كمال نشأت : أحد مؤسسي رابطة النهر الخالد مع الشاعرين فوزي العنتيل ومحمد الفيتوري - رحمهم الله جميعا -
وهو التأسيس الأول للرابطة
الدكتور كمال حسين فهمي نشأت (مصر).
ولد عام 1923 بمدينة الإسكندرية.
تخرج في قسم اللغة العربية بجامعة الإسكندرية. وحصل على الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة عين شمس 1965.
عمل مدرساً بكلية الألسن, وأكاديمية الفنون, وكلية الآداب بالجامعة المستنصرية, وكلية الآداب بجامعة الكويت.
عضو بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.
من رواد حركة الشعر الحر في مصر, وقد كون في الخمسينيات (رابطة النهر الخالد) بالاشتراك مع محمد الفيتوري وفوزي العنتيل.
دواوينه الشعرية: رياح وشموع 1951- أنشودة الطريق 1961- ماذا يقول الربيع 1965 - كلمات مهاجرة 1969- أحلى أوقات العمر 1981- النجوم متعبة والضحى في انتظار 1988.
أعماله الإبداعية الأخرى: الجحيم الحي (رواية صينية مترجمة عن الإنجليزية) 1967.
مؤلفاته: النقد الأدبي الحديث في مصر - في النقد الأدبي - أبو شادي وحركة التجديد - شعر المهجر - مصطفى صادق الرافعي.
ممن كتبوا عنه: محمد مندور, ومحمد مصطفى هدارة وعبده بدوي, وحسن فتح الباب, وماهر حسن فهمي, وسليمان فوزي, وفاروق منيب, وحسن توفيق.
عنوانه: 49 طريق مصر حلوان - المعادي - القاهرة.
نــهـــــر الكونــــــدو
يجري نهر الكوندو
منزلقـا من قمم الثلجْ
فأبوه الغيم الرحّال المدرارْ
النهر الشيخ
لا يخشى الصخر المحدودب
منعرجات الجبل المعترضه
مندفعاً كالولد الأهوج
نهر (الكوندو)...
شربت منه الأطيار
وبجانبه تنعَسُ في الليل الأزهار
سبحت فيه نجوم... أقمار
وصبايا كن عرايا
يصرخن إذا احتد التيار
لا تستصغر هذا الشيخ المكار
فلديه أسرار الأسرار
في الليل المقمر يهدا
يحكي عن جمجمة سكنتها الأسماك
عن ولد يعشق جنيّه
تمرح في ضوء القمر على الشطآن
عن قصة حب لصبيه
نامت فيه
عن ليل ولّى... ونهار
عن سِيَرٍ... ومعارك
وشعوب... وممالك
الشيخ الثرثار
ما أبرعه في التمويه
يعرف عمره
لكن يخفيه
ممتد في الأبد المتطاول
يتجعد مجراه ويعلوه شيب الزَّبد الأبيض
لكنَّ مرور الزمن العاتي لا يفنيه
لم يعرف يوما مللا
يمشي نفس الدرب... ونفس المشوار
فأبوه الغيم الرحال المدرار
مندفعاً كالولد الأهوج
منزلقا من قمم الثلج
منهمراً... ضحّاكاً... هدار
لا يخشى الصخر المحدودب
منعرجات الجبل المعترضه
هذا الشيخ المغوار
نهر (الكوندو)...
العـــــــــــــودة
افتحوا يأيها الحراس أبواب المدينه
افتحوها إننا منكم ولسنا غرباء
هذه الأسوار لا تحجب عنا دمنا
لا... ولا هذي السنون الضائعات
بين أنياب الشتات
افتحوا إنا نموت
فدعونا بين أحضان أهالينا نموت
افتحوا... يأيها الحراس أبواب المدينه
افتحوها لنلاقي أوجه الأصحاب
أسماء الشوارع
ومصابيح البيوت
عبق الأرض التي خضنا إليهاالمهلكات
ليتنا لم نهجر الترب الذي تهجع فيه الأمهات
هل جنينا غير جرح الروح والحلم الموات...?
افتحوا يأيها الحراس أبواب المدينه
افتحوها... كيف لا تنجذب القربى
وتهفو في الشرايين الدماء
إننا من هذه الأرض التي
صلى عليها الأنبياء
وانحنت فوق روابيها السماء
افتحوا يأيها الحراس أبواب المدينه
افتحوها
إننا منكم ولسنا غرباء
من قصيدة: أنــا ذرة من ترابــــك يــا مصــــر
أنا ذرة من ترابك يا مصر
تنأى... وكلك فيها
ذرة جمعتك سماء... وأرضاً
وأهلاً... ونخلاً... ونيلا
نهير غريب الخطى
ليس يلقى المصب
فيحفر مجراه في ظلمة الصخر في كل درب
أنا ذرة من ترابك يا مصر
تنأى وتقتحم القمم المثقله
الخطى مقصله
والمدى ضائع في الضباب
والبدايات تنمو بداخلهن النهايه
وبيض النسور محال يفرِّخ يوماً دجاج
أنا ذرة من ترابك يا مصر
تخضر منها الجديبات
تثمر منها الجهود
وتزهر منها الورود
وتترك من نور علمك في كل درب أثر