يبدو أنه قد كتب على جبين كل إسلامى أن يظل يعانى ويعانى حتى فى ظل الحكم الإسلامي.. ويبدو أيضًا أننا خرجنا من مرحلة طنين الكلام إلى مرحلة طنين المنشار الذى تعبث به أصابع دولة عميقة الجذور والذى عبر عن نفسه فى الوقائع التالية:
- عبد الرحمن عز من رواد الموجة الثورية النقية الأولى التى أشعلت الثورة، ولو كان قد سمع نصيحة رئيس حركة 6 إبريل وانضم – وهو من رواد الحركة – إلى الغلمان المتحولين الذين تم تجنيدهم لتكسير عظام الإسلاميين، ما كان عبد الرحمن عز قد زج به وألقى فى دورة مياه السجن، حتى ولو كان قد شارك مع زملائه المجرمين من 6 إبريل فى إطلاق المولوتوف على بيت الرئيس.. عبد الرحمن عز وهو يجسد الرمز للثورية الوطنية الأصيلة يدفع الآن ثمن أنه ثائر متدين أخلاقه تمنعه من أن يكون أداة للنيل من الهوية الإسلامية تحت غطاء الثورة ومهما يكن الثمن.
العمامة التى توضع على وجه المعتقل والتى كنا نشاهدها على وجوه العراقيين أثناء الاحتلال الأمريكى للعراق، ظهرت فى مصر بعد الثورة، لكنهم اختاروا لها وجه معتقل إسلامى ينتمى إلى حركة "حازمون".. حلق اللحية هو العقاب الفورى للمعتقلين الأحرار الملتحين فور وصولهم للسجن وهو المكان الفخيم لإيواء الإسلاميين فى كل العصور، وحتى فى عصرنا الحاضر، كل هذا يجرى وجمعيات حقوق الإنسان.. لا حس ولا خبر، لأن الأخيرة تنص على أن حقوق الإنسان المصرى مكفولة بشرط ألا يكون هذا الإنسان إسلاميًا.. كل ذلك.. لأن الممول "عاوز كده".. مثل المخرج تمامًا..
- تناقضت وتعددت المواقف والتهمة واحدة.. تم حبس أبو إسلام بنفس تهمة باسم يوسف، وهى ازدراء الأديان، لكنه على الجانب القبطى القوى الحصين وليس على الجانب الإسلامى المهيض الجانب فى دولة أغلب شعبها من الإسلاميين، ووسط هوجة علمانية عالمية صاخبة يخرج باسم يوسف وهو السفيه والحقير معززًا مكرمًا، بل ومحمولاً على الأعناق، بينما كان السجن الفورى من نصيب "أبو إسلام" المناضل الوطنى الأصيل. حتى السائق المسكين حكم عليه بالسجن 3 سنين، لا لشىء إلا لأنه سائق خيرت الشاطر، ولو كان أسعده الحظ وصار سائقًا للبرادعى لأصبح واحدًا من أفراد فرقة الحراسة على بيت البرادعى الذى تحرسه عين وزارة الداخلية.. ويبقى السؤال.. بالعمل؟ يقول أحد جهابذة التيار العلمانى المتعطش للسلطة إن الله خلق الإسلاميين فقط ليقاوموا الفساد.. وليس لتدوير شئون البلاد والعباد.. بينما يقول أفلاطون فى كتابه (الجمهورية) إن من يرفض أن يحكم سوف ينتهى به المطاف بأن يحكمه من هو أسوأ منه. أما الفلاسفة العرب المنظرون فإنهم يقولون: من الحماقة أن تكون مثاليًا فى زمن ومكان غير مثاليين، وأنا أرى - وقد أكون مخطئًا - أن البطولة الحقيقية للرئيس - أى رئيس - هى فى ضبط النفس، خاصة إذا ما استشعر أن التدخل الجزرى سوف يؤدى إلى توليع البلد وانهيار دولة يراد لها أن تنهار، لكنها لن تنهار، لأنها أكبر من أن تنهار..