رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيد قطب ....الشهيد الحي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أستاذ خالد سعد




عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

سيد قطب ....الشهيد الحي Empty
مُساهمةموضوع: سيد قطب ....الشهيد الحي   سيد قطب ....الشهيد الحي Emptyالجمعة يناير 13, 2012 12:16 pm

هو سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، ولد في قرية "موشة" وهي إحدى قرى محافظة أسيوط بتاريخ 9 / 10 / 1906
تلقّى دراسته الابتدائية في قريته. في سنة 1920 سافر إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين الأوّلية ونال منها شهادة الكفاءة للتعليم الأوّلي. ثم التحق بتجهيزية دار العلوم.
في سنة 1932 حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا حوالي ست سنوات، ثم شغل عدة وظائف في الوزارة.
عين بعد سنتين في وزارة المعارف بوظيفة "مراقب مساعد" بمكتب وزير المعارف آنذاك ـ إسماعيل القباني ـ، وبسبب خلافات مع رجال الوزارة، قدّم استقالته على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية.
وقبل مجلس ثورة يوليو الاستقالة سنة 1954، وفي نفس السنة تم اعتقال السيد قطب مع مجموعة كبيرة من زعماء "الإخوان المسلمين". وحكم عليه بالسجن لمدة (15) سنة. ولكن الرئيس العراقي عبد السلام عارف تدخّل لدى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فتم الإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية سنة 1964.
وفي سنة 1965 اعتقل مرة أخرى بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر واستلام الاخوان المسلمين الحكم في مصر.
وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21 / 8 / 1966 وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط (في 29 / 8 / 1966) قبل أن يتدخّل أحد الزعماء العرب!!

كتب سيد قطب :
1 - مهمة الشاعر في الحياة، وشعر الجيل الحاضر. (نقد).
2 - الشاطئ المجهول (شعر)
3 - نقد كتاب مستقبل الثقافة في مصر (نقد).
4 - التصوير الفني في القرآن (نقد).
5 - الأطياف الأربعة (بالاشتراك مع إخوته)
6 - طفل من القرية. (صور وصفية)
7 - المدينة المسحورة (قصة)
8 - كتب وشخصيات (نقد)
9 - أشواك (قصة)
10 - مشاهد القيامة في القرآن (نقد.
11 - روضة الطفل (قصص للأطفال بالاشتراك)
12 - القصص الديني للأطفال. (بالاشتراك مع عبد الحميد جودة السحار).
13- الجديد في اللغة العربية (أدب).
14 - الجديد في المحفوظات (أدب)
15 - النقد الأدبي: أصوله ومناهجه.. (نقد).
16 - العدالة الاجتماعية في الإسلام (فكر)
17 - معركة الإسلام والرأسمالية (فكر).
18 - السلام العالمي والإسلام (فكر).
19 - في ظلال القرآن (تفسير).
20 - دراسات إسلامية (فكر)
21 - هذا الدين (فكر).
22 - المستقبل لهذا الدين (فكر)
23 - خصائص التصور الإسلامي (فكر)
24 - الإسلام ومشكلات الحضارة (فكر)
25 - معالم في الطريق (فكر)
26 - مقومات التصور الإسلامي (فكر)
27 - أفراح الروح (خواطر).
28 - نحو مجتمع إسلامي (فكر).
29 - في التاريخ: فكرة ومنهاج (فكر).
30 - معركتنا مع اليهود (فكر)
31 - لحن الكفاح (شعر)
32 - أمريكا التي رأيت (فكر)


خريف الحياة



بكَر الخريف فلا ورود ولا زهور ومشى الركود فلا نسيم ولا عبير !
صمتت صوادحها فما تشدو الطيو ر بها ، وما تشدو الجدوال بالخرير !
وسرى القفار بكل مخصبـة فما تجد الخصيب بها ، وما تجد النضير !
والسحب طافية تغشّى كالستور وتسير وانية والخطى سير الأسير
فإذا الحياة يغض رونقها الأسى وإذا القلوب بها كليم أو كسير !
***

والحب! ويح الحب من هذا البكور غامت عليه سحابة اليأس المرير
وذوت بجنتهِ أفانين المنى وخبا بهيكل حسنهِ القبس المنير
وسها عن التقديس والتسبيح في محرابه العباد مسحورو الدهور
ومشوا بساحته كما يمشي الخلي من الغرام فلا حنين ولا شعور
هانت شعائره ومس ستورهُ في جرأة ، غير المقدس والطهور !
***

الأرض غير الأرض في دورانها لتكاد من فرط السآمة لا تدور !
والريح غير الريح في جولانها لتكادُ تكتم في جوانحها الزفير
والطيرُ غير الطير في ألحانها لتكاد تنعب بالخراب وبالثبور !
والناسُ غير الناسِ في آمالهـا ليكاد يجثو اليأس في تلك الصدور !
بكَر الخريفُ فويلهُ هذا البكور ودنا المصير فويلهُ هذا المصير !



