هلع وتجاهل اعترى إعلام الردح من قيام التيار الشعبي، بعقد ندوة حول تنمية محور قناة السويس، اعتبر معظم المتحدثين فيها، وأولهم حمدين صباحى مؤسس التيار وزعيمه، أنه مشروع قومى لكل المصريين.
أتى ذلك بعد شهور من التحبيط والتبخيس والكوميديا السوداء التى روجت أن الهدف من المشروع بيع أو تأجير قناة السويس لقطر، وتخويف المستثمرين بأن أموالهم ستضيع هباءً وسيقوم أى نظام قادم بعد مرسى بمصادرتها وإيقاف المشروع.
البعض قال إن هذا الاحتفاء غير العادى من أقوى مكونات جبهة الإنقاذ المعادية للمشروع، جاء ردًا على تعريض أحمد شفيق بهم، من خلال كشفه عن لقاء سرى جرى مع المخرج خالد يوسف موفدًا من التيار الشعبى للتحالف معه، ثم سخريته منهم جميعًا، وقوله إن خبرته وحده "تفك" قيادات الإنقاذ الاثنى عشر، وأنهم يأكلون من أموال الفلول. والمعروف أن شفيق يرفض هذا المشروع وحرض رجال الأعمال فى لقاءاته الإعلامية على عدم الاستثمار فيه، لأنه غير قابل للحياة عقب رحيل النظام الحالي.
فى الندوة تحدث عصام شرف بأمانة شديدة مسميًا مشروع تنمية قناة السويس بأنه "مصر الجديدة"، التى ستتغير من مجرد مسار مائى للسفن العابرة إلى حياة تعج بالتجارة والصناعة وتدفق الأموال.
المثير للانتباه ما قاله حمدين صباحى بأن المشروع سيغير حياة المصريين وطفرة اقتصادية كبيرة لمصر، سوف ينقلها لنهضة اقتصادية عالمية، داعيًا الشعب المصرى للتكاتف والتلاحم من أجل إنجاحه. والأكثر من ذلك أن صباحى قال إن التيار الشعبى سيستمر فى عمل ندوات للتعريف بأهمية المشروع والخير الذى سيوفره.
عصام شرف الذى استقال مؤخرًا من اللجنة الاستشارية لمشروع تنمية قناة السويس، أوضح أنه سيدر دخلاً كبيرًا من الناحية الاقتصادية، وسيجعل مصر فى مصاف الدول الأوروبية، إذا استطعنا تقديم خدمات بحرية للشركات التى تعبر القناة، مستشهدًا برسالة البنك الدولى أن موقع بورسعيد المتميز سوف يجعل مصر قاطرة التنمية على مستوى العالم.
القناة التى ظلت منذ إنشائها مجرد مسار مائى، ستصبح لصيقة بالمصانع والتجارة ومحطات تزويد السفن بالوقود، بجانب أنشطة عمرانية وزراعية وصناعية.
فى تعليقها لإحدى قنوات الردح التى حاولت الاصطياد بالتساؤل عن سبب ردة التيار الشعبى عن موقف رافض تبنته جبهة الإنقاذ، التى يعتبر صباحى أهم قياداتها الفاعلة، قالت المتحدثة باسم التيار الشعبى هبة ياسين، إن المشروع ليس حكرًا على جماعة الإخوان المسلمين، بل إنه موجود ضمن البرنامج الانتخابى لحمدين صباحي.
أيًا كان سبب رد الاعتبار لهذا المشروع القومى، فلا بد من الترحيب بخطوة التيار الشعبي، وهذا ما نريد أن تصبح عليه المعارضة المصرية، تبنى ولا تهدم، تصون ولا تبدد، تبشر ولا تحبط.
لقد تعرض مشروع السد العالى للتعجيز والضغوط الغربية والإقليمية لمنعه، لكنه نجح بالتفاف المصريين حوله كمشروع قومى بعد أن نبذوا خلافاتهم. وحتى بعد أن قام فعليًا لم تتوقف عمليات تشويهه من قبل أعداء النجاح والتقدم.
تصوروا ماذا سيكون حال مصر بدون السد العالي؟ بعد سنوات ليست ببعيدة سنسأل السؤال نفسه عن مشروع تنمية قناة السويس، حينها ستدفن الخلافات والفصائل السياسية المتنازعة والكارهة للآخر فى مزبلة التاريخ الذى سيبقى فقط فى صفحاته الخالدة، المتحدثة باسم التيار الشعبى هبة ياسين علقت ملحمة الإنجاز بأيدى وعرق المصريين بلا تفرقة أو تمييز.