«إذا كان حصار البيوت بالتظاهر السلمى قد صار مشروعا على بيت رئيس الجمهورية، فإن التوجه السلمى إلى السياسيين والإعلاميين الذين ينفخون فى تأجيج فتنة حرق مصر وخرابها - يصبح خيارًا ضروريًا أيضًا»، هذا هو بالنص ما قاله الزعيم ابن الزعيم الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، وهو الصوت الإسلامى الأصيل الذى يرعب قلوب كل الفلول رغم سماحة وجهه الخجول. هذا هو ما قاله بعد أن أصبح الإخوان فى مرمى النيران. وعلى الرغم من أن الزعيم كان واضحًا وصريحًا فى التأكيد على سلمية دعوته، إلا أن دعاة العنف الثوريين اتهموه بالدعوة للعنف.. يا للعجب.. الدعوة لمحاصرة قنوات الفتنة فى مدينة الإنتاج الإعلامى سلميًا حرام، لأنها تكميم للأفواه، أما ممارسة العدوان والإجرام والانتقام من الإخوان ومنعهم من حق الدفاع عن أرضهم المحتلة فهو حلال لأنه عمل ثورى تماما مثل إهانة الرئيس واجب وطني.. لا أعرف ما هو الوصف اللائق الذى يمكن أن يُنْعت به هؤلاء؟ الشىء المؤكد أن أمثال هؤلاء لا يمكن إلا أن يكونوا أعداء للإخوان. ورغم أنه قد انكسرت هيبتهم أمام عقر دارهم وفى ذكرى تأسيس جماعتهم التى تحل لأول مرة وهم فى السلطة، وقد أصيب منهم المئات ولهم ١٦٧ مصابًا فى المستشفيات وحُرق لهم ١٠ سيارات ومقاران جديدان يكملان رقم الـ ٣٠ مقرا التى تم إحراقها تحت إشراف أجهزة الدولة.. رغم كل هذه الكوارث إلا أن الإخوان كان قرارهم هو عدم الانجرار إلى العنف والدمار، وقالوا فى موقف جديد يسجله لهم التاريخ فى ضبط النفس من أجل الوطن قالوا: لن نسير على قضبان رسمها لنا الآخرون.. أما الرئيس فقد أثبت احترافية رئاسية راقية عندما وقف على الحياد رغم الأزمة العاصفة وكان تعليقه الذى يؤكد مدى شعوره العميق بالواجب والمسئولية.. كان تعليقه: لا تعليق، لتنهال موجات التعاطف الشعبى على الإخوان التى دفعت القبطى العجوز مفيد فوزى إلى أن يعلن استنكاره لما جرى أمام مكتب الإرشاد لا لشىء، كما قال، إلا لأنه سيحقق شعبية للإخوان.. لعبت أكبر الأدوار فيها الواقعة المؤسفة التى قام بها البلطجية الثوريون عندما اقتحموا مقر حزب الإخوان فى الروضة واقتحموا دورات المياه على الفتيات اللاتى اختبأن فيها واعتدوا عليهن وأخذوا كل ممتلكاتهن ونهبوا المقر وفروا هاربين.. ليجنى الإخوان من الشوك العنب.. وليظهر الفرق جليًا أمام الناس بين اللصوص والجريمة والمجرمين الملثمين بالأقنعة الثورية السوداء المدعومين من قيادات العنف الذين يطلبون السلطة، ولو كان الدم هو الثمن ومن أصحاب اللحى القصيرة الذين هم فى السلطة، لكنهم يدوسون على كرامتهم فداء لأوطانهم واقتداء برئيسهم أقصد رئيس كل المصريين.