رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر ابن الرومي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حفني خليفة




عدد المساهمات : 123
تاريخ التسجيل : 15/01/2012

الشاعر  ابن الرومي Empty
مُساهمةموضوع: الشاعر ابن الرومي   الشاعر  ابن الرومي Emptyالأحد نوفمبر 11, 2012 8:25 am

ابن الرومي
221 - 283 هـ / 836 - 896 م
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي.
شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس.
ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه.
قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته.
وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.
من أقواله :
لا تحسبنَّ عُرَامي إنْ مُنيتَ به إحدى المواعِظِ أو بعضَ التجاريبِ
بل البوارُ الذي ما بعد موقعهِ نَفْعٌ بوعظٍ ولا نفعٌ بتجريبِ
ما بعد وعظيَ ما تُوعَى العِظاتُ له ولا مواقعُ صَوْلاتي بتدريبِ
ومن أقواله أيضا :
يا غائباً عني بعيدَ الإيابْ نَغَّصني فقدُك بَرْدَ الشرابْ
لهفي على لُبسك ثوبَ البِلى من قبل إخلاقِك ثوبَ الشبابْ
ومن أقواله أيضا :
أشربُ الماءَ إذا ما التهبَتْ نار أحشائي لإطفاء اللَّهَبْ
فأَراهُ زائداً في حُرقتي فكأن الماء للنار حَطَبْ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أستاذ خالد سعد




عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

الشاعر  ابن الرومي Empty
مُساهمةموضوع: شكرا للمتألق دائما الأستاذ حفني خليفة   الشاعر  ابن الرومي Emptyالثلاثاء نوفمبر 13, 2012 6:02 am

[size=]أشكر شاعرنا المتألق الأستاذ حفني خليفة على ماقدمه عن ملك الرثاء وفارس الهجاء الشاعر ابن الرومي وليسمح لي الأستاذ حفني أن أكمل حديثه الرائع عن هذا العملاق :
ابن الرومي من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي.إنه کان من الشعراء المولّدين، قد برع في نظم الشعر بقريحته الوقادة وفکره العميق. ويمتاز شعره بالسلامة والرقة والسهولة والعذوبة والإطناب ونری في هجائه أسلوباً خاصاً في ساحة الشعر العربي والعباسي. وأنَّ فضيلة الهجاء عند ابن الرومي تقوم في خلق الصورة الکاريکاتورية. إذن ابن الرومي شاعر فذ في إنشاد الشعر. الکلمات الدلیلیة :القرن الثالث_العصر العباسی-ابن الرومی-الهجاء-السخریة. أصله ونشأته:

«هو أبوالحسن علي بن العباس بن جريج،وقيل جورجيس، المعروف بابن الرومي وکانت ولادته يوم الأربعاء بعد طلوع الفجر لليلتين من رجب سنة 221 ببغداد في الموضع المعروف بالعقيقة.»

قدأکد ابن الرومي في مواضع شتی إلی أصله الرومي من ناحية الأب، وإلی أصله الفارسي من ناحية الأم،فإنَّه يتذکر في مطاوي أشعاره: «کَيفَ أُغـضي علی الدَّنَّـيـة والـفـرس خَــؤولــي وَالــرُّوم أعـمـامــي»

بدأ ابن الرومي حياته في العصر العباسي الأول ومضی أکثر عمره في العصر العباسي الثاني.إنه عاصر تسعة من الخلفاء العباسيين: المعتصم والواثق والمتوکل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدی والمعتمد والمعتضد. حينما کان طفلاً صغيراً توفي أبوه « فکفله أخوه وأمه ويبدو أن أخاه کان يعاشرالأدباء والظرفاء ويحضر مجالسهم ويقضي أيامه في جلسات الشرب واللهو في بساتين بغداد،فکان يصحب أخاه إلی کل ذلک،و قد کان أخوه هذا ظريفاً حاضر النکتة والبديهة وکان يجمع بين الإمعان في اللهو وحُبَّ الأدب ومجالس العلماء وهکذا نری أنَّ شاعرنا قد بدأ بداية مترفة بين أخيه وأمه.أيضاً کان في الجو الَّذي اختلط فيه الاضطراب السياسي والرفاه الاجتماعي،في العلم والثقافة والثورات،وليس ،في يديه سلاح سوی الثقافة الواسعة وشعره،إذ يبدو أنَّ أخاه قد أسرف في البذل علی الملّذات،فاستندکل ماله،فاتخذ ابن الرومي الشعر وسيلة إلی العيش.أمّا علی صعيد الحياة الاجتماعية،فقدکانت بغداد ،حتی ذلک الحين ،عاصمة الدنيا إذا جاز التعبير ،تنکسب فيها الأموال وحضارات الشعوب قاطبة من کل جانب وکان الرخاء يکون عاماً. فالحياة فيها باذحة رغم الفروق الطبقية،في ذلک الجو بدأ الشاعرشبابه،حيث الحانات منثورة في البساتين و الأحياء ومفاتن الحياة شتّی، فالقيان الجواري منهن والمغنيات،کثیرة يتهاداهن الأمراء والقادة وأصحاب الشأن و يتغزل بهن الشعراء.»

صورته الظاهرية:

و أماخصائصه الظاهرية کما يصفها عقاد في کتابه: «فکان صغير الرأس مستدير أعلاه وأبيض الوجه يخالط لونه شحوب في بعض الأحيان وتغير، وکان نحيلا بين العصبية في نحو له، أقرب إلی الطول أو طويلاً غير مفرط،کث اللحية أصلع بادر إليه و الشيب في شبابه،أدرکته الشيخوخة الباکرة،فاعتل جسمه وضعف نظره وسمعه ولم يکن قط قوي البنية في شباب و لا شيخوخة ومشي اختلج في مشية ولاح للناظر کأنَّه يدور علی نفسه أو يغربل،لاختلال أعصابه و اضطراب أعضائه، وکان علی حظ من وساقه الصلعة في شبابه معتدل القسمات لايأخذ الناظر بعيب بارز ولاحسنة بارزة في صحة وجهه،أمَّا في الشيخوخة فقد تبدلت ملامحه وتقوس ظهره و لحق به ما لابُدَّ أن يلحق من تغيير السقام و الهموم.»
أساتذته وثقافته:

کان مولعاً بالعلم « ينصرف إلی متابعة التحصيل و الحضور في مجالس العلماء و الفقهاء و الأدباء والرواة و شارحي المتون والبلاغيين والتزود بزاد دسم من ثقافة عصره.وکان قد رفعه في هذا الاتجاء منذ صغره. تتلمذ شاعرنا علی بن محمد بن حبيب الرواية النسابة،صديق والده، و قد کان يرجع إليه دائماً في تفسير ما غلق عليه من غرائب اللغة العربية.» إنَّ ابن الرومي تتلمذ أيضاً علی « أبي العباس ثعلب عن حماد بن المبارک عن حسين بن الضحاک و قد نشأ علی تعاطي الفلسفة. يقول المسعودي: أن الشعر کان أقل آلاته لعلمنا ذلک من شواهد شتي في کلامه.» فقد أتيح لشاعرنا أن يتزود بثقافة واسعة ومکتثفة، لغةً ونحواً وأدباً ،کما نراه يتجه إلی الثقافة المعاصرة وإلی الشعر و رواية القديم و الحديث. « وأما ميله إلی إتجاه الثقافة المارة لم يلبث أن جری علی لسانه، فتهادته النوادي و المحافل في بغداد،کما تهاداه إلی الوزراء وکبار رجال الدولة، و لکن مع شيء من التحفظ و الاحتياط .والحق أن الوارثة عند ابن الرومي ليست کل شيء في شعره إذ ينبغي أن نضيف إليها الثقافة اليونانية الإسلامية، فعندابن الرومي يونانية أصيلة ويونانية مکتسبة لعلها أهم من يونانية الأصيلة، وهناک أيضاً ثقافة إسلامية و عربية مکتسبة، وإذن ففي شعر ابن الرومي عناصر ثلاثة يضاعف إليها عنصر رابع،و هو عنصر شخصي خاص بمزاج ابن الرومي کان له تأثير هام في شعره.» يشير ابن الرومي إلی عبقريته و ثقافته اليونانية في شعره حیث یقول:

«نـحنُ بَنـواليـونان قَـومٌ لَنـا حـجـي

ومـجـدٌ و عيـدانٌ صِـلابُ المـعاجِــمِ»

أسرته:

قد مضي ابن الرومي معظم أيامه في عزلة و إنزواء «نکب ابن الرومي بجميع أفراد أسرته، بأبيه وأمه و أخيه وخالته،فبقي لا معين له في الدهر يعضده،ولا ملاذ له في الشدائد يدخل العزاء علی نفسه وکان قد تزوّج ليجد راحة بعد العناء،وأمناً بعد القلق،وأنساً يدفع الوحشه،فرزق أولاداً ثلاثة رأی فيهم نعمة الإيراق بعد اليباس وإطلالة الأصل بعد اليأس .وأصغر هؤلاء هبة الله و أوسطهم محمد،وأمَّا أکبرهم فلم يذکر اسمه، ولکن الدواهي لم تغفل عينها وعن إيذائه، فأقبل الموت ينتزع من دنياه الواحد تلو الآخر من صبية ،حتی ثکلهم جميعاً فبکاهم،ثُمَّ رزيء بأمهّم بعدهم فبکاها .».

تدينه وتشيعه:

إنَّ ابن الرومي کان یميل إلی طريق الحق و يعتمد علی أموره إلی الله (تعالی) کما ظهر في شعره:

«يَـشـهـدُ الله أنَّ دينــــي ديــن يـرتـضـيـه شـهـادةَ ومـغيـبـــا
لَم أعـانِـد بِه الـطـريـقَ، و لا أضــ حَـي لَـدين المَـعـانَـديـنَ نَسيـبـــا
وکـفـی شـاهَـداً بِـذاک مـلـيـک لَم تـزل عَيـنـَه عَـليَّ رقيـبــــا».



کما نری « له في مودة ذی القربي من آل الرسول ،صلوات الله عليه و عليهم، أشواط بعيدة ، ودفاعه عنهم من أظهر الحقائق الجلية. وابن الرومي متشيع، بقصيدته القوية المتفجعة التي رثی بها الشهيد يحيي بن عمر العلوي الَّذي قام علی العباسيين.فليس عجيباً أن يصرح ابن الرومي بعدائه لبني العباس و بتشيعه للعلويين مع أن أباه کان مولی لرجل من بيت العباسيين، و قد جمع ابن الرومي إلی التشيع الاعتزال،وفي شعره ما يدل صراحة علی ذلک،والمعتزلة يقولون باختيار الإنسان لأفعال وخلقه لها،حتی يثبتوا الله العدل حين يحاسب الناس علی أعمالهم التي ارتکبوها بمحض اختيارهم،لا بطريق الجبر عليهم. لقدکان ابن الرومي شاعراً،مسلماً، مومناً، متديناً، وما عرف عنه أنَّه إتخذ لنفسه مذهب الفلاسفة أوکان ضعيف العقيدة مزعزع الإيمان مثل بشاربن برد وسائر الشعراء.»
مظاهر شخصیته:

يوصف أخلاق ابن الرومي« بأنَّه دقيق الحس،عصبي المزاج،تغلب عليه السوداء ،فيثور، ويشتد غضبه ويسلط لسانه إذا عبث به عابث،ولکن سريع الرضی،صفوح إذا استرضی. وکان يحب الحياة و ينتعشها مع ما لقي فيها من بؤس وشقاء والحياة عند لذة يتطلبها و يستمتع بها و اللذة عند شهوة إلی الجمال يتعبه أينما بدأ له فيستعذبه في وجوده الملاح، و في أصوات المغنين و القيان، و في الطبيعة و ما عليها من صور و ألوان و اللذة عند شهوة إلی المآدب،فهو منهوم لا يشبع من طعام و فواکه و شراب و طلبه لهذه الملذات علی فقره و حرمانه،جعله يحسدکل ذي نعمة، فيتمناها لنفسه،ويستکثرها في صاحبها وجعله يلحف في السؤال يعاقب و يتذلل حتی يتبغض. وکان علی حبه للتکسب يجبن عن ادراک رزقه، فقد يدعوه بعض الأمراء فما يجرؤ أن يصير إليه لأنه يخشي الأسفار ويخفيه البّر والصيف والشتاء. فهو موسوس،ضعيف العقل، متشائم، متطير. ومن صفاته الحسنة أنَّه کان صادق المودة لأصحابة،محباً لأولاده و أهله عطوفاً علی الفقراء و المساکين».
تشاؤمه وتناقضه:

کان علی بن العباس الرومي «مُفَرِط الطَّيرَة، شديد الغلوّ فيها. وقد أکثر العرب من ذکر الطَّيَرة، والزَّجرِ،کانت تقتدی بذلک و تجري علی حکمه ،حتی ورد النَّهي في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: لا عَدوَی ولاطِيَرة. أيضاً إنّ النبي صلی الله عليه وسلم يُحِبُّ الفأل ويُکرِه الطَّيَرة». إنه کان يسرف في الطيرة،حتی کان ذلک يؤثر في حياته و مزاجه تأثيراً شديداً،و کان يضطربه إلی أن يلزم بيته أياماً لايخرج منه. و من مظاهر تشاؤمه: «فقد کانت الطيرة تجسيداً لموقفه العام من الحياة،ولعجزه من الإيمان بجدواها وتعلقها ونظامها، فعينٌ حولاء، أو يدٌ مشلولة،أم قدم عرجاء،إنَّما هي رمز للنقص والعاهة في العالم وهي تطالعه،إنّما تنذره بأنّ خطباً ما يسلم به أو أنَّه سيصاب بضرب من ضروب النقص و الخسارة. لأنَّها هي بالذات تولّدت عنهما وحيثما حلّت فإنَّها تمهئ لحلولها وهکذا فإنَّ الوجودکان بالنسبة لإبن الرومي،رهينة العاهة والمصيبة،تراود أنَّه،تطيفان به وتطالعانه،فجأة في کلّ مظهر أو لفظٍ أو حرکة».

لعَّل شخصیة لم تجتمع لها طائفة من المتناقضات النفسية کشخصيته ابن الرومي«فهو رجل غريب الأطوار،لا يستقر علی حالة واحدة من حالات النفس المستقره الثابته. کما تراه يمدح اليوم إنساناً ثم لا يلبث أن يذَّمه غداً، و تراه يمدح هذا الزهر ثم لا ينفک أن يذمه بعد اليوم.» کما کان الشعور بالخوف،صفة ملازمة لحياة ابن الرومي الذي يصل به الحياءُ إلی الدرجة التي تمنعه حتی من تنشق الهواء النقي.
الحسد والحقد:

هما من أوصاف ابن الرومي في کتب الأدب. و لکن ليس الحسد و الحقد وصفين متلازمين لإبن الرومي و لا يعتقد عباس محمود العقاد في کتابه مثل هذه الصفات وينکر صفاته و يقول:«و أجهل الناس بالطباع الانسانية من يصف رجلاً کابن الرومي بالحسد والضنيعة لأنَّه کان يألم الانسان لأنَّه محروم مذوذ عن النعم و يتذوقها و يعرف معنی المتعة بها،ولا أن يری مصيباً أو مخطفئاً في رأية أنه أجدر بتلک النعم ممن لا يحبسهم انداده في الفضل والذکاء وأقرانه في المناقب و المآثرة،کلا ليس هذا هو الحسد المذموم في ردي الصفات،وإنَّما الحسد المذموم هو خلق کرهة يبتلی به المرء فلا يطيق النعمة عند غيره و أن کانت عنده ولا يستريح إلی شعور الناس بالسعادة لانقطاع ما بينه وبينهم من رحم العطف والمشارکة في الامزاج و الآلام. فالحسد نضوب في العاطفة وابن الرومي أبعد الناس عن نضوب العاطفة». أيضاً يؤکد العقاد: «کان ابن الرومي ساخطاً و يکن حاقداً والبون بعيد بين السخط والحقد وإنَّ التسبت أعراض هذين الخلقين عن طلاب الظواهر،فهما خلقان متباینان وقد يکونان في بعض الأحيان متناقضين،فيسخط الانسان بل يذوم في قلبه من الحقدأثر،وقد تکون کثرة سخطه لکثرة استجابته للمؤثرات الجديدة الطارئة التي تتعاقب علی حسد،أي لقلة حقدة و قلة إصراره علی البغض القديم.»

آراؤه في المجتمع و الحياة :

نشاهد في نفسيته نقمة علی المجتمع الَّذي عاش فيه ويعبّر عنها بقصائده «فقد رأی غيره من الشعراء والأدباء و الناس، ممّن لايتحلون بأية فضيلة، يحصلون علی المکانة العالية،والأموال الوفيرة، و الشهرة الواسعة، بينما يری نفسه،وهو الشاعر المجيد،لا تقدر مواهبه و هو يمنع عن أي منصب مرموق،ويحرم من التقرب إلی أصحاب المراتب العليا وکان ابن الرومي _ في کلَّ يوم _يتأکدله،أن عصره کان عصر إختلال وتفرّق،لايحقق الإنسان فيه مراده بقدرته وکفاءته،أوبإحتياله عليهم،وإتخاذ لسانه أداة تملّق يظهر عکس ما يبطن،تحقيقاً لمصالحه وضافعه فثار علی المجتمع المشبع بالنفاق والخديعة،وقام يشکو اختلال الزمان.لقد أشار ابن الرومي إلی انهيار القيم الحضارية والإنسانية في عصره،وسقوط المثل العليا بين أبناء وطنه فمراد ابن ارومي أن يسمو الإنسان بعلمه وعقله و فکره، وليس بمکره واحتياله ويوضع ذلک بنقمة لازعة ولسان شديد الوطأة.».

هناک آراء مختلفة لعلم النفس تظهر لنا بعض الخصائص النفسیةکما يستفيد منها خليل شرف الدين في کتابه من آراء البرفسور أدلر واضع علم النفس الفردي الذی یقول في سياق حديثه عن قانون التعويض: «إنَّ شعور الإنسان بأنَّه دون غيره الذي يسمی "بالدونية"من أعظم الدوافع إلی العمل وبذل الجهل ،وإنَّ الغريزة المسلطة هي السيطرة والتطلع إلی العلو و عندما يعجز الشخص عن اثبات ذاته، واکتساب النفوذالاجتماعي الَّذي يصبو إليه، نظر لعيوبه الجسمانية خاصة القامة، أو قبح الهيئة، أو أية عاهة من إحديداب أوضعف في النظر، أو عي في اللسان... الخ فأنه يلجا إلی سبل مختلفة من" التعويض" قد تؤدي به أحياناً إلی التفوق والتيام بأعمال جلية،و أحياناً أخری إلی أن يصطنع في سلوکه أسلوباً شاذاً کالقسوة والاستبداد في ضعف البنية،أو المکر في قصار القامة مثلاً.»

وأيضاً من أنواع التعويض« أحلام اليقظة.. وهي إحدی طرق الفرار من الواقع . تلعب المخيلة دوراً هاماً في هذا الشأن... فإذا تغذر تحقيق الرغبات بطريقة فعلية واقعية فما أسهل تحقيقها في عالم الوهم و الخيال! و ليست أحلام اليقظة في حد ذاتها ضارة دائماً، فقد تمهد الطريق إلی ابتکار وسائل جديدة لحل المشاکل التي تواجه المرء... ولکن إذا استسلم المرء لها وقطع الصلة بينه وبين العالم الخارجي، ولجأ إلی برجه العاجي فقد يتحول هذا الانزواء و الانطواء علی النفس إلی حالة شاذة شبيهة بالحالات المرضية أو مؤدية إليها.» هذه الحالات کلها تنطبق علی نفسية ابن الرومي «إذا کان ابن الرومي قد لجأ إلی ما يُسمی في علم النفس الحديث "بالتبرير الجدلي"أي إلی تبرير المواقف العاطفية بالجدل اللفظي أو اللعب علی الألفاظ وإستقصاء المعنی إلی آخر مدلولاته و رموزه... فما ذلک الاَّ تغطية لفشله الذريع في تحقيق ما يريد من المجتمع ..إلاَّ أن هذا التبرير و ذاک الإستقصاء أفادا الشاعر ولم يفيدا الشعر... أفادا الشاعرمن حيث أتی حالة العيش طويلا معهما مع عالي المعاني والأخيلة.. ولکنهما أضّرا کثيراً بالشعر،إذ جعلاه موضوع جدل ومناقشة وضرب حجج وبراهين و مماحکة وتفسير.. وبتعبير آخر جعلاه أقرب إلی النثر الخطابي منه إلی الشعرفبهتت معه التجربة وبردت العاطفة، وانحدر ابن الرومي في مطولاته إلی السفح في حين ارتفع في مقطوعاته إلی القمة... »
موته :

أمَّا لسانه، فهو وثيق الصلة بموته و بکثرة أهاجيه و هجاؤه وثيق الارتباط بطيرته و تشاؤمه من کل الأشخاص و الأشياء. إذن يصل ابن الرومي في الهجاء و التصرف بمعانيه و أساليبه و الإفحاش في ذلک إلی حد خافه معه معاصروه، و اشتهر ابن الرومي بالجرأة علی هجاء الأمراء فلم يسلم أحد من الخوف منه حتی الوزير القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب. أن الوزير يخاف هجوه و فلتات لسانه بالفحش، فأکله بالسم ومات ابن الرومي مسموماً (سنة 283 ﻫ.) بسبب هجائه اللاذع وطول لسانه. و قبل موته، فهم بتقصير الطبيب لمعالجته بالسم ، فظَّن أنه قصر عليه. حیاته الأدبیة: أبرزت انتقال الحياة الأدبية إلی بغداد حدثاً خطيراً في تاريخ الأدب العربي عاماً و في تاريخ الشعر العربي خاصاً. فقد کانت بغداد عاصمة الخلافة العباسية لأوَّل مرة في التاريخ و هي المرکز الأدبي وکانت حياة الشعر في بغداد صورة التنافس بين الشعراء و قد ورد الشعر بغداد أداة للتعبير عن الأفکار والمشاعر و تغلب عليه سمة الجد و الموضوعية.کما ينتقل في أثناء التحول من الموضوعية إلی الذاتية ومن الجد إلی الهزل وکان يجري هذا التحول فيه وجمیع شعراء البصرة و الکوفة عکفوا علی أنفسهم و استبعدهم الملک من المشارکة في الأمور الخطيرة و تأثروا بمعالم الحضاره و الحياة العقلية.
الشعر في العصر العباسي:

أبرز مظاهر الأدب في العصر العباسي يشتمل علی الشعر المولّد و«إذا وازنت بين الشعر القديم و الشعر المولّد فلاشک إنَّک تجد في الأخیر أثر التقدم ظاهراً للعيان، علی أن ذلک لم يبلغ به مبلغاً يخرجه عن المناهج التي اختطاها الأقدمون.خذ الوصف مثلاً فإنک تجده عريقاً في الشعر يرجع إلی ما قبل الاسلام. علی أنه کان قديماً ينحصر في البداوة وما يشاکلها، فصاربعد أن اتسع الأفق العمراني لدي المسلمين، بعد أن طما بحر الرفه علی بغداد وسواها من حواضر العصر العباسي يتفنن في نعت أسباب الحضارة کالقصور و البرک والجنائن والولائم و الجيوش والمراکب ومثل ذلک تفننه في الخمر وأنواع الغزل و المديح،وما إلی ذلک من ضروب النظم. ولاينکر أنَّ المولّدين فاقوا الأقدمين في ذلک،و لکنهم لم يبتدعوا أساليب جديدة أو مواضيع جديدة تجوز لنا أن نقول أن الشعر طرأ عليه في زمانهم تطور کبير.» [26]

و الشعر نوعان رئيسيان: « وجداني و موضوعي،فالوجداني يدور علی نفس الشاعر _ علی تأثره من أمرٍ، وإظهار ذلک بالکلام المنظوم ومن ذلک مدحه لأميره،أو تغزّله بفتاته، أو هجاؤه لعدوه، أو وصفه لما تقع عليه عينه،أو تحريضه علی ما يشعر بصلاحه. أما الموضوع فيدور علی شيء خارج عن نفسه – علی صفات يتخيلها أو يراها فيما حوله من ظواهر الطبيعية أو النظر في حياة الانسان، و ما إلی ذلک من المواضيع الأخلاقية والأدبية التي تمثل للجمهور ما يشعربه في الحياة، أو تحملهم علی أجنحة الخيال إلی ماوراء المحسوسات، فتثیر فيهم حب الجمال و تدفعهم في سبيل الکمال.»

إذا نظرنا إلی معظم دواوين الشعر في العصر العباسي، ثم إلی المقاييس الأدبية التي وضعها علماء البلاغة و نقدة الشعر أمثال، قدامة والاصفهاني و الآمدي و العسکري و الثعالبي و الجرجاني و الآخرين، رأيت إن التجدد الشعري في العصر العباسي لم يتعدی في الأغلب صناعة الشعر، و إنَّه منحصر في الوجداني منه. وهو يظهر لنا في أربعة مظاهر: 1- رقة العبارة 2- التوفر علی البديع اللفظي 3- التفنن في المعاني 4- التوسع في المصطلحات اللفظية.
الصياغة الشعرية عند ابن الرومي:

لقد تعرفنا ابن الرومي في أشعاره الشاعر المولّد و الشاعر الغنائي الذي لجأ إلی الأشعار الموضوعية الوجدانية يعبر عن مصائبه و استطاع أن يخلق فنوناً وجدانية محکمة و استطاع أن ينعکس صور التجديد بهذ الأسلوب القديم الّذي وقع في صياغته وأسلوبه. ومهما يکن فإن الشعر حطّ رحالة في ساح العصر العباسي وقد تهرم و تثاقل و أعيت عليه حيلة الإبداع واستقرت معانيه و موضوعاته، فعمد الشاعر العباسي إلی التجديد أو إلی جهده بأسلوبين متقاربين متباعدين: أسلوب البديع له أسباب عديدة في أصل نشأته و تنوعت عليه الأقوال ، الاَّ إنَّ الباعث الأجدر يظل الترف الحضاري و مجتمع الوشي و التنميق والزخرفة. فوشح الألفاظ بالجناس وزواج وعارض بينها بالطباق وتفرغ للتأمل بالمعاني، وکأنّها أداة داخلية خارجية و جعل يمازجها بعضاً ببعض،کما مازج الأشکال و الألوان و ولد منها ما حسبه معان جديدة و في عصور الترف المادي تحول الشعر إلی أداة لَهو و زخرفة. إلاّ أن ضمير العصر کان يعاني أزمة أخری مزیجة من التعاطي بين الفلسفة والدين وکان المسلمون الأوَّلون قد أخذوا ابن البداوة النسبية و إن کان معظمهم قد نعم بترف الحضارة.» [29]يفکر ابن الرومي بالجزالة و الرصانة وبعدم متانة في اللفظ و قد يصف معنی الجيد في العبارة الجيدة ولم يسرف في المحسنات اللفظية. وجدير بالذکر إلی أن «يترک ابن الرومي نفسه علی سجيتها ليصور أحاسيسه والعواطف الصادقة وکان فکره الدقيق وما انطبع في عقله من طوابع الثقافة و الفلسفة حرياً به أن يصبح من أصحاب مذهب التصنيع» [31]. لکن ابن الرومي في أسلوبه لإنشاد الشعر «فقد دفعته الفلسفه إلی تحليل المعاني تحليلاً مستقصياً حتی لکأنه يريد حين يلم بمعنی ألاّ يترک فيه بقية لأحد يأتي بعده وهو تحليل يُشفَعُ بالأدلة و الأقسية المنطقية،بحيث تتلاحم الأبيات في القصيدة تلاحماً وثيقاً، وکل بيت يسلم إلی تاليه،بل يدخل في تکوينه وتشکيله،وفي تضاعيف ذلک يستقصي ابن الرومي جوانب المعنی الَّذي يريد أن يعرضه إلی أبعد غاية ممکنة،مسترسلاً ما وسعه الاسترسال،مما جعل القصيدة تطول طولاً مسرفاً،إذا امتدت إلی مئات الأبيات،و هو إمتداد يشهد بقدرته البارعة علی التعمق و النفوذ إلی أقصی الأغوار وکان يضيف إلی ذلک حسّاً مرهفاًحاداً،جعله يجسِّد لا عناصر الطبيعة فحسب،بل أيضاً الخوارج والخواطر علي نحو ما هو مشهور من حواره في أشعاره.»

يتميز ابن الرومي عن غيره من الشعراء بخصائص فنية و جعلت منه فريداً في الخصائص الشعرية. «يُعَّدُ ابن الرومي من الشعراء الَّذين کان لهم أسهامهم في الفن الشعري في العصر العباسي وحری بمن يتحدث عن معالم الحداثة في الشعر العباسي أن يبحث عن الجديد المستحدث الَّذي أضاف هذا الشاعر المبدع ولست بصدد بيان ما أصاب الشاعر في حياته،وملازمة من سوء الطالع،فذلک ليس من الأمور الّتي تهتم بها هذه الدراسة وقد تکفل غير واحد من النقاد بالحديث عنده،وحسبي أن أشير إلی أنَّه تتلمذ علی أبي تمام،کما تتلمذ البحتري،فکلاهما أفاد لايعين الباحث علی فهم فنه،بل قد يزيد عماية علی نحو ماسنری من أقوال النقاد.» و الواضح «يحدث تطور في المرحلة "العباسية"ظن بعض الدراسين أنه قام علی يد ابن معتز وابن الرومي فتظهرمدرسة الصورة الشعرية الَّتي يقدم الشعر العربي من خلالها لوحات عديدة دقيقة الرسم بارعة الألوان بهيجة حيناً ولکنها في جملتها دفعت بالشعر إلی الأمام مثله ما يمکن أن يطلق عليه"مدرسة الصورة الشعرية" »
أغراض ابن الرومي الشعرية:

قال المعري في رسالة الغفران: أمَّا ابن الرومي فهو أحد من يقال أن أدبه کان أکثر من عقله.ومن خصائصه الَّتي انتسب بها، أغراضه الشعرية المتنوعة: من وصف و هجاء و رثاء و مدح و غزل و فخر و عتاب.

الوصف:

الوصف عنده من أبرز ميزاته يعرف بها،فقد کان وصافاً بارزاً و متصوراً و قد دخل الوصف في جميع أغراضه الشعریة : وصف المأکل: يشير عباس محمود العقاد إلیه ویقول :کان ابن الرومي منهوماً في المأکل و لعل عيشه بين الثروة و الفقر ميل إلي وصف المآکل.

وصف الطبيعة : الطبيعة بالنسبة إليه وسيلة للهروب من الواقع المأساوي الَّذي عاشه في حياته. فإذا بها تصبح انعکاساً لذات الشاعر، فکأنهما ممتزجان قلباً و روحاً، شکلاً و مضموناً. الوصف الکاريکاتوري الساخر: هذا النوع من الوصف يُخَالف طبيعة الوصف النقلي أو الوجداني، يختص هذا النوع من الوصف بطبيعة خاصة تعني بالتشويه وإثارة الشعور بالمنکر. وقدکان لابن الرومي عصب خاص يحس به مظاهر النقص. ولعل شعوره الدائم بالعاهة و بجوانب الأمور، يَعبث به، و يضحک منه و يزدريه. الهجاء: ابن الرومي لم يجعل غرض الهجو مستقلاً عن أغراض الأخری،فلجأ إلی السخرية، أيضاً هو ينتقل من الهجو إلی ابراز الوصف والشکوی والاستخفاف. لنيل غايته من غرض الهجاء. کما «لابن الرومي شهرة في الهجاء لاتتقدمها شهرة دعبل وبشار. و يفوقهما بما انتاز من دقة التصوير، فإن هجاؤه لا يقتصر علی القذف والطعن و السخر بل يتعداه إلی وصف أخلاق المهجو و تصوير أشکاله حتی يبرزه مُثلة شوها مضحکة. و بواعث الهجاء عند الشاعر کثيرة،فمنها أنَّه کان محروماً يستجدي فلا يعطی إلاَّ القليل، فيغضب ويهجو من يمنعون صلتهم عنه. ومنها أنَّه کان يحسد ذوي نعمة الَّذين يتمتعون بملاذ الحياة دونه فيهجوهم. ومنها أن الناس کانوا يعلمون ضيق أخلاقه،و غرابة أطوارة، فيبعثون به و يضايقونه،ويعيبون شعره و ينتقدونه،فيثور ثائرة و يهجوهم،ومنها إنَّه کان شديد الطيرة يتوهم النحس في الأشخاص و الأسماء و العاهات و العيوب،فهجا کل شيء يتطير منه. ومنها إنَّه کان منهوماً لا يصبر عن الطعام، فإذا جاء رمضان تضايق من الصوم فهجاه. ومنها إنَّه کان يتشع للعلويين مع ولائه في بني العباس،فهجاء العباسيين والفحش فيهم لما رأي ما أصاب من التنکيل».

الرثاء :يستخدم الرثاء آلة للتکسب،کما قلت مراثيه ، و ليس له منها ما يستحق الذکر اِلاَّ ما قاله في أولاده وزوجة و أمه و أخيه. وما أحسنه ما قيل في رثاء بستان المغنية وکان يهواها، وفي أبي الحسين يحيی بن عمر الطالبي لأنَّه کان يتشيع للعلويين،أيضاً قاله في رثائه وبکائه علی البصرة لما دخلها الزنج سنة (257 ﻫ) وأحرقوها کان ابن الرومي في رثائه شديد التأثير في نفوس الحاضرين و القارئين أيضاً کان ابن الرومي قوي العاطفه و دقيق الإحساس في رثائه. [40]

المدح: ابن الرومي لم يمدح من يکثر له العطاء، لأن العصر العباسي،لم يغرق الأموال علی المتکسبين کما فعل العصر الَّذي سبقه،من جهة أخری وکان المادح يرضی بالقليل الذي يعطی،وکان شاعرنا يلحظ بهذا الانحطاط التکسبي في العصر العباسي. ]کما شاعرنا عاصر تسعة من الخلفاء العباسيين. لقد مدح ألواناً من الناس في عصره،فمدح الوزراء و الکتاب والقواد والتجار وأصحاب الجاه و النفوذ. فإنَّ مدائحه للخلفاء نادرة،ومدح المعتمد مدحاً مباشراً ومن ممدوحي ابن الرومي آل طاهر،آل وهب،آل نوبخت،وبنو مدبر. ابن الرومي في مدحه کان يبتعد عن موضوع المدح ويملأ القصيدة بالحکمة والشکوی وذم الزمان ومدحه خالياً من الصدق و العاطفة. يقول عاصم جنيدي في کتاب کتبه حول ابن الرومي وحياته وفنه :کأنه في المدح يغرّد خارج سربه. و لهذه الأسباب لم يکسب بمدائحه ما يؤمل فيه، فکان يبدو عليه، وهو يمدحهم أنه يضمر لهم "فلسانه أطول من عقله" لأجل ذلک لم ينجح بمدائحه.

الغزل: الغزل من الأغراض الرئيسية في شعره،ينتشر الغزل في مطاوي أهاجيه ومدائحه،و وصف الغانيات المتصل بالجواري و المطربات وحديثه عن صورة الغزل المشتت بين أحاسيسه الصادقة.
العتاب والاعتذار:

إن من يلتفت النظر في الأحوال النفسية عند ابن الرومي يری أنَّه أحاط نفسيته بالاضطراب والتطاير والوساوس وکُلَّ واحد قد أثر في إعتذارياته علی المبالغة المعنوية التعليميةالمسرفة وقصد الإقناع والتثبت.. فکان لابُدَّ من مواجهته بعتابٍ رقيقٍ. لکن الحديث عن نفسية ابن الرومي يتصل باعتذاره، هو ذلک التناقض الَّذي يحمل علی المدح ثم يحمله علی هجائه و عتابه.

آثاره :له ديوان کبير وکان شعره غيرمرتب ورواه عنه المسيبي ثم أبوبکرالصولي ورتبه علی الحروف وجمعه أبوالطيب و رواق بن عبدوس من جميع النسخ.أيضاً له الکلام المنثور وترسل في الکتابة ونثره الجاحظي.
النتیجة :

بعد دراسة الموضوع وصلنا إلی بعض النتائج وهی:

أولاً: إنَّ الحياة الأدبية بأغراضها المتنوعة،ترتبط بالبيئتة السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية.

ثانياً: يبين ابن الرومي مفهوم السخرية ويبين مدی ارتباطه بالهجاء،واهتمامه بالسخر والهجاء .يوضح لنا أوضاع المجتمع العباسي،تتخذها وسيلة للشکوی من الحرمان والتخلص من آلام الفقر أو تطيره وخيبة الأمل ويجتنب في هجائه عن مصانعة الأشخاص.فهو أفضل الناس في معرفة تلک العيوب والأمراض، إذ يلجأ إلی الأسلوب المباشر في الأدب،و هو الهجاء أو نوع من التهکم أو السخرية.

ثالثاً: يتوسل ابن الرومي قبل کلَّ شيء بالأسلوب لإثارةالبشر،ويريدأن يطفي نار غضبه ويرضی بصدی عمله وراء سخريته وهجائه.أمّا غاية السخرية کامنة في نفسه،ولم يکن هجوه دائماً لإقذاع.ولم تکن سخريته کلها لضحک،بل تکون السخرية للإصلاح والنقد الجارف.

رابعاً: تنطبق السخرية في العصور المختلفة والأعصرالعباسية،أکثر انطباقاً مع نوع من أنواع المذاهب الأدبية ،وهو المذهب الواقعي،لانعکاس واقعية المجتمع.

خامساً:کان ابن الرومي أوّل من خلق سخريات في إطار التصوير الکاريکاتوري، لأنَّ السخرية کانت خلقاً فنياً لديه. وتحل السخرية محلاً واسعاً من شعره الهجائی.

سادساً: کان ابن الرومي صادقاً في هجائه وصادقاً في عاطفته وصادقاً في سخريتة.إنَّه يتحدث عن لواعج نفسه بدون خوف وتتحرکت أحاسيسه وعاطفته أمام مصائب الحياة. و قد حذق ابن الرومي في سخريته بقريحته الوقادة و فکره الدقيق و إتصاله بروافد التراث الثقافي.

سابعاً: ينقسم سخرياته إلی ثلاثة أقسام:القسم الشخصي،القسم الاجتماعي،القسم الأدبي. ولکنَّه يعتقد کل ما يعبر عن أهاجيه يکون واقعياً.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حفني خليفة




عدد المساهمات : 123
تاريخ التسجيل : 15/01/2012

الشاعر  ابن الرومي Empty
مُساهمةموضوع: شكر وتقدير    الشاعر  ابن الرومي Emptyالسبت نوفمبر 17, 2012 4:32 am

كل الشكر والتقدير للأستاذ خالد سعد لاهتمامه وإضافته المميزة عن شاعرنا الرائع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر ابن الرومي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يسالني الشاعر ..
» الشاعر ابن الفارض
» أحمد مطر ذلك الشاعر الملهم
» الشاعر عبدالعزيز جويدة
» الشاعر على عبدالله القرشى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: ادب وفنون :: شعر وشعراء-
انتقل الى: