رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نازك الملائكة عاشقة الليل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أستاذ خالد سعد




عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

نازك الملائكة عاشقة الليل Empty
مُساهمةموضوع: نازك الملائكة عاشقة الليل   نازك الملائكة عاشقة الليل Emptyالخميس يناير 12, 2012 11:14 pm


يا ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ

أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ

جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ

حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ

ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ

****

هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شُهد الوادي سُـــرَاها

أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــــا

ومَضتْ تستقبلُ الواديْ بألحــانِ أساهــا

ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّــي شَفَتاهــا

آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهـــا

****

جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ

وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ

فنَضتْ بُرْدَ نهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ

وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ

فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ

****

إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ

هوذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنٍّ

تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ

فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّــي

وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ

****

ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسماءِ ؟

أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟

أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟

أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟

عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء

****

طيفُكِ الساري شحوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ

لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّه الليلُ العـريضُ

فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ

آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ

فارجِعي لا تَسْألي البَرْق فما يدري الوميضُ

عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُولِ ؟

ما الذي ساقكِ طيفاً حالماً تحتَ النخيـلِ ؟

مُسْنَدَ الرأسِ الى الكفَينِ في الظلِّ الظليلِ

مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ

ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميــلِ

****

أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ

فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ

قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ

ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ

فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ

تحليل النص بناء على عناصر الأسلوب :

العاطفة:

العاطفة المسيطرة على الشاعرة عاطفة الحزن والشعور بالضياع والتوهان.
الأفكار:

الفكرة التي تدور حولها القصيدة هي :ضياع الشاعرة وسط الظلام .
الموسيقى الخارجية:

الشاعرة في مقاطعها الشعرية لم تخرج عن نطاق التفعيلات العروضية المعروفة أما بالنسبة للقافية فقد اختارت الشاعرة لكل مقطع القافية التي تتناسب مع موضوعه فمثلا في المقطع الثاني جاءت القافية بالألف التي تقتضي انفتاح الفم وخروج الهاء وناسب ذلك الحديث عن يقظة الفتاة وانفتاح عينيها بعد أن كانت منغلقة في سبات نومها وما تبع ذلك من ألحان وعناء ومنى .. أما في المقطع السادس فقد جاءت القافية بحرف الضاد وهو حرف ثقيل وزاد ثقله حركة الضمة وقد ناسب ذلك الحديث عن مآسي الطيف من شحوب وغموض وهو مجرد خيال وما تبع ذلك من الحديث عن عدم الرحمة .
الموسيقى الداخلية:

تتمثل في الألفاظ التي اختارتها الشاعرة حيث تنسجم هذه الألفاظ مع إيقاع القصيدة ومضمونها .

الخيال:

بما أن الشاعرة من رواد الشعر الحر ولما كان هذا الشعر يقوم على الرمز فنجد الشاعرة أكثرت من استخدام الرموز وتشخيصها مثل ( الليل ) الذي يبدو في سائر مقاطع القصيدة.
أيضا ( الوادي الكئيب ) في المقطع الأول " شهد الوادي سراها, فمن العود نشيج ومن الليل أنين, تضحك الدنيا, صراخ الرعد, لن تنطق هذه الكلمات....الخ

اللغة:

اللغة جزلة حيث انتقت الشاعرة ألفاظها بعناية لتعبر عن العاطفة التي تختلج في صدرها بوضوح وحتى يتسنى للقارئ الوصول إلى المغزى الذي تريده الشاعرة , فالكلمات إيحائية توحي بالحزن الشفيف .



ثانيا : بناء على سمات شعر الشاعرة :

1- من حيث الوزن والقافية ذكر أعلاه (سابقا).

2- الغموض:

من حيث استخدام الرموز مثل الليل, الوادي الكئيب, النخيل, صراخ الرعد... وهذه الرموز لها تداعيات تختلف من قارئ إلى آخر ..
وهنا تكمن قيمة الغموض الفني الموحي الذي استخدمته الشاعرة ... وكذلك هناك ألفاظ توحي بغموض مثل " شاعرة الحيرة, الشحوب والغموض والذهول.

3- التكرار الفني عند الشاعرة :

كررت الشاعرة العديد من الكلمات أهمها: " الليل، الظلمة، الظلام، الوادي.....الخ .
وهذا التكرار له أهمية كبرى ذلك لأن محور القصيدة مبني بين طرفين الطرف الأول: العاشقة وهي الشاعرة نفسها. والطرف الثاني: الليل. وقد جلى ذلك التكرار تلك العلاقة الوطيدة بين المتحاورين ( الليل والعاشقة ).




