وأخيرا أينع الأمل الذي راود بلابل الدوح المغردة وأصبح لها في رياض العرب دوح ملئ بخمائله يختار منها ما يناسبه ويصدح بما ألهم من مواهبه ويشجي زواره فينجاز كل زائر الي رغائبه - ما أحلي الفكرة حينما تتعهدها فتراها منذ غرسها بذرة حتي تخرج زهرة تملأ الأجواء بعبق عطرها لينطوي الزمن ويختصر في اللحظة الجميلة وقت بزوغ الورد بجمال أشكاله وإبهار ألوانه وتناسق أوراقه فيضفي جمالا فتانا يتمايل علي أغصانه وتطوف بي الذكريات منذ التقينا ومؤسس الرابطة الأستاذ خالد سعد فيصل في المركز الثقافي المصري بالرياض ودار حوار بيني وبين الاستاذ الدكتور صلاح طاهر الملحق الثقافي المصري والأستاذ خالد سعد فيصل بحضور مجموعة من الذين تشغلهم هموم الأدب والوطن و كان ذلك قبل الثورة والأيام حبلى بأحداث لا ندري ما تتمخض عنه غير أننا ننتظر المخاض ونتعجله .
دارت كؤوس المناقشة يومها تتأرجح علي حاملاتها وإن كانت مسطحة لا تمسك شيئا وتناقلنا بين مواضيع تنوعت وتفرعت ولكنها لم تخرج أبدا ولم تبتعد شبرا عن جذور شجرتها وأصول غرس بذرتها في أرضها وقد دارت تحمل المعاني تارة في كؤوس الشعر وأخري في أوعية المنثور أو القصة أو المقال مستعرضا بها المتحدث آيات البلاعة وجمال لغتنا بعد أن خشي المهتمون أو أبدوا تخوفهم من طغيان ساحات العصر المادي علي واحات العمل الأدبي وانصراف قاعدة واسعة من الشباب خاصة والناس عامة عن جمال لغتنا الخالدة إلي حوار الجماد ولغة المظهر المادي ومع مساء إحدي أمسيات ليالي الشتاء الدافئة بعد هذا اللقاء وعلي مسافة قريبة منه أظنها كانت الأمسية الثالثة أو الرابعة بعد اللقاء كنا علي موعد غير مرتب أو مسبوق الاتفاق مع الأستاذ خالد سعد فيصل وكنت ظننتها زيارة عابرة لقرب مرور أو دعوة لحضور بعد أن تعرفنا في ندوتنا المذكورة في دار الملحق الثقافي المصري بالرياض حين كنا مدعويين لحضور افتتاح معرض للفن التشكيلي للفنان المصري الدكتور يحيي السيد وبعد انتهاء المعرض دعينا إلي مكتب الملحق الثقافي المصري حيث التقينا ودار ما ذكرنا وكان بصحبتي وقتها مجموعة من المهتمين بشئون الأدب والفنون
وقد دعت الضرورة يومها بعد الترحيب بالزائرين أن استجيب لدعوة الاستاذ خالد سعد بالاستقلال جانبا فانتحينا قليلا على مقربة من الحضور حيث دار حديث مؤداه أن الاستاذ الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة والأستاذ الأديب محمد شومان قد وجها أمرهما باختيارى رئيسا لمكتب الرابطة بالرياض وأسندا - مهمة تكوينه وتاسيسه والقيام عليه حتى يخرج إلى النور- لشخصى الضعيف على قلة بضاعتى وقليل معرفتى فحاولت الاعتذار جادا لانشغالى بما يشغلنى وسبحان من أودع كل قلب ما يشغله ولقد عرضت أن يقوم بهذا العبء أحد من الأخوة الأفاضل خاصة وطبيعة عملهم كمعلمين فضلاء ذات صلة قوية وروابط متينة بموضوع واهتمامات الفكرة وهم على صلة بأصولها منذ نشأتها بالإسماعلية فضلا عن كونى حديث العهد بها- وبين الأخذ والرد واحتدام النقاش بأسباب القبول والرفض ياتى عبر أثير أسلاك الهاتف المحمول الوهمية صوت الأديب العظيم الأستاذ محمد شومان ثم صوت الشاعر العظيم الأستاذ محمد إبراهيم أبو سنة ليعلنا أنه أمر ليس للاختيار فية مجال وهو تكليف رفضه محال فكان أن صدعنا بالأمر وبدأنا تحديد موعد يوم الخميس من كل أسبوع يوما للقاء وبمعاونة هذه النخبة الطيبة وبدعمهم قولا وفكرا وعملا كان إذن الله سبحانه بخروج هذا العمل فالحمد لله رب العالمين ونسأله سبحانه وتعالى تمام التوفيق حتى تؤدى الرابطة مهمتها
مهندس حسن حامد ابراهيم البنا
مدير مكتب رابطة النهر الخالد بالرياض