النفى الواضح والصريح لموافقة وزير القوى العاملة خالد الأزهرى على تسفير المصريات للعمل «خادمات» فى الخليج أثلج صدرى بعد يومين من المتابعة التى تحرق الدم للأخبار التى نشرتها صحيفة «الوطن» المصرية ونسبت خلالها لقنصل مصر فى الرياض السفير حسام عيسى أن وزارة القوى العاملة سمحت مؤخرًا بسفر مصريات للعمل بمهنة الخدمة فى المنازل، بشرط موافقة الزوج وعمله معها فى المنزل نفسه.
وذلك على الرغم من استمرار إدراج مهنة «الخادمة» ضمن قائمة شهيرة تضم 13 مهنة محظور على النساء المصريات العمل فيها بالخارج حفاظًا على كرامة وسمعة المرأة المصرية، ومنعًا لممارسة أية أعمال مخلة بالآداب والتستر وراء هذه المهن ومن بينها: مديرة منزل، كوافيرة، خياطة، ممرضة خاصة، سكرتيرة خاصة، نادلة مطعم.. وغيرها.
السيد علاء عوض، المتحدث الرسمى لوزارة القوى العاملة، أكد أن الحظر المفروض على هذه المهن لا يمكن رفعه لأنها تمس كرامة شعب بأكمله، خاصة أن هذا الحظر مفروض من قبل الثورة، ومستحيل أن نعود للوزارة بعدها بالموافقة على مثل هذه المهن.
وهنا يجب أن نشكر وزارة القوى العاملة والهجرة على اهتمامها بتوضيح هذا الأمر الذى يمس كرامة كل مصرى فى الداخل والخارج، ولكن.. وهناك دائماً «ولكن» هذه حتى يكتمل «حرق الدم»، السفير حسام عيسى قنصلنا المحترم فى الرياض أوضح أن «الوزارة سمحت مؤخراً بذلك بشرط موافقة الزوج، وعمله معها فى المنزل نفسه».
إذاً كلام الوزارة صحيح بأن القرار لم يتم إلغاؤه،.. ولكن كلام سعادة القنصل «أقرب للمنطق».. بوجود قرار حديث بالاستثناء فى حالات محدودة كأن يكون الزوج يعمل سائقاً أو طباخاً أو مرافقاً خاصاً، أو ممرضاً خاصاً لصاحب المنزل أو أحد من أهله، و«يوافق» هذا الزوج على حضور زوجته للعمل «خادمة» أو مديرة لنفس المنزل.
وإذا كان هناك منطق يمكن أن يتقبل مثل هذا الوضع لوجود الزوج والزوجة فى منزل واحد، لكن مَن أقام فى الخارج، وتحديداً فى دول الخليج يعلم تماماً أن هناك العديد من الثغرات فى الأمر كأن يترك الزوج العمل مع صاحب المنزل، أو يضطر للسفر معه فترات طويلة للعلاج أو العمل أو غيره، أو أن يكون «للكفيل» أكثر من زوجة فى بيوت مختلفة فيضطرا للانفصال، والكثير من الظروف الاجتماعية.
وهنا لا معنى لتطبيق أى «استثناءات»، ويبقى الأمر متعلقًا بكرامة شعب، وطبيعة مجتمع، و«فهم» خاص من المصريين لمسألة عمل «مديرة المنزل» أو الخادمة، يجعل المصرى يرفض تمامًا أن تعمل نساء مصر فى هذه المهنة خارج حدود مصر.
شخصيًا عرفت العديد من الأصدقاء العرب، مديرات منازلهم من جنسيات أوروبية (شرقية وغربية)، وآسيوية، ومن أمريكا اللاتينية، سواء لرغبة فى تنشئة أبنائهم على أيدى مربيات «أجنبيات» أو لطبيعة عملهم الدبلوماسى أو التجارى خارج بلدانهم الأصلية، ومهنة الخادمة أو المربية أو مديرة المنزل فى حد ذاتها مهنة شريفة، بل وتحتاج دراسات وشهادات ومؤهلات، لكن الأمر يختلف تمامًا لدى المجتمع المصري، وفى كل الأحوال يبقى الحفاظ على سمعة وكرامة نساء مصر فوق كل استثناء،.. وأرجو أن «تصدق» الوزارة فيما قاله المتحدث باسمها..
فليست تجربة «طيبة» الذكر عائشة عبد الهادى ببعيدة!!.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.