رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  عزة راجح شاعرة الرمزية الصريحة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أستاذ خالد سعد




عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

  عزة راجح شاعرة الرمزية الصريحة Empty
مُساهمةموضوع: عزة راجح شاعرة الرمزية الصريحة     عزة راجح شاعرة الرمزية الصريحة Emptyالجمعة أبريل 19, 2013 7:16 pm

[size=24]
عزة راجح
عزة حسن راجح (عزة راجح )
مواليدجمهورية مصر العربية – محافظة الغربية
حاصلة على ليسانس آداب وتربية – جامعة طنطا

البريد الالكتروني:Azza_rag7@yahoo.com
نشر لها:
- مهلا أيها الشرقي ( ديوان شعر 2009) دار الإسراء للطبع والنشر والتوزيع .
قدم للديوان / د. محمد سيد علي عمر مدرس الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة العريش .. لوحات داخلية / هشام أبو السعود

- محكمة الغابة ( مسرحية شعرية للطلائع ) دار خالد بن الوليد .

قيد الطبع : سلسلة كتب تعليمية باللغة الإنجليزية للأطفال – هلا للطبع والنشر والتوزيع ) . شقاوة ( سلسلة قصص للأطفال ). عيون على الأرض ( مسرحية شعرية ) . ثلاثون عاما ( ديوان شعر ) . همس الياسمين ( ديوان شعر ) – ظلال ( رواية ) المدللة ( رواية ) مدينة النور – طيبة الطيبة ( قصة) الألف زعيم الحروف ( سلسلة للأطفال ) + مجموعة قصص للأطفال باللغة الإنجليزية.

جوائز:
حصلت على الجائزة الفضية من مهرجان السينما الدولي للطفل عن قصة ويبقى الحلم للمخرج ( سامح الشوادي ) وجائزة النشر للجميع عن قصيدة ( القدس أوشك أن يتم زفافها ) مركز التكعيبة
دُرس ديوان ( مهلا أيها الشرقي ) في كلية الآداب جامعة قناة السويس عام 98
نشرت دراسة عن الديوان في كتاب النقد الخطابي في مواجهة النص الأدبي ( دكتور محمد سيد على عمر ) دار الآداب للطبع والنشر والتوزيع

قال الأديب الصحفي إبراهيم خليل إبراهيم : المبدعة عزة راجح تمتلك القدرة على كتابة الشعر والمسرحية الشعرية والكتابة للأطفال ويمكن القول إنها عندما تكتب للأطفال فإنما تكتب للحاضر والمستقبل وسوف يذكر التاريخ إبداعاتها بكل إجلال وتقدير .

نشرت في العديد من الدوريات المصرية والعربية ومنها :
مجلة الشعر – النقد الأدبي – جريدة الشرق الأوسط المصرية ومجلة أبابيل السورية وجريدة المساء ومجلة الزمالك وجريدة المجتمع وجريدة الجمهورية المصري وجريدة ولاد البلد ومجلة الفكر الحر والمجلة المصرية نون ..، ونشر إلكتروني في العديد من المواقع والمنتديات الأدبية الإلكترونية ومنها على سبيل المثال : موقع رابطة أدباء الشام وموقع نبي الرحمة وموقع الدراسات والبحوث العربية والاستراتيجية وملتقى حضرموت للحوار العربي ودبي ونجدية وتعابير أدبية وموقع انتفاضة فلسطين والملتقى وشبكة فلسطين للحوار ومجلة صدانا ومجلة نور الفجر ومجلة أوتار والمجلة المصرية (نون) وضم كتاب ( الجنرال الذهبي ) للأديبة أميرة فكري والخاص عن البطل عبد المنعم رياض إحدى قصائدها .









محكمةُ الغابةِمسرحية شعرية للطلائع





مقدمة




عندما يسود الظلم .. يطغى وينتشــــــر ..، تمتد يد الشــر تحميه .. تعضده ..، تساعده لكي ينتصروتكون له الغلبة علي الدوام .

عندما يعجز الحق عن أن يرفع صوته علي الملأ ..، يخرج كالنور جهرا .. يقاوم الظلم .. يدحره ويقهره..، يعتلي العرش ، ويرفع رايته عالية خفاقة .. ليقول :أنا والخير قد وعدنا البقاء .. وإلي يوم الدين .

عندما نتخبط ونحن نرى الصورة سلبية ..، ومعكوسة .. نستغيث .. ولا من مغيث ..، تظلم الأشياء من حولنا .. تسقط بيد الظلم ، ليدوس أحلامنا ..طموحاتنا وآمالنا، فنصبح مجرد أشباح تمشي علي الأرض أو مجرد هواجس وهراء.. لابد أن نحتكم إلي قضاء عادل .. قوي معين ، لابد أن نلجأ "لمحكمة "

نعم .. وقد أصبحنا نحيا في غابة .. يأكل قويها الضعيف بلا خجل أو حياء..، يدوس قويها الضعيف بلا رحمة أوشفقة .. كان لزاما علينا أن نلجأ " لمحكمة"

محكمة نصابها الحب .. العدل ..، الرحمة والتسامح ، من أجل عالم يسوده

الحق والخير والجمال .





عزة راجح



الشخصيات

1- الثعلب
2- النملة
3- الفأر ( الجرذ )
4- الفيل
5- الخرتيت (منزوع القرن .. ، مخلوع العين)
6- الأرنب
7- القرد
8- الأسد
9- اللبؤة
10- الشبل
11- الحمامة


الحيوانات.. أقنعة مطاطية يرتديها الممثلون








الفصل الأول









المشهد الأول
يرفع الستار رويدا رويدا مع صوت 1 بالتناوب مع صوت2 ..،و أصــوات متداخلة مشوشة خفيضة تأتي من خلف الكواليس .. كحفيف أوراق الشجـر.. وأصوات الحيوانات وصفير الهواء (تأثيرات صوتيه)

المسرح .. أضواءٌ خافتة لنور يميل إلي الاحمـــرار كأنه لغـــروب الشمس

الخلفـية لوحة لغابة بها أشجار كثيفة ممتدة إلي ما لا نهاية ..،من خلف فروعها يظهر قرص الشمس الأحمر.. كأنه يبتعد عن الغابة .. ( لوحة لغابة كثيفة في وقت الغروب ) .

علي المسرح .. بعض فروع الأشجار متناثرة بصـورة عشوائية غير منتظمة تنم عــن

آثار تدمير .

