أسطورة غنائية يونانية قديمة مثل أسطورة الأوديسة، كتبها الشاعر الإغريقي القديم( هوميروس ) في القرن التاسع عشر قبل الميلاد تقريباً
و قد انتشرت هذه الملحمة و تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل ، حيث كانوا يتغنون بها لدرجة أنها حفظت عن ظهر قلب . و من المعروف أن اليونان كانوا بحّارة ماهرين و كان لهم رحلات عديدة …..
و قد أنشأوا سفناً كثيرة ، لذلك كان البحارة يروون القصص . و لقد أخبرتنا الأوديسة الكثير عن الشعب اليوناني و عن عاداتهم في حروبهم .
تحكي الإلياذة حكاية مدينة اسمها طروادة … صمدت أمام هجوم اليونانيين لمدة عشر سنوات .
يقول مؤرخو اليونان القدماء ….أنه و منذ حوالي 850 سنة قبل الميلاد كان يتنقل( هوميروس ) من بلد إلى آخر يرافقه أحد تلاميذه و كان يحكي للناس عما جرى لطروادة خلال حصارها باهتمام شديد . حيث كان هوميروس يثير حماس الشعب اليوناني من أهل المدينة ….. و أهل الريف و الأحرار و العبيد و التجار و الجنود .
جمال هيلين سبب الحرب
تقول الحكاية : إنه ذات يوم قام ابن ملك طروادة بزيارة إلى مدينة اسبارطة اليونانية حيث استقبله ملكها و زوجته الجميلة ( هيلين ) .
أحب ابن ملك طروادة ( هيلين ) و قام باختطافها من زوجها و عاد بها في سفينته إلى مدينة طروادة لذلك قام ملك اسبارطة اليوناينة بجمع المحاربين و جهز جيوشاً كبيرة و أقلعوا جميعاً بسفنهم متجهين إلى مدينة طروادة لكن أهالي طروادة الشجعان و أسوار مدينتهم القوية صمدت أمام هذه الجيوش لذلك اضطر اليونانيون إلى الاكتفاء بحصار مدينة طروادة فقط .
و هكذا مرت عشر سنوات دون أن يستطيع الجيش اليوناني اقتحام المدينة بل و أصبح اقتحامها أمراً مستحيلاً
أشجع رجلين :
و في السنة العاشرة من الحصار تبارز أشجع رجلين هما ( هكتور ) ابن ملك طروادة و ( أخيل ) أشجع رجل في الجيش اليوناني ….حيث انتهت المعركة بانتصار ( أخيل ) و مقتل هكتور ….فلقد قام أخيل بربطه من قدميه إلى مركبته و طاف به حول أسوار طروادة و كان ما كان
و في اليوم التالي …توجه ملك طروادة بنفسه إلى أخيل و هو محمّل بالهدايا و أخذ يتوسل إلى أخيل راكعاً على ركبتيه بأن يعيد له جثة ابنه …فوافق أخيل إشفاقاً على الأب و بهذا فقدت طروادة بعد عشر سنوات من الحرب أكبر مدافعيها .
و لكن بعد فترة قصيرة تم لأهل طروادة الانتقام حيث استطاع أحد شجعان هذه المدينة من قتل أخيل و ذلك بواسطة سهم مسموم أصاب به كعب أخيل و هو المكان المكشوف في جسمه الذي كان مغطى بالدروع الحديدية الثقيلة .
حيلة يونانية لنهاية الحرب
وجد ( أوليسيس ) و هو أكثر اليونانيين مكراً وسيلة من خلال حيلة يضع بها نهاية لهذه الحرب الطويلة فنصح الجيش اليوناني بأن يتظاهر أنه أنهي الحصار و ذلك من خلال الإبحار عن الموقع عائداً إلى بلاده و تحرك الأسطول فعلاً خلف الجزيرة على بعد من الشاطئ لكنهم تركوا حصاناً خشبياً ضخماً على الشاطئ اختبأ فيه ( أوليسيس ) و عدد من زملائه و هكذا عمّ الفرح في طروادة و صدقوا أن اليونانيين قد انسحبوا بالفعل و اعتقدوا أن الحرب قد انتهت فعلاً لذلك اقترح أحد زعماء طروادة أن ينقلوا الحصان الخشبي الذي تركه اليونانيون على الشاطئ إلى داخل المدينة و اضطروا لعمل فتحة في الأسوار الحصينة بدخول ذلك الحصان الخشبي داخل المدينة حتى بدأ احتفالهم بالنصر و أخذوا يصيحون و يمرحون و يرقصون فرحاً و جاء المساء و نامت المدينة عندما بدأ اليونانيون بتنفيذ الحيلة ، و خرج المختبئون و هم يركضون باتجاه الأبواب و يقتلون الحراس ثم يفتحون الأبواب كلها و يعطون الإشارة إلى الشاطئ ليدخل الجيش إلى المدينة و فعلاً دخل الجيش و عمّت الفوضى و أحرقوا و دمروا و لم ينجوا أحد و لكن الرومان القدماء يقولون أن الناجي الوحيد من تلك المذبحة كان الأمير (إينياس) الذي تمكن من النجاة و سكن في مدينة لاثيوم الإيطالية حيث ولد فيها مؤسس مدينة روما التي أصبحت عاصمة ايطاليا من أشهر مدن أوربا على الإطلاق و هكذا انتهت حكاية مدينة طروادة التي حرقت و اندثرت تسع مرات و انتهت حكاية الشعب الذي اشتهر ببناء المبان العظيمة و المنتزهات الجميلة و اشتهر أهلها بنسيج الملابس و الأقمشة الصوفية و برعوا في تربية الجياد التي أخذوا يتاجر بها اليونان و لقد كان أهل طروادة مشهورين و خبراء في خزن المواد الغذائية و الزيوت في جِرار ضخمة يصل طول الواحدة منها إلى مترين و أكثر . و تحولت أراضيهم بمرور الوقت إلى تلال مغطاة بمزروعات شتى.
ويقال أن المؤرخين قد شككوا في حقيقة مدينة طروادة واعتبروها مجرد قصة خيالية ابتكرها الشاعر اليوناني القديم ( هوميروس )