بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
سيداتي آنساتي سادتي و أساتذتي وكلكم معلمون لي
إن أحد مآسي عصرنا هو إنحيازه إلي المادة بكافة أشكالها و إلي الأصنام التي أنتجهتها حضارة العصر وما أحدثته من آثار جانبية ..قد ساهمت بشكل واضح و طرح مأساوي انتج ذلك الإنصراف عن فنون لغتنا الجميلة و آدابها و شعر شعرائها و كافة نواحي أصالتها وبهائها و بقائها بأمر ربها .. لغة قرآننا المنزل بلسان نبينا العظيم .
و لقد وجب هنا التنويه إلي الدعم العظيم و الممدود به أيادٍ كريمة ومستمرة من هذا البلد الكريم المعطاء ..( المملكة العربية السعودية )حكومة وشعباً بدءاً من رمز العروبة والإسلام و موئل الحكمة الغالية و مصدر الخير الضاف .. (خادم الحرمين الشريفين)أطال الله عمره و كافة أبناء الأسرة الحاكمة الكريمة وشعب العروبة الأصيل الشعب الجميل الشقيق الكريم شعب الممكلة الحبيبة حاضنة كل إبداع ورائدة كل فن أدام الله عليها وعلي شعبها الأمن والسلام والرخاء .
أيها الحفل الكريم
تحيرت كثيرا فيما أعنون به أول ما تخطه يميني في كلمتي تلك إليكم
فلم أجد أجلي ولا أحلي ولا أغلي ولا أعلي من هذه الحروف الثلاثة
( مصر )
مصر أغلي إسم في الوجود .. و علم أعلام الخلود
مصر التاريخ التليد .. ومهد الحاضر المجيد
مصر أول من عرف التوحيد .. و عفر جباهها السجود
( مصر )
الودود .. مصر .. الولود
مصر .. الحب والسلام .. و الصمود
مصر .. الحضارة و الثقافة .. والورود
مصر .. اول من سن ووثق .. وأمضي العهود
( مصر )
هي ضياء كل فجر جديد .. هي أغنية في فم الزمان أو نشيد
مهد حضارات الأرض .. و حاضنة بيضتها و نبع طاقتها
ومنبتة ثمرتها .. مصر أم الدنيا .. و قاطرة عمارتها
علي ترابها تناوبت دورات التاريخ و عناوينه الكبار حتي لو أردت أن تعنون لكل مزدهر من التاريخ علي الأرض فلن تجد أنسب من كلمة مصر ولو بحثت عن كل زهرة من زهور الأرض فستجد منشئها نيلها و تربتها.. وإسمها عبق أريجها وحروفها مكتوبة علي كل ورقة منها و بالأحري فالتاريخ حيث كان وأينما وقع ما هو إلا سطر من صفحة في كتاب مصر ..
المجد و التاريخ طفلان ولدا لها و رضعا لبانها و نشآ علي أرضها .. مصر الأسم المعطر .. العلم المزهر .. علم الدهر الأشهر .. مصر الأزهر
و ترابها المسك .. و العنبر .. و ماؤها الشهد والسكر
واديها السهل الأخضر .. وجبلها الذهب الأصفر
وحواف نهرها التبر والعنبر ومجراه .. الخير المقدر.. شعبها الغضنفر .. المؤمن المكبر..
مصر .. أُمنا .. و همنا .. و فرحنا .. وسعدنا .. وحلمنا إن نمنا أو نعسنا وشاغلنا إن وسنا أو استيقظنا .. وصورتها إن تخيلنا الجنة ورجاؤنا أن يكون فيها فردوسنا بعد مبعثنا
عل حواف نهرها الخالد نشأ التاريخ طفلاً يحبوعلي شواطئه وعليها أيضاً نشأت شجرة الحضارة باسقة جميلة .. وولدت عالية نبيلة .. لإرتوائها من ماء نهرها وفكر عقولها .. و تاريخها و بها حملت أولي ثمارها .. مصر أم الثقافة و الفنون ..و مبدعة المعارف .. و صاحبة المواقف .. و معلمة اللطائف ..
والدة .. وفاطرة رابطة النهر الخالد ...التي هي فكرة جالت بخاطر .. إبن مصر .. الشاعر الأديب و المبدع الأريب (الدكتور كمال نشأت) رحمه الله و ذلك في بداية خمسينيات القرن ..
والرجل قد شغلته هموم لغتنا الجميلة فانشغل بها .. وشعر بحبها فأحبته وبادلته الحب وزادت مشاعره فتدفق نهر شعره .. فهتف وطاف وغرس البذرة التي أينعت شجرة .. أصلها ثابت و فرعها نابت وأورقت وأزهرت وأثمرت وقد شاركه هذا المجد محبان تلاقيا معه علي ضفاف بحور شعر لغتنا الجميلة فمدا يديهما طالبين الإبحار معه .. فركبا سفينة النهر الخالد مؤسسين ومبدعين وهما الشاعر الأديب ابن النيل (محمد الفيتوري السوداني المولد ) وكذلك الشاعر الرقيق .. بحر الشعر الفياض (فوزي العنتيل) فعبروا بالسفينة .. إلي واحدة من مراسيها الآمنة ثم وافت المنية المؤسس المبدع فالتقط المجداف أحد رواد جيل المؤسسين و المبحرين معه .. وهو الشاعر العظيم رائد المدرسة الواقعية الجديدة (محمد إبراهيم أبو سنة) المبدع العبقري فنان الشعراء وشاعر الفنون و قد تخير .. معه من خيره أدبائنا و شعارائنا مجموعة تعجز مفرداتي عن إنزالهم منازلهم اللائقة بهم و هم الأستاذ الأديب القدير (محمد شومان) والشاعر ( فاروق جويدة) البحار الملهم في فنون الشعر وصائد اللآلئ و صدفاتها ابن شاطئ النيل (فاروق شوشة) و اللذين ما زالوا مع الربان بحارةً ماهرين يمسكون بالمجداف ويوجهون دفة السفينة .. في بحر الشعر المتلاطم بمهارة وتمكن وهم قد قرروا أن يطوفوا بالسفينة في رحلتها الجديدة كل موانئ اللسان العربي وبحاره...
وقد مدوا أيديهم ليلحقوا بسفينة الرابطة بعض ممن شغلتهم اللغة العربية وآدابها ليكونوا سواعد تساعد في إحياء الرابطة وسربلتها ثوباً قشيباً في عهد جديد فوقع إختيارهم علي كل من شخصي الضعيف ...
والأُستاذ خالد سعد فيصل ضمن المؤسسين الجدد فشرفاهما بما كلفاهما به ..ولقد ألقوا علي عاتقي رئاسة مجلس إدارة الرابطة فكدت أنوء بالحمل لولا إخوة قد شدوا من أزري .. وشحذوا همتي من هممهم العالية وهم كامل الإخوة أعضاء الرابطة من مصر وخارجها .. ولقد وجب هنا التنويه بدعم ومساندة بعض رموز مصر .. وأعلامها من أبنائها واللذين لولا دعمهم .. ما كنا .. ولا ظهرنا وهم معالي السفير (عفيفي عبد الوهاب) أول رعاة كل جميل بيننا وساقي ليالينا المزهرة بعذب روحه
والأستاذ الدكتور(صلاح طاهر) راعي الثقافة في ليالينا الإبداعية و الأستاذ القنصل العام ( حسام عيسي) الذي لا يألوا جهدا ولا يدخر وسعاً لخدمة أبناء الجالية و إني لمنتهز الفرصة لأرحب بكافة الضيوف الذين شرفوا حفلنا الليلة وأزيد في الترحاب بالأستاذ الشيخ (بدوي نايف الشاهين) صاحب صالون الجمعة الشاهيني والذي يرعي فيه آداب وفنون لغتنا الجميلة ويضم منتداه باقة من المثقفين والشعراء والأدباء رغم أنه من أنجح رجال الصناعة في مملكتنا الحبيبة ورغم أنه قد إختار مهنة سليمان عليه السلام فأمضي استثماره في صناعة الحديد إلا أنه قد ربط حبه باللغة العربية و آدابها و فنونها بمرابط من صناعته فأحكم وثاقه بها فالرجل يحمل الإجازة العالية أي (الماجيستيرمن جامعة دمشق في الأدب العربي)ثم أني لطائف بعد هذا للترحيب بعملاق الشعراء وفارس القصيدة إبن المملكة (الأستاذ الدكتور عبد الرحمن العشماوي) والذي لا تفي كلماتي قدره ولا أقدار كوكبة الشعراء الملهمة ولسان لغتنا المعبر وأقلامنا المبدعة (الأستاذ إبراهيم الأحمد شاعر الأصالة ولواء الشعر ومعه لآلئنا الغالية الأستاذ فايز نصار والأستاذ سليمان غزال والنابغة الكنعاني أبو نادر شاعر القدس) وكافة الشعراء الذين شرفونا وأثروا ليلتنا لتكون بحق (ليلة في حب مصر)
كما أرحب بالرموز العظيمة رواد العلم والتعليم وأساس النهضة وبناء الأمم ...
وهم كل من الأساتذة ( أبوعبد الله الرتيق – والأستاذ أبو ناصر – والأستاذ يوسف اليوسف أبو خالد – والدكتور عثمان الثنتلي ) وقبل أن أختم كلمتي لحفلكم الكريم أزفُ إليكم أن الرابطة ستقيم مهرجانها الشعري التالي تحت عنوان ليلة وفاء في حب مملكة العرب والمسلمين بل ومملكة العالم أجمعين المملكة العربية السعودية وإلي كلمة عنوان الثقافة في رياضنا الجميلة وأحد أعلام الأدب ورعاته الأستاذ الدكتور المهندس (صلاح طاهر) فليتفضل ..
[/size]