، من خلف الكواليس الصوت يبدأ واضحا جهـورا ..، يتدرج في الانخفاض

إلى أن يتلاشى مع نهاية القول .. يقول الصوت :



صوت 1



في الغـابةِ.. تحيا الحيواناتْ
أسسٌ وقواعــــد .. تحكمُها
فالأقــوى .. دوما لبــــــقاءْ
دنيـــــا .. والخالقُ نظمَــها
صوت 2

للأقوى العرشُ .. له التاجْ
للغابةِ ينــهى .. يأمـــــرُها
مـــــلكٌ .. يخـــشاهُ الضعفاءْ
ووحوشُ الغـابةِ .. يأمنـُها

صوت 1

حـــــــدان لسيفٍ .. قــــوتهُ
والقــــوةُ سيفٌ .. نعلمُـــها
فبهـــا .. قد نـــنصر أنفسنا
ولـها .. بالظلـــم ندمــــرُها

صوت 2

فالقــــوةُ إنْ تظــلم .. شـرٌّ
والكلُّ يثـــــورُ .. ويلعنــُـها

الصوتان معا :

واليـــوم .. تقولُ الحيواناتْفي الغـابةِ .. ظلمٌ يقطنــُها

فجأة .. تدخل الحيوانات إلي المسرح بوجوه غاضبة خائفة حزينة ( الخرتيت – القرد – الفأر –الأرنب البري - النملة .. ، و تطير الحمـامة في سماء المسرح لتحط علي أحد الفروع المحطمة ( حمامة ماريونيت )

تصطف الحيوانات أمام الجمهور برؤوس مُنكسة لتقول بصوتٍ غاضبٍ حزين :


معنا في الغابةِ .. يحيا الفيـلْ
لكنَّ الرحمــــــة َ.. يجهـلـها
فهــــوالعمــــلاقُ .. العنتيـلْ
القـــــوة ُ.. ظـلمًا سخـــرها
فَبِهَا .. قد أزهــــــقَ أرواحًا
ودمـــاءُ الغابةِ .. أهدرهـا
بجحــــور .. داستْ أقدامــهُ
زلزلَ أحجـارًا .. حطمــــها
وصغارٌ .. بجحــــورٍ تصرخْ
وأدَ الصرخـات وأنكـــــرها
وبظلــــمٍ .. صارَ يعاديــــــنا
النـــارُ بنا قـــــد أضرَمَهـَــا
لم يرحمْ دمــــــعَ الضعفـــاءْ
بل عاشَ بحقـــــدٍ ينهمهـــا
الغابـــــة ُ .. صـارت أطلالا
أشباحُ الموتِ .. تحاصرها
أوَنرضى الظلمَ من الفيـلْ ؟!
أوَنحني الرأسَ..ونقهرها؟

والحيوانات هكذا تتكلم ...

فجأة يدخل الفيل من الباب يسار المسرح مزهوا بنفسه مرفوع الرأس ... ، تراه الحيوانات

يصيبها الرعب ... تهرول باندفاع خارجة عن المسرح من الأبواب يمينا ويسارا ... هرج ومرج ، ....

يطارد الفيل الأرنب محاولا الامساك به وهو يحاول الخروج ... يقفز هنا وهناك باضطراب في حين يجرى الفيل خلفه





الفيل وهو يجري خلف الأرنب :



للضعفِ يا شرَّ الورَى

اليوم أحفــــــــرُ قبركمْ

ما كانَ أن يحيا هنـــــــا

في أرضِــنا .. أمثالكمْ

الأرنب وهو يحاول الهرب من الفيل :





يا سيدي .. لم أشتكِ

لم يعلُ صوتي مثلهم

ما كنــــــــتُ إلا أرنبا

يجــري ويقفز بينهم





ينجح الأرنب في الهروب من الفيل ، ويقفز قفزاته السريعة خارجا عن المسرح

ينظر الفيل حوله ..، لا يجد إلا فروع الأشجار ... يضربها بعنف ويدوسها بأقدامه وهو يقول


الفيل



فــــــرُّوا جميعا كالنعاجْ

الضعفُ يحسمُ أمرهم
وهل يكونُ سنا الحياه
للخانعين مثلهــــم ْ؟!


يخرج الفيل عن المسرح من حيث أتى وهو يضرب الأرض بأقدامه ..، أصوات كأن الأرض تتحطم تحت أقدامه وصراخ صغار و .......

ستار

تعود تُرفع الستار تدريجيا ..، ورؤوس الحيوانات تطل من الأبواب على جانبي المسرح بحذر كأنها ترقب ما حدث ..، عندما تطمئن لخروجه تماما عن المسرح .... يدخلون الواحد تلو الآخر يتفحصون كل شئ
على المسرح آثار التدمير ..........

الأرنب :

حمــــــــدًا لربِّ العزةِ
إن النجاة َلحظنا
كِدنا رفاقيَ أن نموتْ
قد كادَ يقتل جمعنا
الخرتيت بحسرة وهو يعبر على المسرح جيئة وذهابا مشيرا إلى آثار الدمار :

ولذا فررنا كالنعـــــــاجْ
الخــوفُ فرقَ شملنا؟!
القرد وهو يضحك كالمجنون :

أبدا وحاشا لم نخفْ
بل كان يخشى صوتنا

الخرتيت وهو يُلملم بقلق فروع الأشجار المتناثرة على خشبة المسرح ويتفحص آثار الدمار ..، يجد بين الفروع حيوانات صغيرة ميتة ... يمسك بأرنب ميت يرفعه للحيوانات بحسرة وهو يقول :

الخرتيت :

في الغابِ دوما أدركوا
أن الحيـــــــاة َللشجــــــاعْ
فأين منا سحـــــــــرُها
ضاعت وكلُّ الحقِّ ... ضاعْ
فلتنظروا الموتى هنا
وتجرعوا طعم َالضياعْ


الفأر وهو ينظر إلى الموتى بحسرة :

لا للخضوع يا رفاقْ
سنستعيـــــــد أمننا
سنلقن الفيلَ العتيّْ
درسا ونصلح شأننا ؟!
لا للخضوع يا رفاق
للقهر لا ... ولظلمنا
النملة :



تتقهقرون و تخضعونْ

فيصير غولا بيننا

ولإن ظللتم تصمتونْ

سيظل يكسر أنفنا

الحمامة :





مــــــدوا الأيادي يا رفاقْ

ولنعلن العــــزمَ الأكيدْ

إنَّ الحيــــــاة في انطلاقْ

الحــــــقِّ والحلمِ الوليدْ

إنْ تخضعوا كان الهلاكْ

أترانا نحتملُ المزيدْ ؟!







تتوقفت الحيوانات عن الكلام ..، تتفرق لتنتشر علي المسرح كلٌ يدور حول نفسه بألم مفكرا في الحل .

فجأة تتوقف جميعا .. كأنها استيقظت من غفوة .. أو أنها اتخذت قرارا جــــادا بعد عناء التفكير ..، تنظر الحيوانات إلي بعضها البعض .. يعلو صوتها تقول :



الحيوانات في صوت واحد :


أبدًا .. لن نخضــــــعَ للفيــلْ
لن نتركَ ظلمًــــا يقهــــرنا إن نرضَ عن الحــــــقِّ بديلْ
ستئنُ الروحُ وتنهــــــــرُنا


ترجـع الحيوانات علي المسرح خطــــوات للخلف .. ومن بينها .. يخــرج الخرتيت خطوات للأمام يتقدم الحيوانات يستدير .. ينظر إليهم وهو يقول:



الخرتيت :

نقتصُ اليــــوم َمن الفيـــــلْ
من ظــلمٍ .. جاءَ يُدمــــرُنا
لن نصمتَ.. فالقلبُ ذليــــــلْ
والنفـــسُ بثأر ٍ .. تأمـــرُنا
والحــــقُّ .. معينٌ ودليــــــلْ
إن يهــــد خطانا .. ينصرُنا


يستدير الخرتيت ليعود يقف في الخلف بين الحيوانات .. في حين ينتقل الضوء إلي القرد الذي يقفز ..، يأخذ مكانه أمام الحيوانات .. ،يتوجه إلي الجمهور بالحديث قائلا :




للحــــق ِ.. كيفَ لنا السبيلْ
والخــــــوفُ يأكلُ قلبَنـــــــا
والفيـــــلُ .. ما كانَ الهزيلْ
لننــــــالَ منـــهُ قصاصَنـــــا
الهــــمُّ .. باتَ لنا يكيـــــلْ
بل باتَ يمــــــلكُ أمرَنــــــــا
يعبر الضوء على وجوه الحيوانات التي تردد جميعا بصوت يبدأ قويا يتدرج في الانخفاض إلي أن يتلاشى تماما ...


للحق ِ.. كيفَ لنا السبيلْ
والضعفُ .. يأكلُ قلبنــــا




فجأة .. يعلوصوت من خلف الكواليس .. يهز المكان ..، يومض الضوء مع الصوت

وهو يقول:


من ينصـــر الحــقَ النبيــلْ
من يرحم القلبَ الذليـــــــلْ
السلمُ .. صارَ المستحيــــلْ
والقبحُ .. باتَ له البديــــــلْ
و القولُ والفعلُ الأصيــــــلْ
بَاتَا الخيالَ .. المستحيـــــلْ
فالقولُ .. صارَ هو العويـــلْ
والفعلُ مكســــــورٌ .. هزيلْ
من يأتِ بالحلــمِ الجميـــلْ
والحــقُّ .. يمضي له الدليلْ


تتفرق الحيوانات علي خشبة المسرح .. ،تبحث عن الصوت .. تفتش بين فروع الأشجار المتناثرة هنا وهناك ..، وفي فتحات الكواليس .

يدخل الثعلب إلي المسرح ..، يُسلط عليه الضوء وهو يقف في اتجاه الجمهور ينحني .. يُحيي الجميع .. ، تصفق كل الحيوانات اعجابًا بكلماته .. يستدير إليها بعد تحية الجمهور ليواصل كلماته قائلا :

الثعلب :

محكمةُ الغابةِ .. ننصبها
ولحــكمِ العدلِ .. سنطلبها
وغدًا .. تجتمعُ الحيوانات
ترفــعُ للحق .. مطالبها




تخفض الحيوانات الرأس..في حين يصفق الأرنب لكلمات الثعلب .. ويعلوصوته يقول :


رأيٌ ميمـــــــــونٌ ولبيـــبٌ
محكمــةٌ في الغدِ .. ننصبُها
فالأمـــــــرُ خطيرٌ وعصيبٌ
يحتاجُ الحكمــــةَ َ .. يطلبُها
فالحـــــقُ .. أسيـرٌ وسليبٌ
دعوتهُ .. سدودٌ تحجبــُــــها
فلنقــــــوَ .. فللحــقِّ لهيبٌ
هـمم ٌلا شــــــيٌ .. يغلبـــُـها
محكمــــة ٌ .. فالعدلُ طبيبٌ
العلـــة ُ .. سوف يُطببُــــــها




يبتسم الثعلب .. يقول للحيوانات :



هيــا لمليكي .. لقضـــــاء ٍ
بصباح ِالغدِ .. هو ينصبهُ
بالحــــقِ ِ يناقشُ .. بدهاءٍ
الفيـــــلَ .. ليعرفَ مأربهُ




ينتقل الضوء إلى الخرتيت الذي ينظر إلى الثعلب وهو يقول:





مَنْ قــــــــــالَ أنَّ مليكنــــــا
سيعيدُ حقــًّـا بالقضــــــاءْ
ما الحــــــقُّ إلا حلمنــــــــا
أوَينفعُ اليوم الرجـــــاءْ؟!






يرد القرد على كلمات الخرتيت قائلا :


يا أنتَ هــــــذا دورُنــــــا
لليثِ .. هيـــا بالبكــــاءْ
بالدمعِ .. نرفــعُ أمــــرَنا
نروي له ســـرَّ البــــلاءْ
سيعيـــــدُ حتمًـا حقنـــــا
سيجيبُ للحـــق ِالنـــداءْ


فيعود الخرتيت يقول للحيوانات :


ما عـــاد حــــــقُّ يا رفاقْ
بالدمـــــع أو مـــرِّ البكاءْ
بل بالجهــادِ وباليقيــــــنْ
بالحــربِ أوحــرِّ الدماءْ


فيقول الفأر للخرتيت ولكل الحيوانات :


تلك المزاعـــمُ لا تفيـــــدْ
الغابُ .. دمـــــــرهُ العنيدْ
ما عادَ يحتمـــلُ المزيـــدْ
ما الحرب ُ بالرأي السديدْ



تنظر الحيوانات إلى بعضها البعض .. تعود تنظر جميعها إلي الثعلب .. لتردد في صوت

واحد عال جهور :



هيــــــــا إذًا لمليكنـــــــــا
ندعو..ونخلصُ في الدعاءْ
فلربَّ محكمـــــــةٍ لنــــــا
تدعــــــو بما دعت السماءْ
بالقســـطِ .. تحفظُ حقنــا
وتـُقيــــــمُ بالقسطِ الجــزاءْ


تخرج الحيوانات عن المسرح..، في حين يتلكأ الثعلب ويسير بخطى بطيئة من خلفهم ..

يخرجون جميعا ..، ويبقى هو

الثعلب بصوت حذر :



أسدُ وفيلُ .. قوتانْ

ماذا إذا تنازعـَــــــا

عقلٌ وجسمٌ والمكانْ

في الكلِّ ثارَ الأدمعَا

دعهمْ إذا يتنازعونْ

وأنا أكونُ الأبرعَـــا

العينُ ترقبُ من بعيدْ

ولي تصيدُ الأنفعـَـــا





يُنهي كلماته ..، و تطفأ الأنوار كأن الشمس
قد غابت وعمَّ الظلام ....













إظلام





المشهد الثاني



لوحــــة أشجـــار كثيفة وشمس مشـرقة حارقة أضــــواء صاخبة كأنها اشراقة الصبح

( خلفية المسرح ) .

إلي اليمين من المسرح عرين الأسد مسلطة عليه الأضواء .. وقد تناثرت حوله قطع

من جذوع الشجر وفروعها وبعض حطام لجحـــــور وأعشاش (آثار شغب وتدمير) . المكان يُخيم عليه الصمت لثوان .. بعدها تدخل الحيوانات بضجيجها وأصواتهــا المتعالية

إلى المسرح ( الثعلب –الفأر – الحمامة – القرد - الخرتيت ) ..، تتجه إلي عرين الأسد

.. تخرج اللبؤة من العرين تنظر إلي الحيوانات .. تقول :




بَعْدُ الغضنفر في الفِراشْ
فلمَ التجمـــــــع والنقاشْ
ولمَا أتيتـــــــم مثلمــــــــا
النــــــورُ أدركهُ الفراشْ


تقترب الحيوانات خطوات من اللبؤة .. تهمُّ بالكلام ..، لكن يخرج الأسد من العرين ..،

يفرك في عينيه وهوينظر إلى الحيوانات بدهشة .. ويقول :




أسمع أصواتا وضجيجــــا
للثــورةِ أنتمْ تجتمعــــونْ
أمْ حبًا .. جئتــــم أفواجًــــا
بمليكِ الغابةِ .. تلتفــــونْ
يتقدم الثعلب الحيوانات ليقول :



بل نحنُ بحـــــبٍ لعظيــــم ٍ
جئنــا طمعـًــــا لو يُدركنا
ينصبُ محكــــمة ً للئيـــم ٍ
قد راحَ بشر ٍ .. يحرقنـــا


يحني الفأر رأسه .. يقول متألمًا :



جئنا .. والحزنُ كحيـــاتٍ
تلدغ ُ في الروح .. لتهلكنــــا
لا نقـــوى .. نعدو بثباتٍ
بيَـــدٍ .. تمتدُ .. تعضـــــدنا
أو جثث ٌ نمضي ..كرفــاةٍ
الضعفُ .. ذنوبٌ تحرقنــا


فجأة .. تدخل النملة وهي تصرخ .. تقول :




يا ويلتـــــي .. يا ويلتـــــي
الفيـــــلُ حطـــــمَ مهجتي
قتلَ الصغـــارَ .. وصُحبتي
نحرَ الفــــــؤادَ .. ومقلتي




يقترب الفأر من النملة ، يربت على كتفها وهو منكس الرأس .. يقول :



مهلا .. كفــــاكِ عزيزتـي
فمصابكــمْ .. كمصيبــــتي
مازلت أبكــــي زوجتـــي
أبكي أخــــي وصغيــــرتي
أبكـــي على الأرض التي
كانت دمـــــــي .. وهويتي


يخرج الخرتيت من بين الحيوانات ..، يقترب من الأسد ..، يشير إلى عينه وقرنه

المكسور وجبهته التي يظهر بها آثار جرح غائر قديم .. وهو يقول :





انظـــــــرْ مليكـــي حالتـي
انظــــــرْ لعيني .. جبهتي
انظـــرْ إلى القـــــرن ِالذي
قد كانَ حصنـي .. قلعـــتي
الآنَ .. أصبـــــحَ غائـــــرًا
فالفيــــــلُ .. أسقطَ رايتي




يدخل الأرنب وهو مذعور إلى المسرح .. يقترب من الحيوانات وهو يبكي .. يمر بالواحد

تلو الآخر وهو يقول :



وأنا .. أتيتُ ودمعــــــتي
سبقتْ لتـــروي قصـــــتي
فالفيــلُ .. طاردَ أســـرتي
هدمَ الجحـــورَ .. وحُفرتي
بالغــــدر ِ ..داس كرامتي
سلــــبَ الحيــاة َ وعــزتي


يهز الأسد رأسه في حزن وأسى .. ثم يطرقها إلى الأرض .. فيتقدم الثعلب خطوات

من الأسد يقول :




أنت القــــــــويُ مليكنــــا
مازلت تمــلك عرشــــــنا
أوَتترك الفيـــــلَ اللئيـــــمْ
بالوحـــل يطرحُ رأسنا ؟!

فيقول الخرتيت :


كيفَ الأمـــــورُ تستقيــــمْ
إنْ كانَ يُنكـِـرُ ليثنـــــــا ؟!
وبنا جميـــعًا .. يستهيـــنْ
ويدوس فـــــــوق رقابنـــا


تثور اللبؤة .. ترفع صوتها عاليا في وجه الحيوانات لتقول لهم بغضب :




ماذا دهاكمْ يا كــــــــرامْ ؟!
اليــــوم يُنكَـــرُ الاحترامْ؟!
أيــــن التأدب بالكـــــــــلامْ
بل أين تبجيلُ العظــــامْ ؟!




لحظات صمت .. تواصل بعدها اللبؤة الكلام .. تقول وهي تنظر إلي الأسد :




للغــــابِ .. قانونٌ حكيــــــمْ
ما خافَ أشباح الظــــلامْ
فليحكــــم اليوم العظيـــــمْ
وليُفشِ بالعـــــدلِ السلامْ


تصفق الحيوانات ..، وتردد في صوت واحد :



و اليـــوم جئنا طامعيـــــنْ
في حكمةِ الليثِ الأميـــنْ
يدعــــــو لمحكمةٍ تعيـــــنْ
بالحقِّ .. وحدهُ تستعيـــنْ


يعلو صوت الأسد .. يقول :



رأي ميمــــــــــــــــــــون ولبيب ...






ترتفع أصوات الحيوانات .. لتردد جميعا مع مليكها :






رأيٌ ميمــــونٌ ولبيـــــبٌ
محكمــــــةٌ .. آنَ لننصبها
فالأمــرُ خطـــيرٌ وعصيبٌ
يحتاج الحكمــةَ َ .. يطلبها
فالحــــقُ .. أسيرٌ وسليبٌ
دعـــوتهُ .. سدودٌ تحجبهـا
فلنقــوَ .. فللحــــق ِلهيبٌ
همـــم ٌلا شيئٌ .. يغلبهــــا
محكمة ٌ.. فالعـــدلُ طبيبٌ
العلة َ .. سوف يُطببهــــــا







إظلام





المشهد الثالث

المسرح قسمان

منصة في منتصفِ اليمين من المسرح (المحكمة) .. يجلس الأســـدُ علي رأسهِ تاج العرش .. متوشحًا بوشاح القضاء .. و علي عينيهِ نظـــارة كبيرة .. إلي الكرسي بمنتصفها ..، إلي

اليمين منه إبنه الشبل ..، وإلي اليسار زوجته اللبــــــؤة ..، في حين تصطف علي جانبي المنصة الحيوانات ليس فيها الفيــل ولا الثعلب ( الخرتيت – الأرنب – القرد – الحمامة ––

وبينهم النملة .. الخ .

في النصف الآخر من المسرح .... أشجار باسقة ... ويقف الفيل يلف ذيله حول شجرة ..، يلف ويدور حولها ..... تهتز ... يبتعد وهو يضحك ثم يعود ثانية كأنه يلهو أو أنه ينوي تحطيمها ..

في اليمين .. تتجول عين الأسد من خلف النظارة بين الحيوانات الوقوف للحظات ثم يقول متسائلا
:
الأسد :

هذا اللعيـــــــنُ الغــــــادرُ
قد غابَ عنا .. هل يجئ ؟!
أم أنـــــــــــهُ متكبـــــــــرٌ
يأبىَ اللقـاءَ .. لنا يسئ ؟!



يرفع الأرنب يده للكلمة .. فيهز له الأسد رأسه بالموافقة .. فيقول الأرنب :


الأرنب :
هذا اللعيــنُ سيـــــــــــــدي
قد غابَ عن هذا الفنــــاءْ
أبدَى الشرورَ .. وقد عصى
هل يسمع اليومَ القضاءْ؟!






يتحرك القرد حركات خفيفة وسريعة .. ليقف أمام المنصة .. رافعا يده للكلمة .. ، يبتسم

له الأسد بالموافقة .. فيقول :

القرد:

بل اللعيــــــنُ .. سيـــــدي
يزهو بنصـــرهِ في الخلاءْ
فأنا رأيتــــــهُ خلســـــــــةً
يلهــــــو هنالكَ في العراءْ
بالذيل يرقــــــصُ.. يعتلي
عرشَ الرذيلةِ والغبــــــاءْ


تضحك كل الحيوانات ضحكة صاخبة مدوية .. ويهمس كل للآخــر .. فيسود الضجيج القاعة للحظات ..تعود بعدها للهدوء بنظرة من الأسد .. وبإشارة من يده لالتزام الهدوء .