4- الحزن الشفيف :

لما كانت العاطفة المسيطرة على الشاعرة في هذه القصيدة هي عاطفة الحزن فمما لا شك فيه أن تستخدم الشاعرة ألفاظا توحي بما يعتمل في داخلها من الشعور بالحزن فاستخدمت ألفاظا توحي بالحزن العميق الرقيق مثل ( أحزان القلوب. الوادي الكئيب. ألحان أساها. سرت طيفا حزينا فإذا الكون حزين . من العود نشيج ومن الليل أنين . ما أنت سوى آهة الحزن . من يرحم القلب المهيض . صراخ الرعد




ازك الملائكة شاعرة عراقية تمثل أحد أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث، الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن والإنسان.

ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 وتخرجت في دار المعلمين عام 1944، وفي عام 1949 تخرجت في معهد الفنون الجميلة "فرع العود"، لم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية إلى هذا الحد إذ درست اللغة اللاتينية في جامعة برستن في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك درست اللغة الفرنسية والإنكليزية وأتقنت الأخيرة وترجمت بعض الأعمال الأدبية عنها، وفي عام 1959 عادت إلى بغداد بعد أن قضت عدة سنوات في أمريكا لتتجه إلى انشغالاتها الأدبية في مجالي الشعر والنقد، والتحقت عام 1954 بالبعثة العراقية إلى جامعة وسكونسن لدراسة الأدب المقارن، وقد ساعدتها دراستها هذه المرة للاطلاع على اخصب الآداب العالمية، فإضافة لتمرسها بالآداب الإنكليزية والفرنسية فقد اطلعت على الأدب الألماني والإيطالي والروسي والصيني والهندي.

اشتغلت بالتدريس في كلية التربية ببغداد عام 1957، وخلال عامي 59 و1960 تركت العراق لتقيم في بيروت وهناك أخذت بنشر نتاجاتها الشعرية والنقدية، ثم عادت إلى العراق لتدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة البصرة

تكاد تكون نازك الملائكة رائدة للشعر الحديث، بالرغم من إن مسألة السبق في "الريادة" لم تحسم بعد بينها وبين بدر شاكر السياب، ولكن نازك نفسها تؤكد على تقدمها في هذا المجال عندما تذكر في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأنها أول من قال قصيدة الشعر الحر، وهي قصيدة "الكوليرا" عام 1947. أما الثاني -في رأيها- فهو بدر شاكر السياب في ديوانه "أزهار ذابلة" الذي نشر في كانون الأول من السنة نفسها.

لنازك الملائكة العديد من المجاميع الشعرية والدراسات النقدية منها ما ضمها كتاب ومنها ما نشر في المجلات والصحف الأدبية، أما مجاميعها الشعرية فهي على التوالي:

عاشقة الليل 1947، شظايا ورماد‍ 1949، قرار الموجة 1957، شجرة القمر1968، مأساة الحياة وأغنية الإنسان "ملحمة شعرية" 1970، يغير ألوانه البحر1977، وللصلاة والثورة 1978.

ونازك الملائكة ليست شاعرة مبدعة حسب، بل ناقدة مبدعة أيضاً، فآثارها النقدية: (قضايا الشعر المعاصر1962)، (الصومعة والشرفة الحمراء1965) و(سيكولوجية الشعر 1993) تدل على إنها جمعت بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذي يكتبه الشعراء، فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي الأستاذة الجامعية التي يعرفها الدرس الأكاديمي حق معرفة، وتمارسه بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي لأنها شاعرة ترى الشعر بعداً فنياً حراً لا يعرف الحدود أو القيود. لذلك فنازك الناقدة، ومن خلال آثارها النقدية تستبطن النص الشعري وتستنطقه وتعيش في أجوائه ناقدة وشاعرة علبدأت نازك حياتها الشعرية بقصيدة طويلة اسمها ( الموت والإنسان ) وكان ديوانها الأول ( عاشقة الليل ) وقد أصدرته عام 1947 وضم قصائد كتبت وفق الشكل الكلاسيكي القديم ، لكنها من حيث البنية الفنية والمناخات الشعرية والصور والاحساسات جديد تماما ، في عام 1949 أصدرت الديوان الثاني بعنوان ( شظايا ورماد ) تضمن قصائد جديدة على الشكل الجديد والذي أطلق عليه اسم الشعر الحر وهو بالحقيقة شعر لا يخلو من الوزن والقافية وإنما بشكل آخر يختلف عن الطريقة القديمة ، كانت قصيدتها ( الكوليرا ) المؤرخة عام 1947 إحدى القصائد التي اكتسبت شهرة كبيرة ، وقصة تلك القصيدة انه حدث في صيف عام 1947 أن حصد وباء الكوليرا الآلاف من أبناء الشعب المصري الشقيق ، وكانت كارثة فظيعة ردت عليها شاعرتنا نازك بقصيدة رائعة لها عنوان المرض نفسه ، قصيدة ليست كالقصائد التي كانت سائدة ذلك الوقت ، كانت جديدة في كل المقاييس ، مختلفة ، إيقاعها غريب عن الأذن العربية التي اعتادت ومنذ ألفي عام على أوزان الخليل ، وسرعان ما انتشر خبر القصيدة الجديدة كوليرا نازك الملائكة بين الشباب المثقف واستطاعت أن تؤثر على الذائقة الشعرية وتنتج ألاف من القصائد الشعرية ذات الأثواب الجديدة والأشكال الزاهية لنستمع إلى نازك وهي تشدو برائعتها

