سمحت السفارة المصرية بالكويت للراغبين من المصريين في تحرير توكيلات للفريق السيسي لإدارة شئون البلاد. كانت السفارة قد رفضت السماح بتحرير التوكيلات لحين معرفة رأى وزير الخارجية الذي وافق على التوكيلات. اللهم لا اعتراض.. فقط نحن نسأل وبلغة دبلوماسية -وزير الخارجية بصفته عضوًا في حكومة الرئيس الشرعي- ألا ترى معالي الوزير أن السماح بتحرير هذه التوكيلات حتى ولو كانت لصالح زميلك في الوزارة كي يتولى شئون البلاد، ألا ترى أنها تهدد شرعية مصر خارج الحدود وبلا حدود خاصة في الدول الخليجية التي تعادي الرئيس الشرعي علنًا بل وتستهدف هي الأخرى الانقلاب عليه؟
غدًا ستسمع معالي الوزير كما تردد الصحف المصرية أول توكيل للسيسي في الإمارات، وأول توكيل في السعودية، وأول توكيل في واشنطن وأول توكيل في تل أبيب.. يا حسرة على الدبلوماسية المصرية العتيقة! سفارات مصر في الخارج وهي طول عمرها خارج حسابات المصريين في الخارج تتحول الآن إلى أماكن إيواء للمعارضين للنظام الشرعي المنتخب.. والفضل ينسب للوزير الذي أفصح عن هويته المعروفة، لكن وقع في الفخ.. فخ الانحياز إلى فصيل على حساب فصيل شرعي آخر.. هل تعلم معالي الوزير أنك لو كنت «شلت السماعة وسألت الفريق السيسي -«بلاش» نقول شلت السماعة وتكرمت واتصلت بالرئيس مرسى - لكان رد الفريق السيسي هو الرفض لأنه ليس في حاجة إلى توكيلات إذا ما أراد أن يتولى شئون البلاد.. وأعتقد أن الفريق السيسى حتى الآن يمتلك القدرة على فرز النفاق الذي يؤدى إلى الشقاق.. وأرجو من الله أن يكون اعتقادي هذا صحيحًا خاصة ونحن نعيش فى زمن أصبح فيه الوطن خارج جدول الأعمال.
السؤال الذي لا يفارق الناس وهم يشهدون الأحداث.. ماذا يفعل الرئيس؟ وما هو الموقف الذي كان ينبغي على الرئيس أن يتخذه ضد وزير يفتح باب الانقلاب عليه في الخارج - وليس- داخل مصر؟ ولماذا لا يقيل الرئيس وزيرًا يستحق الإقالة؟ قبل الحكم على الرئيس ضع في الاعتبار ما هي الآثار التي سوف تترتب على إصدار قرار الإقالة في ظل دولة رخوة تشجع الكبار من المنافقين فيها على الانقلاب على الرئيس؟.. تاريخنا الطويل يقول إن الظلم قد كتب على جبين الشعب المصري في كل العصور لدرجة أن البعض قال إن هذا الشعب لا يستطيع أن يعيش إلا فى ظل ظلم.. وإذا كان مبارك قد اختار أن يكون ظالمًا للشعب.. فإن الرئيس مرسي هو الذي أختار أن يكون مظلومًا من الشعب وليس ظالمًا لشعب اختاره بمحض إرادته.. ليكون الرئيس مرسي هو الرئيس المظلوم الأول في تاريخ مصر الحديثة.