آسف لاضطراري إلى كتابة لفظ "اغتصاب" الذي استخدمه أحد المطلوبين ضبطهم وإحضارهم من ميليشيات المقطم ويدعى "تقادم الخطيب" بقوله على صفحته بتويتر "طظ في النائب العام.. ومن النهاردة ما فيش نيابة إحنا النيابة. في المقطم فقد الإخوان عذريتهم. عايزين نحضر لهم طلعة تانية ويكون اغتصابًا علنيًا. عندي مذاكرة مش فاضي ياض يا طلعت".
الحق أن تقادم الخطيب مع حازم عبد العظيم اغتصبا القانون عشرات المرات خلال الـ24 ساعة الأخيرة ما بين تغريدات على تويتر وتصريحات لقنوات فضائية. لو كنت مكان النائب العام لأمرت بضبطهما وإحضارهما فورًا من منزليهما أو من أي مكان ولو خلال وجودهما داخل استديوهات الهواء، فما يتلفظانه من سوقية هابطة يسقط احترام القانون وهيبة السلطات القضائية.
ضبطهما وإحضارهما سهل للغاية.. فلماذا التأخير وتركهما يتحديان القانون والشرطة، ويوجهان كلمات ساقطة إلى النائب العام كما في السطور أعلاه.
فيما يلي بعض مما كتبوه أو تحدثوا به للقنوات الفضائية....
- عبر تغريدة له على تويتر كتب حازم عبد العظيم "أيها النائب العام أنت شخص غير محترم وغير جدير بالمنصب".
- وعبر تغريدة ثانية "لن أعطي للنائب العام شرف الذهاب إليه بنفسي، طالما لا أعترف به، يجي يجيبني بالعافية".
- وفي أخرى "ناس طيبين حبايبي بيقولوا لي تعالى اتدارى في خن لغاية ما الموجة تعدي، أنا في بيتي واللي عايز يقبض عليّ أهلًا وسهلًا".
- خلال مداخلة هوائية مع الأستاذ جمال عنايب ببرنامجه على الهواء بفضائية "اليوم" موجهًا كلامه للنائب العام "أعلى ما خيلك اركبه".. وقال أيضًا "من العار على مصر أن يكون هناك نائب عام بهذا الشكل".
- تقادم الخطيب لجمال عنايت أيضًا: "إذا أرادوا أن يقبضوا علينا في الشوارع ويقتادوننا للسجون فأهلًا وسهلًا".
لاحظ تغريدة تقادم التي بدأت بها. هذا الأسلوب المتدني في مخاطبة شخصية قضائية كبرى في حجم النائب العام يعيدنا إلى واقعة إلقاء القبض عليه في أكتوبر من العام الماضي عند مدخل مدينة نقادة بمحافظة قنا وكان يستقل أتوبيسًا من القاهرة إلى بلدته. تم احتجازه صباحًا وقال فريق الشرطة إنه وجد بحيازته قطعة حشيش، فيما كتب هو فيما بعد أن القضية ملفقة لأنه رفض أسلوب ملازم أول الشرطة عندما صعد إلى الأتوبيس وطلب الاطلاع على بطاقات الركاب الشخصية.
لا أعرف إلى ماذا انتهت تلك القضية.. لكني تذكرتها فقط بسبب ألفاظه السابقة الذكر من عينة فض العذرية واغتصاب "ومش فاضي ياض يا طلعت" في إشارة إلى النائب العام مستخدمًا لهجة بعض الصعايدة "ياض" والتي تعني "واد"!
حازم عبد العظيم الذي يسب النائب العام بأنه غير محترم.. "عبده مشتاق" الوزارة الذي كان على مسافة ساعة من أن يحلف اليمين وزيرًا للاتصالات في حكومة الدكتور عصام شرف، إلا أن المجلس العسكري الحاكم في ذلك الوقت استبعده بعد الاطلاع على تقارير رقابية تفيد علاقته بشركة إسرائيلية في مجال الاتصالات وهو أخطر مجال تنفذ من خلاله الاستخبارات الأجنبية وعمليات التجسس.
المجلس العسكري لم يفعل ذلك لمجرد اتهامات مرسلة، فلابد أنه تأكد من المعلومات بواسطة الأجهزة الأمنية السيادية التي رفعت إليه تقريرها، وتم الاكتفاء حينها باستبعاده، مع أن متطلبات الأمن القومي توجب الكشف تفصيليًا عن الأمر الخطير الذي يستبعد بسببه وزير مرشح عقب أن ارتدى بذلته وركب سيارته متوجهًا نحو مقر حلف اليمين مع باقي أعضاء الحكومة.
الوفدي الدكتور علي السلمي نائب رئيس تلك الحكومة للتنمية السياسية والتحول الديمقراطي قال في ذلك الوقت لجريدة المصري اليوم عند سؤاله عن سبب عدم الإعلان عن السبب الحقيقي لاستبعاد حازم عبد العظيم من الحكومة الجديدة، بأن سبب استبعاده معلن، وقد أذاع الإعلامي يسري فودة أن حازم عبد العظيم شوهد وهو يلتقي أحد ممثلي شركة "أرون" الإسرائيلية، وأنه يمتلك نسبة في شركة اتصالات لها تعاون مع شركات إسرائيلية، وحازم نفسه قال إنه يمتلك نسبة صغيرة في هذه الشركة، -على حد قول السلمي-.
نحن في بلد يلعب فيه عدد من أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية على رأسها الموساد، ولا شك أن الفوضى المتصاعدة وإحراق المنشآت العامة والخاصة وتحويل البلد كله إلى حريقة ما تكاد تخمد حتى تشتعل من جديد، يجعل من المهم أن نفتش عن الطرف الثالث بجدية وليس باستخفاف وسخرية من اللهو الخفي!
ربما يقربنا عمرو عبد الهادي عضو جبهة الضمير الوطني بما كتبه على الفيسبوك بعنوان "هل تعرف من هو حازم عبد العظيم"... إن رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف أوكل إليه إعداد برامج الأحوال المدنية لسكان مصر من حيث المواليد والوفيات والذكور والإناث في سن التجنيد، وجميع المعلومات التي يمكن أن تستفيد منها الدولة في خططها المستقبلية. تعاون حازم عبد العظيم مع شركة إسرائيلية لتنفيذ هذا البرنامج، وقد وضعت الشركة داخل البرنامج ملفًا ينقل كل ليلة أية تعديلات على المعلومات بالأحوال المدنية إلى إسرائيل. ورصدت جهات رسمية مصرية عدة مقابلات بين عدد من العاملين في شركة حازم عبد العظيم والشركة الإسرائيلية، بدأت في 12 يونيو 2009 في مدينة طابا بين حازم نفسه والإسرائيلي نافتالي أو باتوستي نائب رئيس شركة أورن، حيث تم الاتفاق على تنفيذ برمجة للتليفون المحمول باللغة العربية لصالح شركة إسرائيلية. كما رصدت جهات رسمية أن التعارف بين عبد العظيم ووزير الاتصالات الإسرائيلي تم في مؤتمر عقد في برشلونة الإسبانية عام 2007، وأكد مصدر قضائي أن تحريات الأجهزة الرسمية أثبتت تعاونه مع الشركة الإسرائيلية".