فادية حمدي هي شرطية تعمل في ولاية سيدي بوزيد بتونس، وبحسب المعلومات القليلة الواردة عنها ما تزال عزباء وتبلغ من العمر 35 عاماً، وبسبب صفعتها الشهيرة لمحمد بوعزيزي انطلقت شرارة الثورة في تونس بعد أن أقدم "بسبوس" كما يلقبه أهله على إحراق نفسه.
وعن تلك الشرطية يقول سالم شقيق محمد بوعزيزي لصحيفة "المصري اليوم": شقيقي محمد كان يعانى منذ 7 سنوات من قهر أعوان البلدية، بقيادة فادية حمدى، وموظف آخر يدعى صابر. كانا يصادران بضاعته من الخضروات مرتين في الأسبوع".
في يوم الحادث وكالعادة -والكلام مازال لسالم- حضرت فادية حمدي مع مساعدها صابر وصادرت بموجب محضر بلدي بضاعة شقيقي، فاتصل محمد بخالي الصيدلاني ليستنجد به. وفعلاً تدخل خالي واسترجع له المحجوزات، لكن بعد 10 دقائق عادوا مجدداً وصادروا الخضار.
وتابع سالم: "حين حاول محمد الحديث مع فادية صفعته على خده، وسدد له صابر عدة ركلات، ولم يكتفيا بذلك بل ضرباه على أنفه حتى انفجر بالدم عندما حاول اللحاق بهما في مقر البلدية، فصعد إلى مكتب الكاتب العام للبلدية ليتقدم بشكوى، لكنه رد عليه قائلاً: يا مسخ متكلمنيش، (بالتونسية تعني يا قذر لا تحدثني)".
وأردف سالم: رفض المحافظ استقباله أو سماعه، فخرج للشارع بعد أن احترق من الداخل يصرخ من شدة الغيظ، ثم أحضر البترول الأزرق وأضرم في نفسه النار وفي الوقت الذي كان يحترق فيه كان حارس المحافظة يضحك، حتى أنبوب الإطفاء في مقر المحافظة كان فارغاً عندما أخرجوه في محاولة لإنقاذه، مشدداً على أن الصفعة التي تلقاها شقيقه هي التي أججت عنده فكرة الانتحار قائلاً: "معروف في قبيلة الهمامة أن الذى تضربه امرأة نلبسه فستاناً".
ويصر سالم وعائلته على ملاحقة الشرطية فادية ومحاكمتها أمام الرأي العام الدولي، موضحاً: "لن أتركها تفلت مني، وحارس المحافظة الذي كان يتفرج على أخي يُشوى وهو يضحك، ورئيس البلدية، والكاتب العام للبلدية، والمحافظ، هؤلاء جميعاً صادروا أحلام أخي في الحياة. أدعو المحامين الشرفاء في تونس وكل البلاد العربية والعالم إلى تشكيل لجنة ومساعدتي".
وكانت الحاجة منوبية والدة محمد بوعزيز طالبت في وقت سابق خلال لقاء مع صحيفة "الخبر" الجزائرية مقابلة الشرطية فادية حمدي، قائلة: "أريد أن أرى الشرطية التي ضربت محمد، لأسألها عن الظلم الذي اقترفته، ثم محاكمتها علناً أمام الشعب".
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة المكلف محمد الغنوشي كان قد وعد في وقت سابق بمحاكمة جميع من وقف وراء القمع الدامي ضد الذين شاركوا في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد قبل هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من البلاد.