دقائق من الصمت .. للانتظار ولا يجئ الفيل .. فتقول اللبؤة :



اللبؤة :
قد فاقَ هــــــــذا الغــــــادرُ
الحَــــدَّ.. حقا لن يجــــــئْ
لعبَ الغـــــــرورُ برأســــهِ
هذا السليـــطُ .. بل البذئْ
فلنبدأ الرأيَ .. الحــــــوارْ
فالويل ُ لو طـُـــعِن َ البرئْ
لو ماتَ حـــــقٌّ للجـــــوارْ
وتزعـــمَ الجـــــروُ الدنئ ْ

في الجانب الآخر من المسرح : يعلو صوت الفيل بلامبالاة :

الفيل:



الآن يجتمعُ النعاجْ

ويدبرون لمقتلي
وأنا ورغم أنوفِهمْ

ولعرشِهم سأعتلي



من خلف الكواليس يأتيه صوت أشبه بصوت الثعلب ( الثعلب وقد اجتهد في تغيير صوته )

الثعلب من خلف الكواليس مغيرا نبرات صوته :



الحقُّ قولكَ يا زعيمْ

بدمائِهم ..هَيَّا ارتوِ
أوَكانَ يومًا للهشيمْ

إلا الرياحُ لينزوِي


يتلتفت الفيل حوله .... فلا يجد أحدا ... يبحث هنا وهناك ولا يجد

يعلو الصوتنفسه ثانية لكن بغلظة وحدة أكثر
الثعلب :

اذهبْ وثرْ ولا تعدْ
إلا وقدْ مزقتهمْ

يلتفت الفيل بجنون باحثا عن صاحب الصوت فلا يجد
الفيل :
لا .. لا فقد عرفتهمْ
فليُتركوا ولغوهمْ
ماهم سوى حثالةٌ
الخوفُ ينهشُ قلبهمْ
لِمَا علىَ بالذهاب
وأنا العتيُّ قصفتهمْ
يعود الثعلب من خلف الكواليس :

اذهبْ وفرقْ شملهمْ
وليُقتلونَ جميعهمْ
اذهبْ وثرْ ولا تعدْ
إلا وقد مزقتهمْ

بجنون يبحث الفيل عن صاحب الصوت ولما لا يجده ... يجن جنونه ... يدك الأرض بأقدامه ... يروح ويجئ باحثا إلى أن يخرج عن المسرح من الباب الجانبي ...



على الجانب الآخر ..، يخفض الأسدُ رأسهُ لثوانٍ معدودات .. يعودُ يرفعها ليقول لكل الحيوانات :


بالصـــدق .. جدُّ تكلمـــوا بالصدق لا.. لن تـُظلموا إن كانَ عـــــدلًا تطلبـــــوا للعدلِ .. بالصدقِ اسبقوا
فالغابُ .. يقطنه الجميــعْ
إن مسهُ الشـــرُ .. يضيعْ
بالسلمِ ..كالحصنِ المنيعْ
مأوى لوحشٍ .. أو وديعْ
إن ماتَ من ظلمٍ رضيـــعْ
وتمزقتْ روحُ القطـــــيعْ
لابد حتما أن يضــــــــــيعْ
السلمُ ..بل يفنى الجمـيعْ



تطير الحمامة لتحط علي طرف المنصة .. وتقول :

العدلُ ..عشتَ له الإمامْفالعــــــدلُ ..أنت تحققهْ وأنا .. كرمــــزٍ للســـلامْ
أدعـــــــو لحقٍّ .. تنطقهْ
فلقد أتيتُ عن الحمـــــامْ
أتلو الكتابَ .. وأصـــدقهْ
الفيـــلُ .. لا يبغي الوئامْ
فعنانُ شرهِ .. أطلـــــقهْ
يتابع الأرنب :
فانظرْ إلى هذا الحطـــامْ
في الفيل وحشٌ ..أعتقهْ
بل اعتلى عرشَ اللئــامْ
الغـــدرُ .. أصبحَ منطقهْ
جئناكَ نسمــعُ في التحامْ
الحقَّ ..هيــَّـــا وانطــــقهْ
فالحــقُّ .. يدفــــعُ للأمامْ
والظلمُ .. نارٌ تحـــــــرقهْ



يبتسم الأسد في صمتٍ .. يضع رأسهُ بين كفيهِ .. ، كأنهُ يُفكر ويتدبر ..، ( ويأتي صوته

من خلفِ الكواليس ..، كأنه يُحدث نفسه ) قائلا :

الأسد يحدث نفسه :



لأقــيسَ عقــلَ الحاضرينْفي الكلِّ .. أدركُ حــدتهْ
كي تبلغَ الحصنَ الحصين ْ
اعـــــرفْ لكلٍّ .. قدرتهْ
لا تخشَ من عضلٍ متيــن ْ
للعقلِ .. احــــــذرْ قوتهْ فلربمــــــا نالَ اليقيـــــــنْ
قــــــــزمٌ .. بنعمةِ فطنتهْ
ولرب عملاقٌ .. بديـــــــنْ
سلبَ الهـــــــوى عقليتهْ
فالبعضُ للعقـــــل ِ يهيــنْ
والبعض يشكرُ نعمتــــهْ
سـرُّ الوصول ِ إلي اليقينْ
للعقـــل .. باركْ خطوتهْ





يُنهي الصوتُ كلماته .. يَهز الأسد رأسه كأنه استيقظ من غفوةٍ وأفاق ..، ينظر إلي

الحمامة .. ثم إلي جميع الحيوانات ليقول :





اليوم .. أتيتُ لأسمعـــكمْ
والأمــر .. أناقـــشهُ معكمْ
أنتم من باتتْ أ دمعـــــكمْ
من ظلمِ الفيل ِ..تصارعكمْ
فلأسمعْ .. وأناقش معكمْ
كلَّ الأقــوال .. سأسمعكمْ





يتوقف الأسد عن الكلام لحظات .. ينظر حوله وإلي كل الحيوانات ..،

فتواصل اللبؤة

اللبؤة :


الفيلُ بشـــــر .. يخضعكمْ
وبظلمٍ .. دوما يصرعكمْ
فالشورى..الرأيُ لأجمعكمْ
والليثُ لحــــق ِ..يدفـــعكمْ
سترى الأحلامَ مضاجعـكمْ
سِلمًـــــا وسلامًا يجمعكمْ





يخرج الخرتيت من بين الحيوانات يحيي الأسد بانحناءة .. ثم يستدير في مواجهة الجمهور

كأنه يعيد عليهم لبَّ القضية ، ويشرح أسبابها .. فيقول:

الخرتيت :

للفــــــيلِ .. عقـــلٌ يستفيدُ
اليـــــــوم من أخطائنـــــا فلفرقةٍ .. صارَ الطــــريقُ
تمــــــزقتْ .. أوصالنــــا
فصار يقتــــلُ .. بل يبيـــــدُ
اليــــــومَ كلَّ صغـــــــارنا
ونحـــــن والدمـــعُ الرفيقُ
يثـــــــيرُ مـــرَّ جراحنــــا أقـــــول .. هيا نستعــــــــيدُ
الأمــسَ .. منبع علمــــنا
فلرب أخطــــاء الصــــديق
بها.. نعــــــدلُ أمـــــــرنا
وبها .. نخطط .. بل نعـــيدُ
الحــــقَّ .. نصلحُ فكــــرنا


