في حفل أدبي أقيم بدار الأوبرا ألقت الفنانة الخليعة رغدة المؤيدة لسفاح سوريا قصيدة طويلة انتهت بتطاولها على سيدتنا وتاج رأسنا السيدة عائشة فإذا بالحفل ينتهي بعلقة ساخنة لها كتلك التي نالها أحمد دومة في المقطم.
بالطبع لم يكن حضور الحفل من التيار السلفي المعادي للشيعة، ولا حتى من التيار الإسلامي ككل، وإنما هم مصريون بسطاء ربما تجد منهم من لا يواظب على الصلاة أو يقع في بعض المعاصي إلا أن المساس بأم المؤمنين حب النبي - صلى الله عليه وسلم - خط أحمر لا يقبل أي مصري لأحد أن يتخطاه.
هذا التصرف البسيط التلقائي هو أكبر رد على هوجة الهجوم على الرئيس هذه الأيام بحجة الدفاع عن سنية الدولة والحذر من تشييعها حتى أن لميس الحديدي تتحدث بكل حماس وغيرة عن هذا الملف، وهي بالتأكيد لا يشغلها أن تكون الدولة سنية أو شيعية أو حتى من كفار قريش.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل هناك خطر حقيقي من تشيع البلاد إذا كانت بيننا وبين إيران علاقات دبلوماسية كتلك التي بيننا وبين إسرائيل وأمريكا ؟ وهل مجيء رئيس إيران إلى مصر أو أي من وزرائه كما جاء جون كيري أو هيلاري كلينتون ومصافحته للسيد الرئيس سينقل إلي البلاد عدوى التشيع عبر يده الملوثة بميكروبها؟ وهل إذا جاء السياح الشيعة وزاروا الأضرحة كما يجيء السياح اليهود إلى أبي حصيرة سيجعل الشعب المصري ينبذ مذهبه السني ويجري بالمشوار خلف دعاة التشيع؟ لو كان الأمر كذلك كما يصوره البعض فنحن شعب تافه هزيل لا يستحق أن يحمل شرف حمل أمانة هذا الدين وعلماؤنا جهلة صغار ليسوا من حملة العلم ولا يصلحون للمنافحة عن دينهم.
لقد حكم أخس أنواع الشيعة الباطنية من طائفة الإسماعيلية بلادنا قرونًا طويلة باسم الدولة الفاطمية، وهم يحملون ذهب المعز وسيفه فما إن أزالهم صلاح الدين حتى عادت البلاد كأنها لم تسمع عن الشيعة قط
وقد عاش على مر العصور في البلاد كل طوائف الملل من نصارى ويهود وبهائيين وعبدة الشيطان ومازال يعيش بين شعبنا طوائف منهم فما غير شعبنا عقيدته ولا أثر فينا ضلالهم ولا رأينا تلك الهجمة العنترية عليهم خوفًا على عقائد شعبنا المسلم.
هل عقيدة الشيعة الهشة الهزيلة بكل ما فيها من خرافات وخزعبلات أصلب عودًا من تلك العقائد الباطلة، وهل شعبنا من البلاهة والسذاجة بحيث يسير دون وعي خلفها من بين تلك العقائد والملل التي تملأ الساحة.
ولماذا لا ندعوهم إلى المجيء لنحاورهم ونقنعهم بصحيح الدين خاصة وهم يحملون بدعة هشة ضعيفة، فلربما يهدي الله بنا رجلًا واحدًا خير من الدنيا وما فيها.
لماذا نريد أن ندفن رؤوسنا في الرمال وقنواتهم الفضائية موجودة في كل بيت تبث بدعتهم ولا تجد من يحاورهم ويرد عليهم.
السعودية والكويت والبحرين واليمن كلهم فيهم الشيعة ولا يفزعون مثل هذا الفزع ويقيمون علاقات عادية معهم لماذا تنفرد مصر من بين دول العالم الإسلامي بعدم إقامة علاقات طبيعية معهم بحجة الحفاظ على عقائد الناس بينما تدخل فضائياتهم وكتبهم البيوت.. وبالمناسبة لا تلقى هذه الطريقة الناعمة في الدعوة لمذهبهم احتجاجًا، وهي بالتأكيد أشد وأخطر بينما تقوم القيامة علي العلاقات السياسية معهم
ولماذا لا تلقى العلاقات السياسية مع إسرائيل وأمريكا وشتى بلاد العالم بمللهم المتنوعة استنكارًا وشجبًا، حرصًا على العقائد كما يقولون بينما تلقى دولة إيران هذا الهجوم الشرس؟
بل لماذا لا تلقى العلاقات السياسية لمصر مع دول شيعية مثل أذربيجان أو أباضية مثل عمان –، وهم طائفة من الخوارج يعتنق العمانيون مذهبهم – نفس الشجب والاستنكار.
الحقيقة أنني لست قلقًا من عودة العلاقات السياسية مع إيران أو غير إيران إن كان ثمة مصلحة في ذلك وعلى علمائنا أن يتصدوا لتلك البدعة المنكرة بالحوار لا بالصد والمنع والوصاية على عقول الناس وأنا واثق أن أثرهم سيكون عظيما لا تحصينا للمصريين فحسب ولكن مساهمة في مطاردة البدعة بين أهلها ويا حملة أمانة الدين البدعة لا تُصد بالمنع وتغمية الأعين وإنما تُصد بالحوار والتفنيد.
والله من وراء القصد