كتب صلاح منتصر في عموده اليومي المقروء بالأهرام أنه خطف رجله إلى لندن للاطمئنان على صحة قريبة وصديقة صلاح دياب ناشر المصري اليومي بعد إجرائه عملية جراحية، وقال إن غرفته رقم 305 بمستشفى لندن كلنيك تحولت إلى منتدى سياسي – لم يذكر أسماء – تحمس فيه الحاضرون وبقوة إلى الفريق شفيق وقال إن شفيق الذي ليس له تاريخ سياسي ولم يكن منتميًا لحزب أو تنظيم استطاع في 3 شهور فقط أن يبني تنظيمًا انتخابيًا لم يقمه حزب الوفد بكل تاريخه القديم، وانتزع أصوات أكثر من 12 مليون مصري وأن يواجه الدكتور مرسي الذي تدعمه شبكه قوية منتشرة في كل مصر، وختم كلامه قائلًا كل ذلك أمر يدل على العقلية التخطيطية المميزة لشفيق.
خطورة هذا الكلام أنه تشويق صحفي لحملة إعلامية جديدة تطرح عودة شفيق قائدًا للمعارضة بعد الفشل الذريع لقادة جبهة الإنقاذ في الإطاحة بالرئيس مرسي.. لكنها للأسف شهادة لتزوير التاريخ.. الأستاذ صلاح منتصر لا يقول الحقيقة ليس عن جهل لأنه أول من يعلم أن الذين صنعوا شعبية شفيق المزعومة هم العسكر الذين قاموا بـ"تجييش" الشعب والدولة معًا لانتخاب شفيق وهم الذين جيّشوا أمام المنصة 3ملايين مواطن من محافظات مصر وهو عدد يفوق المليونيات التي أسقطت مبارك في ميدان التحرير للضغط – عشيه إعلان النتيجة – لفوز شفيق صاحب الشعبية المزورة التي لم تكن في حاجة إلى تزوير في الصناديق.. ولو لا أن الله سلم لحدث ما لا يحمد عقباه وهو نفس ما حدث بالضبط في الثورة البرتقالية في أوكرانيا.. أسقطوا النظام وعندما أجروا الانتخابات فاز فيها كل رموز النظام السابق برغم أنها انتخابات حرة ونزيهة.. وأنا أتساءل كيف يهرب زعيم شعبي من بلده رغم أنه يمتلك نصف الشعب..نحن لن نتحدث عن فساد شفيق لأن الفساد أصبح قيمة محترمة "برة وجوة"، وصاحبها -على حد كلام الأستاذ صلاح منتصر – يتميز بعقلية تخطيطية تبين أيضًا أنها قادرة على الهروب والتهريب والنهب والتخريب!! في حين أن عدم الفساد أصبح عيبًا من عيوب نظام الحكم المصري.. إذن لم يكن غريبًا أن يفرض شفيق نفسه وبقوة على منتدى سياسي يعقد في مدينة لندن التي أصبحت تنافس دبي في إيواء الفسدة والفاسدين..
ما أروع الحقيقة عندما تذاع على ألسنة أهل الباطل.. أمس الأول كانت ممتلكات مبارك في بريطانيا هي الخبر الأول الذي نشرته صحيفة الجارديان نقلًا عن أكبر بنك استثمار في مصر يقول إن أسرة مبارك مازالت تمتلك موجودات تجارية في الأراضي البريطانية رغم دعوة الحكومة – وهي زائفة – لتجميدها منذ عامين وأن جمال مبارك يتلقي – ولا يزال – 880 ألف دولار سنويًا من صندوق مسجل في جزر العذراء البريطانية.. بالبلدي هو يقبض أرباحه وهو منعم في السجن وليذهب اقتصاد مصر وشعبها إلى الجحيم..
وفي النهاية أهمس في أذن الأستاذ صلاح منتصر لأقول له: هناك وسيلة وحيدة للإطاحة بالرئيس مرسي.. وهي كيف ينجح الإعلام الذي اعتاد أن يكون في مقدمة كل زفة في حدوث فقدان ذاكرة جماعي لشعب مصر لمحو 30 عامًا من الفساد والاستبداد.. تلك هي الفرصة الوحيدة كي يعود شفيق يا أستاذ صلاح.
