السعادة الزوجية
ألقى فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "السعادة الزوجية"، والتي تحدَّث فيها عن أعظمِ سعادةٍ في الدنيا، وهي: السعادةُ الزوجية، وبيَّن أسبابَها، وأدلَّتها من الآيات القرآنية والتوجيهات النبوية، ثم عرَّجَ في نهايةِ خُطبته إلى الحديثِ عن سُوريا وجُرحها النازِف، وأن علامات النصر باديةٌ في الأُفقِ، وأن الظلمَ مُؤذنٌ بزوالِ المُلكِ.
الخطبة الأولى
الحمد لله، الحمد لله عددَ ما خلقَ وبرَا، وأنشأَ وذَرَى، والحمدُ لله حمدًا يطغَى، (خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا) [الفرقان: 54]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، خيرُ الخليقةِ طُرًّا، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وصحبِه والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وعظِّموا أمرَه ولا تعصُوه، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، يُراقِبُ أعمالَكم، ويُحصِي أنفاسَكم، ويعُدُّ أيامَكم.
فإذا علِمَ الإنسانُ أنه سيُسألُ عن عُمره فيما أفناه، وشبابِه فيما أبلاه؛ لزِمَ الجِدَّ دهرَه، وتركَ اللهوَ عُمرَه، (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) [الشرح: 7، 8].
الأسرةُ والعائلةُ، والبيتُ الزوجيُّ أساسُ منظومةِ المُجتمع المُسلم ونواتُه، ومنه صلاحُ الفرد وفيه نباتُه، ومع أن الزواجَ فِطرةٌ وضرورةٌ وحاجةٌ إنسانيَّةٌ طبيعيَّةٌ، إلا أنه في الإسلام شريعةٌ وأمر، وسنَّةٌ وطُهرٌ، وكِيانٌ تُسخَّرُ لقيامه وتمامه وصلاحه كلُّ الإمكانات، وتُذادُ عنه المُعوِّقاتُ والمُنغِّصات.
ومن أهدافِ الإسلام ومساعِيه: قِيامُ أسرةٍ مُكوَّنةٍ من زوجَين، تُرفرِفُ في جوانِحها المودَّةُ والرحمةُ والسَّكَن، وتُهدَى إليها التشريعاتُ والتوجيهات، ويتكامَلُ أفرادُها للقيام بالواجِبات، وتنسُلُ منها الذُّرِّيَّةُ الصالِحةُ، وتنشأُ في كنَفِها الأجيال، ويتبادَلُ أفرادُها الأدوار في التعاوُن على البرِّ والتقوى، والتكامُل والتكافُل في تحقيق الأهدافِ والآمال في الدنيا وفي الآخرة. وتلك فلسفلةُ الأُسرة في الإسلام
وفَهمُ هذه الحقيقة الفِطريَّة بصيغتِها الشرعيَّة يُحدِّدُ معالِمَ السعادة الزوجية، وملامِحَ بناء الأُسرة الصالحة، ومن ثَمَّ المُجتمع المُتماسِك القادرِ على بناءِ حضارتِه بعد بناءِ أفرادِه وكِيانه.
ومن هُنا أتى الاهتمامُ بالأمر بالزواج والحثِّ عليه، قال الله - عز وجل -: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور: 32].
وفي السنَّة المُطهَّرة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا معشرَ الشباب! من استطاعَ منكمُ الباءَةَ فليتزوَّج ..» الحديث؛ رواه البخاري ومسلم.
أيها المسلمون:
ولبناء هذا الكِيان الأُسريِّ وإصلاحِه وحِمايته جاءت الشريعةُ بجُملةٍ من الأوامر والنواهي، والآدابِ والوصايا، ترسُمُ للبيوتِ معالِمَ سعادتها، وتخُطُّ للأُسرة طريقَ بهجتِها، على المُسلمين التنادِي للأخذِ بها وانتِهاجها قُربةً لله تعالى، وحِفظًا لبيوتهم ومُجتمعهم، وصلاحًا لأحوالهم.
وتعظُمُ الحاجةُ عند كثرة التفريطِ، وتفاقُم الجِراحات في البيوت، وتصدُّع بُنيان الزوجية، ومما يُؤلِمُ أن تُشيرَ الدراسات والإحصاءات إلى أن نِسَبَ الطلاقِ في عالَمِنا العربيِّ والإسلاميِّ لا تقِلُّ عن ثلاثين بالمائة، وأنها تجاوَزَت الأربعين في المائة في بعضِ بلادِنا، وهذه نِسَبٌ مَهولةٌ تستدعِي مُبادرةَ المُجتمَع بمُؤسَّساته وأفراده لمزيدٍ من الدراسات والحُلُول والخِطَط والبرامج، مع الشُّكر والإشادة بما تبذُلُه المُؤسَّسات والجمعيَّات، والمواقعُ والجهاتُ التي تُعنَى بجوانبِ الأُسرة وقضاياها.
أيها المسلمون:
جاءت معالِمُ السعادة والنجاح للأُسرة من أول بناء، وهو الاختيارُ والقَرارُ؛ فالخُلُقُ والدينُ مدارُ البحثِ وسرُّ السعادة، والتفريطُ في مُراعاة ذلك مبعَثُ الشقاء، وفي حريَّة الاختيار الاستِئذانُ والاستِئمار، فلا الرجلُ يُكرَه على أخذ من يكرَه، ولا الفتاةُ تُرغمُ على قبولِ من تُبغِض.
وفي الآياتِ القرآنية والتوجيهات النبوية من نور التوجيه ما نقتبِسُ منه نورًا، ومن الهديِ ما لا نُحيطُ به في موقفٍ، وحسبُنا شَذَراتٌ وقَبَساتٌ:
ففي الحقوقِ والواجباتِ: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) [البقرة: 228]، ومع بيان الحقوق والواجبات فإنها ليست مُشاحَّةً ومُحاسبةً، وإنما في التوجيه الكريم: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) [البقرة: 237].
وفي التعامُل يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ»؛ متفق عليه.
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «تبسُّمُك في وجه أخيك لك صدقة»؛ رواه الترمذي.
وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَعُ من شيءٍ إلا شانَه»؛ رواه مسلم.
إن الرِّفقَ والكلمةَ الطيبةَ، والعفوَ والصفحَ خيرٌ من العطاء مع المِنَّة وسوءِ التعامُل، وفي التنزيلِ العزيز: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى) [البقرة: 263].
عباد الله:
وليس من العدلِ: المُطالبَةُ بالحقوق مع التفريطِ في أداء الواجِبات؛ فإن الذي قالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لو كُنتُ آمِرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجها» هو الذي قالَ: «اللهم إنِّي أُحرِّجُ حقَّ الضعِيفَيْن: اليتيم والمرأة»، وهو الذي قال: «استَوصُوا بالنساء خيرًا».
وإن الذي قال: «خيرُكم خيرُكم لأهله» هو - صلى الله عليه وسلم - الذي قال: «إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وصامَت شهرهَا، وحفِظَت فرْجَها، وأطاعَت زوجَها؛ قيل لها: ادخُلي الجنةَ من أي أبوابِ الجنةِ شئتِ».
وفي سَعة الصدرِ وبُعد النظر وحُسن الموازنةِ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِهَ منها خُلُقًا رضِيَ منها آخر - أو قال: غيرَه -»؛ رواه مسلم.
ولذلك قال الله - عز وجل -: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19].
وفي الإدارة: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) [النساء: 34]، والقِوامةُ ليست تسلُّطًا ولا تعسُّفًا، ولا ظُلمًا أو ترفُّعًا؛ بل هي الرعايةُ والحِفظُ، والقيامُ بالمصالح، وإن الدعوةَ إلى عكس ذلك بدعوى المُساواة أو الحرية هو قلبٌ للفِطرة، ومُعاكسةٌ للطبيعة.
أيها المسلمون:
التقوى والصدقُ والأمانةُ خيرُ ما بُنِيَت عليه العلاقات، وهذه الأخلاق النبيلة هي ربيعُ القلب، وزكاةُ الخِلقة، وثمرةُ المُروءة، وشُعاع الضمير، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بالصدقِ؛ فإن الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وما يزالُ الرجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتبَ عند الله صِدِّيقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذبَ يهدي إلى الفُجُور، وإن الفُجورَ يهدي إلى النار، وما يزالُ الرجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتبَ عند الله كذَّابًا»؛ رواه البخاري ومسلم.
أما الأمانةُ والمُحافظةُ على الأسرار الزوجية؛ فواجبٌ يحفظُ البيوت، ويحمِي الأُسَر؛ عن أبي سعيد الخُدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من أشرِّ الناسِ عند الله منزلةً يوم القيامة: الرجلَ يُفضِي إلى امرأته وتُفضِي إليه، ثم ينشُرُ سِرَّها»؛ رواه مسلم. وفي روايةٍ عند مسلمٍ أيضًا: «إن من أعظمِ الأمانةِ عند الله يوم القيامة: الرجلَ يُفضِي إلى امرأته وتُفضِي إليه، ثم ينشُرُ سِرَّها».
والوعيدُ واردٌ على الرجلِ والمرأةِ على السواءِ.
أيها الرجال والنساء:
أيها الباحِثون عن السعادة في الدنيا والآخرة! جِماعُ السعادة في قول الله - عز وجل -: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
إن هذه المعاني أَولَى بالعنايةِ والبلاغِ بدلًا من إشغال الناسِ بما يهدِمُ ولا يبنِي من شُؤونِ الأُسرة والمُجتمع، على المُصلِحين والناصِحين، وأربابِ الأقلام والإعلام أن يُعنَوا أشدَّ العنايةِ بصلاحِ الأُسَر واستِقرارِها، وقيامِ البُيوت وشدِّ بُنيانها، وكفِّ كل ما يُؤثِّرُ عليها.
واللهُ المسؤولُ أن يحفظَ على المُسلمين دينَهم وأمنَهم، وأن يُصلِح أحوالَهم، ويُسعدِ أعمارَهم.
باركَ الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفَعَنا بما فيهما من الآياتِ والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، الحمد لله القوي القادر، وهو - سبحانه - العزيزُ الناصِرُ، وأشهد أن لا إله إلا الله الملكُ الحقُّ القاهرُ، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلا تزالُ الدماءُ تجري ظُلمًا على ثَرَى سُوريا، والمجازِرُ تُرتكَبُ أمام سمعِ العالَمِ وبصره، ولا يردَعُ مُرتكِبيها دينٌ ولا أخلاقٌ، وقد أذِنَ الله لمن يُقاتَلون ويُظلَمون بأن لهم حقَّ الدفاعِ عن أنفسهم، وفي بعضِ المواطِنِ لا يُجدِي الوعظُ ولا النُّصحُ.
لكِ اللهُ يا شام! فلم يشهَد هذا العصرُ شعبًا يحكُمُه عدوُّه كما شهِدَت الشامُ، ساسَها حاكِمُها كعدُوٍّ، وأدارَ شُؤونَها كجلَّاد، وعامَلَها مُعاملةَ الجزَّار وأيُّ جزَّارٍ؟! تكادُ مجازرُ طاغِيتها تُنسِي مجازِرَ القرامِطةِ والتَّتَر، غاضَت الرحمةُ من صُدورهم، وتلاشَت الإنسانيَّةُ من أفعالهم، وأصبحَ ذبحُ النساء والأطفالِ من تسالِيهم، وتدميرُ البلاد من أمانِيهم.
لعنَهم الله لعنةَ عادٍ وثمود، وقتلَهم قِتلةَ أصحاب الأُخدود، وعجَّل عل طُغاتها أيامٍ نحِساتٍ وسُود، وأوردَهم عاجِلًا ظُلمةَ اللُّحود.
وإن الواجبَ على العالَمِ أن يقوم بمسؤوليَّته أمام هذه الكارِثة التي طالَ أمَدُها، وتتابَعَ ألمُها، وتعظُمُ المسؤوليَّةُ على العربِ والمُسلمين خاصَّةً، فليتنادَوا لنُصرة المظلوم، وكفِّ الظالِم، وليكن الحلُّ عمليًّا وعاجِلًا؛ فإن الأيام لا تزيدُ الباغِي إلا سُعارًا، ولا ترى منه إلا جحيمًا ونارًا.
أيها السوريون:
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39]، لقد بالَغَت العِصابةُ الحاكمةُ في الظلمِ، وهذا مُؤذِنٌ بفَرَجٍ قريب، والظلمُ مُؤذِنٌ بزوالِ المُلكِ، وتعجيلِ العقوبةِ؛ فأبشِروا: (نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) [الصف: 13].
وقد تكفَّل الله باليُسر مع العُسر، فاجتمعَت لكم أمارتان على النصر، دافِعوا بكل ما تقدِرون عليه، وتوكَّلوا على الله؛ فما خابَ من توكَّلَ عليه، وقد رأيتُم خُذلان الأمم وعُصبتها.
لقد راهنَ الطُّغاةُ كثيرًا على أن الفوضَى هي البديلُ لطُغيانِهم، فأخلِفوا فألَهم، وأكذِبوا ظنَّهم، وأجمِعوا أمرَكم، ووحِّدوا صفَّكم، واتقُوا اللهَ في أنفُسِكم وأهلِيكم، (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال: 1]، (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا) [النساء: 84].
عسى الله أن يكُفَّ البأسَ عنكم، ويدفعَ الشرَّ عنكم.
هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا على النبي المُصطفى والرسول المُجتبى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابتهِ الغُرِّ الميامين، اللهم ارضَ عن الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدِين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك أجمعين، ومن سارَ على نهجِهم واتبع سنَّتهم يا رب العالمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ أو فُرقة فرُدَّ كيدَه في نحرِهِ، واجعل تدبيرَه دمارًا عليه.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ، اللهم وحِّد به كلمةَ المسلمين، وارفع به لواءَ الدين، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وسدِّدهم وأعِنْهم، واجعَلهم مُبارَكِين مُوفَّقِين لكل خيرٍ وصلاحٍ.
لا إله إلا الله العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السماوات وربُّ الأرض وربُّ العرش الكريم، لا إله إلا أنت سُبحانك، عزَّ جارُك، وجلَّ ثناؤُك، وتقدَّسَت أسماؤُك.
اللهم يا مَن لا يُهزَمُ جُندُك، ولا يُخلَفُ وعدُك، ولا يُردُّ أمرُك، سُبحانك وبحمدك، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوالَهم في سوريا، اللهم اجمَعهم على الحقِّ والهدى، اللهم احقِن دماءهم، وآمِن روعاتهم، وسُدَّ خَلَّتهم، وأطعِم جائعَهم، واحفَظ أعراضَهم، واربِط على قلوبهم، وثبِّت أقدامَهم، وانصُرهم على من بغَى عليهم، اللهم فُكَّ حِصارَهم، اللهم فرَجَك القريب.
اللهم انتصِر لليتامَى والثَّكَالَى والمظلومين، اللهم رُحماكَ بهم يا أرحم الراحمين، ويا ناصِر المظلومين.
اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين، اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونَكَ، اللهم أنزِل بهم بأسَك ورِجزَك إلهَ الحق.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنةَ نبيك وعبادَك المؤمنين، اللهم انصر المُستضعَفين من المسلمين في كل مكان، واجمَعهم على الحقِّ يا رب العالمين، اللهم انصُرهم في فلسطين على الصهاينة المُحتلِّين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
اللهم اغفر ذنوبنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالدِيهم وذُريَّاتهم إنك سميعُ الدعاء. ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم.