رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السيد حَيْدر الحِلّي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
{{ روان صبري }}




عدد المساهمات : 143
تاريخ التسجيل : 06/09/2012

السيد حَيْدر الحِلّي Empty
مُساهمةموضوع: السيد حَيْدر الحِلّي   السيد حَيْدر الحِلّي Emptyالسبت يناير 05, 2013 9:09 am

السيد حَيْدر الحِلّي
المولود 1246 هـ والمتوفى 1304 هـ

نسبه

هو أبو الحسين : حيدر بن سليمان بن داود بن سليمان بن داود بن حيدر بن أحمد بن محمود بن شهاب بن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي القاسم بن أبي البركات ابن القاسم بن علي بن شكر بن محمد بن أبي محمد الحسن (الحسين) الأسمر ابن شمس الدين النقيب ابن أبي عبد الله أحمد بن أبي الحسين (الحسن) علي بن أبي طالب محمد بن أبي علي عمر الشريف ابن يحيى بن أبي عبد الله الحسين النسّابة ابن أحمد المحدّث ابن أبي علي عمر بن يحيي بن الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام الحسين السبط ابن الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، صريحة يُعرب وعنوانها ، وفخر عدنان ومجدها ، وما أجدره بمصداق قول أبي تمام الطائي :

نسبٌ كأنَّ عليهِ من شمسِ الضحى == نورٌ ومن فلقِ الصباحِ عمودا

كما هو مصداق قوله (رحمه الله) :

نسبٌ عقدنَ أصوله == بذوائبِ العلياءِ فروعه

ولادته ونشأته


ولد السيد حَيْدر الحِلّي في الحلّة 15 شعبان من عام 1246 هـ‍، ونشأ بها يتيماً ؛ فقد مات أبوه وهو طفل صغير ، فتولّى تربيته عمّه السيد مهدي السيد داود على أرقى الأساليب التربوية إذ ذاك ، وتعهّده كما يتعهّد أحد أولاده ، فقد شمله برعاية وعناية ، وقرّبه منه وجعله ثالث ولديه في الميراث ، وترى أثر هذا العطف يبدو عليه في الحزن الذي شمله ، والذي أعرب عنه في رثائه لعمّه هذا بقوله :

أضبا الردى أنصلتي وهاكَ وريدي == ذهبَ الزمانُ بعدّتي وعديدي

فقد سار على النهج الذي رسمه له من تتبع الفضائل والتحلّي بها ، وانصرف إلى صقل مواهبه التي خلقت منه شاعراً فاق عمّه في كثير من الحلبات الأدبية ، ولا بدع فقد غذّاه عمّه بما وسعه أن يغذّيه من لبان أدبه وعلمه ، وأورثه كثيراً من صفات الرجولة والبطولة .

شعره وشاعريته :-

= لعلّ التحدّث عن شاعرية السيد حيدر في غنى عن البسط والتحليل بالنظر لما عرفه الأدباء وغيرهم ، ولما سمعوه ووعوه من شعره الذي طرق الأسماع وخاصة في الرثاء ، فلقد نال إعجاب الجميع وهيمن على مشاعرهم فامتلكها .



= حقاً إنّ السيد حيدر شاعر مجلسيّ في كافة الحلبات ؛ فقد كان يشعر بالزعامة الأدبية رغم منافسة أعلامِ الشعر في النجف له وملاكمتهم إيّاه .

= ولعلّ القصّة التي ذُكرت غير مرّة وهي : عندما رثى العلاّمة السيد ميرزا جعفر القزويني بقصيدته المعروفة :

قد خططنا للمعالي مضجعا == ودفنّا الدينَ والدنيا معا

= وسكوت أُدباء النجف عن الاستعادة والاستجادة لها ؛ دفعه أن يثور ثورته التي خاطب بها الأديب الكبير الشيخ محسن الحضري بقوله : (إذا كان في المجلس مَنْ أعتب عليه لصمته وتغافله من أداء حقّ هذه المرثية فهو أنت) ، فلم يبقَ للشيخ الخضري إلاّ أن

أجابه بقوله :

ميّزتني بالعتبِ بينَ معاشر == سمعوا وما حيٌّ سواي بسامعِ

أخرستني وتقولُ ما لكَ صامتا == وأمتّنى وتقولُ ما لكَ لا تعي


= ممّا أوجب أن يتضاءل أمامه الأدباء من خصومه ، وينسحبوا عن تعصّبهم ، ويضجّوا بالاستحسان لمرثيته والاستعادة لها ، والإشادة بها .

= وما ذلك إلاّ لأنّ السيد حيدر أديب قرأ الكثير من شعر العرب ، وحفظ المجلّدات من أخبارهم ، وتتبّع الفصيح من أقوالهم ، والمأثور من كلامهم ، والبديع من صناعتهم ؛ لذا تراه في شعره فصيح المفردات ، قوي التركيب ، بديع الصنعة ، وقلَّ أن تشاهد شاعراً متأخّراً سلم من المعايب كما وقع له . يصطاد اللفظ الرقيق ويقرنه .

شعوره بالزعامة الأدبية :-

= نقرأ عنه أنّه كان مؤمناً بالزعامة الأدبية ، والتفوّق على شعراء عصره ، فكثيراً ما تراه يصرّح بذلك في رسائله وشعره وأحاديثه ، وخاصة عندما يحتدم غيضاً ، فمن ذلك قوله :

= من رسالته إلى العلاّمة الميرزا صالح القزويني (فلقد علم هذا العصر أنّي لسانه الذي انتهت إليه مقالة الشعر) ، ومن قوله :

وأنا الذي لم يُسخَ بي أحد == إلاّ غدا ونديمهُ الندمُ
وإذا اهتززتُ لمدحِ ذي كرمٍ == فأنا لسانٌ والزمـانُ فمُ

= وممّا يؤكّد لنا شعوره بالزعامة الأدبية كونه رثى هذا الإمام مع مناورته له وعتابه إياه ذلك العتاب المرّ ، في حين أنّ العادة جرت على خلاف ذلك ، فلقد علم هو أنّ القزويني عندما اختلف معه لم يؤثّر كلّ منهما على مقام الثاني ، فقد رثاه حين الوفاة العشرات من الشعراء البارزين ، وأصنافهم من الشعراء الناشئين ، ممّا دعا أن تؤلّف كتب لاستيعاب ذلك النتاج ؛ لذا رأى شاعرنا أنّ العزلة والسكوت يفضيان إلى نسيانه وخسارته مكانته الأدبية ، وإذ ذاك حرص إلاّ أن ينزل الميدان ليهيمن على ذلك الجو الأدبي ، وليعلم الجميع أنّه الفارس السبّاق فكان ما أراد ، مفضّلاً مواصلة شعوره على الاختلاف والبرودة التي حدثت بينه وبين الفقيد ، ولم يبقَ هذا الشعور دون أن أصبح حقيقة ثابتة فكان إذا سافر إلى سامراء لزيارة الإمامين العسكريين والحجّة الشيرازي (قدس سرّه) يصحبه في ركابه مئة شاعر ، وتراه في طليعة الركب مرتدياً حلّته الخضراء ، فكان الإمام الشيرازي يرعاهم لرفقتهم معه ، وتعريفه لهم عنده .

محاكمة لشعره :-

= انفرد السيد حَيْدر الحِلّي عن كثير من شعراء عصره بعدّة ظواهر ، منها : كونه حاكم شعره في حياته ، فكان لاعتداده بنفسه لا يثبت القصيدة إلاّ بعد أن يقرأها المرّة تلو الأخرى ، وبعد الاطمئنان يقرؤها على رهط من فحول الشعراء بعد إعطائه لهم حريّة النقد والمناقشة ، فإذا ما تمّ كلّ ذلك وافق على نسبتها له ؛ لذا تراه أوّل ما عني بمراثيه لآل البيت (عليهم السّلام) ، فكان لا يذيع القصيدة إلاّ بعد أن يمرّ عليها عامٌ واحد ومن ثمّ يخرجها ويقرؤها ؛ ليذيعها في الأندية ، وبهذا عُرفت مراثيه بـ (الحوليات) ؛ لاشتمالها على شعر رصين مركّز ، خالٍ من الحشو والسفسطة ، وإذا ما وجد له شعر ركيك فما ذلك إلاّ ممّا لم يقرأ باسمه في حينه ، ولم يُنسب إليه في وقته .

منزلته الاجتماعية :-

= تسالم الشيوخ والمعمّرون بنقلهم على أنَّ السيد حيدر كان من الشخصيات المرموقة ذات الحول والطول والشأن والرفعة ، قد خلص من شائبة النقد ، وترفّع عن أن يُنال بسوء ؛ لِما اتّصف به من مزايا وصفات رفعته في عيون الأعلام من معاصريه ، ولعلّ الذي لم يتوغّل في دراسة عصره الاجتماعي لا يتصوّر خطورة السيد حَيْدر الحِلّي وما حباه الله من حيثية ومكانة .

= فقد احترمه الزعيم الديني والسياسي والقبلي في آن واحد ، وأحبَّه الأعيان والوجوه ؛ لأنّه من بيت عريق عتيد بالنسب والقدسية ، فبالإضافة إلى ما تقدّم من ذكر أسماء الشعراء من أُسرته فإنّ فيهم العلماء والأطباء والزهّاد والناسكين ، وهذا ما يبدو جلياً لِمَنْ وقف على مكانته وتقديس الناس له .


أسلوبه الفني :-

= ليس بمقدور كلّ شاعر أن يصبح ثائراً ولا عكس ذلك ، غير أنَّ بعضهم ممّن وهبوا مقدرة أدبية واسعة أتقنوا الصناعتين وأجادوا فيهما إجادة المتخصص الفنان ومنهم السيد حَيْدر الحِلّي

= ولقد عرف الأدباء أنّ أسلوب العصر الأموي والعباسي ذو الطابع الخاص بقي يتمشّى أثره بقوّة حتى القرن الثالث عشر الهجري ، بيد أنّ الرصانة والتركيب وجزالة اللفظ أخذت تهزل شيئاً فشيئاً حتى عادت سقيمة خالية من الحياة ، واستمرت على هذا الوضع طيلة القرون المظلمة إلى أن انتعشت في النصف الثاني من القرن الثالث عشر ، ولعلّ خير مصداق على ما نقول رسائل السيد حيدر وأسلوبه ؛ فقد جاء رصيناً محكماً تجمّعت فيه روعة البديع بأنواعه .

= وإليك قطعة من رسالة له بعث بها إلى صديقه الحاج محمد رضا كبّة قوله :

(( سلام فتّقت نورَ زهره صبا الحبّ ، وأعربت أنفاسُ نشره عن طيّ سريرة الصبّ ، ورقّت ألفاظه حتى سرق النسيمُ طبعَه من رقّتها ، ونفحت بريّا الإخلاص فقراته حتى استعار العبيرُ المحض طيبَه من نفحتها ، وما هي فقرات في الطروس قد وسمت ، بل روح محبّ أذابها الشوق وفي قالب الألفاظ قد تجسّمت ، فلو نشق أرواحَ عرفها مَنْ غشيتهُ سكراتُ الموت لصحا ، ولو سرَّجَ النظر في لؤلؤ ألفاظها ذُو الطبع السليم لسحرت عقله وماس منها مرحاً )) .

ومن أشعاره : -

العتاب


نعى واسماً وجهَ المنايا بعضبه == فقلبُ المنايـا بيـنَ قادمتي نسرِ

نعى مَنْ يُحليَّ الشوسَ ضرباً فسيفُهُ == على النحرِ طوقٌ أو وشاحٌ على الخضرِ

نعى ابنَ الذي سدّ الثغورَ بسيفـهِ == وأفرغَ فيها من دمِ الشوسِ لا القَطرِ

نعى أنَ أسيافاً نحرنَ ابـنَ فـاطمٍ == نحرنَ بحجرِ اللهِ كلّ أولي الأمـرِ

نعى ضامياً أبكى السماءَ بعندمٍ == وحقٌ لهـا تبكي بأنجمها الـزهـرِ

نعى مَنْ بكى لا خيفةً من عداتهِ == ولكن لإشفـاقٍ عليهم من الكفـرِ

نعى شاكراً نالَ الشهادةَ صابراً == وقد يُجتنى شهـدُ العواقبِ بالصبـرِ


وقال يرثي الإمام الحسين (عليه السّلام) :

لا تحذرنَّ فمـا يقيكَ حذار == إن كانَ حتفكَ ساقهُ المقدارُ

وأرى الظنينَ على الحمامِ بنفسه == لا بدّ أن يفنى ويبقى العارُ

للضيمِ في حسبِ الأبي جراحة == هيهاتَ يبلغُ قعرها المسبارُ

فاقذف بنفسكََ في المهالكِ إنّما == خوفُ المنيةِ ذلّـةٌ وصغارُ

والموتُ حيثُ تقصّفت سمرُ القنا == فوقَ المطّهم عزّةٌ وفخارُ

سائل بهاشمَ كيفَ سالمتِ العدا == وعلى الأذى قرّت وليسَ قرارُ

هدأت على حسكِ الهوانِ ونومُها == قدماً على لينِ المهادِ غرارُ

لا طالباً وتـراً يجـرّدُ سيفَهُ == منهم ولا فيهم يُقـالُ عثارُ

ولربَّ قائلةٍ وغـربُ جفونها == يُدمي فيخفي نُطقها استعبارُ

ماذا السؤالُ فمتِّ بدائكِ حسرةً == قضت الحميّةُ واستبيحَ الجارُ

1 ـ الغرار : القليل من النوم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أستاذ خالد سعد




عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

السيد حَيْدر الحِلّي Empty
مُساهمةموضوع: شكرا للأستاذة الفاضلة هدى السيد   السيد حَيْدر الحِلّي Emptyالأحد يناير 13, 2013 4:28 pm

شكرا للأستاذة الفاضلة هدى السيد على اختيارها الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السيد حَيْدر الحِلّي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدكتور أحمد هيكل
» العلاقة التبادلية بين المعلم والطالب
» سعدية السماوي
» النقاد والمبدعون والهوة السحيقة بينهم
» شكرا للأستاذة الفاضلة هدى السيد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: ادب وفنون :: شعر وشعراء-
انتقل الى: