رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أرجوزة الثعلب الأزعر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أستاذ خالد سعد




عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

أرجوزة الثعلب الأزعر Empty
مُساهمةموضوع: أرجوزة الثعلب الأزعر   أرجوزة الثعلب الأزعر Emptyالإثنين يناير 16, 2012 10:10 pm


قصة " الأرنب و الضفادع " " للشاعر " محمد عثمان جلال " في : العيون اليواقظ .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأيت أرنباً ذليلاَ خائفاً .. أوى إلى بَيْتٍ هناك واختفى
ودام في شغلٍ من الأفكار .. في حندسِ الليلِ، وفي النهار
حتى عَفَا، من همّه وغمِّه.. ومن أبيه يشتكي، وأمِّه
ولي يقول،ليتُ لم تجدني.. وليت أُميِّ قطُّ لم تلدني!
وكيف لا، وعيشه منغَّصُ.. وكل يوم تعتريه الغُصَصُ
إن هبَّ ريحٌ بفروع الشجرِ.. يرجف منه خائفاً، ويجري
ينام..لكن عينه يقظانه.. وروحه من فزعٍ ملانه
فجاءه محدَّث ذو عقلِ.. وقال:ذا خوفٌ بغير أصلِ
ما هذه الحال؟ فقال: خوف.. والناسُ مثلي، واحدٌ وألفُ
وبينما يقول هذا القولا.. إذ هبَّ ريح،فآنثني وولَّى
ومرَ في هروبه بتُرْعَهْ.. وكان في الترعةِ ألف ضفدعه
فاستشعرت بسيره فهربتْ.. وانزعجت من وجهه واضطربتْ
ومذ رآها هربت من كَرتهْ.. وفزعت في الماء خوف حضرته
قال: عجيبٌ أنني أخيفُ!.. فذاك غيري قلبه ضعيفُ!
في كَّرتي طردت ألفَ نفسِ.. فانهزمت من قوتي وبأسي
من أين جاءت هذه الحماسه.. وفرَّ منِّي صاحبُ الفراسه!
إني إذاً لبطلٌ ذو عصبه.. كأَنَّ في يدى اليمينِ حربه
يا أيها الجبان،أبشرْ وافرحِ.. وإن هربت خائفاً لاتستحي
إنك إن كنت جباناً..تُلْفي... أجبنَ منك نحو ألفِ ألفِ!


القصة الثانية :


قصة " آذان الأرنب "
( الرجز )
حكاية نظمتُ من فنوني ..عن حَيَوَانٍ من ذوي القرنِ
مرَّ على السبع فقام نَطَحهْ ..في صدره بقرنه فجرحَهْ
فغضب السبع من القرونِ ..وسار في الغابة كالمجنون
وقال:لاأترك منهم أحدا.. يرعى الحشيش في جواري أبدا
وشاعت الأخبارفي البوادي ..فَهُرعت سكان هذا الوادي
لم يبق لاثورٌ، ولاغزالُ ..ولا نعاجٌ، لا ولا أحْمَالُ
ومذ درى الأرنب أمر أمسِ.. وقد رأى خياله في الشمسِ
وشاهد الآذان كالقرون.. قال لمن في البيت:خلِّصوني

فربما أدخل بالآذان.. ضمن ذوات القرنِ،ياإخواني
قالوا له:إن القرون تُعرفُ ..قال:ولو!فالاحتراسُ أَلطفُ!

القصة الثالثة و العبرة الثالثة :

قصة : ابن عرس و الأرنب و القط .

حكايةُ اَبن عرسٍ،قد سكنْ ..في بيت أرنب صغيرٍ، وارتكَن!
وكان ذاك في غيابِ الأَرنبِ.. مذ راح يرجو أكلةً من عنب
وفى رجوعهِ رأى ابن عُرس ..فى بيته اللطيف فوق الكرسي!
فقال: من أنت؟ ومنذا أدخلك؟.. ومن إلى مملكتي قد أَوصلك؟
قم عاجلاً، وأخرج بلا توان.. لأُخبرنًّ عصبة الفيران
قال ابن عرس:إن هذا منزلي.. والأرض عُدَّت للنزيلِ الأَوَّل
وإنما إن تبتغي النزاعا.. فالحربَ والضربَ..أو الخداعا..
هب أنها مملكةُ التزام.. فملكها ليسَ على الدوام!
إن كان بيتَ قيصرٍ،أو دارا.. فربما الدهرُ عليه..دارا
وراح من يمينهِ..ونزعا.. وغيرُهُ من بعده تمتَّعا!
قال له الأَرنب:إن العاده.. لمن رسوم الشرع مستفاده
كان أبي يملكها بالوضع .. والأن آلت لي.. بإرثٍ شرعي!
قال ابن عرس:هذه مخاصمه ..تحتاج فى الفصل إلى المحاكمه
نذهبُ للقاضي..أبي سنَّوْر.. وكان قِطًّا ساكنا فى الغور
فإنه يفصلها بحُكمهِ.. وينجلي غَيْهَبُها بعلمهِ!
وعند قطٍّ بالغٍ فى الحجم.. تمثلا لقطع هذا الحكم
ولهما السِّنْورُ..قال:قرِّبا.. فإنما الدهرُ بسمعي ذهبا..
فامتثلا لأمره، وقرَّبا... وهو عليهما بِغلٍّ وثبا..
ومال فى لحمهما تمزيقا.. وفشَّ همَّه، وبلَّ الريقا
فقل لكل منهما: جزيتا.. وبالذي فعلتَهُ رزيتا
طلبت من أصلٍ لئيمٍ شكرا.. .ومن دنٍّي، وجهولٍ..نصرا
وليس فى الأصل اللئيم شُكْرُ.. . وليس فى الطبع الدنِّي نَصْرُ


القصة الرابعة :

قصة " الدرفيل و القرد "

( الرجز )
سفينةٌ قد غرقت في البحرِ .. من بعد ما كانت عليه تجري
وانقلبت من فوقه بما بها .. وقد رأيت القرد من ركابها
والقرد كاد أن يُرى قتيلا .. لولا رأى من تحته درفيلا
وذلك الدرفيلُ جَاء في الغَسَقْ.. يخلّص الركاب من شِّر الغرق
وكان طبعه الجميل الشافي .. أن يحمل الناس على الأكتافِ
فحمل القرد بلا إمهالِ .. وظنَّ أنه من الرجال
وسار والقرد عليه يجلسُ .. كأنه المركب..وهو الرِّيسُ
وبينما هما بقرب البرِّ .. مستبشرين بخلاص الشرِّ
إذ سأل الدرفيلُ هذا القردا ... ردَّ السلام عَاجلاً، فردَّا
وقال: ذي دمشق،أنت منها؟.. قال: نعم،سل ما تشاء عنها!
قال له:جُزيت خيراً،قل لي .. وحمص،هل رأيت فيها مثلي؟
قال له:حمصُ حبيبي..وله .. فى عشرتي بين رجال وله!
وظنَّ أن حمص كان رجلا .. فقال ما قال، وماتعقَّلا
فضحك الدرفيلُ مما قالا .. وظنَّهُ ما فهم السؤالا
والتفت الدرفيلُ للنديم .. رآه قردًا جاء من أبريم
قال له:خيَّبت فيك ظنِّي .. رح وانصرف ياابن القرود عَنِّي
والله ماسارت إليك قدمي.. إلا لظني أنك ابن آدم..
من تحته غار مع الحيتان .. وراح يقفو أثر الإنسان
وبعد أن قد غطس الدرفيل .. سمعت قول صَيِّتٍ يقول
في الناس كم شوهد عند التجربه ,, من جاهلٍ لم يدر حق الأجوبه
تسأله أباه من أي عُرَيْب .. يقول غير عاقلٍ:خالي شعيب!


القصة الخامسة :

و قال في قصة " الارنب و القطاة " :

حكايةُ الأرنب، والقطاةِ ..في ذكرها نوعٌ من الِّلذَّات
إن القطاة، وأخاها الأرنبا.. لا أمًّ قطُّ لهما، ولا أبا..
عاشا فريديْن بمرج الغابه ..في غاية الصحة، والصلابه
ولم يجد كلٌّ..منغصا بَدَا.. كلا، ولا ذاق الأذى والنكدا
وذات يومٍ أقبل الصياد.. وحوله كلابه الجياد
فالتجأ الأرنب للهروبِ.. ورام أن يدخل في الدروبِ
أدركه كلبٌ خفيف الحركه.. ينفع كل النفع عند المعركه
فشاهدته أخته القطاةُ.. ملقىً، وقد أدركه المماتُ
وسخرت منه، وقالت: ماجرى.. إنك أَقوى سرعةً ممن جرى!
ما فعلته اليوم معْك الأرجل.. حتى وقعت،مااستطعت تدخل
وبينما تسخر إذ جاء الفتى.. ولم تكن تراه عندما أتى
فوقعت في يده بالأسلحه.. ومااستطاعت أن تمدَّ الأجنحه
فاندب،أخاك إن يقع أو واسي... فالدهر معروف الأسى في الناس
واحذر إذا فهمت ذا أن تسخرا.. ولا تقل لما جرى:كيف جرى
فربما يأتيك مثله ضَرَرْ ...إذ كلُّ شيء بقضاء، وقدر!


و السادسة :

و قال في قصة : " البخيل و الكنز "
ـــــــــــــــــ

يأيها البخيلُ ماذا تصنع؟ .. كم للدنانير أراك تجمع؟
تجمعها حرصاً لأي فائده وأنت تشتاقُ لكل مائده؟
إرض بما راج لديك واقتنع واصغ لما [قال] الحكيم، واستمع..
كان بخيلٌ يكنز الفلوسا... وقد غدا من كنزه معكوسا
لايملك الأموال، وهي تملكه ...وعن قليل ستراها تهلكه
وكلُ ما يجمعه يخفيه ...في طابقٍ كلُّ الفلوس فيه
ولم يزل بالليل، والنهار... يزوره..وقلبه في نار
فاتفق الحالُ، ومرَّ رجلُ... شاهده بالليل وهو مقبلُ
فراح من ورائه ثم استتر... وبعد ماقضى بخيلُنا وطر
جاء إلى الحفرة ليلاً يسعى... ورفع الطابق عنها رفعا..
وأخرج الكنز، وراح يجري... لبيته..قبل طلوع الفجر
ثم أتى البخيل بعد الشمس... ومادرى فى اليوم أَمْرَ أمس
بل نظر الحفرة أرضاً مُقفره... خالية من كل فلْس وفّره
فصاح،بل جُنَّ وضلَّ عَقْلُهْ... وبلَّ خده بماءِ المُقْله
فجاء شيخٌ سمع الصياحا... وبعد أن أسعده صباحا
قال له:مَالك؟ قال: مالي.. راح..وراحت بعَدهُ آمالي
قال: وكيف راح منك؟ قل لى... ولم دفنتهُ بهذا الطَّلَل؟
لو كان في دارك أوفي الكيس... لما غدوت منه فى إنكيس
وكنت ماتحتاج منه تصرف... قال له: ذا الصرف ما لا أعرف
قال له: وحيثُ ما عرفتَهُ ...والمالُ..طول العمر. ما صرفته
فالحزنُ والسخُط بغير منفعه!... وذا كلامٌ قلتُهُ لتسمعه!
ضع حجراً في موضع الأموال... وافرح، ولا تيأسْ من الآمال
فالمال إن لم ينصرف ويدَّخر... قيمته لاشك قيمةُ الحَجَر!


القصة السابعة :

و لأحمد شوقي " القبرة و ابنها " :
ـــــــــــــــــــــــــــــ

رأيتُ في بعضِ الرياضِ قُبَّرَهْ ... تُطَيِّرُ ابنَها بأَعلى الشَّجَره
وهْيَ تقولُ: يا جمالَ العُشِّ ... لا تعتَمِدْ على الجَناح الهَشِّ
وقِفْ على عودٍ بجنبِ عودِ ... وافعل كما أَفعلُ في الصُّعودِ
فانتقلَت من فَننٍ إلى فَنَنْ... وجَعَلَتْ لِكلِّ نقلةٍ زمن
كيْ يَسْتريحَ الفرْخُ في الأَثناءِ ... فلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهواءِ
لكنَّهُ قد خالف الإشارهْ ... لمَّا أَراد يُظهرُ الشَّطارهْ
وطار في الفضاءِ حتى ارتفعا ... فخانه جَناحُه فوقعا
فانكَسَرَتْ في الحالِ رُكبتاهُ ... ولم يَنَلْ منَ العُلا مُناهُ
ولو تأَنى نالَ ما تَمنَّى... وعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنَّا
لكلِّ شيءٍ في الحياة وقتُهُ... وغايةُ المسْتَعْجلين فوْتُه!


و في قصة " البغلة " لمحمد عثمان جلال :

حكايةٌ وقعت في سالف الأُمَمِ ... عن بغلة خَدَمَتْ شَابَنْدَرَ العمجَمِ
وغرَّها العزُّ والإقبال فارتفعت ... في رتبة المجد والأنسابِ والشيم
يا طالما ذكرت أن امَّهَا فرسٌ... . قد ألبستها الموالي أشرف اللُّجُم
وأنها ذكرت من قبلُ في كتبٍ ...وضمَّها صاحب التاريخ بالقلم
وبعدما خدمت توما الحكيم،رأت... ذا دونها،فبدت تشكو من الخِدَم
وحين شابت وفي الطاحون قد دخلت.. وأصبحت شبحًا في حيِّزِ العدم
والذلُّ أورثها ضعفَاً وألبسها... حَلْيَ الجراح على ثوبٍ من الورمِ
تفكرت في الحمار النَّحْس والدها... وحققت نسبًا عنه من القدمِ
وسلَّمت لليالي عند شدَّتها... إن الشدائد لا تُبقي على الشمم!

و في قصة التاجر و ابن البلد و الراعي يقول محمد عثمان جلال :

أربعةٌ من الرجالِ سافروا ..راع،مع ابن بلدٍ، وتاجرُ..
وارتحلوا بصحبة ابن المَلْكِ.. يومًا على البحر، وظهر ا
فغرقت في اللَّجةِ السفينه.. وطلع الكلُّ بثغر المينه
والتجأوا..من عظم ضنكِ الحالِ.. وصفرة الوجوه..للسؤال
فجلسوا معًا بشطّ نهر.. بساعةٍ قبل صلاة الظهر
وابتدأ الراعي فقال:ما مضى... مضى مع الأيام، والله قضى
وما التشكي نافع فيما رحل ...لأنه يعد نقصا في الأجلْ
وإنما السعي عمود الدين.. يطعمنا من عرقِ الجبين
فسمع ابن الملك الكلاما ..واضطربت أحشاؤه وهاما
وقال:حقٌّ ما رآه الراعي.. فرضٌ علينا السعيُ بالإجماع
وإنني أعرف في الإداره.. وأنت يا تاجرُ..في التجاره
وأنت يا ثالث..تدري الهندسه.. يقعد كلٌّ منكم في مدرسه
وهكذا بالسعي في التعليم.. نأكل خير رزقنا السليم
فبادر الراعي وقال: حاشا ..من يتبعْ رأيكم ما عاشا
ذا أَمَلٌ في ذاته سعيدُ ..لكنه مطوّل، بعيدُ
والجوع لا يخفاك نار مشعله.. لم تجد شيئا فيه تلك المسأله
وأحسن السعي إلى المعونه.. للنفس،ما راجت به المؤونه
ثم انثنى عنهم، وجاء الغابه.. يفعل ما تفعله الحطّابه
ولمَّ أخشابًا من الطريقِ.. وقد أتى يجري بها للسوقِ
وباعها، وجاء بالطعامِ.. لصحبهِ الثلاثةِ الكرامِ
وقال: هذا رزق يوم واحد.. عافيتي قد حصَّلتهُ ويدي
والآن، لا حاجة للعلوم.. ما دام فوق عاتقي قَدُّومي
وصنعة في اليد لا في الصدر .. لها أمان من عذابِ الفقر!
-------------------------------------------
و قال في قصة التاجر و الحاكم :

سمعتُ أن أحدَ الأروام.. تاجرَ عاما،في ضواحي الشام!
وكان يحميه أميرٌ حاكمُ.. ترجف من سوطتهِ المحاكمُ
وفي نظير هذه الحمايه ..يعطيه أموالاً بلا نهايه
فذات يوم ضاق صدر التاجر.. وأطلق الدمع من المحاجر
وراح يشتكي لكلٍّ قابَلَهْ.. من المحامي، ومن المعامله
وقال: إني قد كرهتُ الحاكما.. ولاأريد أدخلُ المحاكما
يأخذ نصف مكسبي..دواما.. وإِنني سئمت ذا الحراما
وحكمت شكواه وهو باك.. إلى ثلاثة من الأتراكِ
قالوا له:لابدَّ أن نحميكا.. وأن نزيل عنك مايبكيكا
ولا نريد منك مالاً جمَّا.. بل نبعد الظلم، ونمحو الغمَّا
فرضيَ التاجر بالثلاثه.. ولم يكن يفطن للخباثه
فبلغ الحاكم مذ شاع الخبر.. بأن ذا التاجر عنه قد نَفَر
وأنه أوى إلى جماعه.. من قومه، تحمي له البضاعه
فدخل الحاكم بيت التاجر.. وكان في بيانه كالساحر
وقال: اني قد سمعتُ خبرا ..لابدَّ أن تصدقُني بما جرى
هل صح أنك ابتغيتَ تركي.. وقد صحبتَ عصبةً من تُرك؟
فاعلم بأن حُجتي حسامي.. لست أحبُّ كثرة الكلام..
وخير ماتفعله أن تُصْغى.. وأن تعود للهدى، لا تطغى
حدثني يوما أبي عن جدِّي.. عن رجلٍ راع بأرض نجدِ
قد كان والكلب بغيط يرعى ..أغنامه،فوق جزيل المرعى
فجاءه معنِّفٌ يعنّفُهْ ..وقال:خذ نصيحتي ولاتفُه!
كلبك هذا ليس يرضاه أحد ..أرسله للمأمور أو شيخ البلد
ثم اتَّجهْ لرجلٍ بحاثه ..فاسأله عن جَرْوَيْن أو ثلاثه
فإنها سوف تؤدي شُغْلَهُ.. وأكلها ليس يساوي أكله
صدَّقه، وكان غرَّا جاهلا.. وطرد الكلب الكبير في الخلا
وجاء بالثلاثة الكلاب.. ..فلم تجره من أذى الذئاب
وهلكت من عنده الكبوش.. وأكلت نعاجَهُ الوحوش
فإن تصدقني فعد إليَّا ..وردَّ لي إهانتي عليَّا
قال له:والله قد صدقتك.. دون اختبار لك،قد حققتك
وأنت يا قارىءَ هذا،انظرهُ ..وإن رأيت تاجراً..فأْمرهُ..
وقل له: أوصيك بالحمايه ..تأخذها من صاحب العنايه!

------------------------------------------------
و قال بــ " التعود "

أوّلُ شخص في الخَلاَ رأى الجَمَلْ .. خافَ لقاه،ثم ولَّى ورَحَلْ
ومذ رآه بعدُ شخصٌ ثان.. لم ينزعج، وراح باطمئنان
ومذ رآه ثالثٌ قفَّاه.. وربط الحبل على قفاه
وباعتيادٍ حصل التألُّفُ.. حتى غدا مع الصغير يقفُ
فانظر إلى هذا، وقسْ عليه.. في كل شيءٍ لم تصل إليه
واحكم بالاعتيادِ فهو أحكمُ .. إذ كل شيءٍ معه مُسَلَّمُ!

--------------------------------------------------
و في قصة : الثعبان و المبرد " قال :

حكايةُ الثعبان ذي حكاية.. قد بلغت من حسنها النهايه
أذكره إذ مرَّ وهو آتي .. بمبردٍ لرجلٍ ساعاتي
وكان جوعاناً،فرام يقرضُهْ ..فلا تعنِّفه،فهذا غرضُهْ
قال له المبردُ:يا ثعبانُ.. ما تبتغي؟ قال: أنا جوعانُ
قال له:كل إن يُطعك نابك .. والله قد شرفني جنابك
فإنما تأخذ من سماطي.. ماتأخذ الريحُ من البلاط

--------------------------------------------
و قال في قصة " الثعلب المقطوع الذنب " :
ـــــ
حكايةٌ في ذكرها ترى العجب عن ثعلبٍ رأيتُ من غير ذَنَب
وذاك أنه بفخٍّ وقعا وفات فيه ذيلُه، وطلعا
ثم انزوى في خزيه، وانكسفا ومال بين قومه، وانعطفا
وقال:لا بدَّ أذيع المكرا وأن يكون الكلُّ مثلي زُعْرَا..
شاهدته جاء إلى الثعالبِ وكان ذا بعد أذانِ المغرب
وابتدأ الأزعرُ في المقال قصَّ عليهم قصة الأذيال
وقال:ما منفعة الذيول باردةً،باسلة في الطول؟
تكنس من ورائنا الأراضي من منكم بطولهن راضي؟
نقطعها، ونستريح منها فصدِّقوا ما قد ذكرت عنها
قال له أحدهم:سمعنا ولكلامٍ قلتَهُ أطعنا
لكن نريد أن نراك مِن ورا كيف تكون إن غدوت أزعرا!
فاحمرَّ حالا وجهه من الخجل وراح مكسوفًا، وولَّى بالعجل
قال:فردوا مكره إليه وهلكوا من ضَحك عليه..
وصمَّموا جزما على اجتنابه والمكر لا يُطءى على أربابه!

------------------------------------------------
و في قصة الثعلب و البجعة :

قيل عن الثعلب يوم الجُمُعَهْ بأنه مرَّ ببيتِ البَجَعهْ
وقال:أنتِ للحصينِ جاره لا تحرميه يوماً الزياره!
ولتسمعي قول ابن عبد المطلب إذا دعى المرء لشيء فليجب
قالت له: سر ياأخي أمامي وأحضر العشا، ورح قدَّامي
وبعد ساعة أجيءُ عندك ولا أخون في الديار عهدك
فدخل الثعلبُ فى حُجَيْرِهِ وحطَّ أكله، وأكل غيرِهِ
وأقبلت جارته بسرعه فوجدت مسلوقةً، ودمعه..
وجلسا، والأكل حين أصلحه أدَّاه في آنيةٍ مسطَّحَه..
وحيث أن ضَيْفَةَ المكَّار موسومةٌ في الوجهِ بالمِنقَار
فكلما مدَّت إلى الصحن فما لم تلق شيئا من طعامٍ..غير ما..
ولم يكن يمكنها أن تلعقه بل لعق الثعلبُ كل المَرَقَه
وخرجت تقرُئُه السلاما ولم تنل من أَكله مراما
وهي تقول: في غدٍ أعزمكا ومن طعام بيتنا أكرمكا
وقد أسرَّتْ ماجرى في بالها وأحضرت أكلاً بقدر حالها
وعزمت صاحبها،فلبىّ وجاء في منزلها، ودَبَّا
فأجلسته فوق ظهر المِسطبه وأحضرت آنيةً بَرقَبهَ..
وفمها يصلح للمنقار وربما يُدخل ذيلَ الفار
لكنْ لبوز ثعلبٍ لا يصلحُ لأنه المبرومُ، والمفرطحُ
وجلست تأكل منها وحدها وهو إذا همَّ لأكلٍ بعدها
لايستطيع أن يَمُدَّ فاهُ وقُمِّرَ العيش..على قفاه!
ولزم الأمرُ إلى رجوعهِ محتنقاً بهمِّه، وجوعهِ
كثعلبٍ لم يقض قطُّ حاجه ولعبت بعقله دجاجة
فإن تَرَ الغشاشَ مِلْ إليه وقُصَّ ذي..حكايةً عليهِ
وان رأيتَهُ بغشٍّ والها بَشِّرْهُ عنيِّ يا أخي بمثلها
-----------------------------------------------

و في قصة الثعلب و الدجاج الهندي قال :

حطَّ دجاج الهندِ فوق الشجره فروعها عاليةٌ منتشره
وكلُّ فرخ كان فوق غصن لدى الحصار نافعٌ كالحصن
وكلما أتى إليها الثعلبُ يرى بعيدًا ما يرى ويطلبُ
أو يجد الدجاج منه في خفر فصاح جُوعًا، وبرجليه عفر
وقال:كم تسخر بي الأفراخ؟ ألا شراكٌ لي؟ ألا فخاخ؟
لا كنتُ إن لم ألق لي وسيله أعدُّها، متخذًا لي حيله
وكان ذا في ليلةٍ ذات قمر لا غيمَ في سمائها، ولا مطر
نام على الظهر، ومدَّ ذَيْلَهْ واحتال ما أمكن تلك الليله
وقام بعد نومه ينطُّ ونام حتى خلته يغطُّ
أما الدجاج لم يزل محترسا لما رأى عدوَّهُ المفترسا
والثعلب اللئيم يدنو تاره وتارةً يُبعد بالإشاره
وصار يثني ذيله ويسندهُ طوراً يلمُّه، وطورا يَفْرُده
حتى الديوك ذهلت من النظرْ وداخت الرؤوس من طول الحذرْ
وسقطوا الواحد بعد الواحد ومسَّهم بنابهِ، وباليدِ
يخنق هذا، ويشق الآخرا ولا تسل يا صاحبي عما جرى
وهكذا من شدة الحرص رُمُوا بالقتل عن آخرهم، وأعدموا
وكان ذا من شدة احتراسهم وحصرهم لمُخِّهمْ في راسهم
فلا تكن شديد الاحتراسِ فهو مضرٌّ غالبا بالراس!

----------------------------------------------

و قال في قصة الثعلب و الذئب :

حكايةٌ قلتُها بثعلَبْ ** مرَّ على البئر منه يشربْ
وكان بالليل والدياجي** فرَّت من البدر فوق أشهَبْ
رأى خيال الهلال في الما** فظن أن الهلال أرنبْ
فرام فيها النزول، والبـ ** ئر ذاتُ دَلْوَيْن حول قُنَّبْ
وحصَّل الماءَ عن قليلٍ ** والضوء من تحته تقلَّب
وغرَّه البدر في الدياجي** ومنه ما نال قطُّ مأرب
أمسى على الماءِ طول ليلٍ **مشردًا نومه،معذَّبْ
لم يلق بُدًّا إلى طلوعٍ** ولا سبيلاًلأي مهربْ
وكاد يعوي لما يلاقي **إلا وذئب له تقرَّبْ
أتى ليروي ظَمَاه فجرًا ** وكان من فرطه تلهَّبْ
تأمل الذئب وسط بئرٍ ** شاهد بين المياه ثعلب..
قال:لماذا نزلت فيها** وما الذي للنزول أوجب؟
قال:استمع،إنني سعيد ** صادفت في البئر لحم ربرب
قابلني أرنب مليحٌ ** من أكل لحم الدجاج أطرب
فاستعجل الخطويا حبيبي ** نأكلْ جميعًا هنا ونشرب
وإن ترم للنزول شيئا **عندك دلوٌ عليه فاركب
فانحدر الذئب وسط دلوٍ ** والثعلب الحرُّ قد تسحَّبْ
وراح للبَرِّ، والفيافي **أمثاله في البلاد تُضْربَ
حياتنا كلها شِراك ** وصاحب العقل من تجَنَّبْ!



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزملكاوي




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 03/02/2012

أرجوزة الثعلب الأزعر Empty
مُساهمةموضوع: شكرا للأستاذ خالد سعد    أرجوزة الثعلب الأزعر Emptyالجمعة فبراير 03, 2012 12:48 pm

نشكر الأستاذ خالد سعد فيصل نائب رئيس مجلس إدارة رابطة النهر الخالد على اختياره الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أرجوزة الثعلب الأزعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الثعلب والديك
» قصيدة من قصائد (أحـــمـــد شـــوقــــى) فى كتاب الشوقيات للأطفال تسمى (الثعلب و الديك)
» قصيدة من قصائد (أحـــمـــد شـــوقــــى) فى كتاب الشوقيات للأطفال........ تسمى (الثعلب و الديك)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: ادب وفنون :: براعم الرابطة-
انتقل الى: