الأوبريت المفتعل الذي قدمه باسم يوسف في حلقة برنامجه الأخيرة ساخرًا من الشعب القطري الشقيق.. إهانة بكل ما تعنيه الكلمة. شخصيًا أصدق فيها نظرية المؤامرة التي تستهدف التأثير سلبًا في علاقات مصر بأشقائها وجيرانها.
لا أستبعد أن يكون السودان هو المستهدف القادم بعد زيارة الرئيس مرسي له، وأن تأتي ليبيا بعده.. ثم تركيا إذا فكرت أن تقترب أكثر من القاهرة.. وهكذا فإن أي عاصمة عربية وغير عربية عليها التفكير مليون مرة قبل أن تمد يد المساعدة لمصر بقيادة رئيسها الحالي.
قطر مستهدفة من إعلام البزنس المصري منذ قررت أن تضع وديعة في البنك المركزي، ولما فاض بها الكيل من كم الحملات الموجهة ضدها، أعلنت أنها لن تقدم المزيد من المساعدات، لكن هذا لم يوقف "إعلام المارينز" كما يسميه الشيخ خالد عبدالله عن شن حملات مضادة بدعوى أن قطر ضحكت علينا وباعتنا "التورماي" ولم تضع وديعة ولا يحزنون. خرج محمود سعد وهو صديق قديم للدوحة عن شعوره.. كال التهم وسخر من قطر بتغيير صوته بطريقة غريبة. وهكذا فعل القرموطي وغيره وغيره في إعلام يشن حملاته بتنسيق غريب، فلا تستطيع الهروب منه بالريموت كونترول، تخرج من محطة فتجد الموال نفسه في الأخرى، إلا إذا قررت أن تلغي التليفزيون نهائيًا من حياتك!
ثار الكثيرون من أجل حرية الإعلام التي ذبحها المبلغون عن باسم يوسف وهم مواطنون عاديون لهم الحق القانوني في أن يغضبوا ويلجأوا للقضاء، فاشتدت قاذفات القنوات والصحف ضد مرسي وقيل إنه لم يتحمل نقدًا ساخرًا مع أنه لا علاقة له بتلك القضايا.. الرجل يشتم ويوبخ ويهان عشرات المرات يوميًا، ويجري تحميله وزر ما لم يفكر فيه أو يفعله أو يعلم به. لا يوجد رئيس في العالم يطارد إعلاميًا على أشياء لم تحدث أو على أوهام في نفوس تضمر رغبة الإطاحة به، فإذا زار طلبة جامعة الأزهر المصابين بالتسمم فإنه ناوي على شر للإمام الأكبر الذي لحق بالنائب العام السابق هذا الأسبوع وأصبح مثله بقدرة قادر رمزًا للثورة والاستقلال.. حمل المتظاهرون صوره وخرجت من أجله المليونيات. هؤلاء هم أنفسهم الذين نالوا منه في السابق واتهموه بأنه من فلول لجنة السياسات في الحزب الوطني، وأنه دعا الثوار في آخر أيام مبارك إلى فض ثورتهم!
ما علينا.. فكم في مصر من المضحكات. نعود إلى مسألة إهانة شعب قطر الشقيق الذي يسخر الإعلام المارينزي المصري بأنه لا يزيد عن سكان مدينة نصر، رغم أن العدد في الليمون والشعب القطري شعب مجتهد بقيادة واعية وضعته على خريطة التأثير العالمي، فإذا رد أحد بأن المال في متناوله وبسلطانه يفعل ما يريد، نرد عليه بأن المال وحده لا يكفي.. فقد تفوقوا إعلاميا وتفوقوا سياسيًا ورياضيًا واجتماعيًا. لا يوجد ما يمنع شعب أقل عددًا من شعب مصر أن يكون ماهرًا في علاقاته الدولية وفي قوة تأثيره. إسرائيل هزمتنا مرارًا منذ تأسيسها مع أن عددها لا يساوي نصف سكان شبرا، وتفوقت على كل العرب عسكريًا وصناعيًا وزراعيًا وعلميًا وطبيًا بعشرات الأضعاف.
عرض أوبريت وطني حبيبي الوطن الأكبر وقلبه إلى "قطري الأصغر" ثم السخرية من القطريين ومن مساعداتهم لمصر، ورغبتهم في شراء الأهرامات وتأجير قناة السويس، فجاجة بالغة وليست حرية إعلام.. عنصرية تعاقب عليها القوانين الدولية ويجرمه القانون المصري. إذا شئت قل إنه حسد لشعب منحه الله الثراء فاستخدمه لرفع اسم بلده، إلا أنه أخطأ ففكر في مساعدتنا اقتصاديًا.
الإضرار بعلاقات مصر العربية والإقليمية يشكل أكبر خطورة على أمنها القومي.. الدول لا تعيش وحدها ولا تعتزل الآخرين في شرنقة.. لكن حملات قنوات البزنس التي تجند إمكانياتها لترهيب الأشقاء والأصدقاء وتصدير فوبيا مرسي إليهم.. ستجعلهم يعتزلوننا ويغلقون الباب الذي يأتيهم منه الريح.
كان الله في عون الشعب السوداني الذي قد يكون مستهدفًا في الأيام القادمة..