هنا يدخل الثعلب الثعلب .. يقول :

الثعلب :


فلنطـــرقْ اليوم الحــــديدَ
الحبُّ . . يُصرعُ شــــرَّنا
ولنتحــدْ .. روحُ الفريــق
بها .. نفـــــوق عــــدوَنا
للنصرِ نهدفُ.. للطريق
إليهِ .. تســــــعَى روحنا
للفـــــــيل .. هيا نستفــيدُ
الــــيوم من .. أخـــطائنا


تكرر الحيوانات كل من مكانه ..، في صوت واحد :


فلنطـــرقْ اليومَ الحــــديدَ
الحبُّ . . يصرعُ شـــرَّنا
ولنتحــدْ .. روحُ الفريــقِ
بها .. نفـــــوق عــــدوَنا
للنصرِ نهدفُ.. للطريقِ
إليهِ .. تســــــعَى روحنا
للفـــــــيل .. هيا نستفــيدُ
الــــيوم من .. أخـــطائنا




يقفز الأرنب بسرعة .. يستدير إلي المنصة .. يتحدث إلي الأسد قائلا :

الأرنب :



الفيــــــلُ .. جبارٌ عنيــــــدْلو ثارَ .. يقتلُ جمعنــــــا
فوزنهُ .. جـــــــدٌّ يزيــــــدْ
أضعافُ وزنِ جميعنـــــا
والخـــفُّ .. أشبــــاحٌ تجيد ْ
رصـــدَ الطريق وردعنا

ويقفز القردُ .. يقف إلي جوار الأرنب .. ليقول :

الأرنب :

كيف السبيـــــلُ لنغلبــــهْ
هو من أهانَ عظامَنـــا ؟!
فدمُ الصغـــارِ .. يشـــــربه ْ
وغــــذاؤهُ .. من لحمِنا ؟!




تحني الحيوانات رؤوسها في حين يتحرك الخرتيت .. خطوات علي المسرح ..،

في مواجهة الجمهور ليقول :

الخرتيت :

يا سادتي .. لن نغلبــــــــهْ
إلا بوحــــــدةِ أمــــــــــرنا
الكلُّ يخـــرجُ .. يرقـــــــبهْ
في فرصـــــةٍ .. تأتي لنـــا
نهـــــوي عليهِ .. نستعيــدْ
حــــقَّ الصغــار ِ .. وحقنا
وننال منــه .. ما نريــــــدْ
فلقــــد طغى في ظلمِـــــنا





بالحركة الرشيقة يتحرك القرد ليقف إلى جوار الخرتيت .. ، أمام المنصة .. ينظر

إليه شزرا وهو يقول :

القرد :


الفيـــلُ الغاشــــــم ُ لو ثارْ
سيمـــــزقُ إربًا وحدتنــا
سيهزُ الحجــــرَ ..الأشجارْ
وسيعرفُ كيف .. يفتتنــا
لابد لعقـــــــلٍ مـــــــــــكارْ
وحكيمٍ.. يرســم خطتنـــا
عقل .. بالفطنةِ يختـــــارْ
الوقتَ لنضــــربَ ضربتنا
فبقـــدر ذكـــاءِ الأفكــــارْ
سيكونُ الفيــلُ .. بقبضتنا




تتسلل النملة .. خطوات في مواجهة الجمهور .. تنحني .. تحييه ..، ثم تستدير إلي الحيوانات لتقول :

النملة :


يا أيها المـــلكُ العظيــــــمْ
قد جئتُ أعـــرضُ فكرتي
فمصابُنا .. جـــللٌ أليــــــمْ
أعملــــتُ فيه .. فطنتـــي
وفوق ذي علـــمٍ عَليـــــمْ
فلتسمعـــــــوا لخطتـــــي
إن كنتُ للحـــقِّ .. أقيــــمْ
فلتتبعـــــــــوا إرادتــــــي
إن حادَ فكري .. للعظيــــمْ
تعديلُ فكـــــري .. حيلتي
فالعقـــلُ والفكرُ الحكيـــــمْ
جيشُ انتصــار ٍ..سادتـي
تنظر كل الحيوانات حولها .. تنظر يمينا .. يسارا ، ثم تخفض الرأس .. ترى النملة .. ، تتشبث عيونها بها .

ثوان من الصمت .. بعدها ترتفع أصوات الحيوانات ضاحكة .. يضج المسرح بالضحك استهزاء بالنمله .. فيقول القرد :





نمــــــيـلةٌ صغيـــــرة ٌ!!
جاءت لتعلــنَ رأيها ?!



تلحق بالقول الحيوانات ويرتفع أصواتها جميعا كأنه صوت واحد لتتابع الكلام سخرية من النملة تقول :



نمــــــيـلة ٌصغيـــــرة ٌ!!!
جاءتْ لتعلـــــنَ رأيهــــا ؟!
صغيــــرةٌ .. صغيـــرةٌ ؟!
تُلقـــــي علينا فكـــــرها ؟!
نحن العمالقــة الكبـــــارْ
نُصغي لها .. ولصوتِهــا ؟!
تضعُ الرسالةَ والشعــارْ
نحنِي الرؤوسَ.. نُطيعها؟!
عجبًا .. تجـــرأ الصغـــارْ
تـــطاولـــــتْ ضعــــــافـُـها
جاءتْ تطـــالبُ بالحـــوارْ
تبًا .. ألمْ تـــــرَّ نفسهـــــــا





يعود المسرح يضج بضحك الحيوانات .. في حين تحني النملة رأسها و تخرج من المسرح باكية ..



إظلام





















الفصل الثاني








المشهد الأول



ضوء خفيض ..، المسرح خالي تماما إلا من منصة القضاء .. وفروع أشجـــار مبعثرة

هنا وهناك ..

تدخل النملة من الكواليس تمشي على المسرح ويمشي مسلطــا عليها الضـوء .. يتحرك

معها ، وهي تبكي تتحــدث إلي نفســـــها .. ، في حين يدخل الجرذ يمشي خلفها بحزن ، يسمع حديثها دون أن تراه وهي تقول :





أصغيــــرةٌ ! أصغيــرةٌ ؟!في الجســــم .. قد أكونْ بالعقــــــل .. جدُّ كبيـــــرةٌ
وقـــــــــطٌ .. لا أخــــــونْ
فهـــــل وجدتـــــمْ نمــــــلة
للخير .. لا تصـــــونْ ؟!
النمــــــلُ يسعى .. يتحــــدْ
ليحمـــــــــلَ الطـــــــــعامْ
تعـــــــــاونٌ .. وفطــــــــنة
بالجـــــــدِّ .. لا الكــــــلامْ
بالصيفِ يســعى .. يختفي
مــــن بــــــردٍ بانتظـــــامْ
فإن غفلتـــــــمْ حكمتــــــي
فانتــــــم .. تظلمـــــــوني
إن كنت جــــــدَّ .. ضئيـــلة ً
تعالـــــوا .. واعــــرفوني
ولتدرســــــوا بحكـــــــــمةٍ
سلــــــوكي وانصــــفوني


تنهي النملة كلامها .. يقترب منها الفأر ، يربت علي كتفها وهو يقول :



الفأر :
صديقــــــتي الحميمـــــــة ُ
إيــــــــاكِ أن تتألمــــــــيِ بالعــــــدلِ .. قــــــــد آمنتِ
وبهِ بصـــــدقٍ .. تـَسْلـَمي
فغـــــدا.. أكونُ أنا الدفاعْ
عن حقـــــكِ .. المتكلـــــم
إن هم بحـــــق يرفضونَ
الظلــــمَ .. لا.. لن تُظلمــي
فكلُّ ذي جســـــم ٍضئيــــلْ
للعقــــــل ِ.. ليس بمعــــدمِ
فلربَّ عقـــــــل للصغيـــــرِ
يســــوسُ كلَّ العالــــــــمِ




فجأة .. يسطع الضوءُ لينير بصخب كل المسرح .. ، وتأتي أصواتُ الحيـوانات تقترب

من الكواليس وهي تتحدث إلي بعضها البعض ..، تجري النمـلة .. تختبئ خلف فـــــروع الأشجار .. ، ويظل الجرذ وحده علي المسرح .

تبدأالحيوانات في الدخــول إلي المسرح .. يمشي الجرذ خطوات إلي اليسار .. حيث

يجلس حزينا علي احدي فروع الأشجار .

يدخل الأسدُ مرتديا زي القضاءِ المهيب ..، تتبعه اللبؤة والشبل .. يسود الصمت ..

ويعتلي الأسد المنصة هو وزوجته وابنه .. ينظر إلي الحيوانات .. ويقول :






أين المتهــــمُ الملعـــــونْ
مازالَ عنيدًا .. لن يأتي ؟!
مازالَ يعــــربدُ بجنـــــونْ
لا يدري خطوات الوقتِ ؟!
لا يلمـــحُ نارا أشعلهــــــا
أو قلبـــــا يُشحذُ بالمقتِ؟!



يتحول الضوء إلي وجه اللبؤة الذي تعلوه انفعالات الحزن والألم .. تنظر إلى الشبل .. وهي تقول :

اللبؤة :


مولاي .. أنياب ُالبديــــنْ
حصـدتْ رقابَ صغــارنا
استلها عبــــــرَ السنيــنْ
لينالَ وحــــده عرشنـــــا
فكيف يجــــرؤ أن يجــئْ
يبدي الدفــاعَ أمامنـــــا
هل يُطلق الصوتَ الردئْ
متبـــرئا من جرحِنـــا ؟!


ينظر الشبل إلى أبيه .. ويقول :

الشبل :

دعْ لي شئـــــــــونهُ يا أبي
وأنا .. أعلمـــــــهُ الأدبْ
بالشيخ ِ يرأفُ .. بالصبي
بالعطفِ .. يبتلعُ الغضبْ





ينظر الأسد في صمت إلى الشبل ..، في حين يقاطع الثعلب الشبل الحديث قائلا :

الثعلب :


أميرنا .. يا ابن العظــــامْ
الفيلُ قد طعــــنَ الســـلامْ
واغتالَ في النفس ِالوئامْ
زيتونهـا قبــــــلَ الحمــامْ
لذا .. مضى وقتُ الكلامْ
واليــومُ .. يومُ الانتقــامْ
تصيح كل الحيوانات في صوت واحد:



نعمْ مضى وقتُ الكــــلامْ
واليــــوم .. يوم الانتقـــــامْ
فلترفعْ السيفَ الحســـامْ
يا أيها الأســــــدُ الهمـــــامْ
ونحن خلفكَ .. للأمــــامْ
الحــــقُ .. أو مـــوتٌ زؤامْ





هنا.. يخرج الجرذ من خلف فروع الأشجار .. يتقدم بخطوات واثقة ليقف أمام الحيوانات .. ، وجهــه لمنصـــة القضـــاء ، مسلطا عليه الضــوء ..، يقف في صمت .. لحظات ، ثم يستدير إلي الحيوانات يردد :

الفأر :





نعــم مضى وقتُ الكـــلامْ
واليــــوم .. يوم الانتقــامْ
فلترفــع السيـــفَ الحسامْ
يا أيها الأســــدُ الهمـــــامْ
ونحــن خلفكَ .. للأمــــامْ
الحــقُ .. أو مـــوتٌ زؤامْ





يكرر الفأر وهو يهز رأسه أسفا وألما :




الحـــــــــــــــقُ .. أو مــــــــــــــــــــوتٌ زؤامْ
الحـــــــــــــــقُ .. أو مــــــــــــــــــــوتٌ زؤامْ






تنظر الحيوانات إلي الجرذ بدهشة ..، في حين يواصل هو يقول :





يا من ظلمتـــــمْ نمــــــلةً
عن حــــــــق ٍتبحـثونْ؟!
هل للعــــــدالةِ أوجـــهٌ ؟!
أقنـــــاع ٌ .. تلبـســونْ ؟!
للــنمـــلِ .. رأيٌ مثلـكــمْ
فلرأيهِ ..هل تسمعـونْ ؟!
أم أنَّ كـــــــلَّ قلوبكــــــمْ
غلفٌ .. ولستمْ تفقهـــونْ




ينظر الأسد إلي الجرذ ..همسات جانبية بين الحيوانات بعضها البعض..، ينطلق الثعلب يقول :

الثعلب :



ماذا يقولُ لنا الصغيـرْ
الجـرذُ ذو الذنبِ الكبيـرْ
هل جاءَ في ثوبِ النصيرْ
يهجو القضاءَ المستنيرْ ؟!


تضحك الحيوانات .. فيقول القرد :

القرد :
بل راحَ ينطقُ كالأميرْ
أوَنحنُ حشدٌ من حميرْ؟!




تعلو ضحكات الحيوانات وينظر الأرنب إلي الجرذ .. يقول له :





الأرنب :
يا من تحثُ بنا الضميرْ
هل صرتَ للماءِ الخريرْ ؟!


يتحول ضحك الحيوانات إلي قهقهات .. ويقول الشبل :

الشبل :



ارحلْ بعيـدا يا صغيـــرْ
خــــذْ النميلـة َللغديــــــرْ
ولتتركا العيـشَ العسيرْ
فالوقتُ.. يمشي كالضريرْ
الغابُ .. مجهول المصيرْ
يكفيكَ هـــذوًا يا صغيرْ؟!

فيقول الفأر:


قد جئتَ التمسُ الضميـــرْ
نمضي لهُ ..النجمَ المنيـــرْ
فالغابُ أصبـحَ كالأسيـــرْ
يبكي بهِ القلـبُ الكسـيــــرْ
ظلمٌ .. كما المرُّ المــــريرْ
منهُ النميلـة ُ .. تستجيــرْ!
أنبيتُ نحلــــمُ بالحريـــــرْ
بشذا العطورِ ..وبالعبيرْ؟!
بالله كيف لنا المصيـــــــرْ
إن كان بالظلم ِ.. المسيرْ؟!






هنا .. يصيح الأسد قائلا :


يا أيها الحشــــــد الجميلْ
للاعتذار .. سارعـــــــوا
وليصبحْ الحــــق ُّ الخليلْ
وإليهِ وحده .. ارجعـــــوا
فينا .. يكون هو الوكيــلْ
وله استقيموا و اتبعــــوا
للنمـــــل والفأر النبيــــل
هيا جميعا .. واسمعـــــوا










إ ظلام





المشهد الثاني

الحيوانات تقف علي المسرح ..، تلتف حول النملة ..،:


الأرنب :
يا مَنْ ظـُلِمْـــتِ تكلــــمي
جئنــــا لرأيكِ منصتـــينْ
نحني الرؤوسَ..فاعـلمي
إنا أتـينــــا آسفـــــــــينْ

القرد :

جئناكِ نصغي .. نستمعْ
للحـــقِّ .. جئنا منصفينْ
فمن سلوكــــــكِ نقـــتنعْ
إنــا بــــكِ إلى اليقـــــينْ
الخرتيت :

ففي التوحــــدِ .. قـــــوةٌ
وبهـــا ..نعـــيشُ آمنــينْ
وفي التـفـــــــرقِ .. ذلةٌ
ما نحـــنُ عنها الغـافلينْ

الحيوانات في صوات واحد :

تكلـــــــمي في عــــــــزةٍ
بالنمـــل ِ.. جئنا مؤمنينْ






تبتسم النملة .. تمر بالحيوانات الواحد تلو الآخر تربت علي كتفه ..، إلي أن تصل إلى الجرذ ( الفأر) فتمد يدها تصافحه ..وتقول له :




يا أيها الجـــرذ النبيـــــلْ
إني أتيتــــــكَ شاكـــــرهْ
فصنيعكَ الشهمُ الجــليلْ
بعـــثٌ لروح ٍساحـــــرهْ
البطشُ يبقى؟! مستحيـلْ
فهنـا .. نفـــوسٌ ثائــرهْ
للخير ِ .. تدفــعُ كالدليـــلْ
تهـــدي القلوبَ الحائـرهْ
في الغابِ ..يحيا ألفُ فيلْ
شــــرٌ .. نـــفوسٌ غادرهْ
وأنتَ .. كالحلـــم ِالجميلْ
دنيـــــاكَ حقـــــــا نادرهْ
فالشكرُ .. للفــــأرِ النبيـلْ
ودمتَ روحـــا طاهـــرهْ




تلتف الحيوانات حول الفأر والنملة أمام منصة القضاء.. يصفقون .. ويهللون فيعلو صوت اللبؤة :


اللبؤة :
جــدٌّ .. جميــلٌ للوفـــــــاءْ
أن تحـــــــتويهِ قلوُبــــــنا
ترويه بالحبِّ .. النقــــاءْ
تحفظـــــــهُ في طياتــــــنا
طهرًا.. يكـونُ بهِ البــقاءْ
سحــــرًا.. يقاوم ضعفنــا
تتابع الحمامة :

فالحـبُّ نورٌ .. وارتـقــــاءْ
روحٌ .. تضـــئ نفوســــنا
تدعــو وتأمر .. بالعــطاءْ
تسمـــو بنبضِ قلوبنــــا
وبه .. تباركــــنا الســماءْ
فيفيضُ .. يمـلأ دربنــــــا
يتحقق الأمــلُ .. الرجـــاءْ
نصـــــبوا إلى أهدافنـــــا




يقف الأسد واللبؤة والشبل تحية للحيوانات .. يصفق الجميع و..



























إظلام





المشهد الثالث




المنصة في مواجهة الجمهور .. يجلس إليها الأسد واللبؤة والشبل .. كل في مكانه .. والحيوانات علي جانبي المسرح .. وقد انضم إليهم الفأر والنملة .. يشير الأسد إلي النملة .. فتتقدم لتقف أمام المنصة تقول للحيوانات ..

النملة :



كالنمــــل ِ .. هيا نتحــــــدْ
ولتنتظــــــــمْ صفوفكـــمْ
فبالتعــــاونِ والعمــــــــلْ
الانتصـــــــارُ حليفكــــــمْ
هيـــا لنحــــــفرَ حفــــــرة ً
وليخــــتبئْ جميعــــــــكمْ
فإنْ يجــــــئُ فــــــــــيلنا
يهـــوِي .. ينال عقابكــمْ




يصفق الأسد بحرارة .. تتبعه اللبؤة بالتصفيق ..، ويتوالى التصفيق من كل الحيوانات .. يقف الأسد على المنصة ليقول موجها كلماته للشبل:

الأسد وهو ينظر إلى الشبل :



رأيٌ حكيــمٌ يا أميــــــرْ
أرأيت َذي الجسمِ الصغيرْ؟!
للقلب ِو العقـل ِالبصيرْ
درسٌ .. يزفُ لنا المصيـــرْ





ثم يدير وجهه للحيوانات .. يقول :

الأسد :


لا وقــــــــت عندي للكلامْ
فلنسعَ .. فالعمـــلُ التزامْ
للجهــــــــد مني الاحترامْ
مادام َسعيًــــــا للســـلامْ





بعد ان ينهي الأسد كلماته .. يستدير ..، يخرج من الكواليس تتبعه اللبؤة والشبل .

وتتجمع الحيوانات صفا واحدا علي المسرح .. تتهيأ لتحفر الحفرة ..، وفي صوت واحد يتغنى الجميع:


الحيوانات تتغني بصوت واحد :

هيــا بنـــــــــــا لنتــــــحدْ
بالحــــــبِ .. والوفــــاءْ
فالاتحـــــادُ .. قــــــــــوةٌ
تخفــــــفُ الأعـــــــــباءْ
وبالتعـــــاون ِوالعمــــــلْ
قــــــد نادتْ الســـــــماءْ
بالجــــــد ِّهيا .. بالأمــــلْ
كي نقهـــرَ الأعــــــــداءْ






إظلام












الفصل الثالث
المشهد الأول





لوحة طبيعية للغابة وقت شروق الشمس ..، الأضواء .. صاخبة ( كاشـــراقة الشمس في الصباح) ..، في منتصف المسرح كومة من فروع الأشجار وضعت بصـــورة منتظمة

الحيوانات .. كلٌّ بيديه فرع من فروع الشجر يلقي به علي المسرح بطريقة بعشـوائية .

بعد ان تلقي الحيوانات ما بأيديها ..، تقف تنظر إلي بعضها البعض .. تقول :

الحيوانات جميعا :



بالحبِ انجــــــزنا العمـــلْ
قد باتَ يملؤنا الأمــــــــلْ
الصبحُ أشــــــرقَ واكتملْ
والجــــرحُ .. أوشكَ يندملْ





تجري النملة خطوات للأمام .. تمد يديها للحيوانات وهي تقول :

النملة :



هــيا بنـــــا .. و لنخــــتبئْ
كي لا يـــــرانا الفـــــــيلْ
من دونِ صـــــوت ٍأو شغــبْ
نرى العــــرضَ الجميــلْ
الفــــيلُ هـــــــذا الظـــــالم ُ
سينتهي عمّا القليـــلْ ؟!
هل تنتــــهي جراحنـــــــــا
لا موتُ..لا دمٌ يسيـــلْ؟!





تجري الحيوانات بطريقة عشوائية .. يختبئ كل منها خلف فرع من الفـــروع الملقاة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عزة راجح شاعرة الرمزية الصريحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: ادب وفنون :: شعر وشعراء-
انتقل الى: