أحكام المعاملات في الشريعة ( منقول )

عدد المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 15/01/2012

لا تصلح حياة الناس بغير نظام يحكمهم ،ويبين ما لهم وما عليهم ،ويمنعهم من الظلم والعدوان ،ويميز الحق من الباطل . وبغير هذا النظام تقع الفوضى والتظالم، ويصبح كل يعمل ما يهواه ،دون اعتبار لغيره،ويغلب جانب مصلحته على مصالح الآخرين. ولقد جاءت هذه الشريعة العظيمة ،والناس في حالة من الفوضى في معاملاتهم ، وعلى عادات وأعراف مختلفة ، تنتشر بينهم المعاملات المشتملة على الجهالة والغرر ،المبنية على الاحتمال والقمار ، فجاءت هذه الشريعة بنظام كامل ومنهج محكم ينظم معاملات الناس فيما ينهم ، متميز بخصائص فريدة.

خصائص المعاملات في الشريعة الإسلامية
1-ربانية المصدر ، فهي أحكام من خالق البشر بما يصلحهم أو يضربهم فلم يمنع إلا ما يضر بهم إن عاجلاً أو آجلاً ، ولم يشرع إلا ما فيه صلاحهم عاجلاً أو آجلاً.
2- أنها مبنية علي العدل الكامل فلا ميل فيها لأحد علي حساب آخر ، ولا لفئة علي حساب أخري ، قائمة علي الموازنة بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة فلا ضرر ولا ضرار.
3- أنها مبنية علي مراعاة الأخلاق الفاضلة ، والصفات الحميدة ، والتنفير مما يضادها ، فالصدق من أعظم المعاملات الشرعية ، والكذب من أكبر ما ينفر منه في سبيل سلامتها ، وهكذا سائر الأخلاق.
4- يرتبط تطبيق أحكام المعاملات الشرعية بمراقبة الله تعالي وخشيته ، فليست الرقابة في النظام الشرعي للمعاملات مقتصرة علي المراقبة التي مصدرها السلطة الدنيوية بل الأساس فيها المراقبة الداخلية النابعة من القلب حيث يراقب العبد فيها ربه تعالي ويخشاه ، وهذا من أعظم الدواعي لانضباط الناس في تطبيق هذه الأحكام.
5- أن هذا الجزء المرتبط بتطبيق المعاملات ليس مقتصراً علي الجزاء الدنيوي من ربح وخسارة أو عقوبة من السلطة أو مكافأة بل هو مرتبط – مع ذلك – بالجزاء الأخروي إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
الأصل في المعاملات:-
الأصل في المعاملات الإباحة فلا يحرم منها شيء إلا بدليل شرعي ، ودل علي هذا الأصل ما يلي:
قوله تعالي " وأحل الله البيع وحرم الربا " (1)
وقوله تعالي " لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضي منكم"(2)
(1) الآية 275 من سورة البقرة
(2) الآية 29 من سورة النساء