لعل من أعظم المكاسب التي حققتها موقعة المقطم والتي سيجني ثمارها الشعب كله هو أن الإسلاميين أصبحوا (يدًا واحدة) وعلى الرغم من الحملة الإعلامية الاستباقية للترهيب من حصار مدينة الإنتاج الإعلامي إلا أن الجماعة الإسلامية السلفية فرضت إرادتها بالقوة ونزلت لتطويق قنوات الفتنة وحصار رأس الأفعى من خلال رسم جرافيتي حيوانات على الأرض تحمل أسماء حيوانات الفضائيات حيوانًا..حيوانًا.. والقيام بحملة بحث في السيارات عن لصوص الإعلام في مشهد حضاري استمتع به الشعب لأنه يطبق مبدأ العين بالعين يتقدمه المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الذي أعاد الاعتبار إلى اللحية التي أهينت في زمن الملتحين ويتحدى الجميع بأنه لن يُضرب مسلم بعد اليوم، وقال إن من يقتحم المساجد ليس مسلمًا وليس مصريًا وفض اعتصامه بعد أن وصلت الرسالة.. في نفس الوقت اتخذ يونس مخيون رئيس حزب النور موقفًا مشرفًا حينما رفض حضور أول اجتماع للمائدة المستديرة مع جبهة الإنقاذ بعد أن اكتشف -كما أعلن- أن قيادات الجبهة الكبار تورطوا في إدارة العنف في المقطم.
أما المفاجأة التي كانت متوقعة والتي كان ينتظرها الشعب بفارغ الصبر فهي الإنذار الثلاثي الذي وجهه الرئيس مرسي إلى دعاة الفتنة والعنف والذي قطع فيه الرئيس العهد على نفسه بأن يقطع - وهو على وشك- أصابع الفتنة وكل من يثبت تورطه فلن يفلت من العقاب وكل من شارك في التحريض فهو مشارك في الجريمة، لكن أبدى أسفه الاستباقي وعدم سعادته إذا ما أثبتت التحقيقات إدانة السياسيين الذين استشاطوا غضبًا وهلعًا وجبنًا ودخلوا في نوبة هلوسة لسان حالها يقول: يكاد المريب يقول خدوني..أصابهم جنون الشك والارتياب لدرجة أن بعضهم قال وفي لغة منكسرة: لو كان لدى الرئيس دليل فليقدمه للنائب العام فقد خسروا الرهان على صبر الرئيس الذي لا ينفد.. لكن المفاجأة غير المتوقعة أنه عقب كلمة الرئيس مرسي غادر زعيمهم الدكتور محمد البرادعى القاهرة على عجل متوجهًا إلى الإمارات خشية اعتقاله طبقًا لتوقعات النشطاء مما اضطر حزب الدستور إلى العدول عن التعتيم على السفريات وأصدر بيانًا مقتضبًا يقول فيه إن البرادعي يزور الإمارات لحضور أحد المؤتمرات وأنه سيعود يوم الخميس.. ولكن السؤال كيف يُسمح للبرادعي بالسفر وهناك تحقيق قضائي ينتظر الإفراج للمحاكمة تضمن وقائع محددة تثبت تورطه في أعمال العنف؟ وكيف يُسمح له بالذهاب إلى الإمارات معقل الثورة المضادة والتي يقودها شفيق وخلفان ودحلان؟ هل يكون البرادعي رابعهم؟ وهو الذي اعتاد الهروب في الوقت القاتل حتى دون أن يشارك في جنازة القيادي بحزب الدستور الدكتور محمد سلامة.
وفي النهاية يجب أن نتوجه بالشكر إلى موقعة المقطم التي قصمت ظهور الأقزام وسنقول لهم عما قريب: وداعًا يأهل العار.. وداعًا يا أهل الخراب والدمار.