رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شاعر الكوخ محمود حسن اسماعيل عاشق مصر والعروبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أستاذ خالد سعد




عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

شاعر الكوخ محمود حسن اسماعيل عاشق مصر والعروبة Empty
مُساهمةموضوع: شاعر الكوخ محمود حسن اسماعيل عاشق مصر والعروبة   شاعر الكوخ محمود حسن اسماعيل عاشق مصر والعروبة Emptyالخميس يناير 12, 2012 7:26 am

مصر نادتنا فلبينا نداها .. وتسابقنا صفوفاً فى هواها
فإذا باغ على أرض رماها .. ترخص الأرواح والدنيا فداها

قراءة ترانيم الشاعر الرومانسى محمود حسن إسماعيل تبعث الأمل في غد الوطن ، وقد كتب الشاعر عن القدس والشرق والنهر الخالد .

ولد الشاعر بصعيد مصر واستقى شعره من طمى أرض النيل وفأس الفلاح المصرى وعشق اللغة العربية من قراءة القرآن وتعلم اللغة فى دار العلوم التي تخرج فيها عام 1936 وعين فى المجمع اللغوى مساعداً فنياً للمستشرق الألمانى فيشر وساعده فى إتمام معجم فيشر عام 1937 ثم مراقبا للثقافة بوزارة المعارف ثم مديراً عاماً لمكتب وزارة الشئون الاجتماعية ثم عين بالإذاعة المصرية مديراً لإدارة الشئون الدينية وكان صاحب فكرة إنشاء إذاعة القرآن الكريم ثم مديراً عام للبرامج الثقافية ثم مستشار ثقافى للإذاعة وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1936 وجائزة الدولة التشجيعية عام 1964 ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية 1965 وشارك فى الكثير من مؤتمرات الأدب فى العالم العربى ورحل إلى بارئه فى 25 أبريل 1977


وكانت قصيدته "دعاء الشرق" التي تغنى بها الموسيقار عبد الوهاب رسالة حضارية بليغة يقول فيها :


يا سماء الشرق طوفى بالضياء وانشرى شمسكِ فى كل سماء

ذكّريه واذكرى أيامه بهدى الحقّ ونور الأنبياء

كانت الدنيا ظلاما حوله وهو يهدى بخطاه الحائرين

أرضه لم تعرف القيد ولا خفضت الا لباريها الجبينا

كيف يمشى فى ثراها غاصب يملأ الأفق جراحا وأنينا

كيف من جناتها يجنى المنى ؟ ونُرَى فى ظلها كالغرباء

أيها السائل عن راياتنا لم تزلْ خفّاقة فى الشهب

تشعل الماضى وتسقى ناره عزة الشرق وبأس العرب

سيرانا الدهر نمضى خلفها وحدةً مشبوبة باللهب

أمما شتى ولكن للعلا جمعتنا أمة يوم النداء

نحن شعب عربى واحد ضمّه فى حومة البعث طريق

الهدى والحق من أعلامه وإباء الروح والعهد الوثيق

أذّن الفجر على أيامنا وسرى فوق روابيها الشروق

كل قيد حوله من دمنا جذوة تدعو قلوب الشهداء



وخاطب القدس وبعث الأمل ببزوغ فجر الحرية فقال :

يا قدس يا حبيبة السماء

قومى إلى الصلاة

وباركى الحياة

ورددى التسبيح فى المآذن

وأيقظى الأجراس فى الكنائس

لا توقفى الدعاء للرحمن

مهما لقيت من أذى الشيطان

ردى عليه إثمه وقومى

وواصلى الحديث للنجوم

عن بأسك الصامد من قديم

فى وجه كل غادر أثيم

وفجرى من حالك الظلام

نوراً يرد عزة الأيام

فلم تزل فيك خطا الإسراء

سابحة فى الطهر والضياء

قومى ومهما اشتدت الجراح

فكل ليل بعده صباح

غداً يهل الفجر للأعقاب

وترجع الطيور للقباب

شادية بالحب والصفاء

هاتفة بأقدس النداء

قومى إلى الصلاة والدعاء

يا قدس يا حبيبة السماء



وعن النهر الخالد التي تغنى بها عبدالوهاب ، كتب يقول :


يا واهب الخلد للزمان يا ساقى الشعر والأغانى

هات اسقنى واسقنى ودعنى أهيم كالطير فى الجنان

يا ليتنى موجة وأحكى إلى لياليك ما شجانى

وأغتدى للرياح جارا وأحمل النور للحيارى

فإن كوانى الهوى وطارا كانت رياح الدجى طبيبى

أه على سرك الرهيب وموجك التائه الغريب


يا نيل يا ساحر الغيوب

سمعت فى شطك الجميل ما قالت الريح للنخيل

يسبح الطير أم يغنى ويشرح الحب للخميل

وأغصن تلك أم صبايا شربن من خمرة الأصيل

وزورق بالحنين ثارا أم هذه فرحة العذارى؟



وفى قصيدته الثورية الذى كتبها عن عدوان 1956 وهى رد على كل الطغاة

وحطين تدرى كيف بأسى وقوتى وكيف صلاح الدين هز شكيمتى

وقادش للأجيال تروى حديثها وتسكب فى سمع الزمان بطولتى

فقل للطغاة المعتدين على الحمى لمصر فداء العمر من كل مهجة

سنسحق من مس الثرى بخياله ونسقيه ويل الموت من كل ذرة

يقول عنه الشاعر الكبير فاروق شوشة:

عندما أبدع الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل قصيدته سواقي أبريل لا أظن أنه كان يدور بخلده أو بخلد أحد من قرائه أنه يتنبأ ـ علي عادة الشعراءـ بأن رحيله سيكون في شهر أبريل‏.‏ لكني‏,‏ وأنا أعيد قراءته بعد رحيله ـ توقفت عند أبياته‏:‏

أبريل دير العاشقين من قديم الزمن

سمعته يتلو المزامير فهل يسمعني

دب الهوي في بدني فهل نزعت كفني؟


مدركا أن بعض الشعراء‏,‏ بما يمتلكونه من استشعار كوني وحس استثنائي يوهبون ـ كالطير ـ معرفة اتجاه الريح‏,‏ واستشفاف وقوع المصائر‏.‏ وعندما صدقت النبوءة ورحل محمود حسن إسماعيل ـ في مثل هذا الأسبوع من عام‏1977,‏ غريبا في الكويت‏,‏ بعيدا عن الوطن وصحبة الأهل والأصدقاء‏,‏ مضطرا الي أن يعمل ـ بعد إحالته الي المعاش دون أدني صورة من صور التكريم التي ينالها من لا يصلون الي عشر معشار قدره ـ خبيرا في إدارة بحوث المناهج في وزارة التربية الكويتية‏,‏ يراجع النصوص المدرسية المقررة‏,‏ ويبدي رأيه فيها‏,‏ ويقترح إضافة ما يراه‏,‏ ويمارس مهنة الرق من جديد‏,‏ والرق هو المصطلح الذي كان يطلق علي الوظيفة‏,‏ بما تتضمنه من خضوع وطاعة وتنازلات‏.‏

ولعله كان في إطلالته الأخيرة علي الوطن‏,‏ في إجازاته الصيفية من العمل في الكويت‏,‏ كان يقترب من البوح الممتزج بالشكوي وهو يتساءل في وقت كان صديقه يوسف السباعي رئيسا لمجلس إدارة الأهرام‏:‏ ألا يستحق مثلي أن يضاف الي كوكبة العاملين في الأهرام من كبار المفكرين والأدباء؟ ألا ينقص هذه الكوكبة شاعر كبير‏,‏ يكون الأهرام منبرا لشاعريته‏,‏ وتكون شاعريته وساما علي صدر الأهرام؟ أليس مؤسفا أن يضطر مثلي في هذه السن المتقدمة‏,‏ الي العمل بعيدا عن الوطن‏,‏ للوفاء باحتياجات الأسرة والأبناء ومطالبهم‏,‏ والمعاش الذي أتقاضاه من الدولة قروش معدودة؟

هذه النهاية لا تتفق ـ في أية صورة من صور الخيال ـ مع البداية الساطعة لمحمود حسن إسماعيل في سماء الشعر العربي‏,‏ المتمثلة في صدور ديوانه الأول أغاني الكوخ في مستهل عام‏1933,‏ للمرة الأولي في تاريخ الشعر يصبح الكوخ ـ وليس القصر ـ عنوانا لديوان شعري‏,‏ رامزا الي اختلاف التوجه‏,‏ وتغيير مسار الانتماء والدعوة الحارة الي أفق شعري مغاير‏,‏ يكون محوره الأرض والفلاح والقرية والمحراث والشادوف والنورج والساقية والغراب‏(‏ راهب النخيل‏)‏ وصميم الحياة اليومية الواقعية‏,‏ الغارقة في شظف العيش والمعاناة الطاحنة‏,‏ في قلب صعيد مصر‏.‏ هذا التوجه الشعري الجديد جاء مكتسبا عالمه الشعري الكامل من اللغة والصور والمعجم الشعري وبناء القصيدة والموسيقي الشعرية‏,‏ هذا العالم الذي جرف في طريقه كثيرا من صور الشعر الزائف‏,‏ وأحدث رجته العنيفة في وجدان فوزي العنتيل صاحب ديوان عبير الأرض‏,‏ الذي وجد الأرض ممهدة للغته الشعرية وعناقه الحميم لقريته في صعيد مصر بدوره وكان الفضل لمحمود حسن إسماعيل في ريادة الاتجاه الذي نفذت رجته الي وجدان محمد عفيفي مطر وأبهاء عالمه الشعري لغة وصورا وظلالا وتجليات ورقي شعرية وزمزمات وهينمات‏,‏ وقد تحدث هو باستفاضة ـ لم يلتفت إليها بكل أسف بعض نقاد الشعر الذين لا علاقة لهم بفن الشعر ـ سواء في سيرته البديعة أوائل زيارات الدهشة أو كتاباته الأخري عن التأثير الجارف لشعر محمود حسن إسماعيل فيه وفي سنواته الباكرة مع الشعر‏.‏

وعلي مدار عقود من الزمان كان الفرسان الثلاثة‏:‏ إبراهيم ناجي وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل هم مدار الكلام بين النقاد والدارسين‏,‏ قبل أن تتفجر قصيدة الشعر الجديد‏,‏ قاذفة بأسماء شعرية بدأت تتسع لها الساحة الشعرية بالتدريج‏.‏ وكنت أتابع عن كثب حماس أنور المعداوي لشعر علي محمود طه‏,‏ واهتمام الدكتور عبد القادر القط بشعر ناجي‏,‏ والتفات محمد مندور الي شعر محمود حسن إسماعيل وتسميته له بوحش الشعر‏,‏ ومن قبل مندور كانت هناك شهادات البياتي ونازك الملائكة والسياب عن شعره‏.‏ ثم تغير المناخ الشعري وتغيرت الأذواق‏,‏ وإذا بالدكتور عبد القادر القط يفاجئنا ـ وهو مقرر للجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة ـ في واحد من احتفالاتنا بذكري محمود حسن إسماعيل‏,‏ أنه آن أوان القول إنه أشعر الثلاثة‏,‏ وأن ما يتبقي من شعره للتاريخ والذاكرة الشعرية يفوق بكثير شعر ناجي وعلي محمود طه‏,‏ وأن اكتشافاته واقتحاماته والمجالات الشعرية التي حلق في فضائها عاطفيا وإنسانيا وكونيا تفوق في أصالتها وجرأتها وتأثيرها نظائرها عند رفيقيه‏,‏ وأن لغته الشعرية ـ بصفة خاصة ـ ستبقي شاهدا ودليلا موحيا علي عظمة التفرد وسطوع التمايز وتحقق الهوية والشعرية‏,‏ وأنه شاعر كوني بقدر ما هو شاعر إنساني النزعة‏,‏ لم تشغله ذات نرجسية‏,‏ أو اهتمامات صالونية عابرة‏,‏ أو وقوع علي فتات ما يمتليء به المجتمع من إغراءات ومباذل فكانت عصمته لشعره من وهم التجارب والمواقف الصغري صدي لعصمته لنفسه ووجدانه وحياته‏,‏ من التدني أو التهالك أو مسايرة كل ما يبرق وليس في حقيقته ذهبا‏!‏

في الذكري الثلاثين لمحمود حسن إسماعيل‏,‏نتذكر الشعر الحقيقي‏,‏ والشاعر الحقيقي صاحب الدور‏,‏ ونتذكر الشاعر الاستثنائي الذي لم ينخرط في السياق العام‏,‏ ولم يضع تمايزه في المعادن الخسيسة من الكلام‏,‏ ولا في التسكع أمام أبواب الرغام‏.

(نقلاً عن الأهرام)
جزى الله خيرا الأستاذ فاروق شوشة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شاعر الكوخ محمود حسن اسماعيل عاشق مصر والعروبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النهر الخالد .... (الشاعر محمود حسن اسماعيل )
» علي محمود طه ---- شاعر الجندول
» شاعر رابطة النهر الخالد فوزي العنتيل
» الشاعر الدكتور كمال نشأت شاعر رابطة النهر الخالد
» شاعر الإسلام محمد إقبال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: ادب وفنون :: شعر وشعراء-
انتقل الى: