لحاكم هو رمز الدولة فى كل الأنظمة.. به يصلح حال الناس أو يفسد، وله وضعه فى الدستور الذى يوجد احترامه ما دام يقوم بمسئوليته وواجباته تجاه شعبه، ورغم أن وضع بعض الحكام فى دساتير دولهم ليصل إلى مرحلة التقديس، فإن المسلمين لهم قاعدة فى الحكم تقوم على مبدأ: «أطيعونى ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم»، حتى لو وصل الناس إلى عصيان الحاكم فإنهم لا يهزأون أو يتطاولون عليه أو على عائلته وأبنائه، وإنما كل شيء بالقانون والأصول على قاعدة: «ولا تزر وزارة وزر أخرى»، لا سيما إذا كان الحاكم قد جاء بخيار الشعب ولم يفرض عليه فرضا مثل الحكام الذين اغتصبوا السلطة فى العالم العربى طوال العقود الماضية، لكن ما يحدث فى مصر الآن من قبل بعض فلول الإعلاميين تجاه الرئيس محمد مرسى فاق كل أشكال الحماقة واللياقة، ووصل إلى مرحلة السفاهة والتفاهة والسفالة والانحطاط، لم أصدق ما قرأته وما شاهدته من لقطات لبرامج تليفزيونية مليئة بالتطاول على رئيس الجمهورية دون أى مبررات أو مستندات، لكن مصادر الشتائم والسب أغنت عن الأسباب، لأنها بطبيعتها آبار لا تنضح إلا بالقاذورات، وكلهم من أراذل الناس.. بعضهم من السفلة وآخرون من سفلة السفلة، وكل منهم تاريخه معروف فى الابتزاز والكذب والتدليس وفى موازين البشر لا يساوى أحدهم جناح بعوضة.. قضوا حياتهم فى التطاول على أعراض الناس وعلى شرفهم.. يا إلهى.. كان الأوجب بهؤلاء بعد الثورة وقد قضوا حياتهم فى نفاق الحاكم المخلوع الفاسد وأبنائه ونظامه أن يبحثوا عن مكان يختفون فيه عن عيون الناس، لا أن يطلوا على الشعب بهذه الصفاقة والحماقة.. ما تركوا شريفا إلا ونالوا منه ولا وضيعا إلا رفعوه.. حديثهم هو الإفك والكذب وكلامهم هو النفاق والذلة.. يستأجرون كالنائحة يؤدون أدوارهم لمن يدفعون لهم ويظلون.. يكذبون ويكذبون ويكذبون حتى يصدقوا أكاذيبهم، وللأسف يصدقهم بعض الناس، يضعون العناوين الكبيرة للمضامين الفارغة مثلهم فى المقابل فإن الذين ينالهم الأذى لا يحركون ساكنا، لا أعرف عن ضعف؟ أم عن جبن؟ أم عن عجز؟ وفى هذا يصدق عليهم قول: "عجبت لجلد الفاجر وعجز الثقة".
وأخيرا.. هذا ليس كلامى وإنما هو نص مقتبس من نص مقال للأستاذ أحمد منصور الإعلامى الكبير فى قناة الجزيرة، هذا الكلام نشر أيضا فى جريدة الوطن التى يرأسها الجلاد بعد شهر واحد من تسلم الرئيس مرسى مسئوليته.. ولا أعرف ماذا كان سيكتب الأستاذ أحمد منصور الآن بعد أن تجاوز الإعلام كل السقوف وكل الهوامش، لدرجة أن مهمته انحصرت الآن فى حرق الوطن والمواطن..