هناك حالة من الفوضى فى السلوك السياسى هذه الأيام، هذا مفهوم ولا يحتاج إلى مزيد شرح، ولكن أن تصل هذه الفوضى ببعض القوى السياسية إلى الإسفاف والتدنى فى التصريحات وأدوات الاحتجاج، فهذا ما يمثل انتكاسة للثورة وتشويها خطيرا لمسيرتها وإعلانا للإفلاس أيضا، أنا لا أتصور أن تصدر تصريحات من شخصية معارضة كانت مرشحة لمنصب وزارى أيام المجلس العسكرى وهى تخاطب رئيس الجمهورية بأسلوب بالغ الفحش والتدنى، والمسألة هنا ليست متصلة باسم رئيس الجمهورية، وإنما بالمنصب والمقام الذى هو جزء من مؤسسات الدولة التى نحرص على حماية هيبتها وحرمتها، لأنها إحدى ضمانات ترسيخ مفهوم الدولة فى حد ذاته، إنها ليست شجاعة على الإطلاق أن أتحدث مع رئيس الجمهورية بمثل هذا الأسلوب المتدنى والرخيص، بل هو إفلاس يكشف عن انعدام الإحساس بالمسؤولية، هل يتصور أحد أن مثل هذه الشخصيات يمكن أن تمثل بدائل سياسية مسؤولة تأتمنها على دولة وحكومتها ومؤسساتها، كيف يستبيح لنفسه إعلامى معروف بعصبيته وتوتره المزمن أن يتحدث عن رئيس الدولة بما يقترب من السباب المحض واستباحة الكرامة، ثم هو يشتكى أن يغضب للرئيس أنصار وأن يردوا عنه بسلوك ـ قد لا نرتضيه ـ لكن لا يمكنك أن تسقط مبرراته الأخلاقية، لأن بعض السلوك الإعلامى أنهى الفواصل بين الأخلاقى وغير الأخلاقى فى التعبير السياسى، أيضا لا أعرف أى معنى أو مبرر لسلوك بعض الكتل السياسية المعارضة بذهابها إلى منزل رئيس الجمهورية وهى تحمل حزما من البرسيم وتهتف بكلمات غير لائقة ومهينة، ثم هم يشتكون إذا وصفهم الإسلاميون بأوصاف عنيفة وجارحة ومشينة أيضا، وأعتقد جازما أن مثل هذه السلوكيات تمثل ما يشبه اعترافا بالهزيمة والعجز أكثر من أن تكون تعبيرا عن شجاعة فى الرأى أو نضالا سياسيا بأى شكل من الأشكال، لن أتحدث هنا عن المشروعية والقانون، فهناك من يستبيح كل ذلك الآن ويعتبره غير موجود، ولكنى أتحدث عما قبل القانون نفسه، إحساسنا كمواطنين بالمسؤولية تجاه البلد وتجاه الدولة، لأننا من المفترض أننا الذين بنيناها والذين نطورها ونحاول إصلاحها وتقويم ما يعتبره بعضنا اعوجاجا بها، فكيف نستبيح لأنفسنا أن نهدم كل شيء فيها، ونؤسس للوحشية فى السلوك السياسى عملا ولفظا، ونسقط هيبة واحترام مؤسساتها الرفيعة.
إن محاولة إهانة أو إسقاط هيبة رئيس الجمهورية لا تصيب الرئيس محمد مرسى وحده، بل ستكون عبئا خطيرا على أى شخص آخر لو أتت به الصناديق أو المقادير، وبالتالى نعرض الوطن نفسه للتلاشى المستعصى على الحل، من حق الجميع أن يحتج على سياسات الرئيس أو حزبه أو جماعته، بل لا تستقيم ديمقراطية بدون معارضة واحتجاج، ولكن أتمنى أن يكون لدى الجميع القدر الضرورى من الإحساس بالمسؤولية فى أخلاقيات هذا الاحتجاج، لقد انتصرت الثورة المصرية بأخلاقياتها، وسوف تفشل مسيرتها ـ لا سمح الله ـ إذا استمر ذلك
الانهيار والانحدار فى أخلاقيات المتحدثين باسمها.
نقد بقلم المهندس حسن البنا
كنا نعشق ونحب .. ونحب .. ونقرأ مقالاتك .. التي سرعان ما إنحرفت بها إلي عكس جريان النهر .. ثم تماديت ربما لأنك كغيرك .. آمنت العقاب وكنت تفعل هذا مع تابعك .. أخيك وكأنه يقرأ ماتكتب .. ثم ينحو نحوه .. ثم ها أنت تعود أدراج دربك .. وربما كان هذا مصادفة .. او علنا سيحسن الظن .. فنقول إن تغيرك وعودتك السريعة بعد خطاب رئيس الجمهورية المنشد والملمح إلي السحاب ويا رجل لقد اربكت أخيك .. فراح يكتب .. عن شيء ينتظر به ما ستسفر عنه إتجاهاتك الكتابية بعد هذا وتاريخ مصر الحديث كان به صاح سالم و جمال سالم وأخ يمشي خلف أخيه وكلاهما يصفق له طاغية ظالم فهل هنالق فرق في أن أفعل هذا .. أو اتعدي واتطاول ظناً في ضعف أظهره أدب رئيش ..مستحب اتسع صدره حتي وسع إستاد القاهرة الدولي ..
تحياتي ودعواتي أن تعودا لرشدكما .. أستاذين منصفين وقلمين من أقلام الحق
جمال و محمود سلطان .