بسم الله الرحمن الرحيم
إن المتتبع لأخبار مصر مصر العزيزة هذة الايام وخاصة علي أغلب وسائل الاعلام المصري والعربي يصاب بالاحباط والدوار وخاصة من الفضائيات المصرية ووسائلها المقروئة والمسموعة إن اكثرية وسائل الاعلام المصرية الخاصة تصور المشهد المصري كما يريد ويتمني اصحاب القنوات الفضائية الخاصة ووسائل الاعلام الاخري ويتمني كثير منهم سقوط مصر في الفوضي والامتثال والافلاس كما يروجوه في وسائلهم ويرغبون في سقوط الحكم الجديد الذي جاء بالرئيس مرسي وحكومته عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة .
انا احد المحبين لمصر ولشعبها الكريم فقد في درست في جامعتها وتأثرت كثيرا بعلمائها وتتلمذت علي مدارسها الفكرية منذ نعومة اظافري وعشت مرحلة تاريخية طويلة من تاريخ مصر الحديث منذ عهد الملكية ثم الثورة المصرية في عام 25 وما تلاها من أحداث جسام هزت عموم المنطقة العربية وتأثرت كثيراً بما جري في مصر آنذاك سلباً او إيجاباً , الي ان اجتاحت ثورة 25 يناير الساحة المصرية في اروع ثورة عرفها التاريخ الحديث في سلميتها وتعاون شبابها ووضوح اهدافها في الحرية والكرامة وحقوق الانسان واسقاط الديكتاتورية وغقامة دولة القانون والديمقراطية في ارض الكنانة .
لقد قدمت هذه الثورة العظيمة نموذجا راقيا للثورات العالمة المعروفة في سلميتها وتعاون ابنائها وانسجام قادتها في توجيهاتهم وخطابه الاعلامي الراقي الي ان ذلك التوجيه لم يدم طويلا فقد ادرك صناع القرار العالمي واذنابهم في المنطقة معني تحرر مصر وانعتاقها وعودتها الي الساحة العالمية بسرعة مذهلة , وفي وقت قصير من نجاح الثورة تم الاتفاق علي اقامة انتخابات برلمانية وتشريعية ورئاسية وقدمت الي الساحة المصرية عناصر وطنية متعلمة شعبية ورئيس ينحدر من اعماق القرية المصرية الاصيلة في بساطتها وتواضعها , عندها ادرك اعداء مصر ووكالائهم في المنطقة بان القادم الي مصر والي المنطقة هو اعصار كاسح للانظمة الفاسدة ولابد من التصدي له والوقوف امامه وإسقاطة باي ثمن واعدت لذلك خطة مدروسة تبدا بالاعلام واجهزته وصناعو لتشويه صورة القادم الجديد والعهد الجديد والكيد لهم ومداهمتهم ورصد الاموال الطائلة والاقلام الماجورة والقنوات الفاجرة ليلا ونهارا وبدون رقيب ولا حسيب ولا رادع من ضمير لاسقاطهم جندوا مخلوقات بشرسر ممسوخة هدفها الكذب ودينها الافتراء وراس مالها المثل المعروف (اكذب ... الي ان يصدقك الناس) .
تتطاول هؤلاء الصغار المأجورين علي الكبار وعلي القامات العالية علي الاشخاص الذين تم انتخابهم من قبل ابناء الشعب المصري .. فعمدوا مباشرة الي رئيس مصر المنتخب والرجل المتواضع والبسيط في ماكله وملبسة وتحركاته وعلاقاته الاجتماعية واستغلوا حبه لابناء جلدته واحترامه لكل مصري مهما كان موقعه ومنزلته الاجتماعية بهدف اسقاطه .
طعنوا في كفائته وقدرتة وتجرباته السياسية فلما افلح عند استلامة منصبه مباشرة بخطوات كبيرة ملفتة للنظر وكان اهمها وقوفه بجانب غزة عند محاولة اجتياحها من قبل اسرائيل ثم طلب من رئيس مصر من دول العالم المؤثرة في الساحة العالمية كالولايات المتحدة ان يتدخل شخصيا ليتوقف الاعتداء الصهيوني ثم يحسم الموضوع بسرعة لصالح قاع غزة وما تبع ذلك من احداث مثيرة ومتسارعة , عندها ادرك المتآمرون من داخل مصر وخارجها ان القادم الي المنطقة عن طريق هذه القيادة سيكون كبيرا وفي صالح شعوبعا المنكوبة بحكامها , فتنادي الجميع لابد من إقاف العجلة التآمر علي مصر وقيادتها الجديدة وحركت أذنابها في داخل مصر وهم كثر وبأسماء متعدة مر بإسم العلمانية وأخري باسم الحداثة مقابل الرجعية الحاكمة واخري بإسم حقوق الاقليات واستخدمت سلاح التشويه والكذب والفتراء واستباحة الحرمات بإسم حرية الرأي والإعلام الحر المكفول بالدستور وتجاوزت المحرمات الشرعية والقانوية والعرفية في التعدي علي خصوصيات العائلة المصرية وحرمة التتشهير والسب والشتم للجرماء ومن الجانب الاخر قابل الطرف المعتدي عليه كل هذة التجاوزات الشخصية والعائلية للصفح والترفع عن الرد متمسك بقوله تعالي (وغذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) وبعد ان فشلت كل وسائلهم وتحرشاتهم واعلامهم الماجور النيل من الرئاسة والحكومة واتفزازها حيث تم مقابلة ذلك التعدي للصفح والتعالي علي الجراح , فلجأت الي تحريك الشارع عن طريق الاعلام وعن طريق بعض الساسة المأجورين والمتورطين والطامعين في كرسي الرئاسة بعد فشلهم الزريع فحركوا الشارع البسيط بأعلامهم الكاذب وبإستئجار بعض المأجورين والمورثين لإستخدام العنف وحرق المقرات وتعطيل الاعمال واستخدام جميع وسائل العنف ومحاصرة دوائر الدولة وتهدي من لا يستجيب لهم ومن ما شجعهم وقوف كثير من رجال الأمن والشرطة موقف المتفرج واللامبالاة من أعمال هؤلاء بل ان بعضهم مشاركاً في أعمال العنف وهؤلاء كثير منهم تضرر من الثورة بعض نجاحها وتعطلت مصالحهم وعجز نفوذهم وبعد ان فشلت جميع وسائل التحريض والعنف وحتي اعمال القتل المتعمد عند قصر الإتحادية لشباب كبار جاؤا للدفاع عن ممتلكات البلد وعن ثورتهم وضحوا بأرواحهم في سبيل بلدهم وأمتهم وثورتهم المجيدة ، بعد ان فشلت جميع وسائلهم عمدوا الى طريقة شيطانية وهو تحريض الجيش المصري وطلب قادتهم منه ان يتقدم الجيش لاستلام الحكم واسقاط الرئيس المنتخب والحكومة المنتخبة بحجة ان الحكومة ضعيفة لا تصلح والرئيس ضعيف ولابد من استخدام القوة وبهذا التخبط والتناقض واختلاف المصالح الشخصية فيما بينهم عاشت مص اياماً صعبة ومؤلمة . واخيراً لجأوا الى اضعاف الدولة المصرية اقتصاديا وذلك لتعطيل مصالح الناس واشغال الشارع المصري وتعطيل مصالح الفقراء والطبقة العاملة وهي الاكثرية في مصر والاضرار بمصالحها اليومية علي امل ان تتملل الاكثرية الصامتة المنفرة بالنضمام اليهم والمطالبة بإسقاط الدولة الجديدة .
لقد فشلت جميع وسائلهم الشيطانية في اسقاط الحكم وفشلوا في تحشيد الجموع للوقوف معهم في الساحات , فأسقطوا في إيديهم ورفعوا شعار مقاطعتهم للإنتخابات القادمة لانهم يعلمون تماماً حجمهم الحقيقي في الساحة المصرية .
وبعد أيها الشباب المصري الناهض هذة مصر تتعرض الي مؤامرات محلية وعاملة من البعيد والقريب فأسرعوا لإنقاذ بلدكم من هذة الزمرة المتآمرة عليكم وعلي أجيالك وعلي مستقبلكم وذلك بوقوفك مع الحق ومع الشباب المؤمن في داخل مصر وخارجها للدفاع عن المكتسبات الكبيرة للثورة وهي الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والتنمية السوقية فالبلد فيها إمكانيت عظيمة لكي ينمو بسرعة مذهلة ويقدم للعالم والمنطقة نموذجاً رفيعا في البناء والتنمية ودرء الفساد المستشري في جسم الدولة المصرية .
إن مصر العظيمة قادمة الي مرحلة فاصلة من تاريخ امتنا العربية لقيادتها والدفاع عن مقدساتها ومثولها العليا . وإن الامة العربية تنتظر منكم يا شباب مصر ان تقفوا مع دولة الحق والصدق ومع الايادي المتوضئة من شباب مصر القادم منساحات التحرير والعزة والكرامة .
والله يحفظكم ويحفظ مصر العزيزة من كل مكروه
فليح حسن السامرائي
