيا
صريعٌ على أيدي الرجال بقفزة يُسّوُّون لحدي حيـث حُـمَّ قضائيا
ولما تراءت عند مروٌ منيّتي وحلّ بها جسمي وحانت وفاتيا
أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني يقرُّ بعيني أن سهيل بدا ليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلةٍ ولا تعُجلاني قد تبيّن مابيا
وقوما إذا ما استُل روحي فهيّئا لي القبر والأكفان ثم ابكيا ليا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي وردّا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسُداني بارك الله فيكُما من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خُذاني فجُرّاني ببردي إليكما فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطّافاً إذا الخيل أدبَرتْ سريعاً لدي الهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت محموداً لدى الزاد والقرى وعن شتم بن العم والجار وانياً
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى ثقيلاً على الأعداء عضبا لسانيا
فطورا تراني في ظلال ونعمة وطورا تراني والعتاق ركابيا
وطورا تراني في رحى مستديرة تخرق أطراف الرماح ثيابيا
وقوما على بئر الشبيكي فأسمعا بها الوحش والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقفرة تهيل عليّ الريح فيها السوافيا
ولا تنسيا عهدي خليلاي إنني تقطع أوصالي وتبلى عظاميا
فلن يعدم الولدان بثا يصيبهم ولن يعدم الميراث مني المواليا
يقولون لا تبعد وهم يدفنوني وأين مكان البعد إلا مكانيا
غداة غدٍ يا لهف نفسي على غد إذا أدلجوا عني وخلفت ثاويا
وأصبح مالي من طريف وتالد لغيري وكان المال بالأمس ماليا
فيا ليت شعري هل تغيرت الرحى رحى الحرب أو أضحت بفلج كما هيا
إذا الحيُّ حَلوها جميعاً وأنزلوا بها بَقراً حُمّ العيون سواجيا
رَعَينَ وقد كادَ الظلام يُجِنُّهـا يَسُفْنَ الخُزامى مَرةً والأقاحيا
وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحى بِرُكبانِها تعلو المِتان الفيافيا
إذا عُصَبُ الرُكبانِ بينَ (عُنَيْزَةٍ) و(بَوَلانَ) عاجوا المُبقياتِ النَّواجِيا
فيا ليت شعري هل بكت أم مالك كما كنت لو عالوا نَعِيَّـكِ باكيا
إذا مُتُّ فاعتادي القبور وسلمي على الرمس أسقيتي السحاب الغواديا
تري جَدَثٍ قد جرت الريح فوقه غبارا كلون القسطلان هابيا
رهينة أحجار وترب تضمنت قرارتها مني العظام البواليا
فيا راكبا إما عرضت فبلغن بني مالك والريب ألا تلاقيا
وبلغ أخي عمران بردي ومئزري وبلغ عجوزي اليوم أن لا تدانيا
وسلم على شيخيّ مني كليهما وبلغ كثيرا وابن عمي وخاليا
وعطل قلوصي في الركاب فإنها سَتَفلِقُ أكباداً وتبكي بواكيا
بعيد غريب الدار ثاو بقفرة يد الدهر معروفا بأن لا تدانيا
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالرّمل مني نسوةًّ لو شهد نني بكين وفدّين الطبيب المداويا
فمنهن أمّي وابنتاها وخالتي وباكية أخرى تهيج البوا كيا
وما كان عهد الرّمل مني وأهلهِ ذميماً ولا بالرّملِ ودّعت ُ قاليا
الشرح العام للأبيات
===========
ياترى هل تعود أيامنا مع الأحباب بوادي الغضا فأبيت فيه ليله أسوق النياق السريعة .
كم كنت أتمنى لو أن الغضا مشى معنا ونحن مسافرون فلم تقطع المطايا عرضه.
إن أهل الغضا أحباب مخلصون لو كانوا قريبين منا لواصلونا وزارونا ولكنهم للأسف بعيدون.
لقد كنت ضالاً فاهتديت وأصبحت في الجيش الغازي بقيادة سعيد بن عفان .

وحين أتذكر موتي ومن سيبكي عليّ لا أجد إلا رمحي وسيفي وهذا الفرس

المضمّر القوي الذي يجرٌ رسنه الى الماء دونما فارس يسقيه .

حينما شعرت بالموت عند مدينة مرو وضعف جسمي قلت لأصحابي : ارفعوا رأسي لأرى نجم سهيل

فهو نجم محبوب لدي لأنه يطلع من نحو أهلي ، وقد لا تنتظران عندي إلايوماً أو بعض ليله لأن أمري قد اتضح وموتي أصبح أمرا حتميا

فإذا خرجت روحي فاغسلاني بالسدر وجهزا أكفاني وابكيا لوفاتي واحفرا قبري برؤوس الرماح

وغطيا وجهي بالزائد من ثوبي .

ووسعا لي في قبري لأن أرض الله واسعه واسحباني إليكما بثوبي

فقد كنت أيام قوتي لايستطيع أحد أن يجرّني .وكنت انعطف على الاعداء إذا تقهقرت الخيل وأسرع إلى نجدة من يدعوني

آه على الرمّل بوادي الغضا إن فيه نساءً لو رأينني لبكين لحالتي وفدّين الطبيب بأنفسهن

منهن أمي واختاي وخالتي وزوجتي .ماكان أحسن أيام الرمل لقد كانت حميده وكان أهل الرمل محبين لنا

مخلصين في ودادنا 0

في رحاب القصيدة
==========

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة*** بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا

ليت شعري استفهام معناه ليتني أعلم، شعري هي اسم ليت، والخبر محذوف. أبيتن: بات من أخوات كان واسمها ضمير مستتر تقديره أنا. ليلة: ظرف زمان. بجنب جار ومجرور متعلق بمحذوف أبيت. (أزجي القلاص النواجيا) جملة حالية في محل نصب حال، القلاص مفعول به، نواجيا صفة. الغضى هو الشجر، وعبر بالغضى وأراد به الحياة والناس والأهل الذين يعيشون في هذه البيئة. يوجد تمني (ليت)، و(هل) تفيد التمني لأنها وقعت بعد ليت، والاستفهام ليس على حقيقته لأنه داخل في حيز التمني.
---------------

فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه **** وليت الغضى ماشى الركاب لياليا

ليت الغضى لم يقطع: تمني يختلف عن البيت الأول وهو تمني مستحيل لأن الغضى قد قطع الركب عرضه. الركب لا يقطع وهذا يعني استعارة شبهة عرض الغضى بالشيء الذي يقطع والمشبه محذوف. وأيضا شبه الغضى بالإنسان الذي يمشي (استعارة مكنية).

ألم ترني بعت الضلالة بالهدى **** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

شبه الضلالة بالشيء الذي يباع (استعارة مكنية) وأيضا هناك طباق في (الضلالة والهدى).

أصبحت في أرض الأعادي بعدما *** أراني عن أرض الأعادي قاصيا

أستخدم كلمة أصبح لأن الغارة تكون تكون في الصباح لذلك عبر بأصبح

تقول ابنتي، لما رأت طول رحلتي: *** سفارك هذا تاركي لا أباليا

(تقول) التعبير بالمضارع للدلالة على التكرار. والمراد بالسفار السفر. لا أبا ليا بها إيجاز بالحذف فهي (لا أبا حياً ليا) وقد حذفت الصفة (حيا),

فلله دري، يوم أترك طائعا *** بني بأعلى الرقمتين، وماليا

(فلله دري) أسلوب مدح يقال في تعظيم ما يفعله الإنسان والمعنى (لله) صالح عملي.

تذكرت من يبكي عليّ فلم أجد *** سوى السيف والرمح الرديني باكيا

بالبيت أسلوب قصر (طريقة النفي والاستثناء) فقد قصر البكاء على 3 أشياء فقط هم (السيف والرمح الرديني واشقر محبوك"في البيت التاسع") وهنا استعارة مكنية شبه السيف والرمح بالإنسان الذي يبكي لأنهما جوامد لا حس لهما.

وأشقر محبوك يجر لجامه ***إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا

أشقر محبوك هو فرسه، ولا مجاز عندما جعل الفرس يبكي لأن الفرس يحس وقد يعتريه إحساس بالحزن و بالبيت صورة لو رسمها الفنان لجاءت صورة عظيمة، والصورة هي (الحصان وهو يجر لجامة ليشرب الماء حزينا ليس معه صاحبه الذ كان يشعره باهتمامه. لم يترك له الموت ساقيا <-- استعارة مكنية>

ولكنْ بأطرف (السُّمَيْنَةِ) نسوةٌ *** عزيز عليهن العشية ما بيا

هنا لم يقل الرجال وقال النسوة؟ لأن النسوة يشعرن بالفقد أشد من الرجال.
العشية هي آخر اليوم واختاره لأن العشية الزمن الذي يخلو به الإنسان إلى نفسه ويتذكر ما حصل له طول اليوم وهنا تتراكب عليه الهموم والأحزان أما النهار فهو وقت حركة لا مجال فيه للعواطف فهي تهجم على الإنسان وقت العشاء. ما بيا (ما) للوصل.

صريع على أيدي الرجال بقفرة **** يسوون لحدي حيث حُمّ قضائيا

شبه نفسه بأنه صريع وما صرعه هو الموت، صريع بمعنى مفعول وقد تكون بمعنى فاعل. ألوان البلاغة إيجاز في الحذف، حذف المبتدأ وهي (أنا صريع) أي حذف المبتدأ (انا) بقفرة حذف الموصوف وأبقى الصفة. يسوون يفيد المستقبل يتصور بأنه يسوون لحده بعد موته. حيث حم قضاييا، حيث ظرف مكان، يسوون لحدي في هذا المكان، قضائيا في محل جر مضاف إليه. يسوون لحدي في محل جر صفة لقفرة، وممكن اعتبارها حال من الفاعل (صريع) أنا.

أقول لاصحابي: ارفعوني فإنه *** يقر بعيني أن سهيل بدا ليا

أقول لأصحابي ارفعوني: فيها التماس (فعل الأمر) يلتمس منهم رفعه. يقر بعيني: كناية عن السرور وأصل التركيب فيها قلب فجعل المجرور مفعولا وجعل المجرور فاعلا، أصلا تقر عيني. سهيل: نجم في السماء. الشاعر يقول وقد حضرته الوفاه ارفعوني لعله يرى سهيل ليعوضه عن رؤية وطنه فإذا رأسى سهيل فكأنه رأى وطنه. وموقع جملة ارفعوني من الإعراب هي في محل نصب مقول القول. يقل فعل مضارع بعيني جار ومجرور (أن سهيل) من أي الأنواع (أن)<--- مخففة جملة يقر في محل رفع خبر إن.

فيا صاحبي رحلي، دنا الموت فانزلا *** برابية، إني مقيم لياليا

الرابية المكان المرتفع، واختار الرابية لأنها مكان مرتفع وهي أفضل مكانا وأحسن ماءا وهواءا وخضرة وكأنه سيمكث على طول. مقيم لياليا: كناية عن قرب الموت وهي جواب سؤال مقدر (لماذا رابية). أنزلا: أو يراد به الالتماس.

وقوما، إذا ما استل روحي، فهيئا *** لي السدر والأكفان ثم ابكيا ليا

قوما: مراد به الالتماس. استل روحي كناية عن الموت. السدر نبت يغسل به الميت طيب الرائحة. لماذا قدم السدر على الأكفان؟ الترتيب الزمني السدر يقدم على الاكفان بحسب الزمن. والبيت يوحي بأنه مشرف على الموت.

وخطا باطراف الأسنة مضجعي*** وردا على عيني فضل ردائيا

الأسنة جمع سنان وهي الرمح. يقول عليكم أن تحفروا برماحي قبري، وهذا يدل على أنه رجل حرب. وكأنه يتصور بأنه سيموت وأصحابه يأتون ليغطوا رأسه ووجهه بما تبقى من ردائه، وهي صورة حقيقية وقد تكون أجمل من الصور البلاغية وليس فيها شيء من الاستعارات. مضجعي: يشبه قبره بالمضجع الذي يضطجع عليه الإنسان <--- تصريح

ولا تحسداني - بارك الله فيكما - *** من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

بارك الله فيكما جملة اعتراضية. اللون البديع: الأرض والعرض <-- جناس ناقص. أن توسعا ليا أصلها أن توسعان ليا دخلت عليها أن المصدرية فنصبتها وهي مفعول ثاني لتحسداني. لا تحسداني: نفي

خذاني فجراني ببردي إليكما***فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

فجراني: الميت يحمل ولا يجر، وهنا يريد الشاعر أن يصور حالة الضعف مثل شيء لا قيمة له. وهذا البيت يعطينا صورة لماضي حياة الشاعر والشطر الثاني يصور ما كان عليه من قوة حيث كان يقود الجيش ويجاهد. فجراني: الفعل الثاني مترتب على الفعل الأول. الرداء: ما يلبس كالجبة والعباءة. الثوب: ما يستر الجزء الأعلى من الجسم والبرد: هو الكساء الذي يلتحف به

فياليت شعري، هل بكت أم مالك *** كما كنت لو عالوا بنعيك باكيا

أم مالك: المناسب أن تكون زوجته لأن الإنسان لا يسأل عن بكاء أمه لأنها أحن إنسان على الابن، ولعلها زوجته ولعل له ولد يدعا مالك. البكاء: كناية عن الحزن. هل بكت ام مالك: فعل ماضي يراد به المستقبل. عالوا بنعيك: أعلنوا وفاتك. ليت شعري: تمني للاستفهام ليس على حقيقته (هل ستبكي أم مالك). أم مالك اسم ظاهر بمثابة الغائب. لون بلاغي: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، فأم مالك غائبة فالتفت من الغيبة إلى الالتفات، فقال يخاطبها (بنعيك) بدل من أني يقول بنعيها، بالتالي انتقل من الغيبة إلى الالتفات.

إذا مت فاعتادي القبور فسلمي **** على الرمس، اسقيت السحاب الغوانيا

إذا مت فاعتادي القبور: المراد للعهد. إذا تستخدم في الأمور المحققة، وإن تستعمل في الأمور المشكوك فيها. فاعتادي القبور: الأصل (فاعتادي زيارة القبور) فهنا إيجاز حذف.

فيا صاحبي، إما عرضت فبلغن *** بني مازن والريب أن لا تلاقيا

فيا صاحبي (صاحب واحد). إن عرضت فبلغن: أمر التماس والنون للتوكيد (بلغن) يوكد الفعل المضارع كثيرا بعد (إما) إن عرضت بلغ

وعطل قلوصي في الركاب فإنها*** ستفلق أكبادا وتبكي بواكيا

وعطل قلوصي: المحارب يكون معه فرسه والقلوص (الناقة) للارتحال وليس للحرب وهنا يوحي بإكارمها لأنه آن لها أن تستريح ولفرسه أيضا يستريح، ويتصور أن ناقته حزينة عليه وذكر ستفلق أكبادا كناية عن شدة الحزن. الذين تعودوا على لابكاء تجمد قلوبهم ولكن عندما يرون الناقة سيعاودون البكاء لأن الإبل له تأثير على من له علاقة بالميت.

بعيد غريب الدار ثاو بقفرة*** يد الدهر، معروفا بأن لا تدانيا

إيجاز حذف المبتد وهي (أنا) بعيد غريب الدار، حذفت أنا وهي مبتدأ. يد الدهر <-- بمعنى أبد الدهر

أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى *** به من عيون المؤنسات مراعيا

الرحل يقصد به ما يوضع فوق ظهر الناقة وهنا المراد به المكان الذي يقيم فيه وهو المناسب لهذا البيت. فلا (أرى) : أنس من (أجد) لأن المحتضر يقلب طرفه يريد أن يرى أهله فالمناسب هو الرؤية وليس الوجود.

وبالرمل مني نسوة لو شهدنني*** بكين وفدين الطبيب المداويا

عمل إيجابي لو أن النسوة رأوه سيحاولن وسيسعون للطبيب ليداويه. فدّاه وفدَاه: استنقذه بنفسه أو ماله داوى المريض: عالجه وأذهب دواه (والدوا هو المرض). لو شهدنني: هناك حذف طويل حذف (لو تشهدنني على الحالة التي أنا عليها) ويعتبر إيجاز حذف (حذف طويل).

فمنهن أمي وابنتاها وخالتي*** وباكية أخرى تهيج البواكيا

فمنهن أمي: وهذا يؤكد أن أم مالك ليست أمه بل هي زوجته لأنه في هذا البيت ذكر أمه. تهيج البواكي: امرأة وظيفتها أن تشعل البكاء على الميت.
===========================

شرح المفردات
) الغضى) : شجر من الأثل خشبه من أصلب الخشب، وجمره يبقى زمنا طويلا لا ينطفئ. واحدته: غضاة. وأهل الغضى: أهل نجد لكثرته هناك.
) الرمح الرديني) : منسوب إلى ردينة، وهي امرأة كانت تثقف الرماح، أي تقومها) فرس محبوك) : قوي شديد
) وحل بها جسمي) : أي: اختل واضطرب) الرديني ) : الرمح القوي نسبه الى ردينه وهي قبيله كانت تجيد صنع الرماح

) أشقر محبوك) : يعني حصانه الاشقر القوي

) تراءت) :ظهرت وبدت. مرو:عاصمة خراسان .(حل) :ضعف

(سهيل) : نجم لامع يطلع من الجنوب كان العرب يحبونه ويكثرون من ذكره

) ياصاحبي رحلي) : ياصاحبي في سفري

) السدر) : ورق السدر( العر ب يستخدمونه بدلا من الصابون (

) فضل ردائيا ) : الزائد من ثوبي

) بردي) :ثوبى

(عطافا) ً: انعطف نحو الأعداء مهاجماً.(احجمت) :تراجعت

) باكيه أخرى ) :يعني زوجته .


{{ التعليق على القصيدة }}

إذا تأملت هذه القصيده العظيمه اتضحت لك فيها الخصائص الآتيه:
1. = أن العاطفه فيها في أوج الصّدق والحراره لأن الشاعر حين يرثي نفسه يكون منفعلاً بإحاس لا مثيل له
2. = إذ نفسه أغلى عليه من كل غالٍ .وهذه الخاصيه جعلت هذه القصيده من أشهر المراثي في الشعر العربي
3. = المعاني فيها ابتكار وروعه كحديثه عن سيفه ورمحه وحصانه وهي تبكي بطولته وفروسيته
4. = وفي توصياته لرفاقه تأثير موجع حقاً ومن معانيه الطريفة : قوله (( خُطّا بأطراف الأسنّة مضجعي)) .
5. = ومن أجمل معانيه مقارنته بين حالته وهو ميت يسهل على أصحابه أن يجرّوه وبين حالته وهو في كامل صحته حين كان من الصعب على أصحابه أن يفغلوا ذلك

6. = كما أنّ في ذكره لزوجته
ووالدته وقريباته ،وتصوير شعورهنّ حين يبلغهن النبأ إبداعاً مميزاً .

7. =.الصور الخيالية الواردة في معظم القصيدة بدويه ولكنّ بعضها يوضح جوّ الفتوح الإسلامية

8. = ومن الإشارات البدويه ((أزجي القلاص النواجيا / لم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا /
واشقر محبوك / سهيل / ياصاحبي رحلي / هيئا السدر / .
.9= وفي القصيدة تكرار بليغ الوقع والتأثير ،فقد كرر كلمتي الغضا والرّمل عدة مرات
لشدة حبه لهذين الموضعين .حتى لقد كرر كلمة الغضا ثلاث مرات في بيت واحد وهو البيت الثالث ..

(( تحليـــــــــــــــــل النـــــــــــــــــــــــص((

منذ أن تنفست القصيدة الحياة؛ استنشقت نسمات الحسرة محلاة بأمنية هي غاية المنى، فبدأت باستفتاحية كلامية موسيقية تحمل طابع الألم الهامس المتأوه والمُفشى عنه بدلالة أبجديات اللغة الهامسة.

ففي اللحظة التي يظلل الموت فيها الذات تبزغ أمنية كأنما قضيت دونها الأماني، أمنية هي المستحيل في أنصع صوره (هـل أبيتـنَّ ليلـةً )، ولم تكن ركيزة هذه الأمنية إلا سلطة امتدت من عتبة القصيدة حتى مداها، سلطة تمد جناحيها على القصيدة برمتها فلا يفتأ ريشها متساقطا بين ثنايا الأبيات. تلكم هي سلطة المكان الذي تغلغل في سويداء الذات. ذلك المكان الذي عبر عنه بسِمتِه عنه؛ (1)فالغضى هو نبات صحراوي تعرف به نجد؛ ويجمع بين صلابة خشبه وطول أمد اتقاد جمره،"(2) كما يجمع مع جمال مظهره مسيس الحاجة إليه؛ فكان هذا النبات أيقونة من بلور المكان الذي يجسده في أولى مشاهده. وقد اشتهر وادي الغضى بذئابه التي تعد أشرس الذئاب قاطبة، فالدالة جامعة لخصائص حولتها من مجرد شامة للمكان إلى معادلٍ موضوعي للذات التي جمعت بين حسن مظهرها وقوة بأسها وسطوتها وثورة طباعها في بوتقة فريدة عجيبة، فنجد تكرار المفردة بإيقاع متتابع بلا نظام؛ فتارة يكون الغضى للغضى عينه لما ترحل به أمنيته شوقا إلى هناك، حيث الإبل العظام الفتيه السريعة تساق بأمره وتقاد، وهو باستحضاره لهذه الذكرى يحاول درء العجز الملازم له في هذه الساعة؛ فالزج حركة قوية تلاءم فيها المعنى مع اللحن الموسيقي؛ فأحدثت في الأبيات انتقاله من اللحن الهادئ المؤلم إلى اللحن العاصف المدوي؛ فالجيم المكررة والقاف حرفي قلقلة واضطراب تعكس ما تحياه الذات، والزاي والصاد حرفي صفير ترمز إلى القوة المتطلبة لهذه المهمة والآملة الذات فيها.
ثم نجدها _الذات_ تحيط أمنيتها بهالة من الملامة لما تتمنى انتفاء واقعة مضت ( 3 ) (فليتَ الغضى لم يقطَعِ الركبَ عرضَه) ويا لها من أمنية تسربل الأسى؛ تحاول أن تدير رحى الزمن لتغير واقعا تأباه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أستاذ خالد سعد




عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

بكائية مالك بن الريب التميميّ Empty
مُساهمةموضوع: شكر واجب للأستاذة روان صبري   بكائية مالك بن الريب التميميّ Emptyالأربعاء مارس 28, 2012 9:07 pm

الشكر كل الشكر للفاضلة المحترمة الأستاذة روان صبري على مشاركاتها الطيبة والمتميزة-بارك الله فيك ونفعنا بك وبعلمك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بكائية مالك بن الريب التميميّ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ألفية ابن مالك
»  ألفية ابن مالك --- الدرس الأول
» ورحل مالك الحزين إبراهيم أصلان
» همزة إن وأحوالها .. من "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك"
» مقدمة لدراسة المعجمات اللغوية (مقالة لأبي مالك العوضي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: ادب وفنون :: شعر وشعراء-
انتقل الى: