تساؤلات حائرة

عدد المساهمات : 68 تاريخ التسجيل : 03/01/2012

تساؤلات
سوف أبدأ بتوجيه بعض الأسئلة لك أنت أيها القارئ لعلك تجيب عن تساؤلاتي أو ربما أبث فيك روح الرغبة في البحث عن إجابة لهذه الأسئلة لأني بحثت كثيرا و لم أجد ما يحل هذا الغموض الكامن في هذه الألغاز . نعم شبهتها بالألغاز لأن الألغاز تحتاج لوقت طويل للتفكير في حلها و تبدأ تساؤلاتي بـ:
لماذا الإنسان المراهق عندما يستمع لصاحبه يستمع باهتمام و سعي لحل المشكلة إن وجدت أما إن أصغى لوالديه فينصت و كأن الدنيا بأيامها ولياليها أصبحت هموم منصبة عليه ؟ لماذا يسعى لإخبار صاحبه بأي شيء قبل والديه؟ لماذا يقوم بإيداع أسراره عند صاحبه وكأنه الخزنة ذات الألف مفتاح ؟ لماذ يعتقد بأن الوالدين ليسا سوى مصدر إحراج ؟ لماذا يقوم بالخروج مع أصحابه كل نهاية أسبوع و يستكثر أن يتحمل مسؤولية أخيه الصغير لمدة ساعة واحدة في غياب والديه ؟
لماذا يحرص على أن يكون خير صاحب لأصحابه ولا يهتم بأن يكون خير أخ وابن؟ لماذا عند إحضار صاحبه هدية له يقدم جميع أنواع الشكر أما والديه عند تقديمهم له هدية ففي تلك اللحظة ينسى معنى كلمة الشكر؟ لماذا يفضل أصحابه على والديه و أخوته؟
لماذا يقوم بالتضجر عندما يطلب أخاه منه شيئا ؟ ولماذا يحرص على إجابة طلبات أصحابه؟ لماذا عند سفر صاحبه يقوم ويذهب معه إلى المطار و يقوم بتوديعه أحسن وداع و عند قدومه يرحب به ترحيبا حارا أما والديه فإنه يعد الأيام والساعات انتظارا لموعد سفرهما و عند سفرهما فهو يكون أسعد إنسان ؟
لماذا يقوم بقراءة المجلات الهزلية مع أصحابه أما عندما يطلب أخيه المساعدة في واجبه المدرسي فيقوم بتجنبه كي لا يساعده ؟ لماذا عندما يكون نائما فتوقظه الأم يقوم غاضبا ولكن عندما يوقظه صاحبه يقوم و هو منبسط ؟ و لم يقوم بالتضجر عند قضاء اليوم في المنزل مع أهله أما مع أصحابه فيالها من فرحة ؟
و في النهاية بحثت في كل مكان حتى في نفسي لكني لم أجد جوابا ولا حتى مفتاحا للجواب فياليتك أيها القارئ تعرف الجواب أو أكون قد نجحت في جعلك تساعدني في البحث عن أجوبة كل هذه التساؤلات .

عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 22/12/2011

السلام عليكم ورحمة الله
اشكرك على طرح هذا الموضوع
ولكن ...
بالنسبة لي فعندما تقابلني مشكلة فثاني من يعرفها هو احد والديا
ولكن احب ان يكون لي صديقة تساعدني في حل مشكلاتي واساعدها
ومن يعتقد ان والديه هما ليسو سوى مصدر إحراج له ما استحق ان يولد
الا اذا كان في شيئ يغضب الله تعالى ورسوله فهذا شيئ لا افخر به
واسعى بالفعل ان اكون خير صديقة وفي المقام الاول رضا امي وابي
اما قضاء يومي مع اهلي او صديقاتي لا يأتو في جدول مقارنة واحد
لان سعادتي بوجودي مع اهلي غير سعادتي بوجودي مع صديقاتي
لكن اذا خيرني احد بصحبة اهلي او صديقاتي
فانا احب صحبة اهلي لان ذلك في امان الترابط الاسري
واحب قضاء وقتي مع صديقاتي لانه يكون مليئا بمرح اكثر

ولكن عندما اتحدث عن الهدايا فاسرتي لا تعتبرني غريبة فلا يأتو بهدية اصلا ههههههههه لا والله بل هدية من ابي او امي او اخي تكون عندي اقيم هدية ولا احفظها غير بقلبي

عدد المساهمات : 68 تاريخ التسجيل : 03/01/2012

بارك الله فيك يا شروق على فكرك المستنير

عدد المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 14/03/2012

أخي الفاضل الأستاذ هشام حجازي :- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سعدت جدا بقراءة موضوعك الشيّق وأكاد أجزم بأنه لايخلو بيت من البيوتات إلا ويعاني من هذه الفترة الخطرة ( فترة المراهقة ) وتساؤلاتك فعلا تستحق منّا جميعا وقفة معها وفي رحابها نستطيع أن نتحدث سويا عن هذه المرحلة وبداية نقول أن فترة المراهقة يُعدّهَا علماء النفس من أخطر وأحرج المراحل العمرية التي يمر فيها النوع البشري بجنسيه الذكر والأنثى ، ويبرر العلماء أسباب اعتبار هذه المرحلة غاية الخطورة من عمر الشاب والفتاة، لأنها مرحلة انتقالية تتوسط مرحلتي الطفولة المتأخرة والنضوج المبكر، ولهذا نجد الكثير من المراهقين والمراهقات في هذه المرحلة يسعون للتخلص من كل ما يمت بصلة للطفولة ، محاولين التصرف وكأنهم كبار ناضجين، سعيا منهم للبدء بالولوج في حياة الاستقلال الذاتي ومشاهد الحرية الشخصية التي يتمتع بها الراشد، والتمرد على بعض ما يُمليه الوالدان أو الأخوة والأخوات الذين يكبرونهم سنا .
= و الطفل الذي تميز بصحة جيدة، وكان قد اقترن بأصدقاء جيدين ومناسبين وكان يحب اللعب والذهاب إلى المدرسة، سيكون بالطبع مهيئا بصورة أفضل لخوض إشكالات هذه السن الحرجة ، ولكن لن يكون بمقدوره الإفلات منها، فالتغيرات الطارئة على جسده واكتسابه رؤى جديدة حول العالم، كل هذه المسائل لا يمكن أن يمر بها دون التعرض لأي اضطرابات .

= فهناك بعض المراهقين الذين يعبرون عن هذه الفترة بصورة قوية والبعض الآخر يعيشونها على نحو رتيب ، أو نجد بعضا ثالثا وقد تبنى أسلوب الحوار العدواني .

وفي هذه المرحلة يسعى المراهقون الى أن يثبتوا مقدرتهم على التخلص من سلطة آبائهم ، وهذا أمر غير مقلق إذ كل ما يحتاجه المراهقون و المراهقات هو أن يكفّ الوالدان عن معاملتهم كأطفال صغار.

= لماذا نسمع كثيرا عن وجود مشاكل جمّة تشوب معظم تفاصيل هذه المرحلة؟ وهل هي مقلقة ؟
= هي ليست مقلقة لو اقتصرت على ما ذكر سلفا وذلك بمحاولة المراهقين و المراهقات إشعارأو مطالبة آبائهم بعدم التعامل معهم على أنهم ما زالوا صغار السن أو في عمر الطفولة، وهو الواقع بعين ذاته.أ ما بخلاف ذلك فمن الممكن أن تتفاقم المشاكل بطبيعة الحال، ولعل أهم مشاكل المراهقة هي حاجة المراهقين والمراهقات إلى التحرر من القيود المفروضة عليهم من أسرهم وحاجتهم للشعور بالاستقلال الذاتي وهذه من الأسباب الجوهرية للخلافات التي تحدث بين المراهق وأسرته، ومن أمثلتها تلك الخلافات التي تحدث نتيجة اختيار الأصدقاء وطريقة صرف النقود أوالتأخر في العودة إلى المنزل بعد قضاء وقتا ما عند أحد الزملاء، فضلا عن مشاكل المدرسة وطريقة اختيار الملابس وقص الشعر. إن كلا من الأسرة والمراهقين والمراهقات في هذه السن يجب أن يعترفوابوجود هذه المشاكل الطبيعية حتى يستطيع الجميع التكيف معها وأن يبذلوا جهدهم ويغيروا سلوكهم حتى يتجنبوا الصدام العنيف والوصول إلى بر الأمان حتى يسود الأسرة جو من المحبة والطمأنينة.

= اذن هل نفهم من ذلك أن ثمة فجوة ما تتخلل المساحة العمرية بين جيل الآباء وجيل المراهقين والمراهقات ؟.
= نعم، وهو ما تؤكده الكثير من الدراسات والبحوث التي أجريت حول مشكلات المراهقة ومعاناة المراهقين .حيث أشارت هذه الدراسات الى أن الكثير من المراهقين يعانون من فجوة الأجيال التي تتسع تدريجيا والتي يزداد اتساعها يوما بعد يوم، وبين ما يقومون به من أعمال وبين توقعات آبائهم فيما يجب أن يمارسوه فعلا بما يتفق مع معاييرهم الأسرية.

= و أبرز ثلاث مشاكل يعاني منها المراهقون في نطاق الأسرة وذلك بناء على نتائج قياس حاجات التوجيه النفسي، ومرتبة حسب درجة معاناتهم منها هي :
1)- الخوف من مناقشة مشكلاتهم مع أولياء أمورهم.
2)- الخوف من معرفة آبائهم لما يقومون به.
3)- وجود فجوة بين ما يفكر به المراهق وما يعتقده الآباء صحيح من وجهة نظرهم.

وبذلك نجد الكثير من المراهقين و لاسيما الذين لا يجدون من يسمعهم أو يصغي إليهم يلجئون لأصدقائهم وأخذ مشورتهم لحل مشاكلهم، أي أن المراهق يجد في المجموعة التي ينتمي إليها الخلاص من واقعه وإشباعاً لحاجاته التي فشلت الأسرة في تحقيقها، والخطر هنا أن يكون لبعض هؤلاء الأصدقاء تأثير سلبي في حين نجد للبعض الآخر تأثير إيجابي.

• س = هل هناك ثمة تغييرات (جسدية ونفسية) تصاحب مرحلة انتقال المراهق من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ ؟ وما الذي يحتاجه المراهق بالضبط في هذه المرحلة؟.

• ج = هذا مؤكد، فعندما ينتقل المراهق من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ فإنه ينتقل إلى عالم جديد تماما عليه، يصاحبه ثورة عارمة في جسده و نفسه و لعل هذا التغيير يكون أهم تغييرفي حياته كلها. و يكون المراهق الصغير خلال هذا الانتقال شديد الحاجة لأم وأب يقفا بجواره يمدانه بالحنان و الحب ويزودانه بالمعلومة و الفهم الصحيح و الحوار الهادئ. و إن لم يجد المراهق هذا العون فربما ينزلق لمشاكل نفسية خطيرة تشوه فترة حساسة في حياته.

= يتأرجح المراهق في مرحلة البلوغ بين رغبته في أن يعامل كفتى كبير راشد و بين رغبته وحاجته في أن يهتم به مَنْ حوله مما يُحدث إرباكا للوالدين، و لكن لا مفر للوالدين من التحلي بالصبر في التعامل مع التغييرات المتلاحقة التي ستمر بابنهما، و على الأم والأب أن يتحملا مسؤوليتهما في العبور بابنها إلى بر الأمان في هذه المرحلة الحساسة بالحوار الهادئ الذي يصاحبه زرع للثقة في نفس الفتى أو الفتاة ، وأن يبتعد كل من الأب و الأم تماما عن العتاب و التوجيه المباشر و ويكونوا حريصين على تجنب تعبيرات مثل (أنت لا تفهم شيئا) و (أنت مذنب في كذا وكذا.. !) بل عليهم ببدء الحوار في كل مرة بأن يُشعرا ابنهما أو( ابنتهما) بأن له رأيا ووجودا وأنه أصبح ناضجا وقادرا على اتخاذ القرار الصحيح و تغلف كل هذا بالمعاني الراقية.

ويجب أن تحذر الأم من انزلاق الحوار المطلوب إلى جدال و خلاف فإن هذا يصيب العلاقة مع ابنها بالفتور و الضيق، ويجب أن تبدي مرونة تجعلها تلتقي مع ابنها في منتصف الطريق عند حدوث خلاف في الرأي لأن العصبية و التوتر الذي يصاحب فترة البلوغ تحتاج إلى سعة صدر لاحتوائه.

شكرا لأستاذنا الفاضل لإتاحة الفرصة للحديث في هذا الموضوع الهام ونتقدم له بالشكر الكبير على هذا الجهد المحمود منه .

عدد المساهمات : 68 تاريخ التسجيل : 03/01/2012

أشكر الاستاذة الفاضلة (روان صبرى ) على هذا التعليق الثرى والتى أضافت به إلى الموضوع إحدى الحلقات الهامة فى عقد أتمنى أن يكتمل بالحديث الطويل والمتنوع عن هذا الموضوع الهام لكل أسرة مع الشكر لك أختى الفاضلة