يُقسم الفعل من حيث التجريد والزيادة على قسمين : مجرَّد ومزيد.
أوَّلا : الفعل المجرَّد :
وهو ما كانت جميع أحرفه أصليَّة بحيث إذا سقط حرف منها أخلَّ بالمعنى والمبنى ، نحو : كتب ، فتح ، دحرج ،فإذا حذفنا مثلا أحد أحرف الفعل الأوَّل وقلنا : كبَ أو كتَ أو تبَ ، فإنَّه لا يدلُّ على معنى الكتابة فضلا عن أنَّ مبناه قد تغيَّر.
وهو على قسمين : مجرَّد ثلاثيّ وهو ما تكوَّن من ثلاثة أحرف وكلُّها أصليّة نحو كتب و فتح ، ومجرَّد رباعيّ وهو ما تكوَّن من أربعة أحرف ، وكلُّها أصليَّة نحو بعثر ودحرج.
ثانيا : الفعل المزيد :
قبل أن نعرّف الفعل المزيد لابدَّ أن نبدأ بتعريف الزيادة ، والزيادة عند الصرفيّين هي إلحاق الكلمة ما ليس فيها ، وقد استقرى النحويُّون أحرف الزيادة فوجدوها لا تتعدَّى في أيّ حال من الأحوال عشرة حروف هي (السين ، الهمزة ، اللام ، التاء ، الميم ، الواو ، النون ، الياء ، الهاء ، الألف ) ، وقد جُمعت في عبارات كثيرة منها (سألتمونيها) و (اليوم تنساه) وغيرهما.
وقد ذكر ابن جنّي أنَّ حروف الزيادة هذه لا تكون زائدة في كلّ موضع ، ولو كانت زائدة في كلّ موضع لما احتيج إلى تحديد مواضع زيادتها ، ولحُدّدت الحروف وحدها ، لذا ذكروا أنَّه ينبغي للدارس أن يعرف مواضع الزيادة ، وكيف وقعت في الكلام بالأدلّة الواضحة.
ولعلَّ أسهل سبيل إلى معرفة ذلك هو حذف الحرف المشكوك في كونه زائدا من الكلمة ، فإن بقيت الكلمة محافظة على معناها العامّ فالحرف زائد ، وإن فقدت هذا المعنى فالحرف أصليّ.
ومثال على ذلك الفعل (أكرم) ،إذ ثمَّة حرفان مشكوك في كونهما زائدين ، وهما الهمزة والميم ؛ لأنَّهما من الحروف العشرة السابقة ، ولمعرفة ما إذا كانا زائدين أو أصليّين نحذفهما وننظر في المعنى.
فإذا حذفنا الهمزة بقي الفعل (كرم) وهو يحتفظ بالمعنى العامّ وهو الكرم ما يدلُّ على أنَّ الهمزة زائدة في هذا الفعل ، أمّا إذا حذفنا الميم فإنّه يبقى من الكلمة (أكر) ، وهي لا تدلّ على المعنى العامّ للكرم ما يدلُّ على أنَّ الميم حرف أصليٌّ وإن كانت من العشرة.
والزيادة على نوعين : زيادة لفظيّة الغاية منها إلحاق بناء كلمة معيّنة ببناء كلمة أخرى وتكون إمّا بزيادة حرف من أحرف الكلمة نحو : شمل وشملل ، جلب وجلبب ، فزيدت اللام ؛ لكي يُلحق الفعل ببناء فعل آخر وهو (فعلل) مثل دحرج و بعثر ، أو بزيادة حرف من حروف الزيادة ، نحو : جهر وجَهْور ، بطر و بَيْطر ، قلس و قلنس .
أمّا النوع الآخر من الزيادة فهو الزيادة المعنويّة ، وتأتي لإحداث معنى جديد زائد على المعنى الأصليّ للفعل ، نحو كرُم و أكرم ، غلق و غلّق وغيرهما ، وسيأتي الكلام على أشهر معاني الزيادة في المحاضرات المقبلة .
ومن هذا كلّه نستطيع أن نعرّف الفعل المزيد بأنَّه : ما كان فيه حرف أو أكثر من حروف الزيادة ، وهو على قسمين : مزيد ثلاثيّ ومزيد رباعيّ.
المزيد الثلاثيّ :
وهو إمّا أن يكون مزيدا بحرف وإمّا بحرفين وإمّا بثلاثة أحرف ولكلّ منها أبنية وهي :
1_ المزيد بحرف واحد : وله ثلاثة أبنية :
أ_ أفعل : وهو مزيد بالهمزة نحو : أكرم ، أدخل ، أنهر......
ب_ فعَّل : وهو مزيد بالتضعيف نحو : كرَّم ، فسَّق ، غلَّق.....
ت_ فاعَل : وهو مزيد بالألف نحو : شارك ، قاتل ، عاهد.....
2_ المزيد بحرفين : وله خمسة أبنية :
أ_ انفعل : وهو مزيد بالهمزة والنون نحو : انكسر ، انصرف.....
ب_ افتعل : وهو مزيد بالهمزة والتاء نحو : ابتعد ، ابتدأ......
ت_ تفعَّل : وهو مزيد بالتاء والتضعيف نحو : تألَّف ، تبرَّع.....
ث_ تفاعل : وهو مزيد بالتاء والألف نحو : تقاتل ، تسامح.....
ج_ افعلَّ : وهو مزيد بالهمزة والتضعيف نحو : اسمرَّ ، اغبرَّ....
3_ المزيد بثلاثة أحرف : وله أربعة أبنية :
أ_ استفعل : وهو مزيد بالهمزة والسين والتاء نحو : استأجر واستخرج.....
ب_ افعوعل : وهو مزيد بالهمزة والواو وتضعيف العين نحو : اعشوشب ، اخضوضر....
ت_ افعوَّل : وهو مزيد بالهمزة والواو المضعَّفة نحو : اجلوَّذ (أسرع) ، اخروَّط (امتدَّ).....
ث_ افعالَّ : وهو مزيد بالهمزة والألف والتضعيف نحو : ابياضَّ ، اخضارَّ ......
المزيد الرباعيّ :
وهو على قسمين :
1_ المزيد بحرف واحد : وله بناء واحد هو (تفعلل) المزيد بالتاء نحو : تبعثر ، تدحرج .....
2_ المزيد بحرفين : وله بناءان :
أ_ افعنلل : وهو مزيد بالهمزة والنون نحو : اخرنطم (رفع أنفه) ، افرنقع (تنحَّى) ....
ب_ افعللَّ : وهو مزيد بالهمزة والتضعيف نحو : اسمألَّ (تقلَّص) ، اشمأزَّ (نفر وانقبض)....
وأغلب الزيادات السابقة أدَّت معاني زائدة على معنى الفعل الأصليّ .