سكن الليل
اصغ إلى وقع صدى الأنات
في عمق الظلمة ، تحت الصمت ، على الأموات
صرخات تعلو ، تضطرب
حزن يتدفق ، يلتهب
يتعثر فيه صدى الآهات


ديوانها الثالث أصدرته عام 1957 وأسمته ( قرارة الموجة) ، ديوانها الرابع عنوانه ( الصلاة والثورة ) أصدرته عام 1978 استمرت نازك في كتاباتها الشعرية وكانت عظيمة في بداياتها حتى مطلع السبعينات ، فلم تواصل الرحلة ، وانقطعت عن الكتابة الشعرية ، وبدأت تكتب في قضايا سياسية واتهمت أنها تراجعت عن آرائها السابقة في ضرورة الحداثة ووجوب التطوير ، وقد نحاول أن نسال : ولماذا حاولت نازك النكوص عن آرائها ولم تستمر في ثورتها على الأساليب الشعرية القديمة في الوقت الذي استمر فيه الشعراء الرجال واستطاعوا ان يواصلوا عطاءهم الشعري ، حاول العديد من الباحثين ومن عشاق الشعر أن يجيبوا عن السؤال المذكور ، بعضهم قال ان نازك لم ترتد ولم تتراجع عن أفكارها وإنما وجدت بعض مدعي الشعر ممن لم يمتلكوا الموهبة يحاول الانفلات من القيود الشعرية التي لولاها لم يكن الكلام شعرا ، وانه لا يجوز برأيها أن يأتي الشعر خاليا من العنصرين الأساسيين واللذين لا يحلو الشعر بدو نهما ،إذ يكون حينئذ خاليا من الإيقاع

البعض الآخر قال إن نازك لم تعد تجد من المواضيع ما تعبر عنها فسكتت وأنها شاعرة حقا لكنها لا تمتلك من الشاعرية والإبداع ما امتلكه السياب والبياتي وحتى فدوى طوقان التي لم تسجن نفسها في سجن الذاتية الفردية وإنما عبرت عن قضايا شعبها الفلسطيني ولم تتقوقع في شرنقتها كما فعلت نازك ، وارى ان الرأي الثاني متجن على الشاعرة ، فالمراة في عالمنا العربي الإسلامي لا تمتلك من الحريات ما يمتلكها الرجل وهي بالتالي لا تجد نفسها قادرة على التعبير عن كثير من المواضيع ، كما ان نازك قد أرهقت نفسها في مواضيع جانبية لم تكن تخدم شاعريتها ، ومهما قيل من آراء متناقضة مع بعضها البعض في حق الشاعرة الكبيرة فإنها تبقى بحق نقطة مضيئة في تاريخنا الشعري والنقدي وإنها أضافت الشيء الكثير إلى الحركتين مما لايمكن نكرانه لأي منصف ، وهي موهبة شعرية كبيرة وثقافية عربية وريادة لايمكن نكرانها في مجالات الإبداع والنقد كتبت نازك النقد واثارت في نقدها قضايا كثيرة تستحق الحديث والحوار والتوقف عندها ، كقضية الشاعر واللغة والقافية في الشعر الحديث ، ومؤلفاتها في هذا المجال :قضايا الشعر المعاصر ، سيكولوجية الشعر ، ولها كتاب نقدي في شعر الشاعر الملاح علي محمود طه وحياته

اهتمت بالسيرة الذاتية ولها مختارات’ من سيرة حياتي وثقافتي ( تقصد سيرتها الشخصية )، أحبت طفولتها كثيرا وتمنت مرارا لو تمكنت من العودة الى تلك الفترة الذهبية الجميلة :

ليتني لم أزل كما كنت طفلا ليس فيه إلا السنا والنقاء كل يوم ابني حياتي أحلاما وأنسى إذا أتاني المساء

أحلام جميلة وتمنيات عذبة تعيشها الشخصية المرهفة الحساسة التي لاتملك ان تحقق أحلام حاضرها فتلجأ إلى ان تتمنى ان تعيش في الماضي السعيد حيث كانت محظوظة بين أبوين سعيدين يسرعان دائما إلى تلبية ما تطلبه وتكون هذه الشخصية ذكية فطنة مجتهدة تحظى بحب المدرسات ويقديرهن لما تقوم به من أعمال تكون أحيانا تطوعية فإذا وصلت هذه الشخصية الى الشباب اذ ليس دائما يفوز من كان ذكيا مجتهدا وإنما قد يفوز من كان بعيدا عن كل هذه الأمور ، فيحيا الإنسان في شبابه ويجد انه عاجز عن تحقيق آمال الشباب بسبب أمور كثيرة ليس له دخل بها ، فيحلم انه ما زال طفلا ويتمنى ان يعود الى المرحلة الزاهية البهيجة أحبت الشاعرة الغناء وعشقت بعض القصائد المغناة بأصوات جميلة ، ومن تلك القصائد :

جارة الوادي : لأحمد شوقي :

لاامس من عمر الزمان ولا غد ×××× جمع الزمان فكان يوم لقاك

الأطلال : إبراهيم ناجي "

اعطني حريتي أطلق يديا××××× إنني أعطيت ما استبقيت شيا

الهوى والشباب : بشارة ألخوري

أانا العاشق الوحيد لتلقى××××× تبعات الهوى على كتفيا

لست ادري : إيليا أبو ماضي جئت لا اعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت
وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت

الجندول :علي محمود طه
ذهبي الشعر شرقي السمات×××× مرح الأعطاف حلو أللفتات

مختارات من شعر نازك

(أنا )


الليل يسال من أنا
أنا سرة القلق العميق الأسود
أنا صمته المتمرد
قنعت كنهي بالسكون
ولففت قلبي بالظنون
وبقيت ساهمة هنا
أرنو وتسألني القرون
أنا من أكون ؟
والريح تسال من انا
أنا روحها الحيران انكرني الزمان
أنا مثلها في لا مكان
نبقى نسير ولا انتهاء
نبقى نمر ولا بقاء
فإذا بلغنا المنحنى
خلناه خاتمة الشقاء
فإذا فضاء

(الزائر الذي لم يجيء)


ومر المساء ، وكاد يغيب جبين القمر
وكدنا نشيع ساعات أمسية ثانية
ونشهد كيف تسير السعادة للهاوية
ولم تأت أنت ... وضعت مع الأمنيات الأخر
وأبقيت كرسيك الخاليا
بشاغل مجلسنا الذاويا
ويبقى يضج ويسال عن زائر لم يجيء
وما كنت اعلم انك ان غبت خلف السنين
تخلف ظلك في كل لفظ وفي كل معنى
وفي كل زاوية من رؤاي وفي كل محنى
وما كنت اعلم انك أقوى من الحاضرين
وان مئات من الزائرين
يضيعون في لحظة من حنين

(لحن النسيان)


لم يا حياه
تذوي عذوبتك الطرية في الشفاه
لم ، وارتطام الكأس بالفم لم تزل
في السمع همس من صداه
ولم الملل
يبقى يعشش في الكؤوس مع الأمل
ويعيش حتى في مرور يدي حلم
فوق المباسم والمقل
ولم الإثم
يبقى رحيقي المذاق ، اعز حتى من نغم ؟
ولم الكواكب حين تغرب في الأفق
تفتر جذلى للعدم ؟
ولم الفرق
يحيا على بعض الجباه مع الأرق
وتنام آلاف العيون إلى الصباح
دون انفعال أو قلق


إنها الشاعرة الكبيرة التي منحتنا قصائدها الجميلات ثم غابت عنا بعيدة منسية مريضة في بيت من بيوت القاهرة ، فمن نحن يا ترى ؟ ولماذا نتنكر لمن احسن الينا ؟ الا نحن لمن أعطانا حلاوة الشدو وترنيمة الأغاني ، فأطربنا بعطائه ثم غاب عنا مضطرا الا يستحق منا ان نهديه باقة ورد دليلا على العرفان




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نازك الملائكة عاشقة الليل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: ادب وفنون :: شعر وشعراء-
انتقل الى: