رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
رابطة النهر الخالد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاتجاه الإسلامي في روايات علي أحمد باكثير التاريخية..( د. حسن سرباز )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد الحصري




عدد المساهمات : 219
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

الاتجاه الإسلامي في روايات علي أحمد باكثير التاريخية..( د. حسن سرباز ) Empty
مُساهمةموضوع: الاتجاه الإسلامي في روايات علي أحمد باكثير التاريخية..( د. حسن سرباز )   الاتجاه الإسلامي في روايات علي أحمد باكثير التاريخية..( د. حسن سرباز ) Emptyالخميس يناير 31, 2013 10:59 am


يعدُّ علي أحمد باكثير من روَّاد الأدب الإسلامي والقصَّة الإسلاميَّة في العصر الحديث، وله إسهاماتٌ جيِّدة في مجال المسرحيَّة والرواية والشعر.
تأثَّر باكثير في رواياته بالتصوُّر الإسلامي، واستطاع أنْ يبرز من خِلالها الفكر الإسلامي والقِيَم الإسلاميَّة في صورة فنيَّة ممتعة.

وتهدف هذه الدراسة إلى دراسة رواياته التاريخيَّة والتركيز على اتِّجاهه الإسلامي باستخراج الملامح الإسلاميَّة فيها، ووصلت إلى أنَّ باكثير نشَأ نشأةً إسلاميَّة، وجعل الفكر الإسلامي فلسفة لأدبه ومنهجًا لحياته، كما وصلت إلى أنَّه في آثاره صاحِبُ فكرة وصاحِبُ رسالة يدعو إليها ويسعى إلى خِدمتها دون أنْ يخلَّ بفنيَّة آثاره.
وقد بدَا للدارس من خِلال دراسة رواياته حشدٌ كبيرٌ من المظاهر الإسلاميَّة تتجلَّى من خِلالها ثقافته الدينيَّة ورؤيته الإسلاميَّة.

بدأ علي أحمد باكثير حياته الأدبيَّة شاعرًا غنائيًّا غلَب عليه طابع التقليد للقُدَماء، وفي الحجاز تعرَّف على المسرحيَّات الشعريَّة وتأثَّر بأحمد شوقي كثيرًا؛ فكتب مسرحيَّة "همام أو في عاصمة الأحقاف" بأسلوب الشعر المقفَّى، كما كتب قصيدة (نظام البردة أو ذكرى محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم) وهو في أفكارها ومعانيها يتبع شوقي ويُحاكِيه في تضمينها روح العصر ومشاكل المجتمع الإسلامي، وفي مصر وبعد اطِّلاعه على الأدب الغربي والأدب العربي الحديث تغيَّرت مَسِيرته الشعريَّة، وترجم مسرحيَّة "روميو وجولييت" لشكسبير بأسلوب الشعر المرسل، ثم كتب مسرحيَّة "أخناتون ونفرتيتي" بنفس الأسلوب، وبعد ذلك اتَّجه إلى أسلوب النثر في كتابة مسرحيَّاته، وفي هذه المرحلة الناضجة من حَياته الأدبية لم يكتفِ بفنِّ المسرحيَّة، بل أبدع في مجال الرواية أيضًا.



وهذا التنوُّع في أدب باكثير يُؤكِّد أنَّه قد صدَر في أدبه عن ألوانٍ متعددة وأنماطٍ مختلفة من أشكال التعبير الأدبي؛ من شعر غنائي، ومسرحيَّة شعريَّة، ومسرحيَّة نثريَّة، ورواية تاريخيَّة، تختلف فيما بينها مضمونًا ودرجة فنيَّة.



وهذا الحشد الهائل من المسرحيَّات والروايات يدلُّ على سَعة ثقافته وكثرة اطِّلاعه واتِّساع أفقه ورحابه فكره وفنه واتِّسامه بالجدِّ والمثابرة في سبيل تحصيل ذلك، بحيث يُعتَبر باكثير - بعد توفيق الحكيم - من أكبر كُتَّاب المسرحيَّة في الأدب العربي الحديث، ولكن مع ذلك لم ينلْ باكثير ما يستحقه من التقدير من جانب النقَّاد والأوساط الأدبيَّة في مصر وفي العالم العربي، بل تعرَّض للاضطهاد والمعاناة والجحود.



وفي فترة الستينيَّات التي تُعتَبر مرحلة النضج الفني والأدبي لباكثير تسلَّل اليساريون والاشتراكيون إلى الصحف والمجلات، وتسلَّطوا على الأوساط الأدبيَّة ووسائل الإعلام ودور المسرح والنشر، ودبَّروا حملة ماكرة من التشويه أحيانًا، والتجاهل أحيانًا أخرى، وتعمَّدوا نسيانَه رغم محاولاته القيِّمة في عالم المسرح والرواية والشعر، وتجاهل "المسرح القومي" له، وامتنع عن عرض مسرحيَّاته، رغم ريادته في هذا الفن، كما امتنع كثيرٌ من دور النشر عن نشر آثاره ومسرحيَّاته؛ حيث بقي كثيرٌ منها مخطوطة طُبِعت بعد موته بسنوات، وقد عبَّر فاروق خورشيد عن هذا التجاهل وهذا النسيان وقال: "لم يظلم النقد الأدبي كاتبًا - على كثرة مَن ظلمهم - كما ظلَم علي أحمد باكثير، صاحب المغامرات الكثيرة في دُنيا القلم وعالم الكتابة، وقد ظُلِم باكثير حاليًّا؛ فقد تناساه النقَّاد أو تعمَّدوا نسيانه رغم كتبه التي جاوَزت الثلاثين، ورغم محاولاته في دنيا المسرح ودنيا الرواية ودنيا الدراسات وعالم الشعر الرحب... كما أسرع الدارسون والنقَّاد بعد وفاته بإغلاق صفحة الحديث عنه بعد مقالٍ هنا وكلمة هناك وحفلة تأبين باهتة في هذا المحفل الأدبي، وحفلة أخرى خَلَتْ من المحتَفِلين في محفلٍ أبدي آخَر، وهذا الموقف الظالم من واحدٍ كعلي باكثير إنما يُمثِّل تمثيلاً صحيحًا مرض العصر في دنيا النقد الأدبي، إنَّه مرض المواقف، فلا يكفي الجهد العاتي الذي يبذله الكاتب طول عمره بحثًا وتنقيبًا، ثم مُعاناة وتجربة، ثم تعبيرًا عن كلِّ هذا في صبر وموالاة؛ ليكون جواز مرور عند الحكومة الأدبيَّة التي تُسَيطِر على مَنابر النقد وتمسك بزمام التاريخ الأدبي والفني"[2].



ويرجع هذا الموقف السلبي من باكثير وآثاره إلى إيمانه بأصالة الفكر الإسلامي، والتزامه به فلسفةً لأدبه ومنهاجًا لحياته، ومُعاداته للشيوعيَّة والأفكار الواردة على الوطن الإسلامي والعربي، فقد نقل عنه نجيب الكيلاني أنهم كانوا يغمزون نحوه في مجالس الأدب ومنتدياته ويقولون عنه في سخرية "إسلامستان"، وهو كان يضحك ويقول: إنه لَشرفٌ عظيم لي أنْ أُتَّهم بالإسلاميَّة فيما أُقدِّمه من أدب[3].



ولكن (باكثير) رغم تألُّمه الشديد من هذا الصمت والتجاهُل، لم يخرج من الميدان ولم يترك عمله الفني، بل واجَه هذا التحدِّي بتحدٍّ من نوعٍ آخَر، فعكف على كتابة العديد من المسرحيَّات والروايات آملاً أنْ يأتي الوقتُ الذي تظهر فيه الأعمال وفقًا لمنطق البقاء للأصلح، فيقول فيما نقَل عنه أحمد محمد عباد - من أدباء حضرموت -: "إنهم يحسبون أنهم سيقتلونني عندما يمنعون الإخبار عني، أو يحاربون كتبي ويحجبون مسرحياتي عن الناس، أنا على يقينٍ أنَّ كتبي وأعمالي ستظهَرُ في يومٍ من الأيام، وتأخُذ مكانها اللائق بين الناس، في حين يطمس أعمالهم وأسماؤهم في بحر النسيان؛ لهذا فأنا لن أتوقَّف عن الكتابة، ولا يهمني أنْ يُنشَر ما أكتب في حياتي... إني أرى جيلاً مسلمًا قادمًا يتسلَّم أعمالي ويُرحِّب بها"[4].



وقد تحقَّق أمل باكثير هذا، ولم تستطع مؤامرةُ الصمت والتجاهُل أنْ تقضي على مجد باكثير الأدبيَّة أو يُقلِّل من شأنه؛ لأنَّه كما قال أنيس منصور: "من المؤكَّد أنَّ فنانًا بهذا الصدق والأصالة لا يموت لصمت ناقد أو نقَّاد، فليس النقد هو الذي كتَب له شهادة مِيلاده، وإنما الفن هو الذي ولده وربَّاه، وأنضجه وسوف يبقيه"[5].



ولذلك فقد أخذ اسمه يتردَّد في أنحاء العالم الإسلامي والعربي، وأصبح علمًا بارزًا على مدرسة الأدب الإسلامي، وقام أحد محبي أدبه وهو الكاتب الشاعر الدكتور عبدالحكيم الزبيدي بفتح موقع خاص به على شبكة الإنترنت باسم "موقع علي أحمد باكثير رائد الأدب الإسلامي في العصر الحديث"؛ لنشر آثاره على أوسع نطاق وأشمله.



علي أحمد باكثير واتجاهه الإسلامي:

نشَأ باكثير نشأةً إسلامية منذُ نعومة أظفاره؛ حيث وُلِدَ في إندونيسيا في أسرةٍ محافظة ملتزمة، وتعلَّم في حضرموت العلوم الشرعيَّة في المعاهد الدينيَّة، ودرس الإسلام من يَنابِيعه الأصليَّة دراسةً عميقة وافية، "حيث كان يطمَعُ في أنْ يكون فقيهًا وقاضيًا كعمِّه محمد بن محمد باكثير، غير أنَّ رغبته وموهبته الأدبيَّة قد حالَتْ بينه وبين أمنيَّته"[6].



ولكن مع اتجاهه إلى الأدب ورغبته إليه لم يُهمِل جانب فكره الإسلامي، بل جعله فلسفة لأدبه ومنهاجًا لحياته، فتعمَّق فيه تعمُّقًا كبيرًا، وظلَّت دراسته للفكر الإسلامي باقية بقوَّتها إلى أخريات حياته، وحتى حينما استقرَّ في مصر والتحق بقسم اللغة الإنجليزية، وتعرَّف على الثقافة الأوروبية، وتأثَّر بالأدب الغربي حيث أخذ يُغيِّر مقاييسه الأدبية، ويُغيِّر مفاهيمَه للأدب العربي، لم يتخلَّ عن فكره الإسلامي، بل ظلَّ متمسِّكًا به ومتحمسًا له ومدافعًا عنه بفنه وأدبه.



واستَقَى باكثير فكرَه الإسلامي من ينابيعه الأصلية؛ أي: القرآن والسنَّة؛ ولذلك أنكر الخرافات والبدع التي شاعَتْ في حضرموت، وقام بدعوة الناس إلى تنقية عقيدتهم من الشوائب ونبْذ الجمود والخمول الديني، ورأى أنَّ الإسلام هو دين المساواة، ودين العلم ودين الأخلاق والفضائل، ودين العزَّة والمنعة لا دين الضعف والخُرافات والبِدَع، وأنَّه قوَّة روحيَّة ومدنيَّة كبرى، وأنَّ الإنسانيَّة الحائرة تحتاج دائمًا إلى الاهتداء بنوره.



وقد تأثَّر باكثير من بين زُعَماء الإصلاح الإسلامي بجمال الدين الأفغاني وتلميذه الشيخ محمد عبده، وكان معجبًا بهما وبطريقتهما في الإصلاح أشدَّ الإعجاب، وكان يرى أنهما قد أعادا للإسلام روحه الصافية النقيَّة بعد أنْ خلَّصوه من شوائب البدع والخرافات، كما أعاداه إلى ينابيعه الأصليَّة؛ الكتاب والسنة، ويبدو هذا التأثُّر عنده حينما كان في حضرموت والحجاز، كما يبدو عندما كان في مصر.



ويتجلَّى اتجاهه الإسلامي والتزامه بالفكر الإسلامي في آثاره الشعريَّة والمسرحيَّة والروائيَّة بصورة واضحة؛ حيث يصدر فيها عن التصوُّر الإسلامي ويدعو إلى الفكر الإسلامي، ولا يرى في ذلك بأسًا؛ لأنَّه يعتقد أنَّ كلَّ كاتب لا بُدَّ أنْ يكون له فكرةٌ يدعو إليها في عمله الفني.



وهكذا كان باكثير في آثاره صاحبَ فكرة وصاحب رسالة يدعو إليها، ويسعى إلى خِدمتها، ويسلك في سبيلها كلَّ الطرق ما دامت سليمة من الخطل، بعيدة عن المزالق التي لا تُؤدِّي إلى خير، دون أنْ يخاف في ذلك من لومة لائم.



وكان يرى أنَّ على الكُتَّاب ألا يستعيروا الأيديولوجيات الأجنبيَّة، بل عليهم أنْ ينظُروا إلى الحياة من وجهة النظر الإسلاميَّة، ويُعبِّروا عن واقعهم وأحلامهم من خِلالها، غير مبالين في ذلك بِمَن يرميهم بالرجعيَّة والجمود والغيبة من الملاحدة والشعوبيِّين[7].



علي أحمد باكثير والرواية التاريخية:

تنوَّعت مواهب باكثير الفنيَّة، وتعدَّد إنتاجه الأدبي بين شعر ومسرحيَّة ورواية، والذي يهمُّني في هذه الدراسة وأريد أنْ أقوم بتحليله ودراسته هو إنتاجه الروائي فقط.



وقد اختار باكثير الرواية التاريخية وتوقَّف عندها، ولم يتخلَّص من قبضتها إلى نوعٍ آخَر من الرواية المعاصرة؛ وذلك لأنَّه برز في فترةٍ كانت الراوية التاريخيَّة من أكثر الفنون القصصيَّة شيوعًا وانتِشارًا بحيث ظهر عددٌ كثير من الكُتَّاب المصريين الذين استخدَمُوا التاريخ القومي والإسلامي موضوعًا لفنِّهم الروائي؛ ومنهم: عادل كامل، ونجيب محفوظ، وعبدالحميد جودة السحار، ومحمد فريد أبو حديد، ومحمد سعيد العريان.



وكانت الظروف السياسيَّة والاجتماعيَّة التي تمرُّ بها الدول العربيَّة والإسلاميَّة في تلك الفترة إحدى العوامل الأساسيَّة وراء انصراف الكُتَّاب إلى التاريخ واستِمداد نماذجهم الفنيَّة من بُطونهم؛ إذ إنها كانت فترةَ صراعٍ ضد الاحتلال الأجنبي والاستبداد الداخلي، وقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين؛ ومن ثَمَّ اندفع بعض الكُتَّاب إلى إحياء بعض الأمجاد التاريخيَّة وتخليدها في شكلٍ روائي.



ولم يكن نظرة هؤلاء الكُتَّاب إلى التاريخ نظرةً واحدة، بل كان اختلافهم في تكوينهم الفكري والنفسي، وتباين نظرتهم إلى الظروف والأحداث المحيطة بهم، وأسلوب مُواجَهتها وتفسيرها، عاملاً مهمًّا في تبايُن الموضوعات التاريخيَّة التي تناوَلها كلٌّ منهم في رواياته، فعادل كامل مثلاً بدافِعِه العرقي والنسبي التفَتَ إلى تاريخ مصر القديم واستَقَى موضوعه منه وكتب رواية "ملك من شعاع"، وكان نجيب محفوظ مولعًا بالدعوة إلى الفرعونيَّة وإحياء أمجاد مصر القديمة التي كان يحمل لواءها بعضُ الكُتَّاب المصريين حينذاك؛ ولذلك اختارَ تلك الفترة التاريخيَّة مجالاً لفنِّه في الرواية التاريخيَّة وكتب روايات "عبث الأقدار"، و"رادوبيس"، و"كفاح طيبة".



وأمَّا عبدالحميد جودة السحار فقد اتَّجه في البداية إلى تاريخ مصر القديم وكتب رواية "أحمس بطل الاستقلال"، ولكن سرعان ما رجع عنه والتفت إلى التاريخ الإسلامي وتاريخ مصر الحديث.



وآثَر فريد أبو حديد في تلك الفترة تاريخ العرب قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربيَّة موضوعًا لرواياته التاريخيَّة؛ فكتب روايات "المهلهل سيد ربيعة"، و"الملك الضليل"، و"زنوبيا"، و"عنترة بن شداد"، و"الوعاء المرمري".



وعُنِي علي الجارم بحياة أعلام الشعر العربي الذين نالوا إعجابه وتقديره؛ فكتب روايات "الشاعر الطموح"، و"خاتمة المطاف"، وكلاهما حول أبي الطيب المتنبي، و"شاعر ملك" حول المعتمد بن عباد، و"فارس بني حمدان" حول أبي فراس الحمداني، و"هاتف من الأندلس" حول ابن زيدون، و"مرح الوليد" حول وليد بن يزيد.



بينما شغف محمد سعيد العريان بتاريخ مصر الإسلامية؛ فكتب روايات "قطر الندى"، و"شجرة الدر"، و"على باب زويلة".



وأمَّا علي أحمد باكثير فكان اهتمامه منصبًّا على التاريخ الإسلامي في أوطانه المتعدِّدة بما احتوى من صِراعاتٍ سياسية واجتماعية[8]، فكتب باكثير ست روايات وهي:

أ- رواية "سلاَّمة القس"، وهي رواية تاريخية تحكي قصَّة حبٍّ عذري بين عبدالرحمن القس والمغنية سلاَّمة، ويدورُ الصراع فيها بين التقوى والهوى، وتنتصر التقوى في النهاية.

ب- رواية "واإسلاماه"، وهي رواية تاريخية تناول الكاتب فيها فترة حسَّاسة من التاريخ الإسلامي تعرَّض فيها العالم الإسلامي لهجمةٍ شرسة من التتار القادِمين من الشرق والصليبيين القادمين من الغرب.

ج- رواية "ليلة النهر"، وهي رواية خياليَّة تناول فيها حياة الموسيقار المصري المعروف فؤاد حلمي.

د- رواية "الثائر الأحمر"، وهي رواية تاريخية تحكي قصَّة الصراع بين الرأسمالية والشيوعية وانتصار العدل الإسلامي عن طريق قصَّة ثورة القرامطة.

هـ- رواية "سيرة شجاع"، وهي رواية تاريخية تدورُ أحداثها حول آخِر أيام الحكم الفاطمي وبداية الحكم الأيوبي في مصر، عندما مهَّد أسد الدين شيركوه للعهد الجديد ليأخذه من بعده صلاح الدين الأيوبي الذي قضى على الخلافة الفاطمية هناك.

و- رواية "الفارس الجميل"، وهي رواية تاريخيَّة تحكي الصراع بين العاطفة والواجب في نفس مصعب بن الزبير.



اعتَمَد باكثير في رواياته التاريخيَّة على التاريخ الإسلامي على امتداده الزماني والمكاني من القرن الثاني الهجري إلى القرن العشرين ومن شبه الجزيرة العربية إلى إيران والعراق والشام ومصر.



وليس اتِّجاه باكثير إلى التاريخ الإسلامي في رواياته هروبًا من الواقع، بل هو محاولة لفهْم التاريخ والتبصُّر فيه والاتِّعاظ به والاستفادة منه لإحياء التراث الإسلامي، وإحياء القِيَم والمثُل التي ازدهرت في حَضانته، وبناء مستقبل أفضل بإعادة تشكيل الحياة المعاصرة وبثِّ روح الأمن والطمأنينة في النفوس البشرية؛ وذلك لأنَّ التاريخ يُعتَبر حقلاً للتجارب الإنسانيَّة التي مرَّت بها الأجيال السابقة، ويمكن أنْ تستفيد منها الأجيال اللاحقة.



ولعلَّه لم يتناول حدثًا تاريخيًّا في إنتاجٍ إلا قرَنَه بتوجيهٍ يخدم هدفًا من أهدافه، ويُصوِّر صورةً للواقع الراهن؛ ولذلك "فإنَّ أعماله الروائيَّة التاريخيَّة تُثِير التأمُّل في الواقع الراهن أكثر ممَّا تثير التأمُّل في الواقع القديم، وهي لم تأتِ عَفْوَ الخاطر ولكنَّها جاءت حَصِيلةَ احتِدامٍ معنوي في نفس الكاتب وإجابةً على تساؤلاتٍ مؤلمة تتعلَّق بالواقع العربي والإسلامي وبالتكالُب الاستعماري الغربي والشيوعي والصِّهيَوْني الذي يُذكِّر بتحالفات الأمس البعيد، وبالمحاولات التي تصدَّت لمواجهة ذلك الصراع وأعادت إلى الإنسان العربي المسلم امتلاك مصيره"[9].



فكتَب باكثير بهذه الرؤية المستقبليَّة رواياته التاريخية، مستلهمًا أحداث التاريخ وشخصيَّاته، مشيرًا في نفس الوقت إلى أحداث الواقع وشخصيَّاته.



الاتجاه الإسلامي في روايات علي أحمد باكثير التاريخية:

أشرنا فيما سبق إلى نشأة باكثير الإسلاميَّة وتأثُّره بالفكر الإسلامي، وجعله فلسفة لأدبه ومنهجًا لحياته، كما أشرنا إلى أنَّه في آثاره صاحِب فكرة وصاحب رسالة يدعو إليها ويسعى إلى خِدمتها دُون أنْ يخل َّبفنيَّة آثاره.



والذي يهمُّنا هاهنا هو إبراز رؤيته الإسلاميَّة في رواياته، ومَدَى توفيقه في إبراز الفكر الإسلامي والقيم الإسلاميَّة في صورة فنيَّة ممتعة.



وقد بدا لي خِلال دراسة آثاره الروائيَّة حشدٌ من المظاهر الإسلاميَّة تتحدَّد من خِلالها رؤيته الإسلاميَّة وثقافته الدينيَّة، وتتمثَّل هذه المظاهر فيما يلي:

1- تصدير رواياته بالآيات القرآنية، حيث صدَّر كثيرًا من رواياته بآيةٍ قرآنيَّةٍ تتناسب مع الفكرة التي يتبنَّاها الكاتب في أثره، وتدور الأحداث حولها.



فقد صدَّر مثلاً رواية "سلاَّمة القس" بقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾ [يوسف: 24]، حيث تحكي الرواية قصَّة حب عذري بين عبدالرحمن القس والمغنية سلامة، ويدور الصراع فيها بين الهوى والتقوى وتنتصر التقوى.



وصدَّر رواية "واإسلاماه" بقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]، حيث تدورُ حوادث الرواية حول جهاد المسلمين ومقاومتهم بقيادة قطز أمام الغزو الصليبي القادم من الغرب، والغزو التتري القادم من الشرق، وانتصارهم في النهاية في معركة عين جالوت الشهيرة.



وصدَّر رواية "الثائر الأحمر" بقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16]، حيث تتحدَّث الراوية عن فساد القرامطة المنحرِفين عن منهج العدل الإسلامي، وانهيارهم بسبب انحرافاتهم الفكريَّة والسلوكيَّة.



ولم يَكتَفِ بذلك باكثير، بل استشهد بآياتٍ قرآنية وأحاديث نبويَّة كثيرة من خِلال أحداث رواياته، خاصَّةً في روايات "سلاَّمة القس"، و"واإسلاماه"، و"الثائر الأحمر".



2- تصويرُه للحبِّ العذري العفيف دون أنْ يسترسل في وصف المغامرات الجنسيَّة وكشف عورات النساء، بل يكتفي في ذلك بالإشارة إلى الموقف ووصفه بما يقتضيه الموضوع والفن؛ ففي رواية "سلاَّمة القس" التي بنيت على علاقة حب بين الجارية المغنية "سلامة" والزاهد الناسك "عبدالرحمن القس"، يُلقِي باكثير الضوء على المواقف الرائعة التي ينتصر فيها عبدالرحمن على نفسه وعلى الشيطان، فيُصوِّر في الحوار التالي ما دار بين الحبيبيين عندما خلا بهما المجلسُ في دار ابن سهيل، وكانت سلامة تنظر إلى وجه عبدالرحمن نظرةً فيها كلُّ معاني الاستسلام والغزل، وينظُر إليها عبدالرحمن فيخفض طرفها، "وهي تقول: يا ابن عمَّار إني أحبك.

فقال عبدالرحمن وهو يضطرب: وأنا والله يا سلامة أحبُّك!

فقالت وهي تنظر إليه مائلة الرأس: وأحبُّ أنْ أضع فمي على فمك.

فقال لها وبصره إلى الأرض: وأنا والله أحبُّ ذلك.



فقامت سلامة ودنت منه وأخذت بيده قائلة: إذًا فما يمنعك؟ فوالله إنَّ الموضع لخالٍ.



فذهل عبدالرحمن، وخُيِّل إليه أنه يرى طيفًا في حلم، وبقي صامتًا يدير طرفه في أنحاء المشربة، فقالت سلامة: ليس عندنا من أحدٍ غيري وغيرك"[10].



وهنا لا يسمح باكثير أنْ يتبدَّل القول بالفعل، ويزلَّ بهما الشيطان ويرتكبا الجريمة، بل يُصوِّر في نهاية هذا الموقف الخطير وقبل أنْ ينتصر الهوى والشيطان، موقف الإيمان والعفة، وموقف انتصار التقوى والفضيلة:

"فانتفض عبدالرحمن فجأة، ونظر إليها نظرةً هائلة وقال: أنسيت الله يا سلامة؟"[11].



ثم يستدلُّ عبدالرحمن على عدم استجابته لمطلب سلامة بما يُبيِّن إيمانه وتقواه من جهة، وحبه الشديد لسلامة من جهة ثانية حيث يقول: "لا، يا حبيبتي! لا، إني أحبُّك يا سلامة، وإني سمعت الله - عزَّ وجلَّ - يقول: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، وأنا أكره أنْ تصير الخلَّة التي بيننا عداوةً يوم القيامة"[12].



فلا يريدها عبدالرحمن لإشباع غرائزه الجنسيَّة وإخماد نار شهواته، بل يريدُها رفيقة حياته، لا في الدنيا فقط بل في الآخِرة أيضًا؛ ولذلك يرى أنْ يسلك سبيل التقوى والعفَّة حتى لا تتبدَّل خلَّتهما بالعداوة في الآخِرة، وهذه هي فلسفة الإسلام في الحبِّ والحياة الزوجيَّة التي تريد أنْ تكون المرأة سُكنًا للرجل وبالعكس، وأنْ تكون بينهما مودَّة ورحمة.



ويمكن أنْ يظنَّ البعض أنَّ في موقف عبدالرحمن من سلاَّمة تكلُّفًا وخُروجًا على المألوف والواقعيَّة، ولكن إذا نظَرنا إلى الصورة التي رسمها باكثير له قبل ذلك، نرى أنَّ هذا الموقف طبعي ويتناسَب مع شخصيَّة عبدالرحمن وإيمانه؛ لأنَّ مَن كان في قلبه ذكرُ الله تعالى، يسهُل عليه أنْ يملك نفسَه ويجتنب المعاصي ويبتعد عن الفحشاء.



وفي رواية "ليلة النهر" أيضًا يُصوِّر باكثير علاقة حبٍّ بين بطل الرواية "فؤاد حلمي"، وإحسان، ولكن لا يسمح لبطله بالاستهتار والتبذُّل واحتساء الخمر[13].



وفي رواية "الثائر الأحمر" مواقف جنسيَّة مختلفة يمكن للكاتب أنْ يسترسل فيها، ولكنَّ (باكثير) يكتفي بالإشارة إلى الموقف ووصفه بحسب ما يقتضيه الموضوع والفن، ومن ذلك وصف العلاقات الجنسية بين "راجية" وعشاقها[14]، وبينها وبين "الشيخ الأهوازي" وبين "شهر" و"عبدان"[15]، فيُصوِّر مثلاً ما دار بين "راجية" و"الشيخ الأهوازي" من مغامرة جنسيَّة انتهت بارتكاب الفاحشة وحمل راجية منه في هذا الحوار الذي جرى بينهما:

"... وبينما هي مستلقية على فِراشها ومن دُونها الصبيان يغطَّان في نومهما إذا بالشيخ يناديها من حجرته، فخفَّت إليه ووقفت على باب الحجرة تسأله ماذا يريد، فأومأ إليها أنْ تدخل، فتردَّدت قليلاً ثم دخلت، فأسرع هو إلى الباب فأغلقه، ولَمَّا رآها قد خافت قال لها في هدوءٍ ولطف: لا تخافي يا راجية، فإنِّي سأُفضِي إليك بسرٍّ لا أريد أنْ يسمعه أحدٌ غيرك...

فما سمعت ذلك منه حتى ظهر عليها الاستسلام والتوسُّل...

قال لها: أتذكُرين ابن عمك عبدان؟

فخفق قلبها لذكر عبدان، وقالت: أوتَعرِفه؟




• إنَّه قد آمَن بمذهبنا وأصبح من دعاة...

• فأين هو الآن؟

• في مركز دعوتنا بسلمية.

• أوَقَدْ تزوج هناك؟

• ما حاجته إلى ذلك وقد أُبِيح له ما شاء من النساء يستمتع بهنَّ كما يريد.

فانتفضت مذعورة وقالت: كيف ذاك؟

قال لها: إنه من المخلصين للمذهب، وقد رُفِعَ عنه التكليف، فله أنْ يفعل ما يشاء.



ونظر إليها فرأى على وجهها ظلاًّ من الكآبة، فقال لها: لا تكتَئِبي، فما أراك إلا أنْ قد آمَنت بمذهب... فلك أنْ تفعلي ما تشائين مثله!



اهتزَّت راجية لهذا القول اهتزازًا عنيفًا أنساها كلَّ شيء، إلاَّ أنها بين يدي رجل قد ذلَّل لها كلَّ عقبة أمامها، فلم يبقَ إلا أنْ ترتمي عليه"[16].



ومع ذلك فقد يُسرِف باكثير في الوصف الجسدي للمرأة، ولكنَّ هذه المواضع قليلة جدًّا في آثاره، ومنها وصفه لجلنار على لسان قطز: "... بل رأى مكانها امرأة تامَّة التكوين، ناضجة الأنوثة، لا صلة بينه وبينها من قرابة أو عشرة، وتنقل طرفه من جيدها الطويل كأنَّه إبريق من الفضة إلى كتفيها المدمجتين وظهرها الرخص المسحوب من جوانبه كلَّما نزل، حتى ينتهي إلى خَصرها الضامر، ولمح بَياض ساقيها ولُطف قدميها، فامتلأ قلبه رهبةً لم يُطِقْ معها الوقوف"[17].



3- موقفه من القضاء والقدر، والتجاؤه إلى الله في كلِّ حال؛ لأنَّه باعتباره أديبًّا إسلاميًّا، ينظُر إلى القدر كركنٍ من أركان الإيمان لا بُدَّ للمؤمن أنْ يرضى به دون أنْ يحدَّ لك من إرادته التي هي أيضًا من قدَر الله شيئًا، ويرى أنَّ الفاعل الحقيقي في الكون هو الله تعالى يفعل ما يشاء ويفعل ما يريد.



فعبدالرحمن القس حينما كان يتذكَّر أمَّه الصالحة وحسن تربيتها له وقيامها عليه وكفايتها إيَّاه هموم العيش ليتفرَّغ للعبادة والعلم، كان يُعاوِده الحنين إليها ويشتدُّ به الحزن عليها "ولكنَّه كان يأخُذ نفسه بالصبر والرضا بقضاء الله، ويلجَأُ إلى الصلاة والعبادة كلَّما طاف به طائفٌ من اللوعة والبثِّ، مكتفيًا بالدعاء لها والترحُّم عليها"[18].



وفي رواية "واإسلاماه" ينتَظِرُ قطز بالمسلمين في معركة "عين جالوت" وقت صلاة الجمعة ليُباشِروا قتال أعدائهم، وخُطَباء المسلمين على المنابر يدعون لهم بالتأييد والنصر[19]، وفي نهاية المعركة وبعد انتصار المسلمين، ينسب النصر إلى الله تعالى وإلى دعاء المسلمين ويحذرهم أنْ يزهو بصنيعهم: "إيَّاكم والزهو بما صنعتم، ولكن اشكُروا الله واخضَعوا لقوَّته وجلاله، إنَّه ذو القوَّة المتين، وما يُدرِيكم لعلَّ دعوات إخوانكم المسلمين على المنابر في الساعة التي حملتم فيها على عدوِّكم من هذا اليوم العظيم يوم الجمعة، وفي هذا الشهر العظيم شهر رمضان، كانت أمضى على عدوِّكم من السيوف التي بها ضربتم، والرماح التي بها طعنتم، والقِسِيِّ التي عنها رميتُم"[20].



4- تقديم صورةٍ إيجابيَّة لعلماء المسلمين في حين يظهر علماء الدين في الأدب القصصي المعاصر في أغلب الأحيان رمزًا للبلاهة والسذاجة المفرطة، ومثالاً للقَذارة والشَّعوذة وأنموذجًا للسلبية، فيُصوِّر مثلاً "الشيخ عز الدين بن عبدالسلام" عالمًا عاملاً لقي اضطهاد في سبيل دعوته دون أنْ يخاف في الله لومة لائم "... وقد وجد في الشيخ ابن عبدالسلام مثلاً صالحًا للعالم العامل بعِلمه، الناصح لدِينه ووَطنه، الذي يرى حقًّا أنَّ العلماء ورثة الأنبياء في هداية الناس إلى الخير، ودفعهم عن سُبُلِ الشر، الآمِر بالمعروف والناهي عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم، لا يتَّجر بدينه ولا يريد الدنيا بعلمه، ولا يُساوم في مصالح أمَّته ووَطِنه، ولا يشتري بآيات الله ثمنًا قليلاً من حُطام الدنيا ومَتاع العاجلة"[21].



وهو العالم الذي كان يخطب في جامع دمشق الكبير يحثُّ المسلمين على الجهاد في سبيل الله وطرْد الأعداء من دِيار الإسلام، ويهاجم عماد الدين إسماعيل صاحب دمشق على معاونته للأعداء بقوله: "فأيما سلطان أو ملك أو أمير فرَّط في حِفظ بلاد المسلمين، وعرَّضَها للوقوع في أيدي الكافرين، فقد أبرَأ ذمَّة الله والمسلمين منه، وخلَع بيده طاعتَهم له، وظلَم نفسه، وعلى المسلمين أنْ ينصروه ظالمًا كما ينصرونه لو كان مظلومًا، ونصر الظالم دَفْعُهُ عن ظلمه، والحيلولة بينه وبين ما أراد من تضييع بلادهم، وكسر شَوْكتهم، وتحكيم الأعداء في رقابهم، وتمكين هؤلاء من القضاء على ما في قلوبهم من عزَّة الدِّين ونخوة الإسلام"[22].



وكان هذا سببًا لاعتِقاله من جانب السُّلطان وفرض الإقامة الجبريَّة عليه في البيت.



وحينما نُفِيَ إلى مصر وولاَّه الملك الصالح أيوب القضاء، ورأى منه عدم الإنصاف، "عزل نفسه عن القضاء، وجهَر بأنَّه لا يتولَّى القضاء لسُلطانٍ لا يعدل في القضيَّة ولا يحكم بالسويَّة... فما جهر بكلمة الحق في وجْه القوَّة بدمشق ليسكُت عنها بمصر، ولو ارتضى لنفسه مُصانَعة الملوك على حساب دِينه كما يصنع غيره ممَّن لا خلاق لهم من العلماء لما نفَتْه دمشق، ولكان له فيها ما يُرِيدُ من الثَّراء الواسع والجاه العريض"[23].



وفي مسألة جواز فَرْضِ الأموال على عامَّة الناس لإنفاقها في العساكر، وقَف في وجْه الأمراء، وأفتى بأنَّه لا يجوز أخذ الأموال من عامَّة الناس قبل أخذ أموال الأمراء وأملاكهم حتى يساووا العامَّة في ملابسهم ونفقاتهم، وحينما طلب منه الملك المظفر قطز أنْ يفتيه بجواز الأخذ من أموال العامَّة إذا صعب الأخذ من أموال الأمراء، لم يرضَ بذلك الشيخ وقال له: "لا أرجع في فتواي لرأي ملك أو سُلطان"[24].



وهذه صُورةٌ رائعة للعالم الإسلامي الذي يشتَرِك في آلام أمَّته ويُدافِع عن حقوقهم ويحكُم بالحق والعدل دون أنْ يخاف لومةَ لائم أو سطوة ظالم.



ونرى نفس الصورة للعالم العامل أبي البقاء البغدادي، الذي كان يقوم بما أوجَبَه الله عليه، فكان يأمُر بالمعروف وينهى عن المنكر ويجمع المظلومين من الفقراء والفلاَّحين والعمَّال والصنَّاع بحقوقهم وبرَفْعِ الظلم عنهم، فحبسه الموفق العباسي دُون أنْ ينصرف من عمله[25].



وفي إخماد نار فتنة القرامطة كان له دورٌ بارزٌ؛ حيث استنجد به المعتضد العباسي حينما وَلِيَ الخلافة وقال له: "إنَّ بابي لا يُغلَق دونك بليلٍ أو نهارٍ، وإني أُعاهِد الله ربي لا تدعوني إلى خطَّة فيها رضا الله ورسوله وخير الناس إلا نفَّذتها لك ما استطعت"[26].



وقام أبو البقاء بنهضةٍ فكريَّة وإصلاحات اقتصاديَّة أساسيَّة، بعد أنْ رأى أنَّ القرامطة قد نفثوا سمومهم في الناس، وأنَّ الناس معذورون في الاستجابة لهم، وأيقن أن لا سبيل إلى إنقاذ الناس من فتنهم إلا بإنصاف الفُقَراء والعمَّال والفلاَّحين، وتنفيذ ما شرَع الله من العدل لحماية حقوقهم[27].



وكان لخطَّته الفكريَّة والإصلاحيَّة دورٌ بارز في فشل خطَّة القرامطة، وانتصار نظام العدل الإسلامي على النظام الاشتراكي في مملكة العدل الشامل.



5- كشف خطط اليهود ودورهم في الحركات المشبوهة في تاريخ الإسلام، في إشارةٍ خفيَّة إلى العلاقة بين اليهوديَّة والماركسيَّة؛ حيث كان لليهود دورٌ أساسٌ في فتنة القرامطة التي بنَى الكاتب أساسها على الأصول الماركسية والشيوعية المعروفة في القرن العشرين.



ويصوِّر باكثير هذه العلاقة ضمن اتِّصال "الكرماني"، أحد دعاة القداحيين باليهود في بغداد؛ لإيجاد الفتنة وإشاعة الفَوْضَى حيث يقول: "وكثُر اتِّصال الكرماني بتجَّار اليهود ولا سيما كبيرهم عزرا بن صمويل الذي كان يمدُّه بالنُّقود المحالة له من سلمية عليه، فتَواطَأ معهم على نشر الإشاعة المقلقة بالمدينة؛ لكي يبيع الناس أملاكهم بأثمان بخسة فيشتروها منهم، وكانوا قد أكثَروا من شراء الحبوب والأطعمة من الأسواق ليحتكروها، فانتظروا أنْ ترتفع أثمانها كلَّما زاد قلق الناس وخوفهم وانقَطَع ورود الميرة من خارج بغداد إليها، فيبيعوها للناس حينئذٍ بأغلى الأسعار"[28].



ويكشف أيضًا دسائس اليهود لإثارة الفتنة بين المذاهب الإسلاميَّة وإشعال نار الحرب بين أُمَراء المسلمين ضمن وثيقةٍ حصل عليها أحدُ ولاة الخليفة المعتضد عند أحد تجار اليهود: "... وعثر بينها على رسالة صغيرة في حجم الوصيَّة مكتوبة بالعبريَّة، فجِيء بِمَن يفكُّ رموزها، فتبيَّن أنها سجل شركة خطيرة أسَّسها جماعةٌ من كبار تجار اليهود بمدينة الموصل في أواخر عهد الخليفة المأمون، على أنْ تبقى قائمةً طوال العصور يُدِيرُها أبناؤهم، وإذا لها دستورٌ عجيب ينصُّ على وجوب تشجيع الفتن في بلاد الدولة، وإمداد القائمين بها، والسعي لإثارة الحروب بين أمراء المسلمين وبينهم وبين الروم، وتأريث نار الخلاف بين الطوائف والمذاهب والنِّحَلِ، والإفادة من كلِّ ذلك في تجميع الأموال وتكثير الأرباح لشركتهم"[29].



6- محاولة إثبات صلاحية الدِّين الإسلامي لحكم المجتمع وبث العدالة الاجتماعية بين رُبُوعِه، وبيان ما ينطَوِي عليه النظام الرأسمالي والشيوعي من نقائص وعُيوب، وذلك من خِلال تصوير الصِّراع الدائر بينهما وبين نظام العدل الإسلامي المتمثِّل في نظام أبي البقاء الإصلاحي، وانتصار نظام العدل الإسلامي على النظام الرأسمالي والشيوعي في نهاية الأمر.



7- وصف الجهاد في سَبِيل الله بالنفس والمال، وما ينتظر المجاهدين من أجرٍ عظيم عند الله تعالى، وذلك من خِلال تعرُّضِه لجهاد الإيرانيين بقِيادة جلال الدين خوارزم شاه والأمير ممدود والد قطز ضد التتار، وجِهاد المصريين والشاميين ضدَّ الصليبيين القادِمين من الغرب والتتار القادِمين من الشرق في رواية "واإسلاماه"، وجهاد المصريين بقيادة أسد الدين شيركوه وصلاح الدين الأيوبي ضد الفرنج وأذنابهم. فيُصوِّر في رواية "سيرة شجاع" جانبًا من جهاد المصريين في الإسكندرية حينما حاصَرَها الفرنج مع شاور، الوزير المصري المتحالف معهم: "ولَمَّا وصَلُوا إلى الإسكندريَّة أعجزهم اقتحامها؛ لبسالة أهلها في الدفاع عنها مع جيش صلاح الدين، فحاصَرُوها من كلِّ جانب، وكان ملك الفرنج قد أرسَلَ إلى قراصنتهم بساحل الشام فأرسَلُوا سُفنَهم في مياه الثغر يقطعون الطريقَ على سفينةٍ تحمل الميرة إلى أهله، فتَمَّ تشديد الحصار عليها من البرِّ والبحر، ولكنَّ أهلها أبدوا من الصبر والمصابرة والحميَّة والبسالة في الدِّفاع ما أدهَشَ صلاح الدين وذكره بأهل بلبيس وقال في نفسه: أمَّة بعضها من بعض لو لم يذلها حكَّامها الظالمون"[30].



وقال في وصف ما يأمل به المجاهدون في سبيل الله من أجرٍ عظيم ونعيم دائم عندَ الله في الآخِرة، في معرض حديثه عن الأمير ممدود الذي مات شهيدًا في الحرب مع التتار: "مات الأمير ممدود شهيدًا في سبيل الله ولم يتجاوَزِ الثلاثين من عمره، تارِكًا وراءه زوجته البارَّة، وصبيًّا في المهد لما يَدُرْ عليه الحول ولم يتمتَّع برؤيته إلا أيامًا قلائل؛ إذ شغَلَه عنه خروجُه مع جلال الدين لجهاد التتار، ولم يكن له - وهو يُودِّع هذه الحياة ونعيمها - مع عزاء عنها إلا رجاؤه فيما أعدَّ الله للشهداء المجاهدين في سبيله من النَّعيم المُقِيم والرِّضوان الأكبر"[31].



8- موقفه من الفن، حيث يعتقد أنَّ كثيرًا ممَّا يُطلَق عليه اليوم اسم الفن خارجٌ عن دائرة الفن، والفن منه بَراء، فيقول نقلاً عن الأستاذ "مراد السعيد" في وصف (الكازينات) التي تجري فيها أعمالٌ بعيدة عن روح الفن: "وتذكر أنَّ الأستاذ مراد السعيد كثيرُ التنديد بهذه (الكازينات) التي تُلصَق باسم الفن، والفن منها بَراء، فهي مَباءات للفساد تقتُل الأخلاق والفنَّ معًا، وعلى الحكومة أنْ تقفل أبوابها؛ صونًا لأخلاق الشبان والفتيات، وحفظًا لسُمعة البلاد وكَرامتها"[32].



ويقول أيضًا على لسان "فؤاد حلمي"، بطل الرواية في حواره مع الراقصة التي قدَّمت له الخمر ورأتْ أنَّ الفنَّانين يشربونها ويرَوْن أنَّ نشوتها تفتق أذهانهم وتُساعِدهم في فنِّهم: "هم كاذبون أو مخدوعون بهذا الوهم، إنَّ للفنِّ نشوةً لا تجتمع مع نشوة الخمر، والناس يا فتحية قد أساؤوا إلى الفنِّ فأدخَلوا فيه ما ليس منه؛ ألا ترَيْن أنهم يعتبرون التعرِّي وهزَّ البطون فنًّا؟!"[33].



9- تفسير الأحداث في ضوء التفسير الإسلامي للتاريخ، ويتجلَّى ذلك في حديثه عمَّا حلَّ بجلال الدين خوارزم شاه من ضَياع مُلكِه وفقدان ابنته "جهاد" وابن أخته "محمود": "وكأنَّ الله شاءَ أنْ يعاقبه على ما أنزَل ببلاد المسلمين من الخسف والدَّمار، وارتكب في أهلها الأبرياء من العظائم، وأتى ما يأتيه التتار من قتل الرجال، وسبي النساء، واستِرقاق الأطفال، ونهب الأموال، وتخريب المدن والقرى، انسياقًا مع هَواه الذي أعماه عن رُؤية الحق، وأضلَّه عن سبيل المؤمنين، فحمله على الإيقاع بقومٍ لم يعتدوا عليه، ولا ذنبَ لهم إلا أنهم رعيَّة ملك أساء إليه، فافتقد في طريقه هذا ثمرتَيْ قلبه وأنسَيْ حياته: (محمود وجهاد)"[34]، كما افتقد ملكه قبل أنْ يرجع إلى وطنه، وقُتِلَ في الجبال.

ويتجلَّى تفسيرُه الإسلامي للأحداث التاريخيَّة أيضًا في تفصيله للمقدمات التي كانت سببًا لانتصار المسلمين في "عين جالوت" من إقامة العدل بين المسلمين، وقيام العلماء بواجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنشاء ديوان للدَّعوة إلى الجهاد، وإعداد القوَّة، وإرجاء القتال مع التتار إلى وقت صلاة الجمعة ليُباشِروا قتال أعدائهم وخُطَباء المسلمين على المنابر يدعون لهم بالنصر والتأييد، وغير ذلك من المقدمات التي شرَحَها في رواية "واإسلاماه".



10- الدعوة إلى الوحدة الوطنية بين المسلمين في مواجهة أعدائهم؛ حيث يرى أنَّ المسلمين لا بُدَّ أنْ يتَّحدوا ويُشكِّلوا صفًّا واحدًا لطرد الأعداء من دِيارهم، فيقول على لسان "أسد الدين" في جواب مندوب "مري" ملك الفرنج: "نحن والمصريون شيءٌ واحد، يجمعنا الجنس واللسان والوطن والدِّين، ثم يجمعنا العدوُّ الدخيل الذي هو أنتم، وأنا وجماعتي ما جئنا كذلك إلا لقتالكم وتحصين هذا الوطن العربي منكم، أمَّا بلبيس فما دخَلْناها إلا برضا أهلها وطلبهم، وقد أعانونا بكلِّ ما يقدرون في سبيل الله لا في سبيلنا"[35].



خاتمة البحث:

1- يُعتَبر علي أحمد باكثير أحدَ رواد القصة الإسلاميَّة في الأدب العربي المعاصر، حيث نشَأ نشأةً إسلاميَّة منذ نُعومة أظفاره، وجعَل فكره الإسلامي فلسفةً لأدبه ومنهاجًا لحياته ولم يتخلَّ عنه إلى آخِر حياته، بل ظلَّ مُتمسِّكًا به ومُدافعًا عنه بفنِّه وأدبه.



2- بدأ باكثير حياته الأدبية في حضرموت شاعرًا غنائيًّا غلَب عليه طابع التقليد للقُدَماء، وفي الحجاز تعرَّف على المسرحيَّات الشعريَّة وتأثَّر بأحمد شوقي؛ فكتب مسرحيَّة "همام أو في عاصمة الأحقاف" بأسلوب الشعر المقفَّى، وفي مصر وبعد اطِّلاعه على الأدب الغربي والأدب العربي الحديث تغيَّرت مسيرته الشعريَّة وتأثَّر بمسرحيَّات شكسبير، فترجم مسرحيَّته "روميو وجولييت" بأسلوب الشعر المرسل، ثم كتب مسرحيَّة "أخناتون ونفرتيتي" أيضًا بنفس الأسلوب، وبعد ذلك اتَّجه إلى أسلوب النثر في كتابة مسرحيَّاته، وفي هذه المرحلة التي تُعتَبر مرحلة نُضجِه الفني والفكري اتَّجه إلى كتابة الرواية.



3- كتب باكثير ستَّ روايات اعتَمَد فيها على التاريخ الإسلامي والشخصيَّات الإسلاميَّة مُشِيرًا في نفس الوقت إلى أحداث الواقع وشخصيَّاته.



4- صدَر باكثير في رواياته عن التصوُّر الإسلامي، واستَطاع أنْ يُبرِز من خِلالها الفكر الإسلامي والقِيَم الإسلامية في صُوَرٍ فنيَّة ممتعة، وتتجلَّى رؤيته الإسلاميَّة في رواياته في الموارد الآتية:

أ- تصدير رواياته بالآيات القرآنية المتناسبة مع فكرة الروايات.

ب- تصوير الحبِّ العذري العفيف دُون الاستِرسال في وصْف المغامرات الجنسيَّة وكشف عورات النساء.

جـ- موقفه الإيجابي من القَضاء والقدر والتِجاؤُه إلى الله في كلِّ حال.

د- تقديم صورةٍ إيجابيَّة لعلماء المسلمين.

هـ- كشف خُطَط اليهود ودورهم في الحركات المشبوهة في تاريخ الإسلام في إشارةٍ خفيَّة إلى العلاقة بين اليهوديَّة والماركسيَّة.

و- محاولة إثبات صلاحيَّة الدِّين الإسلامي لِحُكمِ المجتمع وبث العدالة الاجتماعيَّة فيه، وبَيان ما ينطوي عليه النظام الرأسمالي والشيوعي من نقائص وعُيوب.

ز- وصف الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال وما ينتَظِر المجاهدين من أجرٍ عظيم عندالله.

ح- موقفُه من الفن ورفضه أنْ تكون الأعمال المنافية للعفَّة والأخلاق مثل التعرِّي والرَّقص وهز البطن فنًّا.

ط- تفسير الأحداث في ضوء التفسير الإسلامي للتاريخ.

ي- الدعوة إلى الوحدة الوطنيَّة بين المسلمين في مواجهة أعدائهم.

هـ- لم يسمَحْ باكثير في رواياته أنْ تخل الفكرة التي يدعو إليها وينتصر لها أحيانًا بفنيَّة عمله، بل التزم بالشكل الفني للرواية، واستخدم جميعَ عناصرها الفنيَّة مثل: الشخصيَّة، والحبكة، والوصف والحوار، والسرد والبناء اللغوي - أروع استِخدام، وله مهارةٌ خاصَّة في توظيف الحوار والمونولوج الداخلي واللغة العربيَّة الفُصحَى في تطوير أحداثه وشخصيَّاته.



المصادر والمراجع
1) القرآن الكريم.

2) أحمد عبدالله السومحي، علي أحمد باكثير حياته، شعره الوطني والإسلامي، الطبعة الأولى، جدة، نادي الأدبي الثقافي، 1403هـ/1982م.

3) عبدالرحمن صالح العشماوي، الاتجاه الإسلامي في آثار باكثير القصصيَّة والمسرحيَّة، الرياض، المهرجان الوطني للتراث والثقافة، 1409هـ.

4) عبدالعزيز المقالح، علي أحمد باكثير الرواية التاريخية (ضمن كتاب وثائق مهرجان باكثير)، الطبعة الأولى، بيروت، دار الحداثة، 1988م.

5) علي أحمد باكثير، الثائر الأحمر، الطبعة الثانية، بيروت، دار الكتاب اللبناني، 1404هـ/1984م.

6) علي أحمد باكثير، الفارس الجميل، القاهرة، مكتبة مصر، بدون تاريخ.

7) علي أحمد باكثير، سلاَّمة القس، القاهرة، مكتبة مصر، بدون تاريخ.

Cool علي أحمد باكثير، سيرة شجاع، القاهرة، مكتبة مصر، بدون تاريخ.

9) علي أحمد باكثير، ليلة النهر، القاهرة، مكتبة مصر، بدون تاريخ.

10) علي أحمد باكثير، واإسلاماه، القاهرة، مكتبة مصر، بدون تاريخ.

11) عمر عبدالرحمن الساريسي، مقالات في الأدب الإسلامي، عمان، دار الفرقان، 1996م.

12) محمد أبو بكر حميد، علي أحمد باكثير في مرآة عصره، القاهرة، مكتبة مصر، بدون تاريخ.

13) محمد شفيع السيد، اتجاهات الرواية العربية في مصر، الطبعة الثانية، القاهرة، دار الفكر العربي، 1993م.

14) نجيب الكيلاني، نحن والإسلام، الطبعة الثانية، بيروت، الرسالة، 1407هـ/1987م.



--------------------------------------------------------------------------------

[1] الأستاذ المساعد بجامعة كردستان - إيران.

[2] محمد أبو بكر حميد، علي أحمد باكثير في مرآة عصره، ص93.

[3] نجيب الكيلاني، نحن والإسلام، ص122 - 123.

[4] محمد أبو بكر حميد، علي أحمد باكثير في مرآة عصره، ص123.

[5] المصدر نفسه، ص88.

[6] أحمد عبدالله السومحي، علي أحمد باكثير، حياته، شعره الوطني والإسلامي، ص182.

[7] عمر عبدالرحمن الساريسي، مقالات في الأدب الإسلامي، ص55.

[8] محمد شفيع السيد، اتجاهات الرواية العربية في مصر، ص29 - 30.

[9] عبدالعزيز المقالح، علي أحمد باكثير والرواية التاريخية، ص167.

[10] علي أحمد باكثير، سلامة القس، ص92 - 93.

[11] المصدر نفسه، ص93.

[12] المصدر نفسه، ص93.

[13] علي أحمد باكثير، ليلة النهر، ص138 - 140.

[14] علي أحمد باكثير، الثائر الأحمر، ص105.

[15] المصدر نفسه، ص88، 89.

[16] المصدر نفسه، ص113 - 115.

[17] علي أحمد باكثير، واإسلاماه، ص92، 93.

[18] علي أحمد باكثير، سلامة القس، ص5.

[19] علي أحمد باكثير، واإسلاماه، ص192.

[20] المصدر نفسه، ص199.

[21] المصدر نفسه، ص95.

[22]المصدر نفسه، ص124.

[23]المصدر نفسه، ص124.

[24]المصدر نفسه، ص172.

[25] علي أحمد باكثير، الثائر الأحمر، ص75.

[26] المصدر نفسه، ص158.

[27] المصدر نفسه، ص168.

[28] المصدر نفسه، ص93، 94.

[29] المصدر نفسه، ص179.

[30] علي أحمد باكثير، سيرة شجاع، ص175.

[31] علي أحمد باكثير، واإسلاماه، ص40، 41.

[32] علي أحمد باكثير، ليلة النهر، ص15.

[33] المصدر نفسه، ص140.

[34] علي أحمد باكثير، واإسلاماه، ص52.

[35] علي أحمد باكثير، سيرة شجاع، ص128.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاتجاه الإسلامي في روايات علي أحمد باكثير التاريخية..( د. حسن سرباز )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» باكثير وريادة التصور الإسلامي في الرواية التاريخية
» إرهاصات الشعر الحر عند علي أحمد باكثير - دراسة فنية
» أفكــار فتكت بعالمنــا الإسلامي ..( الليبرالية )
» الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق..( . محمد بن سعد الدبل )
» الأدب والتنظير في عصرنا الحاضر..... ( من مجلة الأدب الإسلامي )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة النهر الخالد :: علوم :: علوم اللغة العربية-
انتقل الى: