رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أقول العلماء في التضمين (من كتاب التضمين النحوي في القرآن)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صبح تاتا




عدد المساهمات : 36
تاريخ التسجيل : 19/01/2013

أقول العلماء في التضمين (من كتاب التضمين النحوي في القرآن) Empty
مُساهمةموضوع: أقول العلماء في التضمين (من كتاب التضمين النحوي في القرآن)   أقول العلماء في التضمين (من كتاب التضمين النحوي في القرآن) Emptyالثلاثاء يناير 22, 2013 3:15 pm

قال الزمخشري : يضمنون الفعل معنى فعل آخر فيجرونه مجراه و يستعملونه استعماله ، مع إرادة معنى المتضمن قال : و الغرض في التضمين إعطاء مجموع معنيين وذلك أقوى من إعطاء معنى فذ ألا ترى كيف رجع معنى ﴿ و لا تعد عيناك عنهم ﴾ إلى قولك : و لا تقتحمهم عيناك مجاوزتين إلى غيرهم.
و قال الشيخ سعد الدين التفتازاني في حاشية الكشاف : فإن قيل : الفعل المذكور إن كان مستعملا في معناه الحقيقي فلا دلالة على الفعل الآخر وإن كان في معنى الفعل الآخر فلا دلالة على معناه الحقيقي و إن كان فيهما جميعا لزم الجمع بين الحقيقة و المجاز قلنا : هو في معناه الحقيقي مع حذف حال مأخوذة من الفعل الآخر بمعونة القرينة اللفظية فمعنى ﴿يقلب كفيه ﴾ أي نادما على كذا ، و لابد من اعتبار الحال ، و إلا كان مجازا لا تضمنيا ، و كذا قوله تعالى ﴿ يؤمنون بالغيب ﴾ أي معترفين بالغيب .
و قال ابن يعيش : و التحقيق في ذلك أن الفعل إذا كان في معنى فعل آخر ، و كان أحدهما يصل إلى معموله بحرف و الآخر يصل بآخر ، فإن العرب قد تتسع فتوقع أحد الحرفين موقع صاحبه ، إيذانا بأن هذا الفعل بمعنى ذلك الآخر ، و ذلك كقوله تعالى : ﴿ أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ﴾ و أنت لا تقول : رفثت إلى المرأة ، و إنما رفثت بها ، و لكنه لما كان الرفث هنا في معنى الإفضاء ، و كنت تعدي أفضيت بإلى ، جئت بإلى إيذانا بأنه في معناه.
و قال ابن النحاس في التعليقة : الفرق بين المضمن معنى الحرف و غير المضمن ، أن المضمن معنى الحرف لا يجوز إظهار الحرف معه في ذلك المكان ، وغير المضمن يجوز إظهار الحرف معه كما إذا قلنا في الظرف إنه يراد فيه معنى (في) فإنا لا نريد به أن الظرف متضمن معنى (في) كيف و لو كان كذلك لبني و إنما تعني به أن قوة الكلام قوة كلام آخر في ظاهره ، و كذلك يجوز إظهار" في" مع الظرف فتقول : (خرجت يوم الجمعة) أي خرجت في يوم الجمعة ، و لا تقول في أين و كيف مثلا : هل أين و لا أ أين و لا هل كيف ، و لا أكيف.
و قال السعد : حقيقة التضمين أن يقصد بالفعل معناه الحقيقي مع فعل آخر يناسبه ثم قال : إن الفعل المذكور مستعمل في معناه الحقيقي مع حذف حال مأخوذة من الفعل الآخر بمعونة القرينة اللفظية فقولنا : أحمد إليك فلانا : أحمده مُنهيا إليك حمده ، و قول الله تعالى : ﴿ يقلب كفيه على ﴾ أي يقلبها نادما على. فالفعل المتروك و هو المضمن يعتبر قيدا للمذكور.
و اعترض عليه بأن في كلامه تناقضا لأن قوله : (مع فعل آخر يناسبه) غير ملائم لقوله : ( مع حذف حال ) أي اسم لا فعل.
و قال السيد : من شأنهم أنهم يضمنون الفعل معنى فعل آخر فيجرونه مجراه . فيقولون هيجني شوقا فعدي إلى مفعولين بنفسه ، و كان هو يتعدى إلى الثاني بإلى يقال : هيجه إلى كذا ، لتضمنه معنى ذكّر فإن قلت : إذا كان اللفظ مستعملا في المعنيين معا كان جمعا بين الحقيقة و المجاز و إن كان مستعملا في أحدهما فلم يقصد به الآخر ، فلا تضمين. قلت : هو مستعمل في معناه الحقيقي و الآخر مراد بلفظ محذوف يدل عليه ذكر ما هو من متعلقاته ، فتارة يجعل المذكور أصلا في الكلام و المحذوف حالا كما في قوله تعالى : ﴿ و لتكبروا الله على ما هداكم ﴾ كأنه قيل : و لتكبروا الله حامدين على ما هداكم و تارة يجعل المحذوف أصلا و المذكور مفعولا كما مر من المثال أو حالا كما يشير إليه قوله : يعترفون به فإنه لا بد حينئذ من تقدير الحال : يعترفون به مؤمنين و إلا لم يكن تضمنيا بل مجازا عن الاعتراف.
فاللفظ مستعمل في معناه الأصلي و هو المقصود أصالة ، لكن قصد بتبعيته معنى آخر يناسبه من غير أن يستعمل فيه ذلك اللفظ ، و يقدر له لفظ آخر فلا يكون من الكناية و لا الإضمار بل من الحقيقة التي قصد منها معنى آخر يناسبها و يتبعها في الإرادة و حينئذ يكون واضحا بلا تكلف.
و قال ابن جني : اعلم أن الفعل إذا كان بمعنى فعل آخر و كان أحدهما يتعدى بحرف والآخر بآخر ، فإن العرب قد تتسع فتوقع أحد الحرفين موقع صاحبه إيذانا بأن هذا الفعل في معنى ذلك الآخر ، فلذلك جيء معه بالحرف المعتاد مع ما هو في معناه و ذلك كقوله : رفثت إلى المرأة إنما تقول : رفثت بها أو معها ، لكن لما كان الرفث هنا في معنى الإفضاء ، و كنت تعدي أفضيت بإلى ، جئت بإلى مع الرفث إيذانا و إشعارا أنه بمعناه ، و كما جاؤوا بالمصدر فأجروه على غير فعله لما كان فيه معناه نحو قوله : و إن شئتم تعاودنا عوادا و منه قول الله تعالى : ﴿ و تبتل إليه تبتيلا ﴾ و كذلك قوله تعالى : ﴿ من أنصارى إلى الله ﴾ أي مع الله وأنت لا تقول سرت إلى زيد أي معه ، لكن لما كان معناه : من ينضاف في نصرتي إلى الله ؟ جاز لذلك أن تأتي هنا بإلى و كذلك قوله تعالى : ﴿ هل لك إلى أن تزكى ﴾ و أنت إنما تقول: هل لك في كذا ؟ لكن لما كان هذا الدعاء من موسى صلوات الله عليه ، صار تقديره : أدعوك و أرشدك إلى أن تزكى و عليه قول الفرزدق :
قد قتل الله زيادا عني ...
لما كان معنى قتله : صرفه عداه بعن ووجدت في اللغة من هذا الفن شيئا كثيرا لا يكاد يحاط به ، و لعله لو جمع أكثره لا جميعه لجاء كتابا ضخما ، و قد عرفت طريقة فإذا مر بك شيء منه فتقبله و أنس به فإنه فصل من العربية لطيف حسن يدعو إلى الأنس بها و الفقاهة فيها. و قال في موضع آخر : و من عادة العرب و سننهم التي يسلكونها أنهم إذا أعطوا شيئا من شيء حكما ما ، قابلوا ذلك بأن يعطوا المأخوذ منه حكما من أحكام صاحبه عمارة لبينهما وتتميما للشبه الجامع لهما.
و قال السيوطي : إيقاع لفظ موقع غيره لتضمنه معناه .
و قال ابن هشام : قد يشربون لفظا معنى لفظ فيعطونه حكمه و يسمى ذلك تضمنيا و فائدته أن تؤدي كلمة مؤدى كلمتين ثم ذكر لذلك أمثلة منها قوله تعالى : ﴿ و ما يفعلوا من خير فلن يكفروه ﴾ ضمن معنى (تحرموه) فعدي إلى اثنين لا إلى واحد و ﴿ و لا تعزموا عقدة النكاح ﴾ ضمن معنى (تنووه) فعدى بنفسه لا بعلى و ﴿ لا يسمعون إلا الملأ الأعلى ﴾ ضمن معنى (يصغوون) فعدى بإلى و ﴿ و الله يعلم المفسد من المصلح ﴾ ضمن معنى (يميز) فجيء بمن قال : و فائدة التضمين أن يدل بكلمة واحدة على معنى كلمتين و قال في معاني الباء : ﴿ و قد أحسن بي ﴾ أي إلي و قيل : ضمن أحسن معنى لطف .
و قال ابن القيم في قول الله تعالى : ﴿ عينا يشرب بها عباد الله ﴾ يضمنون يشرب معنى يروي فيعدونه بالباء التي تطلبها فيكون ذلك دليلا على الفعلين أحدهما بالتصريح به و الثاني بالتضمن و الإشارة إليه بالحرف الذي يقتضيه مع غاية الاختصار ، و هذا من بديع اللغة ومحاسنها و كمالها ، و هذا أحسن من أن يقال : يشرب منها فإنه لا دلالة فيه على الري ، وأن يقال : يروي بها لأنه لا يدل على الشرب بصريحه بل باللزوم ، فإذا قال : يشرب بها ، دل على الشرب بصريحه و على الري عن طريق الباء فتأمله.
و قال السيوطي: المتضمن معنى شيء لا يلزم أن يجري مجراه في كل شيء و من ثم جاز دخول الفاء في خبر المبتدأ المتضمن معنى الشرط نحو : الذي يأتيني فله درهم و امتنع في الاختيار جزمه عند البصريين و لم يجيزوه إلا في الضرورة و أجاز الكوفيون جزمه تشبها بجواب الشرط و وافقهم ابن مالك.
قال أبو حيان : و لم يسمع من كلام العرب الجزم في ذلك إلا الشعر.
زعم بعضهم أن التضمين بالمعنى الذي ذكره السعد ، و هو جعل وصف الفعل المتروك حالا من فاعل المذكور ، يسمى تضمينا بيانيا و أنه مقابل للنحوي و قيل : إن التضمين من باب المجاز ، و يعتبر المعنى الحقيقي قيدا و هذا الذي اعتبره الزمخشري . فعلى مذهب السعد يقال : و لا تأكلوا أموالهم ضاميها ، و على مذهب الزمخشري : و لا تضموها إليها آكلين . و قيل : التضمين من الكناية ، لفظ أريد به لازم معناه . و الجمع بين الحقيقة و المجاز إنما يتأتى على قول الأصوليين : إن قرينة المجاز لا يشترط أن تكون مانعة. أما على قول البيانيين : فيشترط أن تكون القرينة مانعة، فقيل : التضمين حقيقة ملوحة لغيرها ، وقيل : التضمين من باب الكناية.
قال ابن تيمية : و العرب تضمن الفعل معنى الفعل و تعديه تعديته و من هنا غلط من جعل بعض الحروف ، تقوم مقام بعض كما يقولون في قوله تعالى : ﴿ لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ﴾ أي مع نعاجه و ﴿ من أنصاري إلى الله ﴾ أي مع الله و نحو ذلك ....
و التحقيق ما قاله نحاة البصرة من التضمين فسؤال النعجة يتضمن جمعها و ضمها إلى نعاجه و كذلك قوله تعالى : ﴿ و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك ﴾ ضمن معنى يزيغونك و يصدونك و كذلك قوله : ﴿ و نصرنه من القوم الذين كذبوا بآياتنا ﴾ ضمن معنى نجيناه و خلصناه و كذلك قوله: ﴿ يشرب بها عباد الله ﴾ ضمن يروي و نظائره كثيرة .
و قال الزركشي : التضمين إعطاء الشيء معنى الشيء و تارة يكون في الأسماء و في الأفعال و في الحروف فأما في الأسماء فهو أن تضمن اسما معنى اسم لإفادة معنى الاسمين جميعا كقوله تعالى : ﴿ حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق ﴾ ضمن حقيق معنى حريص ليفيد أنه محقوق يقول الحق و هو حريص عليه. و أما الأفعال فأن تضمن فعلا معنى فعل آخر و يكون فيه معنى الفعلين جميعا و ذلك بأن يكون الفعل يتعدى بحرف فيأتي متعديا بحرف آخر ليس من عادته التعدي به ، فيحتاج إما إلى تأويله أو تأويل الفعل ليصح تعديه به. و اختلفوا أيهما أولى ، فذهب أهل اللغة و جماعة من النحويين إلى أن التوسع في الحرف، وأنه واقع موقع غيره من الحروف أولى. وذهب المحققون إلى أن التوسع في الفعل و تعديته بما لا يتعدى لتضمنه معنى ما يتعدى بذلك الحرف أولى لأن التوسع في الأفعال أكثر مثاله : قوله تعالى : ﴿ عينا يشرب بها عباد الله ﴾ ضمن يشرب معنى يروي لأنه لا يتعدى بالباء فلذلك دخلت الباء ، و إلا فيشرب يتعدى بنفسه و أريد باللفظ الشرب و الري معا فجمع بين الحقيقة و المجاز في لفظ واحد ، و قيل : التجوز في الحرف و هو الباء فإنها بمعنى من وقيل: لا مجاز أصلا ، بل العين ها هنا إشارة إلى المكان الذي ينبع منه الماء لا إلى الماء نفسه ، نحو نزلت بعين فصار مكانا يشرب به .
و على هذا ﴿ فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ﴾ قال الراغب : و هذا بخلاف المجاز ، فإن فيه العدول عن مسماه بالكلية ، و يراد به غيره كقوله تعالى : ﴿ جدارا يريد أن ينقض ﴾ فإنه استعمل أراد في مقاربة السقوط لأنه من لوازم الإرادة ، و أن من أراد شيئا فقد قارب فعله، و لم يرد باللفظ هذا المعنى الحقيقي الذي هو الإرادة البتة، و التضمين أيضا مجاز لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة و المجاز معا ، و الجمع بينهما مجاز خاص يسمونه بالتضمين تفرقة بينه وبين المجاز المطلق.
و قال الزمخشري : يراعي في التعدية المحذوف. الرفث إلى : الإفضاء. أتوا على : أشرفوا. يرد بإلحاد : يهم ، ثم قال : و لم أجد مراعاة الملفوظ إلا في موضعين : أحدهما : ﴿ يقال له ابراهيم ﴾ على قول ابن الضائع : أنه ضمن يقال معنى ينادي ، و أورد على نفسه كيف عدى باللام و النداء لا يتعدى به ، و أجاب : بأنه روعي الملفوظ به و هو القول : قلت له. الثاني : ﴿ و حرمنا عليه المراضع من قبل ﴾ فإنه قد يقال : كيف يتعلق التكليف بالمرضع؟ و أجيب : بأنه ضمن حرم : المعنى اللغوي و هو المنع فاعترض كيف عدي بعلي و المنع لا يتعدى به؟ و أجيب بأنه روعي الملفوظ به و هو : ﴿ و حرمنا عليه المراضع من قبل ﴾ ثم نقل قول القاضي أبي بكر في كتابه إعجاز القرآن : هو حصول معنى فيه من غير ذكر له باسم أو صفة هي عبارة عنه ثم قسمه إلى قسمين : أحدهما ما يفهم من البنية كقولك : معلوم ، فإنه يوجب أنه لابد من عالم ، و الثاني من معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به كالصفة ، فضارب يدل على مضروب قال : و التضمين كله إيجاز و ذكر أن ﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾ من باب التضمين لأنه تضمن تعليم الاستفتاح في الأمور باسمه على جهة التعظيم لله أو التبرك باسمه.
و في كلام ياسين بن زين الدين العليمي في حاشيته على شرح التصريح على التوضيح ثمانية أقوال في التضمين:
الأول : أنه مجاز مرسل لأن اللفظ استعمل في غير معناه لعلاقة و قرينة.
الثاني : أن فيه جمعا بين الحقيقة و المجاز لدلالة المذكور على معناه بنفسه و على معنى المحذوف بالقرينة.
الثالث : أن الفعل المذكور مستعمل في حقيقته لم يشرب معنى غيره –كما جرى عليه صاحب الكشاف – و لكن مع حذف حال مأخوذة من الفعل الآخر المناسب بمعونة القرينة اللفظية كما ذكر السعد و قال السيد : ذهب بعضهم إلى أن اللفظ مستعمل في معناه الحقيقي فقط ، و المعنى الآخر مراد بلفظ محذوف يدل عليه ما هو من متعلقاته و فيما مثل به جعل المحذوف أصلا و المذكور مفعولا كأحمد إليك فلانا أي أنهي إليك حمده ، يعنى أن المذكور يدل على ذلك ، كما يدل على الحال ، و قد أراد السيد بيان وجه آخر ليفيد أن ذلك أمر اعتباري لا ينحصر فيما قاله السعد.
الرابع : أن الفظ مستعمل في معناه الأصلي ، فيكون هو المقصود أصالة ، و لكن قصد بتبعيته معنى آخر ، فلا يكون من الكناية و لا الإضمار.
الخامس : أن المعنيين مرادان على طريقة الكناية ، فيراد المعنى الأصلي توصلا إلى المقصود ، و لا حاجة إلى التقدير إلا لتصوير المعنى.
السادس : أن المعنيين مرادان على طريق عموم المجاز.
السابع : أن دلالته غير حقيقية و لا تجوز في اللفظ ، و إنما التجوز في إفضائه إلى المعمول ، و في النسبة غير التامة و نقل ذلك عن ابن جني و قال : ألا ترى أنهم حملوا النقيض على نقيضه فعدوه بما يتعدى به ، كما عدوا (أسر) بالباء حملا على (جهر) ، و(فضُل) بعن حملا على (نقض) و قد علق هذا القول على الصحة.
الثامن : أنه لابد في التضمين من إرادة معنيين في لفظ واحد على وجه يكون كل منهما بعض المراد، و بذلك يفارق الكناية فإن أحد المعنيين تمام المراد ، و الآخر وسيلة إليه ، و هذا ااختيار ابن كمال باشا و قد علق هذا القول على الثبوت.
و قال الدسوقي : مشيرا إلى قول ابن هشام ( و فائدته أن تؤدي كلمة مؤدى كلمتين ) ظاهر في أن الكلمة تستعمل في حقيقتها و مجازها و الجمع بين الحقيقة و المجاز إنما يتأتى على قول الأصوليين : إن قرينة المجاز لا يشترط أن تكون مانعة ، أما على قول البيانين فيشترط أن تكون القرينة مانعة فقيل : التضمين حقيقة ملوحة لغيرها.
و قال الصبان على الأشموني : إن التضمين النحوي إشراب كلمة معنى أخرى بحيث تؤدي المعنيين ، و التضمين البياني تقدير حال تناسب الحرف و تمنع كون التضمين النحوي ظاهرا عن البياني ، للخلاف في كون النحوي قياسيا و إن كان الأكثرون على أنه قياسي ، كما في ارتشاف أبي حيان دون البياني.
و قال ابن كمال باشا : في رسالة له في التضمين : فالتضمين أن يقصد بلفظ معناه الحقيقي و يلاحظ معه معنى لفظ آخر يناسبه و يدل عليه بذكر شيء من متعلقات الآخر كقولك : أحمد إليك فلانا ، فإنك لاحظت فيه مع الحمد معنى الإنهاء و دللت عليه بذكر صلته أعني كلمة (إلى) كأنك قلت أنهي حمده إليك ، و إنما أطلقت اللفظ لينتظم الاسم ، فإن التضمين لا اختصاص له بالفعل ، أفصح عن ذلك صاحب الكشاف في سورة الزخرف حيث قال في تفسير قوله تعالى : ﴿ و هو الذي في السماء إله و فيس الأرض إله ﴾ و ضمن اسمه تعالى معنى وصف ، فلذلك علق به الظرف في قوله : في السماء و في الأرض كما تقول : هو حاتم في طيء حاتم في تغلب ، على تضمين معنى الجود الذي اشتهر به ، كأنك قلت : هو جواد في طيء جواد في تغلب.
و لغفوله عن هذا قال الفاضل التفتازاني : و حقيقة التضمين أن يقصد بالفعل معناه الحقيقي مع فعل آخر يناسبه ، و تبعه الفاضل الشريف حيث قال : التضمين أن يقصد بلفظ فعل معناه الحقيقي و القاعدة في التضمين أن يراد الفعلان معا قصدا و تبعا لأن أحدهما مذكور بذكر صلته ، و لأن ذكر الصلة غير لازم للتضمين كما إذا ضمن اللازم معنى المتعدي ، و تكون تعديته قرينة للتضمين ، و بالجملة لابد في التضمين من إرادة معنيين من لفظ واحد على وجه يكون كل واحد منهما بعض المراد فبه تفارق الكناية ، فإن أحد المعنيين فيها تمام المراد والآخر وسيلة لا يكون مقصودا أصالة ، و بما قررناه اندفع ما قيل : الفعل المذكور إن كان في معناه الحقيقي فلا دلالة على الفعل الآخر ، و إن كان في معنى الفعل الآخر فلا دلالة على المعنى الحقيقي ، و إن كان فيهما جميعا لزم الجمع بين الحقيقة و المجاز.
و قال الأستاذ حسين والي : و التضمين مبحث ذو شأن في العربية ، و للعلماء في تخريجه طرق مختلفة فقال بعضهم : إنه حقيقة ، و قال بعضهم : إنه مجاز و قال آخرون : إنه كناية و قال بعضهم : إنه جمع بين الحقيقة و المجاز على طريقة الأصوليين ، لأن العلاقة عندهم لا يشترط فيها أن تمنع من إرادة المعنى الحقيقي ، و قد وجدوا مخرجا من هذا فقالوا : التضمين حقيقة ملوحة لغيرها.
و قال الأستاذ محمد الخضر حسين : للتضمين غرض هو الإيجاز ، و للتضمين قرينة هي تعدية الفعل بالحرف و هو يتعدى بنفسه أو تعديه بنفسه وهو يتعدى بالحرف و للتضمين شرط هو وجود مناسبة بين الفعلين و كثرة وروده في الكلام المنظوم و المنثور تدل على أنه أصبح من الطرق المفتوحة في وجه كل ناطق بالعربية متى حافظ على شرطه ، فالكلام الذي يشتمل على فعل عدي بحرف و هو يتعدى بنفسه ، أو عدى بحرف و هو يتعدى بغيره يأتي على وجهين :
الوجه الأول : ألا يكون هناك فعل يناسب الفعل المنطوق به حتى تخرج الجملة على طريقة التضمين ، و مثل هذا نصفه بالخطأ و الخروج عن العربية و لو صدرت عن العارف بفنون الكلام.
الوجه الثاني : أن يكون هناك فعل يصح أن يقصد المتكلم لمعناه مع معنى الفعل الملفوظ ، و به يستقيم النظم ، و هذا إن صدر ممن شأنه العلم بوضع الألفاظ العربية ، ومعرفة طرق استعمالها ، حمل على وجه التضمين الصحيح كما قال سعد الدين التفتازاني : فشمرت عن ساق الجد إلى اقتناء ذخائر العلوم و التشمير لا يتعدى بإلى فيحمل على أنه قد ضمن شمر معنى (الميل) الذي هو سبب التشمير عن ساق الجد من هنا نعلم أن من يحظيء العامة في أفعال متعدية بنفسها ، و هم يعدونها بالحرف مصيب في تخطئته ، و ليس معنى هذا التضمين سائغ للعارف بطرق البيان دون غيره ، إنما أريد أن العارف بوجود استعمال الألفاظ لا نبادر إلى تخطئته متى وجدنا لكلامه مخرجا من التضمين الصحيح.
و ذكر أبو البقاء في كتابه الكليات عن بعض العلماء أن التضمين ليس من باب الكناية و لا من باب الإضمار بل من باب الحقيقة إذا قصد بمعناه الحقيقي معنى آخر يناسبه و يتبعه في الإرادة ، و ذكر عن بعضهم أن التضمين إيقاع لفظ موقع غيره لتضمنه معناه و هو نوع من المجاز. ومن هذا الفن في اللغة شيء كثير لا يحاط به فقوله هذا يوحي بأن التضمين قياسي و ليس بسماعي .
و التضمين إلحاق مادة أخرى لتضمنها معناها باتحاد أو تناسب و ظاهر من هذا أن الكلمة تستعمل في حقيقتها و مجازها ﴿ للذين يؤلون من نسائهم ﴾ أي يمتنعون بالحلف عنهم و ليس حقيقة الإيلاء إلا الحلف ، فاستعماله في الامتناع عن الوطء هو طريق المجاز ، من باب إطلاق السبب على المسبب و بذلك جمع بين الحقيقة و المجاز. على رأي الأصوليين في المجاز لا يشترط أن تكون مانعة بخلاف رأي البيانين أنها مانعة فقالوا : التضمين حقيقة ملوحة بغيرها . فالتضمين من خلال النظريات الدلالية المعاصرة يحسن أن نتناوله بشيء من المرونة في تفسير اللفظ فاللغة حياة ، و ألا نأخذ المعنى المعجمي المصبوب في قوالب جامدة فمعنى اللفظ يتعاون عليه السياق و المقام و لهذا السبب فرق علماء الأصول عند استنباط الأحكام بين نوعين من دلالة اللفظ الدلالة الوضعية كما تواضع عليها علماء اللغة ، و الدلالة الإطلاقية أو الأصولية فاللغة لا تنفرد بالدلالة دون تدخل قصد المتكلم و مقام البيان .
التضمين إذا مجلى من مجالي الفكر تظهر فيه قدرة الألفاظ على اختزان المعاني ، فاللفظ قد يشمل على معان كثيرة ، و التضمين يومئ إلى واحد منها أو أكثر بلمحة تدل عليه و في التلويح غنى عن التصريح و قد ينشد المتكلم معنى من المعاني فلا يأتي باللفظ الدال عليه ، بل بلفظ هو تبيعه أو رديفه ، فإذا دل على التابع أبان عن المتبوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أقول العلماء في التضمين (من كتاب التضمين النحوي في القرآن)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التضمين بلاغيا أحد أنواع الحذف
» هل في القرآن الكريم من أحرف الزيادة؟
» قصيدة " البردة " للبوصيري ، وأقوال العلماء فيها
» استعمالات [أرأيت] في القرآن
» ما ورد في القرآن على وزن (استفعل) وتصاريفه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: علوم :: علوم اللغة العربية-
انتقل الى: