قراءة في واقعنا المعاصر .
مما لاشك فيه أن هناك عدداً من الحقائق لا تخفى على باحث في التاريخ الإسلامي ، وأن هذه الحقائق تعد العين الفاحصة التي يمكن ـ من خلالها ـ أن نقرأ بإمعان وتدبر واقعنا المعاصر ، وأن نفسِّر كثيراً من سيناريوهاته التي تجري على مسرح الأحداث في مصر :
• سعت الصهيونية العالمية ، بمعاونة الماسونية ـ التي كان لليهودي ( بول هارتز) دوراً كبيراً في إفرازها للعالم ـ لإسقاط الإسلام والدول التي تعلي من شأنه وتحتضن أفكاره ، ونجحوا ـ من خلال عميلهم مصطفى كمال أتاتورك ـ في إسقاط الخلافة العثمانية سنة 1925م ؛ اعتقاداً منهم أن ذلك أن ذلك هو خطوة البداية لتدمير كل ما هو إسلامي .
• تم الترويج للفكر العلماني ( الداعي لفصل الدين عن السياسة وشئون الدنيا ، مستخدمين شعار أوربا " ما لله لله ، وما لقيصر لقيصر & أو مال الله لله ، ومال قيصر لقيصر " ، ودعموا ذلك بتوظيف عدد من عملائهم من رجالات السياسة والفكر، حتى راح بعض المضللين ( بفتح اللام وكسرها ) يصنفون كتباً في ذلك ، مثل : محاولة " على عبد الرازق في كتابه ( الإسلام وأصول الحكم ) ، ومثل ما فعله د/ طه حسين في قضية الانتحال : " في الشعر الجاهلي " ، وغيرها من الأفكار التي واكبتها حركاتٌ اجتماعية لتحرير المرأة ـ كما يزعمون ـ فتجردت المرأة من حيائها والتزاماتها الشرعية ، وبدأت المجتمعات الإسلامية تتجرد ـ شيئاً فشيئاً من التزامها الإسلامي .. ومما زاد الطين بِلََّة والطنبور نغمات ـ كما يقولون ـ حينما خضعت ممتلكات الرجل المريض ( دول الخلافة العثمانية ) لمعاهدة التقسيم ، وتوزعت بين الدول الصليبية الكبرى : انجلترا ـ فرنسا ـ إيطاليا ، التي عملت ـ تحت إطار تثقيفي وتعليمي مضلل ـ على استقطاب عدد من العقول التي تحاول من خلالها أن تغرس أفكارها ، وتنشر أيديولوجياتها ، في الشعوب الإسلامية تحت ستار التنوير ... وتسللت إلى أفكارنا وعاداتنا وتقاليدنا ، أفكاراً ومتغيرات من شأنها مسخ بعض الثوابت في حياتنا وتراثنا .
• انتزاع الهوية العربية الإسلامية من الشعوب الإسلامية من خلال عدة مرتكزات ، من أهمها ك سلب هذه الشعوب تعلقهم بلغتهم الأم ( اللغة العربية ) ، ودفعهم نحو تعلم اللغات الأوربية : الإنجليزية ـ الفرنسية ـ الألمانية ـ الإيطالية ، وبعث القوميات القديمة ، وإثارة العرقيات والنعرات الجنسية من خلال ابتعاث فكرة الانتماء العرقي الأصلي لهذه الشعوب قبل أن يذيبها الإسلام في بوتقة واحدة ، وقبل أن يجعل منها الإسلام كيانا موحدا
العروبة ـ الترك ـ الأكراد ـ البربر ـ الفرس ـ ... ) ... وهذا ـ بلا شك ـ محاولة لتطبيق سياسة ( فرِّق تَسُد ) ... وكأنهم يأتون بعكس ما فعله الإسلام تماما ، فيفرقون الشعوب التي جمعها الإسلام ، وأزال الفوارق العرقية واللغوية التي كانوا عليها ن وعمهم بمبادئ عامة حفتهم برعايتها : ( وحدة الدين ـ وحدة اللغة ـ وحدة الأخلاق والعادات والتقاليد ـ البواعث المشتركة لوحدة الدفاع عن مكتسبات الإسلام والتصدي لعدو واحد ) ... وهو ما نجح ـ من خلاله ـ المسلمون للتصدي للقوى الإمبريالية العظمى : الفرس ، والروم ، ثم الحروب الصليبية ، ثم التتار ...
• نجحت القوى العدوانية في غرس العدو الأزلي للدولة الإسلامية ( ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا (( اليهود )) ، وقد جعلهم الله قبل الذين أشركوا ( رغم كونهم أهل كتاب ) ، فغرست إسرائيل ( الكيان الصهيوني ) في قلب العالم الإسلامي منذ سنة 1917م ، وظل هذا الكياني يتنعم بتدليل ورعاية الشعوب والأنظمة الإمبريالية ...
• نجح أعداء الإسلامي في زرع أنظمة عميلة تسيطر على شعوب المنطقة بشتى السبل ( بسيف المعز وذهبه ) وبرعاية ودعم أسيادهم الذين زرعوهم في المنطقة ... ونجحت هذه الأنظمة في ردع شعوبها وتركيعهم وتجويعهم ، و ممارسة كل وسائل العنف وكبت الحريات ، وغسل الأدمغة من خلال الأمن والإعلام . بل وتغلغلت مفاسد هذه الأنظمة في مفاصل الدولة ، حتى ضاقت الشعوب ونفد صبرها (( ولا بدَّ للمكبوت من فيضان )) .
• انفجرت براكين الغضب وانتزاع الحرية ، ومحاربة الفساد والتصدي للمفسدين ... فكانت موجة الثورات التي اندلعت مع مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ، وهو ما عرف ـ عالميا ـ بثورات الربيع العربي ، ويبدو أنها كانت من المفاجآت التي صدمت الدول الاستعمارية وباغتت أجهزتها الاستخباراتية ن وارتبكت ـ في بادىء الأمر... وحاولت اصطناع الإعجاب والرضا ، ولكن لسان حالهم (( وتخفي في نفسك ما الله مبديه )) ... فراح يبادرون بتدارك الموقف ، لا سيما حينما عجز عملاؤهم عن المحافظة على كراسيهم ومواقعه الرئاسية ، وانكشفت سوءاتهم وبدوا عرايا من أي تأييد شعبي ...
• راحت هذه القوى الاستعمارية تستأنف نشاطها العدواني الخبيث من خلال محاور أخرى في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أن تعود هذه الدول ـ التي انتفضت شعوبها وثارت ونجحت ثوراتها ( تونس + مصر + ليبيا + اليمن + وقريبا " إن شاء الله تعالى " سوريا الشقيقة ) ـ إلى النظام الإسلامي ، وترفرف عليها رايات الإسلام ، وتعلن حالة الجهاد بعد أن تبتعث غرس روحه في نفوس شعوبها ... فأخذت الدول الاستعمارية في البحث عن أذنابها وعملائها الذين تشربوا العداء لكل ما هو إسلامي ، تحت راية الحرية ، واعتناق الليبرالية البغيضة ( وليست الليبرالية الإسلامية ) ، واحتضان العلمانية ، ومناهضة كل ما يمت للإسلام بصلة ( الاعتقاد ـ العبادات ـ السلوك والأخلاق ـ الفقه السياسي ) ويضللون البسطاء من الناس ، ويخوفونهم من هؤلاء المسلمين الذين سيتربعون على عرش السلطة ( فيحرمون الساحة ، ويجبرون المرأة على النقاب ، ويمنعون شتى الفنون ، ويلزمون الرجال بالالتحاء ، ويستعملون جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويجرمون التلفاز وكآفة وسائل البث المعتمد على الفنون التمثيلية أو المسرحية ، ويناهضون التعامل مع البنوك ، ويعادون شركاءهم في الوطن من النصارى ، ويلزمون المرأة البيت ، ويعتبرونها عورة ويجبرونها على الختان والزواج المبكر وقبول تعدد الزوجات .... وغير ذلك مما يحث صدمة مباشرة للبسطاء من الناس ، وهو ما يعرف بـ (( الإسلام فوبيا )) ويخيفون كذلك الدول الأخرى ـ غير الإسلامية ـ من التعامل مع هذه الأنظمة وشعوبها ، فهي مصدر قلق لهم ، وتهديد لمصالحهم .... فتتضافر جهود هذه الدول وتتحد معهم في عرقلة الأنظمة الإسلامية ..ويكون عملاؤها من أبناء الشعب نفسه ، تدعمهم بالمال ـ وهم يلهثون وراءه ، وتعدهم وتمنيهم ، وكثير منهم يتوق ويشرئب عنقه لأي منصب ، ولو رئيس مجلس مدينة ، ناهيكم عن أطماع الكبار من عملائهم الذين تجعلهم وكلاءها في تنفيذ مخططاتهم ، والاستعانة بالوسائل المشروعة وغير المشروعة .
• لكل ما سبق لا تعجب ـ عزيزي المواطن المصري المخلص لبلده ، والمحب للشرعية ، والحريص على الذود عن إرادته وإرادة أمته في اختيار حاكمها ، هذه الإرادة التي سلبت منذ أمد بعيد ، ويأبى أعداؤنا من الداخل والخارج إلا أن يعيدونا عبيدا ، مسلوبي الإرادة ، ننصاع لكل من يزرعه الأعداء عميلا لهم ، ورئيساً ـ صوريا ـ لبلادنا ، ينفذ ما يأتمر به ، ولو ضد وطنه وشعبه . أقول : لا تعجب حينما ترى ما يلي :
اجتماع وتوحد أصحاب الفكر المعادي للإسلام والمتخوف من وجود أي نظام إسلامي ، سواء كان المتوحدون ( ليبراليين أم علمانيين + أم أصحاب مصالح + أم مفسدين يرون في النظام الإسلامي استئصالاً لفسادهم ، وتبديداً لأحلامهم + مشتاقون للسلطة واعتلاء عرش الرئاسة ) ...ولمزيد من التمويه وإضفاء شئٍ من الشرعية المزيفة وتضليل البسطاء ، لا مانع من استقطاب بعد الناس الذين قد تصطدم مصالحهم أو أحلامهم مع النظام القائم .
تجنيد العديد من البلطجية والفقراء الذين طحنتهم الظروف الاقتصادية ، ودهسهم النظام السابق ، فجعل منهم قنابل موقوتة ، وكان النظام السابق قد عمد إلى صناعة هذا الأنموذج ليمثل قوة ضاربة داخلياً ، يتعذر على المجتمع ـ مهما بلغ وعيه السياسي ـ أن يميزهم إذا ما اختلطوا ببقية عناصر المجتمع ممن تعارف المجتمع عليهم بالـ" ثوَّار" ، فتمتلئ الميادين بأمشاج ( خليط = مزيج ) من البلطجية والثوار ... وتعجز الدولة ـ بعد إقرار مبادئ جديدة من حرية الرأي والتظاهر ـ عن الضرب بيد من حديد ( قانونية ) على هذه الجموع المختلطة ، فيسقط بلطجي ، وتتعالى الصيحات والصرخات ، بأن من سقط ـ قتيلا " ويسمونه : شهيدا " ـ هو من عظماء الثوار ، ويكون سقوطه مدبراً بأيديهم (( وأيدي الذين ظلموا فاعتبروا يا أولى الألباب )) ـ والشواهد على ذلك كثيرة متمثلة في قتل عدد من الأبرياء بالرصاص الحي من أناس قريبين منهم في زخم المظاهرات ، وزحام المليونيات ، وعلى من يشكك في ادعاءاتي هذه أن يراجع أسماء القتلي وتقارير الطب الشرعي حول مقتلهم بدءاً من الشيخ / عماد عفت ـ رحمه الله ـ وهم بذلك يضربون أكثر من عصفور بحجر واحد :
( أ ) يتخلصون من شخصيات تقلقهم ، ويؤدي مقتلهم لمزيد من إثارة الرأي العام .
( ب ) تزداد حالة الفوضى والهرج والمرج ، ووضع النظام بين أمرين أحلاهما مرٌّ ، وأيسرهما عسير : إما أن يتصدى بأجهزته الأمنية قتلة هؤلاء بالردع ، فتبادر هذه القوى باتهامه بالبطش والتجبر والعودة لأساليب القمع التي ثار عليها الشعب المصري ، وغما أن يتعامل بضبط النفس هو وأجهزته ( الجيش والشرطة ، والحرس الجمهوري ) فيمنحهم فرصة للمزيد من أعمال العنف والتخريب ، ووضع البلاد في حالة من الانفلات الأمني والأخلاقي ، فيضيق الشعب والعامة بذلك ، ويتهمون النظام بالضعف وعدم القدرة على حماية الشعب وأمنه ، ومكتسبات الثورة ، والقصاص للشهداء وغير ذلك من الشعارات ... وبخاصة حينما تعمل هذه الأحداث على إغراق البلاد والعباد في حالة من الانهيار الاقتصادي الذي يستشعر مرارته الغني والفقير ، والمواطن ، والغريب ، والرجل والمرأة ، والقوي والضعيف .... فيكون ذلك نواة يسعون من خلالها إلى الدعوة إلى العصيان المدني والتألب على النظام ، ولسان حالهم يقول ((ذلك ما كنا نبغي ... )) .
( ج ) يتم تجنيد وسائل الإعلام ( أو لنقل : الإعدام ) التي تلعب دوراً كبيراً في استكمال المشهد ن وتحقيق السيناريوهات التي يتم إعدادها من قبل الفئات التي أشرنا إليها ـ مهما كانت أسماؤهم ( جبهة إحراق مصر ـ ...... إن هي إلا أسماء سميتموها ... ) .
تسعى القوى الكبرى المخططة لذلك بتعميم مظاهر القلق ، فتُوحي لبعض الدول العربية الخليجية ـ ( من خلال أنظمتها ) ـ التي تحتضن أحد عناصر التخريب وتأْوِيه ـ أن مصر تزمع ـ من خلال نظامها السياسي الجديد ـ ما يلي :
أ- تصدير الثورة لدول الجوار التي تنعم في بأنظمة وراثية آمنة ، فالشعوب راضية بأنظمتها في إطار ما تغدقه عليهم من خيرات بلادهم ، والأنظمة سعيدة باستقرارها على دست السلطة دون أن يقض مضجعها ثائر متهور أصابته عدوى الثائر المصري أو التونسي أو اليمني أو السوري ، قائلين : اللهم حوالينا لا علينا .
ب- تنتوي إقامة مشروع اقتصادي عظيم حول قناة السويس يستقطب حركة التجارة العالمية ، ويقلل من فرصة التعامل مع بعض موانئ الخليج التي تتضخم ثرواتها من هذا المصدر ، ثم ينحسر دورها الاقتصادي شيئاً فشيئاً ، بنما يلمع نجم مصر ومشروعها فيحل محله ، ويصبح الصراع هنا صراعاً على البقاء ، وقد عشت في هذه البلاد ، وأدرك أن اقتصادها ( هذه الإمارة دون غيرها ) قائم على الأمور المتعلقة بما تقدمه موانيها من خدمات لوجستيه ، وما يتتبعها من نهضة اقتصادية وسياحية .
أعتقد ـ يا سادة ـ أننا نسْطِيع ( في ضوء ما تقدَّم ) أن نفهم كثيراً مما يحدث .فإذا أضفنا إلى ما سبق ما يجري الآن من وقائع اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي ، وما تدفع به مصر من تأكيد ريادتها وقيادتها للعالم الإسلامي ... والتلميح والتلويح بتغيير مسار الصداقات الدولية والعلاقات الخارجية ، ما يقلق أمريكا وبعض الدول الأوربية ، لا سيما عندما حرص د/ محمد مرسي " رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ على زيارة ألمانيا ـ رغم خطورة الأحداث الداخلية ـ وإلغاء زيارته لفرنسا أو تأجيلها ( وهي التي تدكُّ المسلمين في " مالي " بزعم محاربة الإرهاب ) ، وأيضاً حينما بدت العلاقات المصرية الإيرانية في طريقها إلى الازدهار بعد انقطاع دام ما يقرب من 34 سنة منذ سنة 1979م . في وقت صارت فيه إيران (( النووية )) مصدر قلق لأمريكا وحليفتها إسرائيل ، كما أنها ( إيران ) جار تنظر إليه دول الخليج بشئ من الحذر ... والعاقل سيرى المشهد كالتالي :
ستسعى أمريكا وأوربا لمحاولة إثناء مصر عن توطيد علاقتها بإيران ، وأنها ستلبي لمصر كآفة مطالبها ن وستكون خير حليف لها بدلاً من هذا العدو الإرهابي المسلم ( وإن كان شيعيا ) الذي يمثل خطراً على مصالحها في المنطقة وعلى حليفتها إسرائيل ، وبخاصة أن إيران أضحت ـ دون تستر ت دولة نووية ، تحتوى عددا كبيراً من علماء الطاقة النووية والذرية ممن هربوا من روسيا بعد تفككها ، وأفادوا من خبراتهم ، وبعدما انسحقت القوة المجاورة لهم ( العراق ) وأصابها وهن الانقسام الذي أحدثته ـ عمدا أمريكا ـ وحلف الناتو .
ستسعى دول الخليج أيضاً لإرضاء مصر وكسب مزيد من ودها ، والتأكيد على ريادتها للدول العربية والإسلامية .
ويبقى السؤال : هل سترضى الدول المعادية وحلفاؤها وعملاؤها بأن تعود لمصر مكانتها القيادية ودورها الريادي في المنطقة العربية ، وهي من دول الطوق المحيطة بإسرائيل ؟؟؟... وهل سترضى دول الخليج بأن تظل متربصة وحبيسة الأنفاس من مخاوف تصدير الثورة إلى بلدانها ، وتقع عندئذ بين ثورتين إسلاميتين ( بين المطرقة والسندان ) الثورة الإسلامية الشيعية القديمة بتطوراتها في إيران شرقاً ، وثورات الربيع العربي ـ التي يغلب عليها وعلى أنظمتها التيار الإسلامي ـ في مصر وتونس وسوريا غرباً وشمالاً ، واليمن جنوبا ؟؟؟ أترك لكم إعادة قراءة المشهد في ضوء تحليلي السابق ... دامت مصر حرة أبية ، ورزقها الله وشعبها الأمن والأمان والاستقرار والرخاء ، وأيد الله كل من أرادها بخير ن ومحق كل من أرادها بسوء ..... (( وستذكرون ما أقول لكم ، وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد )) .... د/ هاشم عبد الراضي ـ كلية دار العلوم ، جامعة القاهرة .