إلى الشـاطئ المجهول



تطيفُ بنفسي وهيَ وسنانةٌ سكرى هواتفُ في الأعماق ساريةٌ تترى
هواتفُ قد حجّبنَ ؛ يسرينَ خفية هوامسُ لم يكشفنَ في لحظة ستراً !
ويعمُرنَ من نفسي المجاهل والدجى ويجنبن من نفسي المعالم والجهرا
فيهنّ من يوحينَ للنفس بالرضـا وفيهن من يلهمنها السخط والنكرا
ومن بين هاتيك الهواتف ما اسمهُ حنينٌ ، ومنهنّ التشوق والذكرى
***

أهبن بنفسي في خفوتٍ وروعةٍ وسرنً بهمس ، وهي مأخوذة سكرى
سواحر تقفوهنّ نفسي ولا ترى من الأمر إلا ما أردنَ لها أمرا
إلى الشـاطئ المجهول والعالم الذي حننتُ لمرآهُ ؛ إلى الضفة الأخرى
إلى حيث لا تدري .. إلى حيثُ لا ترى معالم للأزمان والكون تستقرا
إلى حيث " لا حيث " تميز حدوده ! إلى حيث تنسى الناس والكون والدهرا
وتشعر أن ( الجزء ) و ( الكل ) واحد وتمزج في الحس البداهة والفكرا
فليس هنا ( أمس ) وليس هنا ( غد ) ولا ( اليوم ) فالأزمان كالحلقة الكبرى
وليس هنا ( غير ) وليس هنا ( أنا ) هنا الوحدة الكبرى التي احتجبت سرا
***

خلعتُ قيودي وانطلقتُ محلقاً وبي نشوة الجبار يستلهم الظفرا
أهوّم في هذا الخلود وأرتـقي وأسلك في مسراهُ كالطيف إذ أسرى
وأكشف فيه عالما بعد عالم عجائب ما زالت ممنعة بكراً
لقد حجب العقل الذي نستشيرهُ حقائق جلت عن حقائقنا الصغرى
هنا عالم الأرواح فلنخلع الحجا فننعم فيه الخلد ، والحب ، والسحرا




بين الظلال



يا ذكرياتي البعيدة ؛؛ في عالم الأشبـاح

يا أمنياتي الشريدة ؛؛ في عالــم الأرواح

إليّ قبل الصبـاح

إليّ من كل صـوب ؛؛ في عزلتي وانفرادي

فهينمي (*) حول قلبي ؛؛ ورفرفي في فؤادي

فأنتِ وحيي وزادي

غفلتُ يا ذكرياتي ؛؛ عن وحيكِ القدسيّ

بين اصطخاب الحياة ؛؛ بكل صوت دويّ

وكل جأر قوي !

سهوتُ يا أمنياتي ؛؛ عن النداء الخفي

إلى مراقي الحياةِ ؛؛ إلى الخلود النقي

بحاضر مأتيّ !

يا ذكرياتي البعيدة ؛؛ في عالم الأشباح

يا أمنياتي الشريدة ؛؛ في عالم الأرواح

إليّ قبل الصباح .!

***

الليل أرخى ستوره ؛؛ في هدأة كالخلود

والبدر أرسل نوره ؛؛ كبسمة من وليـد

راضي المحيّا سعيد

وخفض الكون خفقا ؛؛ قد ضرمته الليالي

وعاد يهمس رفقا ؛؛ بذكرياتي الخوالي !

وأمنياتي الغوالي

وجدت نفسي وكانت ؛؛ ضاعت ضياع الإياس

ورُضت نفسي فلانت ؛؛ من بعد طول الشماس

وبعد صعب المراس !

ورفرفت ذكريات ؛؛ أثرن قلبي حنيناً

ونضّرت أمنيات ؛؛ ذبلن كالزهر حينا

فيا لصنع السنينا ..

.

يا ذكرياتي البعيدة ؛؛ في عالم الأشباح

يا أمنياتي الشريدة ؛؛ في عالم الأرواح

إليّ قبل الصباح

فالفجرُ في الكون لاح

والصبح يذكي الصياح

،

فأقبلي في انفرادي ؛؛ ورفرفي في فؤادي

___

(*) الهينمة : الصوت الخافت





أخي



أخي أنت حرٌ وراء السدود أخي أنت حرٌ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد
أخي ستبيد جيوش الظلام و يشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي قد أصابك سهم ذليل و غدرا رماك ذراعٌ كليل
ستُبترُ يوما فصبر جميل و لم يَدْمَ بعدُ عرينُ الأسود
أخي قد سرت من يديك الدماء أبت أن تُشلّ بقيد الإماء
سترفعُ قُربانها ... للسماء مخضبة بدماء الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح و ألقيت عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح و يرفع راياتها من جديد
أخي هل سمعت أنين التراب تدُكّ حَصاه جيوشُ الخراب
تُمَزقُ أحشاءه بالحراب و تصفعهُ و هو صلب عنيد
أخي إنني اليوم صلب المراس أدُك صخور الجبال الرواس
غدا سأشيح بفأس الخلاص رءوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي إن ذرفت علىّ الدموع و بللّت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع و سيروا بها نحو مجد تليد
أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنا فروْضاتُ ربي أعدت لنا
و أطيارُها رفرفت حولنا فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إنني ما سئمت الكفاح و لا أنا أقيت عني السلاح
و إن طوقتني جيوشُ الظلام فإني على ثقة ... بالصباح
و إني على ثقة من طريقي إلى الله رب السنا و الشروق
فإن عافني السَّوقُ أو عَقّنِي فإني أمين لعهدي الوثيق
أخي أخذوك على إثرنا وفوج على إثر فجرٍ جديد
فإن أنا مُتّ فإني شهيد و أنت ستمضي بنصر جديد
قد اختارنا الله ف دعوته و إنا سنمضي على سُنته
فمنا الذين قضوا نحبهم ومنا الحفيظ على ذِمته
أخي فامض لا تلتفت للوراء طريقك قد خضبته الدماء
و لا تلتفت ههنا أو هناك و لا تتطلع لغير السماء
فلسنا بطير مهيض الجناح و لن نستذل .. و لن نستباح
و إني لأسمع صوت الدماء قويا ينادي الكفاحَ الكفاح
سأثأرُ لكن لربٍ و دين و أمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين





هبل هبل



هُبلٌ ...هُبلْ رمز السخافة و الدجل

من بعد ما اندثرت على أيدي الأباة

عادت إلينا اليوم في ثوب الطغاة

تتنشق البخورَ تحرقهُ أساطير النفاق

من قُيدت بالأسر في قيد الخنا و الإرتزاق

وثنٌ يقود جُموعهم ... يا للخجل

هُبلٌ ... هُبلْ

رمز السخافة و الجهالة و الدجل

لا تسألن يا صاحبي تلك الجموع

لِمن التعبدُ و المثوبة و الخُضوع

دعْها فما هي غير خِرفان ... القطيع

معبودُها صَنَمٌ يراه .. العمّ ُ سام

و تكفل الدولار كي يُضفي عليه الإحترام

و سعي القطيع غباوة ً ... يا للبطل

هُبلٌ .. هُبلْ

رمز الخيانة و الجهالة و السخافة والدجل

هُتّافة ُ التهريج ما ملوا الثناء

زعموا له ما ليس ... عند الأنبياء

مَلَكٌ تجلبب بالضياء وجاء من كبد السماء

هو فاتحٌ .. هو عبقريٌ مُلهمُ

هو مُرسَلٌ .. هو علم و معلم

ومن الحهالة ما قَتَل

هُبلٌ ... هُبلْ

رمزُ الخيانة و العمالة والدجل

صيغت له الأمجاد زائفة فصدقها الغبي

و استنكر الكذب الصّراح ورده الحرّ الأبي

لكنما الأحرار في هذا الزمان هُمُ القليل

فليدخلوا السجن الرهيب و يصبروا الصبر الجميل

و لْيَشهدوا أقسى رواية .. فلكل طاغية نهاية

و لكل مخلوق أجل ... هُبلٌ .. هُبلْ

هُبلٌ .. هُبلْ




في الصحراء



: في ليلة من ليالي الخريف المقمرة ، الراكدة الهواء ، المحتبسة الأنفاس ،

وفي صحراء جبل المقطم الموحشة ، وبين هذا الفقر الصامت الأبيد –

كانت تتراءى نخلات ساكنات في وجوم كئيب ومن بينها نخلتان :

إحداهما طويلة سامقة ، والأخرى صغيرة قميئة

.

بين هاتين النخلتين دار حديث ، وكانت بينهما همسات ومناجـاة !

،

الصغيـرة :

.

ما لنا في ذلك القفرُ هنا

ما برحنـا منذ حين شاخصات ؟

كل شيء صامت من حولنا

وأرانـا نحن أيضاً صامتات !

،

تطلع الشمس علينا وتغيب

ويطل الليل كالشيخ الكئيب

والنجوم الزهر تغدو وتثوب

،

وهجيرٌ وأصيل وطلوعٌ وأفول ثم نبقى في ذهول ساهمات !

***

أفلا تدرين يا أختي الكبيرة

ما الذي أطْلَعنا بين اليباب ؟

أيمّا إثم جنينا أو جريرة

سلكتنا في تجاويف العذاب ؟

،

قد سئمتُ اللبث في هذا المكان

لبثة المصلوب في صلب الزماان

أفما آن لتبديلٍ أوان ؟

،

حدثيني لمَ نشقى ؟ حدثيني كم سنلقى ؟ حدثيني كم سنبقى / واقفات ؟

الكبيـرة :

أنا يا أختاهُ : لا أدري الجـواب

ودفينُ السر لم يُكشف لنا

منذ ما أطلعتُ في هذا الخراب

وأنا أسألُ : ما شأني هنا ؟

،

فيجيب الصمت حولي بالسكون !

وأنا أخبط في وادي الظنون

لستُ أدري حكمة الدهر الضنين

،

غيرَ أنّا حائرات والليالي العابثات تتجنّى ساخرات / لا هيات !

***

ربما كنّا أسيرات القدر

تسخر الأيام منا والليالي !

تضرب الأمثال فينا والعبر

وإذا نشكو أذاها لا تبالي !

،

ربما كنا مساحير الزمن !

قد مسخنا هكذا بين القنن

في ارتقاب الساحر المحيي الفطن !

،

فإذا كان يعود فك هاتيك القيود فرجعنا للوجود / طافرات !

***

أو ترانا نسل أرباب قدامى

قد جفاها وتولى العابدون !

جفت الكأس لديها ، والندامى

غادروا ندوتها تنعى القرون

،

أو ترانا مسخ شيطان رجيم

صاغنا في ذلك القفر الغشوم !

وتولى هاربا خوف الرجوم !

،

فبقينـا في العراء يجتوينا كل راء وسنبقى في جفاء / شاردات !

***

لستُ أدري : كل شيء قد يكون

فتلقى كل شيء في سكون

وإذا ما غالنا غول المنون

فهنا يعمرنا فيض اليقين !

،

ثم ساد الصمـت كالطيف الحزين

وتسمعت لأقدام السنين

وهو تخطو خطوة الشيخ الرزين

هامسات في الرمال منشدات في جلال كل شيء للزوال / والشتات !

*

1932




توارد خواطر



خطر ببال الشاعر اسم معين ، ثم نظر فجأة ، فإذا بصاحبة هذا الاسم تنظر إليه وتحييه !

*

إفأنتِ ذي ؟ أم ذاك طيف منام ؟ إني أراك كطائف الأحلام !
لما خطرتِ وقد سموتِ بخاطري ألفيت شخصك كالملاك أمامي
فدهشت أو فارتعت أو فتضرمت خفقات قلبي المنتشي البسّام
عجباً ! أكنت هنا فأومض خاطري بك ؟ أم سريت على جناح غرامي
إني لأؤمن بالغرام وأنه يقوى على متعذر الأوهـام !
**

ماذا صنعتِ بعالمي وخواطري لما لقيتك كالخيال السامي ؟
أفأنت ساحرة تصوغ من الدجى نوراً ، وتبعث في الحياة حطامي ؟
وتحيل صمّ القافرات نوابضاً بالزهر والآمال والأوهـام ؟!
وتجمّل الدنيا وتخلق عالماً للخلد فيه مدارج ومسـام ؟
**

يا للقاء ! فكيف قد حجّبته عن نفس منهوم العواطف ظام ؟
هو هذه الدنيا ، وعالم سحرها ؟ هو ذلك النبع الجميل الطـامي ؟
حجبتهِ عنّي ، فأسفرَ بغتة بيد تجيء بمعجز الأيـام !
الحب ، يا للحب يرتجل المنى من غير تدبير وغير نظام
إني وثقت به وما هو باخل بك يا سعاد بيقظتي ومنامي !
*

1933


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيد قطب ....الشهيد الحي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: ادب وفنون :: شعر وشعراء-
انتقل الى: